٢٨- قلب العاصي يلين

13.2K 473 20
                                    

كانت تفكر تُرا من هذا الضيف الذي حدثها عنه "عاصي"، وفي الدقيقة التالية رن جرس المنزل وسمعت هي صوت "ليلى" عند الباب فنهضت من مكانها وذهبت حتى تفتح الباب، وقبل أن تتكلم وعندما وقع بصرها على الواقفة أمامها نظرت لها بعيون متسعه وقالت:

- سلمى؟!!

ابتسمت لها الأخرى ثم تركت "ليلى" يدها ودلفت إلى الداخل ثم ذهبت إلى غرفتها ولم تتحدث مع جدتها، وعندما أفاقت "حنان" من صدمتها تلك ولم تلاحظ الجرح البسيط الموجود في رأس "ليلى"، قالت:

- إنتِ كنتِ فين كل السنين دي؟!

ابتسمت لها "سلمى" ثم دلف الاثنان وجلسوا سوياً فقالت "حنان":

- إنتِ كنتِ مسافره عند أهلك ولا إيه ؟

- أنا كنت مسافره فعلاً بس مش عند أهلي، أهلي من ساعة اللي حصل وهما مش بيكلموني ولا حد فيهم فكر يتصل بيا مره

- اومال إنتِ كنتِ فين؟

وقبل أن تتكلم "سلمى" فكرت قليلاً وأردفت:

- أنا شايفه أننا نستني لما عاصي يجي الأول وهو هيقولك على كل حاجه

نظرت لها "حنان" بعدم فهم وصمتت ولكن انبعث بداخلها شعور غريب تشعر وكأن عاصفة قوية سوف تضرب هذا البيت..

***

أخذت نفساً عميقاً ثم قالت:

- أنك تخرّج مريم من المصحة

طالعها "عاصي" بصمت وقبل أن ينهض من مكانه أمسكت يده حتى تمنعه، طالعته بعيون دامعة وقالت:

- لو عايزني أعمل العملية وافق إن مريم تخرج من المصحة

قال "عاصي" بانفعال:

- دي حياتي وأنا الوحيد اللي أقرر إيه المناسب عشان أعمله، إنتِ ليكِ طريق وأنا ليا طريق معتقدش الاتنين ممكن يتقابلوا عشان كده متحطيش حاجه في حياتك قُصاد حاجه في حياتي!

ردت عليه بضُعف:

- بس أنا عايزه أساعدك! أنا وعدت نفسي إني أخرجك من دوامة العصيان دي

وقتذاك رد عليها بجمود:

- برضو دي مشكلتي أنا، ركزي في حياتك إنتِ مش حياتي

- أنت بتأذي نفسك ليه أرجوك يا عاصي أعتبر ده طلبي الأخير

طالعها بصمت وعيونه كانت ترتسم بها الكثير من المشاعر، جانب منه يريد أن يخضع لها ويترك لها زمام الأمور بسبب إرهاقه من الحياة، وجانبه العاصي يرفض الخضوع لها ويحارب حتى يظل هو المسيطر على كل الأمور، ولكنه حسم أمره حين تذكر كلماتها عندما قالت له «كفاية عقلك كل السنين دي أدي فرصة لقلبك أنه يقرر»

 رحيل العاصي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن