فاقتربت منها، ومدَّت يدها تتفحص وجهها، ولكن لحظة! تلك الملامح مألوفة لها، فاتسعت عينيها عندما أيقنت هويتها، ونظرت إلى عينين "محمد" بدموع، وكانت أخر كلماته لها قبل أن تنتفض من نومتها:
- كانت عايشه، مماتتش..
فانتفضت من مكانها بفزعٍ قائلة:
- بنتي!!
جلست مكانها وأخذت تنظر حولها بتوتر، وشعرت وقتذاك بذلك الانقباض القوي الذي اجتاح قلبها، ثم نهضت من مكانها وخرجت من الغرفة، لترى "رحيل" التي تتحرك بتوتر في أرجاء المنزل، وعلامات القلق تكسو وجهها، فقالت باستفسار:
- عاصي فين؟
فقالت "رحيل" بتوتر:
- معرفش نزل هو ونور ومرجعوش لحد دلوقتي معرفش راحوا فين، حتى بتصل بيه مش بيرد، أنا قلقت
ردت "حنان":
- وهو إيه اللي نزلهم دلوقتي؟
نظرت إليها "رحيل" بصمت، واشاحت بوجهها عنها، فتحركت "حنان" ووقفت أمامها، ثم قالت:
- في إيه يا رحيل؟ إنتِ مخبيه حاجه عليا؟
فقالت "رحيل" مُسرعه:
- هقولك كل حاجه والله اطمن على عاصي ونور بس وأنا هحكيلك، مبقاش ينفع أفضل ساكته أساساً
ثم هربت من أمامها بلحظة، وبعد هروبها وقفت "حنان" لوهلة، وعندما تمعنت التفكير للحظات قالت بتهكُّم:
- أكيد لا مش معقول يعني، تلاقيه كابوس علشان إنتِ افتكرني الموضوع تاني النهاردة، مستحيل يعني
وبرغم قولها لتلك الكلمات، إلا أن قلبها لم يقتنع، فظل محتفظ بقلقة وتوتره، وظلت محاولات "رحيل" للوصول إلى "عاصي" حتى كادت أن تفقد أعصابها، ثم وجدت نفسها تتصل بـ "داليا"، ردت الأخرى بنعاس فقالت "رحيل":
- صحيتك ولا إيه؟ معلش كنت فكراكي صاحية
فقالت :
- أنا صاحية فعلاً بس قولت أريح شوية، الحمل تاعبني أوي يا رحيل، وفارس مش بيخليني أقوم من مكاني أصلاً زهقت، إنتِ مال صوتك في إيه؟
فقالت الأخرى بقلق:
- هو عاصي مكلمش فارس؟ نزل هو ونور ومن ساعتها مرجعوش، قلقانه عليهم أوي
فقالت "داليا" بسرعه:
- أهدي بس مش هيكون في حاجه يعني، تلاقي جالهم مشوار ولا حاجه، هو عرف إنها أخته ولا لسه؟
فقالت الأخرى:
- لسه عارف النهاردة، وبعد ما عرف نزل الاتنين وهي كانت هتسيب البيت، أنا متوترة لوحدي أساساً من ساعة ما قولتله
صمتت "داليا" للحظات ثم قالت بهدوء:
- أهدي طيب والله ما هيكون في حاجه، غير كده ده أنا مبسوطة حتى إن البتاعه دي خرجت من حياتها
فقالت "رحيل" بعدم تركيز:
- هي مين دي؟ آية أخت فارس ولا إيه؟
اردفت "داليا" بزفير:
- أيوة هي في غيرها اللي ظهرت فجأة دي، الفترة اللي فاتت كلها كنت في توتر بسببها والله، لحد ما ربنا وقعها في شر أعمالها وفارس عرف كل حاجة
أنت تقرأ
رحيل العاصي
Любовные романыقلبي يكسوه الغضب والعصيان إتجاه كل شيء، لتلك الضحكات العالية التي تصدر منكِ، وتلك الحركات العفوية التي تفعلينها فتخربي كل شيء، ولتلك النظرة اللامعة التي تظهر بعينيكي كلما نظرت اليكِ، ولكنكِ تمكنتي من نزع هذا العاصي الذي يسكن بداخلي لتحققي ما لم استط...
