وفجأة و"عاصي" ينحني بسيارته اتجاه اليمين وعندما دخل إلى الشارع الذي يقع بيته في نهايته، ظهرت "ليلى" أمامه و"رحيل" تركض خلفها وفي تلك اللحظة توقفت "رحيل" مكانها ووضعت يدها على قلبها بتعب وظلت تتنفس بصعوبة وتتعرق بشدة، نظر لها بصدمة ووقع الهاتف من يده وقد فقد "عاصي" قدرته على التحكم في السيارة فنظرت "ليلى" للسيارة القادمة نحوها والتي قد أصبحت أمامها مباشرةً بخوف ثم أغمضت عينيها..
وفي أخر لحظة توقفت السيارة ولكنه لم يتمكن من تفادي "ليلى" فاصطدمت بالسيارة ليس بقوة ولكن تلك الصدمة كانت كفيلة لتُظهر جرح طويل في جبينها!!
فتحت الطفلة عيونها برعب وألم ووقتها ركضت "سلمى" بسرعه وأخذتها في أحضانها، ظل "عاصي" ينظر أمامه بصدمة لا يعرف ما الذي حدث قبل لحظات ومن هول صدمته لم يستوعب أنَّ من تقف أمامه الآن هي نفسها "سلمى" التي كسرت كلمته وعادت إلى مصر بدون أذنه، ترجل "عاصي" من السيارة واتجه إلى "ليلى" بسرعه وقال بقلق:- إنتِ كويسة فيكي حاجه
وظل يتفحصها بهلع، حتى وقع بصره على الجرح الطويل الموجود في جبينها، كانت "ليلى" تغمض عيونها بتعب وتفتحها وكأنها تُبدي مقدمات أنها سوف تفقد وعيها، نظر لها "عاصي" برعب وحملتها "سلمى" بين يديها ثم قالت:
- لازم ناخدها المستشفى!!
وفي تلك اللحظة انتبه "عاصي" لـ"سلمى' الواقفة أمامه فقال بغضب:
- إنتِ!!
وقبل أن يتكلم صاحت "رحيل":
- عاصي..
نظر لها الآخر بعيون غاضبه ولكن هذا الغضب اختفى وحلَّ محله القلق عندما وجدها بتلك الحالة، تضع يدها على قلبها بتعب وألم، ووجهها المتعرق بشدة وعيونها الجاحظة والتي مالت للاحمرار، وانفاسها الغير منتظمة بالمرة وكأنها تنازع حتى يصل الأكسجين إلى صدرها،
نظرت له "رحيل" وقالت بتعب شديد وحروفٍ متقطعة:- قلبي ..
ثم نظرت له بعدم تركيز واغمضت عينيها وسقطت مغشياً عليها فامسكها الآخر بقلق، ضربها على وجنتها بخفه وردد بقلق:
- رحيل ردي عليا إنتِ سمعاني؟!!
ولكن بدون فائدة،
نظر "عاصي" لـ"رحيل" الواقعة بين يديه وليلى التي قد فقدت وعيها هي أيضًا بين يدين "سلمى" ثم نظر إلى السماء و ناجى ربه أن يلهمه الصبر والقوة لكل هذا، حملها بين يديه بسرعه واتجه إلى السيارة فتحركت "سلمى" وفتحت له الباب الخلفي وجلست هي وليلى على يدها وأخذت "رحيل" في أحضانها هي أيضًا، واستقل "عاصي" السيارة بسرعه واتجه بهم إلى أقرب مستشفى..
وبعد ساعات..
وصل "بدر" إلى المستشفى لأن "عاصي" قد أخبره بمجرد استقرار حالة "رحيل" حتى لا يقلق، تحرك "بدر" بين ممرات المستشفى بقلق حتى وجد "عاصي" أمام إحدى الغرف ويجلس على أحد المقاعد ويضع رأسه بين يديه بتعب، قال "بدر" بقلق:
أنت تقرأ
رحيل العاصي
Romanceقلبي يكسوه الغضب والعصيان إتجاه كل شيء، لتلك الضحكات العالية التي تصدر منكِ، وتلك الحركات العفوية التي تفعلينها فتخربي كل شيء، ولتلك النظرة اللامعة التي تظهر بعينيكي كلما نظرت اليكِ، ولكنكِ تمكنتي من نزع هذا العاصي الذي يسكن بداخلي لتحققي ما لم استط...