١١- نوايا خبيثة أم طيبة ؟!

2.6K 114 3
                                    

- إنتِ بتتصرفي من دماغك ليه!

قالها "عاصي" بغضب فقالت "نور" بدموع:
- كنت خايفه يجرالكم حاجه تاني بسببي قولت أخرج أنا واقابل نصيبي

وأثناء حديثها هذا لاحظت أحد رجال "رشدي" الذي وأثناء انسحابه اطلق رصاصة في الهواء باتجاه ظهر "عاصي" لتصرخ هي باسمه وتقف أمامه بحركة سريعة لتستقبل الرصاصة بقلبها، فاتسعت عيون الآخر عندما رأى هذا المشهد..

وعندما استمعت "رحيل" إلى الرصاصة الأخيرة، انقبض قلبها بقوة وسقطت الدمعة المعلقة بعينيها، ظلت تنظر الى الباب بترقب وانفاسٍ مخطوفة، حتى دلف "عاصي" وبين يديه "نور" التي قد فقدت وعيها، شهقت "رحيل" برجفة ثم ركضت نحوه، وكذلك "عامر" الذي انقبض قلبه وبشدة بسبب رؤيتها بتلك الحالة، اتجه إليهم مُستفسرًا بقلق، وكذلك جدتها التي ركضت نحوهم بانتفاضة وارتمت عليها، فقال "عاصي" بأنفاسٍ متسارعة:

- الرصاصة جت فيها أنا متأكد لكن مفيش دم!

فقالت "رحيل" وهي تكشف عن ثيابها:
- لفوا أنتم الاتنين وادوني ضهركم

نفذوا كلامها واستداروا، وعندما كشفت هي عن ملابسها تسمرت مكانها، وكذلك جدتها التي نظرت بعيونٍ مذهولة، عندما رأى الاثنتان تلك القلادة الدائرية والتي تنتصفها الرصاصة، ولأن الرصاصة قد إصابتها من مكانٍ بعيد فلم تقدر على اختراق متانة القلادة وإصابتها، فأخذت القلادة بيدها لتلاحظ انغلاقها على شيءٍ ما، ففتحتها بصعوبة لتجدها مكونه من نصفين، نصف به صورة رجل والنصف الآخر قد دمرته الرصاصة فلم يظهر من الصورة إلا شعر الفتاه، ففهمت "رحيل" على الفور أن تلك القلادة عائدة لوالد "نور" ولأنها لم ترى والد "عاصي" أبدًا فلم تتعرف عليه ولكن ملامحه ظلت محفورة في رأسها، ثم انتبهت لهذا الجرح الموجود بجانب قلبها، فتنهدت براحه ثم عدّلت ملابس "نور" وقالت لهم أن ينظروا إليها، فاستدار الإثنان بسرعه ليصطدموا ببعضهم، فنظر إليه "عاصي" غاضباً وقال:

- ما تاخد بالك يا عم !!

ليرد "عامر" بضيق:
- أنا مش فاهم أنت مش طايقني ليه!

فقال الآخر بغيظٍ:
- طبيعي من امتى البهايم بتفهم

وعندما قال تلك الكلمات فقد "عامر" هدوئه واشتبك الاثنان بعنف، فنهضت "رحيل" وحاولت أن تفصل بينهم ولكن بدون فائدة، وفي تلك الأثناء وصل "عز" فتدخل فوراً ليبتعدوا عن بعضهم بعدما انتشرت الجروح في وجه "عامر"، نظر إليهم "عز" بعيونٍ حادة قائلاً:

- ده وقت اللي أنتم بتعملوه ده يعني!

ليصيح "عاصي" بغضبٍ:

- علشان بني آدم بجح، أبوه هو اللي عامل كل ده ولسه واقف قدامنا عادي كده!

وقبل أن يرد "عامر" جاء صوتها الوهن وهي تقول من بين اغمائها:
- عاصي..

شعرت "رحيل" ببعض الغيرة وتغيرت نظراتها وهي تطالعه، اقترب "عاصي" من "نور" وجثى على ركبتيه ينظر إليها، وبدأت الأخرى في استعادة وعيها مجدداً، فقال "عاصي" بذهول وهو ينظر إلى "رحيل":

 رحيل العاصي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن