١٢- لقاءٍ بدون إنذار..

2.6K 114 9
                                    

- مين اللي اتجرأ يعملها! مين اللي رافع عليا قضية

ليأتي صوت "عاصي" من خلفه وهو يقول:
- سؤال غريب منك بصراحه، هيكون مين غيري يعني

فالتفت إليه بسرعه ليراه يطالعه بتحدي!! نظر إليه "رشدي" بتساؤل مُستفسرًا وهو يقول:
- ليه هو مين حضرتك؟

تغيرت نظرات "عاصي" نوعًا ما، ثم نظر إلى "عز الدين" وصمت، فأشار "عز" إلى عساكره أن يتحركوا به، ليقول الآخر بشيئاً من الغيظ:

- هتندموا على كل اللي بتعملوه ده، وأولهم أنت يا حضرت الظابط علشان مش قادر تميز بين الحقيقة والكذب، أنا مش هعدي الحركة دي بالساهل

وصعد إلى سيارة الشرطة على مضض، نظر "عز" إلى الواقف بجواره قائلاً:
- أنا مش فاهم رد فعله

رد "عاصي":
- ولا أنا، بس أكيد هينكر أنه يعرفني يعني مش هيتكلم علطول

لا ينكر أنه قد ظهرت العديد من الأسئلة برأسه رغم جوابه هذا، ولكن شيئاً ما لم يبعث به الراحة، وكأنه قد فتح على نفسه باب المصائب، «فمالي لا أفكر بشيءٍ سواها» فما كان يشغل باله أي شيء سواها، كان على استعداد أن يرمي نفسه في النار لولا وجودها بجواره، وقد انقسم قلقه هذا لها هي وابنته، فأصبح يفكر في كل خطوة يخطوها، وقد عاد إلى بيته وسط كل هذا التخبط، وعندما وضع مفاتيحه في الباب فتحت إليه "رحيل" بلهفة قائلة:

- حصل إيه! اتقبض عليه

طالعها بشرودٍ قائلاً:
- أيوة

وقد خرجت على صوته "نور" التي عادت معهم إلى البيت حتى يهدأ الوسط قليلاً وتتحسن صحتها، ولأنها نوت مساعدتهم، وعندما وجدته بهذا الشرود قالت:
- أنكر إنه يعرفك؟

فنظر إليها بعينين مُتسعتين قائلاً:
- عرفتي منين؟!

فزفرت بضيق وتحركت في مكانها بتوتر، ثم وقفت قائلة:

- علشان حاولت أعمل كده قبل كده وكان بيشيل عنه أي تهمه، دلوقتي في مشكله تانية، لو رشدي كان شاكك في الأول إنك تعرف حاجه دلوقتي بقى متأكد إنك تعرف كل حاجه، يعني ممكن يعمل أي حاجه تتخيلها

فقال "عاصي" بهدوءٍ لا يتناسب مع الوسط:
- وأنتِ فكراني هخاف منه؟ يعمل اللي يعمله مش فارقه

ثم صمت قليلاً وقال بعدها:
- ابنه فين؟

فقالت:
- عامر نفذ اللي أنت قولته ورجع البيت تاني
وفي تلك اللحظة كان "عامر" قد عاد إلى البيت مجددًا، وأظهر جهله لكل تلك الأحداث برغم تخطيطهم لها سوياً، وعندما علم ما حدث من العاملين بالبيت ذهب مُسرعًا إلى قسم الشرطة، حيث يوجد أبيه..
ومنذ وصول "رشدي" إلى القسم لم يفعل شيئاً سوى السؤال عن أبنه، وطلب رؤيته أولاً ولم يطلب رؤية محاميه الخاص حتى! وعند وصول "عامر" إلى القسم وبسبب علاقاته الجيدة به استطاع من مقابلة أبيه، كان يجول المكتب بتوتر ينتظر مجيء أبية مع أحد العساكر، وبعد دقائق من الانتظار هلَّ عليه، دخل "رشدي" بوجهٍ مبتسم، وعانق "عامر" قائلاً بقلق:

 رحيل العاصي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن