قال "عاصي" بدون تصديق:
- دي لعبه جديدة مش كده ؟
- صدقني ولا لعبه ولا حاجه ولو ليلى مرجعتش لحضنك أعمل اللي أنت عايزُه، أنا هقفل دلوقتي وبكره الساعة ٢ هتلاقيني قدام الشركة عندك جهز نفسك عشان نتحرك
- أنت مين ؟
- قولتلك فاعل خير وعموماً بكره هنتقابل..
ثم أنهى المكالمة ونظر "عاصي" أمامه بشك كبير، ولكن جزء صغير بداخله اطمئن لهذا الشخص لا يعرف السبب، شعر وكأنه يقول الحقيقة فعلاً..
لذلك أتصل بعدها بـ"عز الدين" وأخبره بما حدث واتفق معه أن يكون أمام الشركة في الوقت المحدد، حتى يروا نية فاعل الخير هذا، وهل سوف يساعدهم حقاً أم يخدعهم..
لم يعلم "عاصي" كيف يعود إلى بيته، ولم يعلم كيف سوف يقترب النوم وصغيرة قلبه بعيدة عنه هذا غير مرضها وحالتها الصحية، كان يشعر بعجز كبير بسبب ما يحدث، كان يقنع نفسه أن "أحمد" في النهاية والدها مهما وصلت به الحقارة لم يقدر على إيذائها ..
وعند "أحمد"..
لم يتحرك من جوار ابنته كان ينظر لها فقط، ولوهله تمنى لو كان أبًا حقيقياً لها، أباً تخبر أصدقائها عنه بكل فخر وسعادة، وقطع جلسة تأنيب الضمير تلك دخول "شريف" إلى الغرفة، نهض الآخر من مكانه فقال "شريف":- جهز نفسك ممكن بكره نتحرك من هنا
قال "أحمد" بتساؤل:
- ليه؟- احتمال المكان ده يتعرف خليك جاهز لأي حاجه في أي وقت
أومأ "أحمد" برأسه ثم تركه الآخر وخرج من الغرفة، مر وقت ولم تستعيد فيه "ليلى" وعيها لذلك شعر "أحمد" ببعض القلق وقبل أن يتصل بالطبيب وجدها تفتح عيونها ببطيء، جلس بجوارها بسرعه وانتظر منها أي ردة فعل ولكن حدث عكس ما توقعه، وكان صمت الطفلة التام، لم تفتح فمها لتقول كلمة واحده قط، استكفت بالنظر إلى السقف لدقائق ثم أغمضت عيونها وعادت إلى راحتها، فاطمن عليها "أحمد" وظل بجانبها طوال اليوم..
في اليوم التالي..
وأكاد أُجزم أن اليوم السابق كان أطول وأصعب يوم يمر على "عاصي" وكذلك "رحيل" التي كانت تجلس بقلق كبير تنتظر أي خبر من "عاصي"، حتى أخبرها عن فاعل الخير هذا والذي سوف يدلهم إلى مكان "ليلى"، وفي الصباح قد تفاجئ "عاصي" أن "رحيل" أمام باب منزله! رحبت بها "حنان" ودلفت إلى الداخل، وقد خرجت "سلمى" إليها ورحبت بها أيضًا، قال "عاصي":- جيتي ليه المفروض ترتاحي ؟
قالت بإصرار:
- هاجي معاكقال الآخر بتهكُّم:
- تيجي معايا فين؟وللأسف لم يخبر "عاصي" أحد أن "ليلى" تم اختطافها من قِبل "أحمد"، بل أخبرهم فقط أنها مازالت في المستشفى وقد تركها تحت رعاية إحدى الطبيبات، وبكلام "رحيل" هذا قد دمرت كل ما فعله في الأمس حتى لا يعرف أحد ما حدث، قالت "حنان" بتساؤل:
أنت تقرأ
رحيل العاصي
Romanceقلبي يكسوه الغضب والعصيان إتجاه كل شيء، لتلك الضحكات العالية التي تصدر منكِ، وتلك الحركات العفوية التي تفعلينها فتخربي كل شيء، ولتلك النظرة اللامعة التي تظهر بعينيكي كلما نظرت اليكِ، ولكنكِ تمكنتي من نزع هذا العاصي الذي يسكن بداخلي لتحققي ما لم استط...