اتسعت عيون "شادي" من كلماتها تلك وصمت للحظات من هول صدمته، وبعد ثواني أردف:
- وأنتِ أكيد وافقتي
- أيوة
ابتسم الآخر قائلاً:
- طيب جايه تقوليلي دلوقتي ليه؟- مش عارفه، صدقني مش عارفه بس أنا مش مرتاحة مع إني ده اللي كنت عايزاه بس أنا..
ثم زفرت بضيق وامسكت رأسها بألم، نهض "شادي" من مكانه وجلس على المقعد المجاور لها ثم قال بابتسامه:- أنسي كل ده أنا مبسوط أنك جيتي قولتيلي
- بس أنت هتمنعني صح!
رد عليها بهدوء:
- لو ده اللي إنتِ عايزاه أنا مش همنعك وأنا سايبلك حرية الإختيار قولي اللي إنتِ عايزاه عايزه تهربي كده كده الموضوع هيكون بعيد عني بس..
قالت بفضول:
- بس إيه؟- هل إنتِ جاهزة إنك تقابلي العالم الخارجي لوحدك؟
ظلت تنظر بعيونه لفتره ثم قالت بدموع:
- لا- وعشان كده إنتِ لسه هنا لحد دلوقتي صدقيني كل اللي بيحصل ده عشانك أنتِ
تنهدت "سلمى" وظلت تتنفس بصوتٍ عالٍ ثم بكت بضيق، طالعها "شادي" بعيون متسعة لأن تلك هي المرة الأولى التي تبكي فيها بتلك الطريقة منذ وقت طويل! أبتسم بفرحه وتركها تبكي حتى توقفت بعد لحظات وبدأت تنظم أنفاسها مرّة أخرى، نظرت إلى "شادي" لتجده يطالعها بابتسامة فطالعته بتساؤل نوعاً ما، فقال الآخر بدون أي مقدمات:- إيه رأيك اعزمك على الغدا النهاردة؟
ابتسمت بتهكم وسخرية وقالت:
- والله؟ والغدا هنا ولا في جنينة المصحةنظر لها "شادي" بصمت وابتسامه غامضة على وجهه فتغيرت نظراتها وتطلَّعت له بعيون متسعه ثم قالت:
- هتخرجني من هنا؟!!
- لو وعدتيني إنك متعمليش أي فعل يبوظ كل حاجه
نظرت له "سلمى" بابتسامه رائعة ولأول مره تضحك بوجهه وقالت:- يعني بجد هتسمحلي إني أخرج من هنا حتى لو وقت صغير
- أنا كنت عايز اجبلك هديه عشان إنتِ وثقتي فيا وفتحتي لي قلبك وبصراحه ملقتش أحسن من الهديه دي طبعاً ده قبل ما تقوليلي على موضوع دكتور فاطمه
ابتسمت هي بأمل ونظرت له بثقة فقال "شادي":
- ها يا ستي تقبلي نتغدى سوا ولا؟- أيوة أقبل طبعاً
ثم صمتت للحظات وقالت بوجه عابس:
- بس هخرج بالهدوم دي؟أبتسم "شادي" وقال:
أنت تقرأ
رحيل العاصي
Romanceقلبي يكسوه الغضب والعصيان إتجاه كل شيء، لتلك الضحكات العالية التي تصدر منكِ، وتلك الحركات العفوية التي تفعلينها فتخربي كل شيء، ولتلك النظرة اللامعة التي تظهر بعينيكي كلما نظرت اليكِ، ولكنكِ تمكنتي من نزع هذا العاصي الذي يسكن بداخلي لتحققي ما لم استط...