فصمت "عاصي" ولم يرد عليه، ترقرقت الدموع في عيون رحيل وشعرت أن قلبها قد كُسر من تلك الكلمات، فدقت على الباب قبل أن يرد على "مريم" والتفت هو إليها وعندما تلاقت أعينهم نظر لها بتفاجئ ..
حاولت أن تتمالك نفسها فقالت:- أسفه سمعتكم من غير قصد، أنا عايزه أمشي حاسة إني تعبانة شوية، ولازم أرتاح عشان بكره
صمت هو للحظات ونظر لها بتوتر ثم قال:
- طيب استنيني في العربية وأنا جاي
فتراجعت "رحيل" وعلامات الجمود تكسو وجهها، وذهبت إلى السيارة، وما أن خرجت من البيت حتى انفجرت في البكاء، لعنت حظها ألف مره الذي يكسر قلبها دائماً، أصبحت الشاشة سوداء أمامها ولا يوجد أي أمل لها، وفي تلك اللحظة اعترفت لنفسها أنها تحب "عاصي" بالفعل! نظرت إلى الدبلة الموجودة بيدها اليمين ودققت بها ثم ابتسمت بحزن وقالت:
- معقول بعد كل ده منكونش لبعض، معقول بعد كل ده أمشي وأسيب الدنيا وأنت تتجوز سلمى زي ما وعدت أختك، أو أعيش وتسبني برضو زي ما قولتلي من فتره، معقول بعد كل ده أسمي واسمك مش هيتكتبوا جنب بعض..
ثم صعدت إلى السيارة بصمت ولكن دموعها لم تتوقف، وفي غرفة "عاصي" عاد إلى "مريم" التي قد طالعته بدهشه وقالت:
- هي عيطت ليه؟
مسح رأسه بيده وقال بتنهيدة:- كان لازمته إيه الكلام ده دلوقتي
- أنا كنت عايزه أفهم بس
- أنا مش هتجوز سلمى ولو وعدتك بحاجه فده كان زمان، دلوقتي حاجات كتير اتغيرت وأهمهم رحيل!
ابتسمت "مريم" بمكر وقالت بمزاح:
- قول كده بقى ده اللي أنا كنت عايزه اوصله، إيه حكاية رحيل دي بقى؟
فقال بانفعال:
- طب بالنسبة للبنت اللي مستنيه في العربية دي إيه؟وقبل أن يتحرك أمسكته من يده وقالت:
- بتحبها صح ؟؟أبتسم "عاصي" ونطق أخيراً:
- بحبها دي كلمة قليلة عليها، لو في حاجه بعد الحب هكون وصلت ليها، عشان كده مش هفرط فيها ولا هخسرها، أنا بقالي فتره كبيرة في معركة مع عقلي لحد ما اعترفت لنفسي، إني بحب رحيل، وربنا ما عارف إزاي وامتي في البداية مكنتش بطيق أسمع اسمها، بس رحيل الوحيدة اللي قدرت تكون ليا دوا ونجحت تعالجني فعلاً
اتسعت ابتسامة "مريم" وقالت بفرحه:
- يا سلام يا سلام ده عاصي وقع ومحدش سمى عليه
أنت تقرأ
رحيل العاصي
Romanceقلبي يكسوه الغضب والعصيان إتجاه كل شيء، لتلك الضحكات العالية التي تصدر منكِ، وتلك الحركات العفوية التي تفعلينها فتخربي كل شيء، ولتلك النظرة اللامعة التي تظهر بعينيكي كلما نظرت اليكِ، ولكنكِ تمكنتي من نزع هذا العاصي الذي يسكن بداخلي لتحققي ما لم استط...