ولكن وبدون مقدمات أخرجت الواقفة أمامها سكيناً من ظهرها وطعنتها بقوة في بطنها!! تأوهت "رحيل" بألم ونظرت إليها بعينين مُتسعتين، ثم صرخت بوهن:
- بنتي..
وارتمت على الأرض والدماء تدفق منها، وبتوتر تحركت تلك الفتاه وعادت أدراجها تاركه الأخرى في حالة يُرثى لها، قلقت "داليا" لوهلة بسبب تأخر "رحيل" ولكنها بعد ثوانيٍ انتبهت لذلك الأنين المتوجع، فنهضت من مكانها مُسرعه وبحثت عن شقيقتها لتجد "رحيل" على الأرض تضغط على مكان جرحها بقوة، شهقت بفزعٍ حتى كادت تلك الشهقة أن تقتلها من قوتها، ارتمت على الأرض بجانبها وصرخت بخوفٍ
- حصل إيه!! أنا هتصل بالإسعاف بسرعه
ردت "رحيل" بصوتٍ ضعيف:
- كيس المياه اتفتح أنا حاسة بيهوفي تلك الأثناء كان "فارس" و "عاصي" قد وصلوا أمام البيت، ترجل الإثنان من سيارة "عاصي"، ثم دلفوا وهم يتحدثون سوياً، حتى توقف الإثنان على صوت صرخات "داليا" وبكائها، انتفضت قلوبهم من سماع صرخاتها فتحرك "عاصي" باضطراب ليتسمر مكانه عندما وجد "رحيل" غارقة بدمائها على الأرض! مشهد لا يُحسد عليه، لم يشعر بنفسه إلا وهو يحدق بها بعيون شاخصة، قد اختلط عليه الواقع بالأحلام لدرجة أنه ظن نفسه بإحدى أسوء الكوابيس التي قد يراها قط، هرول نحوها بفزعٍ حتى وقع أمامها ثم ضغط على جرحها النازف برفق صارخاً بداليا:
- الإسعاف فين!!
فقالت الأخرى بدموع:
- خمس دقائق ويوصلوا خلاصفعاد بعينيه المُتسعة إلى "رحيل" مجددًا ليجدها تفقد اتصالها بالعالم لتغيب في عالم اللاوعي، صاح بها وهو يضغط على جرحها:
- لا خليكي معايا، متناميش أنا جنبك أهوفقالت بوهن:
- بنتي بتموت، مش مهم أنا بس الحقوها، بنتي ..ثم أكملت ببكاء يكسوه الألم:
- أنا موجوعة أوي مش قادره أخد نفسيوقتذاك وضع وجهها بين كفوف يديه ناظراً بعيونها بخوفٍ ثم قال:
- أهدي، خدي نفسك أنا جنبك أهو إنتِ وحياة هتكونوا كويسينوبعد تلك الدقيقة قد غابت الأخرى عن الوعي تماماً، ولحسن حظهم أنَّ سيارة الإسعاف قد وصلت سريعاً، كان ينظر إليها "عاصي" ومقلتاه تكاد تخرج من مكانها من شدة رُعبه، وصعد هو معها في سيارة الإسعاف وتحرك "فارس" برفقة "داليا" التي لم تتوقف عن البُكاء في سيارة "عاصي"..
وكانت ترصد تلك الأحداث عيونٍ تبعد عنهم بمسافة، وكانت نفسها العيون التي طعنت "رحيل"، وفي تلك اللحظة أخرجت هاتف صغير من جيبها بيدٍ مرتجفة، واتصلت برقم ما قائلة ببكاء هيستيري:- حصل اللي قولته، رحيل والطفل بين الحياة والموت
رد الطرف الآخر:
- متأكدة؟ عملتي إيه بالظبط؟
أنت تقرأ
رحيل العاصي
Romanceقلبي يكسوه الغضب والعصيان إتجاه كل شيء، لتلك الضحكات العالية التي تصدر منكِ، وتلك الحركات العفوية التي تفعلينها فتخربي كل شيء، ولتلك النظرة اللامعة التي تظهر بعينيكي كلما نظرت اليكِ، ولكنكِ تمكنتي من نزع هذا العاصي الذي يسكن بداخلي لتحققي ما لم استط...