ثم أنهى معه المكالمة ونظر أمامه بغضب عارم كاد أن يهدم المكان فوق رأسهم، قال بتوعد:
- أنا هوريكي تكسري كلامي وتتصرفي من دماغك إزاي!!
وقبل أن يخرج ركضت خلفه "رحيل" قائلة:
- أنت رايح فين؟استدار لها كالإعصار وصرخ بها:
- ممكن تختفي من وشي !! إنتِ من ساعة ما ظهرتي والمصايب عمالة تجيلي واحده ورا التانية من أول يوم دخلتي فيه الشركة دي وكل حاجه بتبوظ وأخرهم موضوع الصور ده كان بسببك، أنا مكنتش بخلي حد يمسك عليا غلطه لكن بسبب تصرفاتك كل حاجه بتبوظ، لو بقصد أو بدون قصد أنتِ السبب في كل حاجه فياريت كفاية أوي لحد كده وتختفي من كل حاجه زي ما ظهرتي
طالعته "رحيل" بعينين مُتسعتين والدموع بداخلها تمتلئ شيئاً فشيئاً، كانت كلماته قاسية جداً على قلبها الضعيف، بضع كلمات تمكنت من حرق روحها،
وأفاق هو من حالة الغضب التي كان عليها عندما وجد دموعها تتساقط من عيونها مثل الندى، قالت "رحيل":- كان ممكن تقولي كل ده بطريقة تانيه .. كان في مليون طريقة هفهم بيها كلامك غير إنك تكلمني بقسوة كده بس أوعدك مش هتشوف وشي تاني
ثم أخذت حقيبتها وخرجت من المكان بسرعه وهي تبكي بصمت، زفر "عاصي" بضيق وأمسك رأسه بندم بسبب كلماته تلك، في لحظة انفجر ولم يتمكن من السيطرة على نفسه، أخذ نفساً عميقاً ثم خرج هو أيضًا من الشركة واتجه إلى المديرية ليقابل العقيد عز الدين كامل الاسيوطي..
خرجت "رحيل" من الشركة وهي تبكي وتحركت مُسرعه من أمامها واستقلت أول سيارة أجرة رأتها أمامها، وعندما صعدت إليها شعرت بضيق نفس كبير لذلك حاولت أن تنظم أنفاسها حتى لا تفقد وعيها،
و ذهبت إلى أحد الأماكن المطلة على النيل وجلست بها بمفردها..
***
وصل "عاصي" إلى المديرية ودلف إليها وسار بها للحظات حتى وصل إلى مكتب عز الدين، فأخبر العسكري الواقف على الباب أنه يريد أن يراه ودلف العسكري إلى الداخل وبعد لحظات خرج إلى "عاصي" وسمح له بالدخول، وهُنا طل علينا بطلنا القديم من رواية منقذي ولكن عز الدين ونهض من مكانه وعلى وجهه ابتسامه واسعه وقال:- إيه المفاجأة الجميلة دي عاش من شافك
أبتسم له "عاصي" بضيق وجلس أمامه، عاد "عز" إلى مكانه وطالع "عاصي" بتفحص قائلًا:
- في إيه مال وشك
- واقع في مصيبة ومحدش غيرك هيقدر يساعدني فيها
نهض الآخر من على كرسيه وتحرك حتى جلس أمام "عاصي"، و قال:
- في إيه قلقتني؟!
قصَّ عليه "عاصي" ما حدث معه وموضوع تلك الصور والتهديد الذي جاء إليه بخصوص صفقة التهريب وكان "عز" يسمعه بعيون حاده، وفي النهاية قال "عاصي":
أنت تقرأ
رحيل العاصي
Romanceقلبي يكسوه الغضب والعصيان إتجاه كل شيء، لتلك الضحكات العالية التي تصدر منكِ، وتلك الحركات العفوية التي تفعلينها فتخربي كل شيء، ولتلك النظرة اللامعة التي تظهر بعينيكي كلما نظرت اليكِ، ولكنكِ تمكنتي من نزع هذا العاصي الذي يسكن بداخلي لتحققي ما لم استط...