وعندما اطمأنت عليها عادت إلى غرفتها فوراً حتى تقرأ تلك الرسالة! امسكتها بيدها برهبه ثم فتحتها ببطيء وبدأت في قراءتها..
" عارف إني أذيتك كتير، وأذيت ليلى برضو، بس أنا حسابي مع عاصي عشان بعدني عن بنتي، عارف إني مكنتش معترف بيها بس في الآخر هتفضل بنتي، الكلام اللي أنا قولته على شريف كله أفتراء، هو صاحبي لكن خانني وساعد عاصي، طول عمره كان كويس وكنت متوقع إنه يساعد عاصي عشان كده أنا حاولت أخلص منه بس معرفتش، وأنا في المكان ده لو عايز حد ياخد باله من بنتي فهيكون شريف، وأي حاجه هقولها عنه هتكون كدب، حبيت إنتِ بس اللي تعرفي الموضوع ده، شريف كويس أنا اللي وحش"
نظرت "مريم" إلى الرسالة بعدم فهم وذهول، وأول سؤال خطر في بالها من الذي يُدعى "شريف" ولماذا يتحدث "أحمد" بتلك الطريقة، شعرت بشيء غريب ولكنها لم تقدر على تحديده واخفت الورقة بمكان في غرفتها
***
واثناء حديثهم هذا لاحظوا ضجة قد حدثت في غرفة العمليات ثم خرجت الممرضة بسرعه و عادت مع جهاز الصدمات الكهربائية! نظر لها "عاصي" بخوف وقد فهم ما الذي يحدث بالداخل..
لا ترحلي.. لا تتركيني..
قلبكِ الوَهنٌ سوف يقتل معاني الحياة بداخلي إذا ترك يده عن الحياة..
لقد شهدتي بداخلي رحيل العاصي، هل ستتخلين عني الآن بعدما تحررت من براثن هذا الوحش، بسببك..
هل ستسمحين له أن يفتك بي مرة أخرىلا ترحلي.. لا تتركيني..
كانت تلك الكلمات التي تجول بخاطر "عاصي" عندما شاهد كل تلك الاحداث، ونظر أمامه بشرود وعدم تركيز، وأفاق من حالة شروده تلك على مكالمة "عز" الدين الذي قد أخبره فيها عن ما حدث فصاح به "عاصي":
- يعني إيه حد حاول يقتله!! مين اتجرأ يوصل لجوه المديرية أصلا
- حد من العساكر اللي عملها، ودلوقتي أنا بدور عليه وهلاقيه بأذن الله
- طيب هو مات ؟؟
- لا لسه عايش الحمدلله، بس معني إنه حد حاول يقتله أنه يعرف حاجه
- أكيد الطرف التاني اللي معاه هو اللي عملها
صمت "عز" للحظات ثم قال:
- أنت مش شاكك في حد؟
- لا
- ولا حتى شريف؟
قال "عاصي" بذهول:
- شريف؟ بالعكس ده ساعدنا نوصل لمكانها، لو هو فعلاً اللي معاه مكنش ساعدنا وظهر بكل حرية كده
رد "عز" بقلق:
- بس كلام أحمد أنا حاسس إني مصدقه، وخصوصاً لما قالك بلاش تثق فيه وتصدق كلامه، حصل حاجه تاني من شريف ده؟
أنت تقرأ
رحيل العاصي
Romanceقلبي يكسوه الغضب والعصيان إتجاه كل شيء، لتلك الضحكات العالية التي تصدر منكِ، وتلك الحركات العفوية التي تفعلينها فتخربي كل شيء، ولتلك النظرة اللامعة التي تظهر بعينيكي كلما نظرت اليكِ، ولكنكِ تمكنتي من نزع هذا العاصي الذي يسكن بداخلي لتحققي ما لم استط...