١٣- بحورٍ من الحيرة!

2.6K 108 8
                                    


دائماً ما كنت أظن أن تعقيد الأمور يكمن في سهولتها وبساطتها، ولما تركت عقلي يسبح في عالمٍ من الكذب، تاهت ذكرياتي في بحورٍ من الحيرة، ولكن قلبي قد اعتاد على كل تلك الأمور، إذا لماذا يتمرد الآن!

                               ***
فُتحت بوابة زنزانته بعد يومين، ليستيقظ من نومه بتعب، وظل لحظاتٍ حتى استوعب أن من يقف أمامه هو "عاصي"، فنهض من مكانه بتثاقل، ووقف أمامه، طالعه "عاصي" بعينين مُتسعتين يكسوهم الشفقة، ثم قال:
- إزاي قدر يعمل كده فيك، إزاي هونت عليه، وأنت ليه تعمل في نفسك كده
فقال "عامر" بصوتٍ مبحوح:
- علشان أبويا
فألقى "عاصي" كلماته مثل الأحجار على قلب الآخر:
- بس أنت مش ابنه..
فنظر إليه الآخر للحظاتٍ ثم قال:
- أنت جاي ليه؟
فقال "عاصي":
- علشان أقولك إنك ضحيت للشخص الغلط، الشخص اللي كان سبب في موت أهلك أنت كمان، ولما اتحطيت في ملجأ صعبت صعبت عليه، علشان كده اتبناك واعتبرك ابنه، أبوك الحقيقي اسمه وائل منصور، ووالدتك اسمها سحر عماد، ولو مش مصدقني أمسك
ثم مدَّ يده إليه بوثيقة، نظر إليه بعيونٍ مُتسعة، وخاف من أخذ تلك الوثيقة فقال بتوتر:
- أنت كداب
ظل ممدداً بيده الحاملة للوثيقة، فمدَّ يده اليه بعد ثواني وأخذها ليرى أنها شهادة ميلاده، وظل يدقق بها يتمنى أن يرى خطأ ما، ولكن لا يوجد، الشهادة صحيحة تماماً، فترقرقت الدموع في عينيه، وبعد ألم اليومين الماضيين، لم يبقى لديه أي طاقة يبزلها، فاستسلم إلى ضعفه ووهنه ليسقط على الأرض فاقداً إحساسه بالدنيا..
قبل يومين..
وفي تلك اللحظة خرجت "نور" بالرضيعة بين يديها، وتقدمت بها إلى "رحيل" فحملتها الأخرى بين ذراعيها، وابتسامة واسعة تعلو محياها، نظرت اليها "مريم" بذهول نوعاً ما، حتى قالت "رحيل" بسعادة:
- دي بنتي، حياة..
حدقت بها "مريم" بذهول، ثم نظرت إلى "شادي" لتجده يطالعها بنفس النظرة، فقالت بصوتٍ متحشرج:
- إزاي ؟! والحادثة
فابتسم "عاصي" أثناء تحركه باتجاه ابنته، حملها بين يديه وقال:
- ربنا أراد أنها ترجعلنا تاني، في حاجه غلط حصلت في المستشفى الاطفال اتبدلوا و الدكاترة افتكروا إن البنت اللي ماتت كانت بنتي بس طلعت في الأخر بنت تانية، واللي اكتشف الموضوع ده رحيل
ثم نظر إلى بهدوء قائلاً:
- مش كده برضو
وبسبب غياب "مريم" عنهم طيلة الفترة الماضية، وعدم رغبة "رحيل" في البوح عن أي تفاصيل وقتذاك، استطاع هو من تلفيق هذه القصة المزيفة لتقتنع وتصمت، وقد نجحت محاولته بالفعل لتقف مذهولة أمام ما حدث، ثم قالت بفوهتهٍ متسعه:
- يا الله! عمري ما كنت أتخيل أن ده يحصل على أرض الواقع، دايمًا كُنا بنسمع عن ده في الأفلام والروايات، معقول يحصل بجد! بس في كل الحالات الحمدلله والله!
ثم عانقت "رحيل" وأخذت الطفلة من يدين أخيها تستنشق رائحتها، وقالت:
- ماما هتفرح اوي لما تعرف، هي ترجع من السفر بس
فقالت "رحيل" مُسرعه:
- لا اوعي! محدش فينا حكى عن الحادثة قدامها أساساً اوعي تكوني قولتلها أنا مأكده عليكِ متتكلميش عن الموضوع
فقالت "مريم":
- لا مقولتش، بس هي متعرفش إنك ولدتي كل ده فاكرة إنك لسه، هانت هي مسافرة من شهر كلها اسبوع وترجع، صحتها جت على السعودية كانت بعتالي صوره ليها من كام يوم شكلها كويس الحمدلله
فقالت بابتسامة:
- توصل بالسلامة يارب
وفي تلك الأثناء، رنَّ هاتف "عاصي" برقم "عز الدين"، قد أصابه الذهول نوعاً ما، لأن الوقت قد تأخر قليلاً، ولكنه ردَّ عليه ليسمع الآخر يقول:
- رشدي خرج
فابتعد "عاصي" عن الجميع وتحدث معه بنبرة منخفضة:
- خرج إزاي يعني هو لحق يقعد هناك تلت ساعات على بعض!
فقال الآخر بخذلان:
- طلع ليه واسطه في القسم ده خلصوا الإجراءات وخرج هو ودخل مكانه حد تاني
تساءل "عاصي" ليقول:
- مين ؟
- عامر..
قالها "عز" بنبرة قاطعة، فشعر الآخر بصدمة قوية ترددت بعقله، قائلاً بسخط:
- ابنه؟!!
قال "عز":
- بالظبط، واللي زاد صدمتي لما قريت أقوال رشدي وأقوال عامر
قد خمن محتوى ما قاله الإثنان ولكنه أردف:
- مش فاهم فيهم ايه؟!
قال "عز" بعيون مُتسعة:
- لو قريت الأقوال يا عاصي مستحيل تصدق إنه ابوه، دي أقوال عدو في عدوه مش أب في ابنه، رامي كل حاجه عليه ومزود حاجات تودي الواد في داهيه، في حين أقوال التاني مُسالمة جداً، واضح إنه مش عايز أبوه يتأذي، أنا مش فاهم حاجه، ازاي يعمل في ابنه كده!
صمت "عاصي"، وظل يفكر بتلك الكلمات، ليجد نفسه يقول:
- ده لو هو ابنه فعلاً!
قال "عز":
- يعني إيه ؟!
أكمل الآخر ما يقوله:
- يعني لو هو ابنه فعلاً مش هيهون عليه يسيبه في المكان ده وهيعافر علشان يخرجه، لو ابنه فعلاً مكنش رضى أساساً إنه يخرج وهو اللي يدخل، لو ابنه فعلاً مش هيحطه في وش المدفع
فقال "عز" وقد شعر بنفس ما يشعر به "عاصي":
-عايزني ادورلك وراه؟ أعرف أصله وفصله كله
- ياريت
قالها بإصرار، ثم أنهى معه المكالمة وعاد إلى عائلته، وبسبب تأخر الوقت ظلت مريم وليلى عند "عاصي" تلك الليلة وعاد "شادي" إلى بيته بعد إلحاح الجميع ليظل، ولكنه لا يرتاح إلا في بيته لذلك تركهم واستأذن، ولكنه وقبل أن يصل الى البيت خطر له أن يمر على "إيمان" ليرى أحوالها، وخصوصاً بسبب انقطاعه فتره عنها، ولكنه تراجع قليلاً بسبب تأخر الوقت، فوقف أمام البيت وأمسك هاتفه حتى يتصل بها، ولكنه قبل أن يطلب رقمها، لاحظ نزولها من العمارة، فترجل من سيارته واتجه إليها بذهول قائلاً:
- بتعملي إيه ؟!
فنظرت له بشهيق قائلة:
- حرام عليك خضتني!!
واضعة يدها على صدرها بانتفاضة، فقال هو ببعض من الغضب:
- نازلة تعملي إيه في الوقت ده، إنتِ مستوعبه الساعة كام؟!
فطالعته بهدوء، على غير توقعه ثم قالت بعد ثواني من الصمت:
- السبب وراك
فالتفت مُسرعًا ليلاحظ اقتراب أحد الدراجات منهم، ثم ترجل منها الشخص ممسكاً في يده عُلبة طعام، ثم أقترب منهم قائلاً لـ "شادي":
- آسف على التأخير يا فندم كان في مشكلة في الأوردر بس
فقال "شادي" بعدم فهم:
- مش فاهم أوردر إيه ؟
فقال الشاب بتعجب:
- الشاورما حضرتك!
وقتذاك تدخلت "ايمان" وهي تمدّ يدها بالنقود إليه:
- أيوة تمام اتفضل
وقبل أن يأخذ النقود سحب "شادي" يدها قائلاً بغضب:
- إنتِ بتعملي إيه! خدي الأكل واطلعي
فنظرت إليه للحظات ثم أخذت عُلبة الطعام وصعدت بها، وحاسب هو فتى التوصيل، ثم صعد إليها، ليجدها قد حضرت فيلماً لها بجانب طعامها ومشروبها البارد، ثم جلست أمام شاشة التلفاز بتحمس، نظر إليها "شادي" بعينين مُتسعتين، فقالت هي ولم تزاح عينها عن التلفاز:
- هتفضل واقف عندك كتير، الأكل حلو على فكرة وجايبه بالزيادة تعالى كُل
فدخل يطالعها بصدمة وهو ينظر لكل ما حولها بعينين مُتسعتين، ثم جلس على مسافه منها قائلًا: 
- شاورما! الساعة اتنين بليل!
فضحكت بخجل قائلة:
- لو فضلت واقف عندك كتير الأكل هيخلص صدقني
فقال:
- كُلي بالهنا والشفا أنا أكلت مع مريم، بس إيه سر كل ده ؟!
فابتسمت وهي تقول:
- بحتفل بيا، وبحتفل بكل حاجه عملتها ولسه هعملها، بشكر نفسي القوية إنها قدرت تستحمل كل ده
فابتسم هو الآخر وقال:
- وأنا مبسوط بيكِ، وعارف إنك هتقفي على رجلك من تاني
فترقرقت الدموع بعيونها وهي تضحك بسعادة، وجلس بجوارها يتابع الفيلم الذي يُعرض، فغلبه النعاس أثناء جلوسه لينام على طرف الأريكة مكان جلسته، وعندما انتهى الفيلم انتبهت إليه فنهضت من مكانها ونظفت مكانها ثم أحضرت غطاء ووضعته عليه، ثم دلفت إلى غرفتها وأغلقت الباب عليها بالمفتاح ونامت فوراً..
وفي صباح اليوم التالي..
فتح مقلتيه بنعاس يطالع ما حوله بتعجب، ليتذكر أنه قد نام مكانه ليلة أمس، فنهض وغسل وجهه، وعندما خرج وجدها قد انتهت من الفطور، ووضعته على طاولة صغيرة أمام أريكة المعيشة، قائلة:
- يلا نفطر قبل ما أروح الشغل
فقال هو بهدوء:
- لا خليني أمشي أنا، بقالي فتره مخرجتش مع مريم وليلى عايز اخدهم ونفطر كلنا برا تغيير بقالنا فتره في البيت
فابتسمت هي قائلة:
- طب جميل، بس متنساش تدعيلي بالله عليك متوترة شوية
فقال بابتسامة:
- إنتِ قدها متقلقيش
فابتسمت هي أيضاً ثم ودعها وخرج من البيت مُتجهاً إلى بيت "عاصي"..
                              ***
ومر اليوم بأحداثٍ هادئة، وقد بدأت "إيمان" بالعمل في  شركة، ولا ينكر أنه قد اعجب كثيراً بتنظيمها وهدوئها في تنظيم مواعيده وكذلك ترتيب ملفاته من الأهم إلى الأدنى، وقد اندمجت مع الأجواء سريعاً، طيلة هذا اليوم ظلت "نور" في الغرفة المخصصة لها في بيت "عاصي"، لم تخرج منها منذ وجود "مريم" بها في اليوم الماضي، وقد تركتها "رحيل" بمفردها بسبب انشغالها مع ابنتها، وحياتها التي قد عادت إليها، وكذلك أنفاسها التي أصبحت تتنفسها براحة وارتياح، ولكنها عندما طال غياب الأخرى في الغرفة، فكرت أن تدخل لها، فتركت ابنتها على السرير، و دقت على باب الغرفة، لتفتح لها بعد ثواني، فقالت "رحيل":
- مخرجتيش من الاوضة من امبارح ليه؟ حتى الأكل بتاكليه في الاوضة
فقالت هي بنبرة منخفضة:
- كده أحسن، مش عايزه ازعجكم..
فصمتت "رحيل" قليلاً ثم قالت:
- إنتِ مين يا نور؟
تغيرت نظرات "نور" نوعاً ما، وقالت بتوتر:
- مين إزاي؟ أنا قولتلكم كل حاجه
فقالت "رحيل":
- مش كل حاجه، في حاجه شيلاها جواكِ لسه، في حاجه بتربطك بينا جداً، مستحيل تكون صدفة هي اللي وصلتنا للمحطة دي، إنتِ معانا دلوقتي لو خايفه تتكلمي علشان حاجه معينه قولي ومتقلقيش، أكيد لاحظتي إننا مش وحشين صح!
فقالت هي مُسرعه:
- مستحيل تكونوا وحشين مش قصدي كده، بس ..
فانتظرت "رحيل" كلماتها القادمة بتركيز، حتى فُتح الباب ودلف "عاصي" إلى البيت بعد يومه في الشركة، نظر إليهم بتعجب بسبب وقفتهم تلك وقال باضطراب:
- في حاجه حصلت؟ واقفين كده ليه
فابتسمت "رحيل" وهي تتجه إليه ثم عانقته قائلة:
- حمدالله على السلامة الأول، مفيش حاجه متقلقش، نور من امبارح في الاوضة مخرجتش فى كنت بطمن عليها بس
فنظر إليها قائلاً:
- مش عايزه تخرجي ليه؟ خايفه تعملي ازعاج ولا إيه؟!
فصاحت "رحيل" بصوتٍ عالٍ:
- أيوة لسه قايله كده أنت سمعتنا ولا إيه؟!
فقالت "نور" وهي تنظر إلى الأرض:
- بحاول أكون خفيفة لحد ما أمشي مش عايزه اضايقكم، لأن غصب عنكم كل ما تشوفوني هتفتكروا اللي حصل بسببي، وأنا مش قد النظرة دي
ردت "رحيل" برفق:
- أكيد لا يعني، إنتِ اللي بتفكرينا وبتفكري نفسك بيها كل شوية، لكن أنا نسيتها بمجرد ما أخدت بنتي في حضني، ربنا جعلك سبب علشان بنتي تشوف النور وتفضل عايشه، معقول تكوني فاكرة إني مضايقة منك، مستحيل يا نور، ده أنا بحمد ربنا في اليوم ألف مرة علشان إنتِ اللي وقعتي في طريقنا، آه اتوجعنا فترة بس ربنا عوضنا أهو وأنتِ مكنش ليكِ ذنب في كل اللي حصل واعترفتي بده مش كده
فترقرقت العبارات في عينيها وظلت تطالعها بصمت، ليقول "عاصي" من بين شروده:
- إزاي برغم كل اللي شوفته وعملتيه لسه قلبك لين كده؟ إزاي لسه بتتعاملي بحساسية وسط كل اللي كنتِ فيه
فقالت هي بابتسامة:
- أخر حاجه فكراها لبابا إنه كان ييحاول يكون إنسان كويس وهو بين مستنقع مش عارف يخرج منه، بس على الاقل مات بيحاول
فقال "عاصي" بهدوء:
- ممكن أعرف أبوكِ اتوفى إزاي ؟
قالت:
- أبويا اتقتل مماتش، اتقتل بالبطيء، كل يوم كان بمثابة جنازة ليه بسبب رشدي، رشدي وراني دموع بابا وقلة حيلته وهو بيخسر كل حياته ومش عارف يعمل حاجه، خسر كل حاجه بناها، أبويا كان انسان كويس لحد ما الشيطان ده ظهر..
شعر بكلماتها في الآلام قلبه التي اشتدت عليه أكثر، ولا يعرف لماذا تذكر والده في تلك اللحظة، لا يعرف لماذا تذكره هو تحديداً، وعندما ظهر وجه أبيه في ذكرياته لمعت عينيه، ونظرت إليه "رحيل" ففهمت ما يدور بعقله بدون كلام، وقد أصابها الفضول اتجاه والد "عاصي" فظهرت رغبه بداخلها في رؤيته، ولكنها دفنت هذا الشعور سريعاً حتى لا تزعجه أكثر، وبعد هذا الصمت غيًر "عاصي" الموضوع حين قال:
- رشدي خرج من السجن وعامر دخل مكانه
فشهقت قائلة:
- إيه ؟!! أمتى
رد الآخر بهدوء:
- امبارح بليل
ظهر التوتر سريعاً على محياها لتقول:
- ينفع أروح له؟ لازم أشوفه أكيد مدخلش بمزاجه التاني أجبره لازم أعرف هدده بإيه
زفر "عاصي" بضيق قائلاً:
- مع انه جاب كل حاجه على نفسه في أقواله بإرادته، بس تمام هاخدك ليه، اجهزي
وبالفعل استعدت سريعاً وتحركت هي و "عاصي" إلى القسم، وبسبب وجود "عز" أصبحت مهمتهم في أجراء زيارة له سهله، فدلفت هي إليه وذهب "عاصي" إلى "عز الدين"..
دخلت إليه لتجده متكوم على الأرض في زنزانة فردية، فقالت:
- عامر، أنت كويس؟
وقتذاك انتبه إليها ليرفع رأسه وينظر إليها، ثم نهض واتجه إليها فاقتربت هي أكتر واضعة يدها على الحديد الذي يمنعها عنه، قالت:
- أكيد هددك بحاجه علشان توافق تدخل هنا صح! عرف إنك معانا
فقال بهدوء:
- لا معرفش، أنا دخلت بإرادتي، برغم كل الظلم اللي عمله هيفضل أبويا
فقالت هي بانفعال:
- بس هو ميستاهلش! أنت نفسك غالية أوي، أنت بني آدم كويس يا عامر أنت أول شخص أثق فيه بعد بابا! مستحيل اسيبك تضيع نفسك كده
فابتسم هو وظل يطالعها كثيراً ثم قال:
- المهم إنتِ طمنيني عليكِ، مرتاحة؟
فقالت هي بإصرار:
- مش هرتاح غير لما تخرج، وأنا وأنت هنكمل اللي بدأناه
فظهرت ابتسامة خفيه على محياه، ولا ينكر أن اهتمامها هذا قد أعجبه ولكنه غيّر مجرى الحوار قائلاً:
- حصل حاجه مع أخوكِ ولا كله تمام؟ قولتي لعاصي أنكم اخوات أصلا ولا لسه؟
فقالت هي بتوتر:
- لسه، حالياً قاعدة عنده في البيت وتيتا في شقة بابا
فأردف "عامر":
- هتقوليله أمتى؟ مينفعش تخبي عليه أكتر من كده
فأكملت بنفس توترها:
- خايفه، بص أقفل الموضوع ده لحد ما تخرج بعدين نبقي نتكلم فيه المهم تخرج دلوقتي، أنا همشي دلوقتي بس هاجي تاني، خلي بالك على نفسك وأنت مش لوحدك أنا معاك
فقال ضاحكاً:
- كل ده علشان ساعدتك قبل كده!
فقالت هي:
- لا علشان أنت إنسان كويس، ومستحيل أقبل إنك تتأذي كده أو تدخل في طريق مفيش منه رجوع وأنت ملكش ذنب
فاتسعت ابتسامته ولكنها تلاشت عندما انتبه لـ "عاصي" الذي كان يقف خلفهم منذ فترة واستمع إلى حديثهم !!

توقعاتكم ؟؟ آراءكم ؟؟

 رحيل العاصي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن