الرياض
بصباح أحد الأيام
وأهمهايوم تـخرجها من الجامعة
مشغله الأغاني بأعلى صوت
فاتحه شبابيك غرفتها تسمح لأشعّة الشمس
تعطي للغرفة من ضياها
وترقص بخفّة قديمها
قدام تسريحتها
وأغراض الميكب مبعثره أمامها
وتلف آخر خصلة من شعرها
إنتهت وهي تترك الفير على طرف التسريحة
وتلتفت لعباية تخرجها المعلقة وأخذتها بحماس
ولبستها
على دخول شـروق وخلفها سارة معاها البخور وضحكت :
كل هذا حماس لتخرجك يا ضي ؟
ضي أخذت منها المبخرة وهي تبخر شعرها وإبتسمت بنشوة حماس فائقه : إيييييه ماجاء هالتخرج بالساهل !
تركته على الطاوله وهي تبتسم وتلتفت لهم : كيف الطلّه ؟
شروق أبتسمت : كااااامله ! ما نحتاج لضي الشمس اليوم ، يكفي ضيك
ابتسمت لشروق وهي تاخذ عبايتها وحجابها : يالله مشينا وييين ماما ؟
شروق : قاعده تفطر مع أمي وجدتي تقول روحوا واحنا بنلحقكم
ضي : يجون مع مين ؟ خالي ؟
شروق : إي
ضي عبست وجهها : لاااا خل يجون مع فهد أبغى خالي يوديني
شروق دفعت كتفها : خالي خالي خالي بتموت لو ماشافت خالها ، بيجي بس مابعد جهز خل يودينا فهد لا نتأخر
تأففت : يا ذا الفهد مابغى أروح معاه طيب ! بنتظر
سكتت لما شافته يمر من جانبهم : مرة وحدة أركبي معي بدون ما تعطين محاضرات عن انزعاجك ، اليوم يومك روقي
سكتت وهي تبتسم وركبت معهم ومشوا
نصف ساعة ووصلت لبوابة الجامعة حبست أنفاسها بحماس وعدلت حجابها قبل تنزل على صوت فهد المبتسم بعد ما التفت عليها : مبروك التخرج ضي
ابتسمت وهي تاخذ شنطتها : الله يبارك فيك
دخلت الجامعة ومعاها شروق وسارة
وفزت على صراخ صديقتها اللي جتها تركض وحضنتها : ياااا أحلى خريجة بالدنيا كلها مبروووك ياحبي
'
مر الوقت وأنتهى الحفل
استغربت ضي من إختفاء أهلها المُفاجئ كلهم بلحظة وحدة
رفعت جوالها وهي تتصل على أمها : ماما ! وينكم
ليه طلعتوا بدون ماتعلموني
طيب طيب جايه
طلعت وهي تناظر بين السيارات تدور عن سيارة
خالها أو فهد لكن مالقتها
وعقدت حواجبها بإستغراب وهي بتاخذ جوالها تتصل
و انصدمت من نزلوا من سيارة كانت قدامها محطوط على صدامها " مبروك التخرج ضي " بس ما إنتبهت إنهم فيها وانتشرت البالونات كثيييرة أمامها
دمعت عيونها وهي تركض لحضن خالها قبل الجميـع
حضنته وهي تسمع مباركته لها وأخذت منه باقة الورد : خااااالو حبيبي يبارك فيك
التفتت لأمها وللبنات وهي تحضنهم وتبكي
ونزلوا من السيارة اللي وصلت للتو فهد ومعاه جدها وجدتها
مسحت دموعها وهي تبتسم : حبايبي أنتو
تقدم أبو فهد وهو يمد لها المفتاح : وعاد هالهدية مني أنا يا بنيتي
شهقت وهي تاخذ المفتاح : السيارة لي !
ابتسم لها وهو يفتح باب السيارة : يالله تعالي ودينا غدينا
ضحكت وهي تدارك صدمتها و ركبت بحماس وهي تأشر لهم
ركبوا معاها والباقي لحقوها بسيارة فهد
ضي: عاد لما شفت السيارة ما استوعبت انها لي وهديه
ما ادري شفيني مو مركزه بشي
سكتت شوي بعديم تنهدت وبصوتها رجفة وبكية : شكرًا خالو مرة والله ، بس ماكان له داعي تكلف على نفسك بهدية كبيرة كذا
تبسّم لها وهو يمسك يدها ويبوسها : يا ضي والله لو تبين عيوني ما أستخسرها فيك ، وأنا أدري إن هالسيارة
بخاطرك من زمان ما أخليها بخاطرك وأنا حي
ضي : يخليك لي
.
بسيارة فهد
اللي كان فيها سارة وشروق
ناظر شروق وضحك : ماشاء الله يا ضي مستحله قلب أبوي
أنا وأنا ولده يوم طلبته سيارة عطاني نص المبلغ وقال كمل لك الباقي وأشري اللي تبي
شروق ضحكت : وشو بهالعمر بتغار !
فهد : لا ، بس اقولك قاعد يعطيها اللي ما عطى عياله
شروق : أنت عندك أبو وعايش ضي ماهو موجود أبوها !
وبابا لو ايش مايسوي ويعطيها من الحنان مستحيل يتلافى نقص وجود أبوها بكل الاشكال
بعدين بابا لما ماجابها لك مو عشانه يحبها أكثر يبغاك تتعلم كيف تتحمل مسؤولية نفسك وماتكون اتكالي عليه بكل شي
بس أنت غبي ما تفهم
وصلوا المطعم ونزلت ضي وهي تمشي وتدخل بحضن خالها وتدخل للمطعم وصوت ضحكها واصل لفهد اللي توه نزل من سيارته وكان كل تركيزه ونظراتها عليها لين أختفت عن ناظره
التفت لشروق وسارة اللي واقفين ينتظرونه
تنهد وهو يأشر بيده : ادخلوا أنتو أنا ماني جاي
شروق عقدت حاجبها : صدق تضايقت ؟
فهد ضحك : لا والله أمزح ، بس برجع للبيت تعبان صاحي من بدري معاكم
سكتت شروق ودخلت وهو ركب سيارته ورجع بطريقة للبيت
'
فتح عينه وهو يناظر السقف بهدوء
التفت وناظر لأمه اللي واقفه فوق راسه :
يالله يا حبيبي قوم لحق على الصلاة وتعال تغدى معانا
تبسم لها وهو يغطي كامل جسده بالبطانية :
خلاص بقوم والله
سحبت البطانية : من 10 وأنا أصحيك يا يمه
وتقولي صحيت صحيت ، هذا هو راح موعدي
لا تروح عليك الصلاة قوم قدام عيني
غطى وجهه بكفه وهو يوقف ويبوس راسها : والله ماحسيت فيك وناسي موعدك اسف يا الغالية
ابتسمت له : أدري بك بس قوم لحق على الصلاة اخلص
طلع من الغرفة وبقت تناظر له لين أختفى عن ناظرها
رتبت سريرة وطلعت لغرفة بنتها
دخلتها وهي تشوفها فاتحه الشباك ومطفية أنوار الغرفة وتاركه الأغنية مفتوحة بصوت هادي وهي تاخذ دش
طفت الأغنية وتقدمت وهي تضرب الباب : الناس تصلي وأنتي مشغلة أغاني !
طلعت من الغرفة ونزلت تحت وهي تجلس بالصالة : الله يصلح هالعيال
نزل سراج وهو يعدل شماغة : يمه لا تنتظريني على الغداء
وقفت وهي تتقدم له وتبخره : وليه ؟
باس يدها وهو ياخذ منها المبخره : عازمني عمي ماجد
تبسمت : يا عمك ماجد هذا ، يشوفك أكثر مني
ضحك وهو يحضنها : يابعد الدنيا أنتي تغارين ؟ والله انك الغالية ولحدٍ يجي مكانك ماهو عمي ماجد عاد
قطع حديثهم دخول أبوه وأخوه سامي : وراك مالحقت على صلاة الجماعة
مسح شنبه بحرج من أبوه : راحت علي نومه
شاف أبوه ساكت وطلع من البيت ماشي لبيت عمّه
استقبله صقـر : يالله حيه ، ماشاء الله صاير تزورنا واجد
ضحك سراج وهو يدخل معاه المسجد : مثقل عليك يا غالي ؟
صقر ضحك معاه وهو يجلس : لا أبد ، بس وش عندك أدري جيتك ماهي من محبة لنا
سراج : تعقب عمي من يومه غالي وأجيه ، لكن هالفترة إيه عندنا مشروع مشترك بيننا وقاعدين نشتغل عليه
صقر : وش الشغلة ؟
سراج ابتسم وهو ينزع شماغه ويتركة على طرف المركى المجاور له : تعرفها لا جهزت ما أقدر أقول شي وعمي ماهو موجود ، إلا وينه ؟
دخل سامي وبيده شنطة عمل سودا تملاها الملفات وبعد ماسلم مدها
لسراج : أبوي سافر الصباح للرياض ، وقال لي لا جاء سراج عطه هالأوراق ويخلصها اليوم ويلحقني بكرة
سراج : غريبه ليه ماقال لي ؟
سامي : والله دق عليك ولا رديت ، تبون الغدا الحين ولا تتقهون ؟
سراج : لا بالله دام عمي ماهو موجود أنا ماشي
مسكة صقر وهو يجلسه : وخير ان شاء الله ماحنا مالين عينك حنا ؟ اقعد بس وتغدا عقبها نطلع مع بعض ونمر عيال عمي وسامي نكشت
زمان عن بعضنا
سراج : زين بقعد للغداء لكن عقبها ما أقدر
الشغل ما ينتظر أعذروني
سكت صقر وطلع سامي من المجلس يجيب لهم الغداء
'
طلعت من البيت وهي تغني بصوت قصير وخلفها أختها :
ليش ما فتحتيه الصباح ؟
وجد : تخرج ضي اليوم شفيك ناسيه ؟
أماني : ويعني ؟ مافيه موظفين غيرك
وجد : فيه بس عطيتهم إجازة بهالمناسبة السعيدة
والحين طالعه له وبمسكه لحالي
أماني : ماني مساعدتك تراني ، بوصلك وبروح عندي شغل
وجد ركبت السيارة وهي تناظرها بتساؤل : وش شغلك أنتي ؟
ابتسمت أماني وهي تتنهد : هاللي رازقني هالسيارة وهالبيت وممشي حالي وحالك
وجد : مصره للآن ما أعرف شغلك ! ترى تقهرين
ضحكت أماني وهي تشغل أغنية بصوت عالي لمنع حديثهم
وتحركت بإتجاه الكوفي
نزلت وجد من السيارة وهي تدخل وتجهز
ما عندها بهالحياة إلا أثنين
أماني أختها
وضي صديقة عمرها
كانت مستعده تضحي بكل ماتملك حتى عمرها ! لهم
تسابقهم بالفرحة ولا تسمح لوحدة منهم تطيح
كانت السند والقوة لهم
عكّازهم بهالحياة
ناظرت الساعة كانت ٥ مساء
شافت إشعار من ضي " جاية أخذ قهوة التخرج "
ابتسمت وهي ترد عليها وبدت تزين الكيك
الكيكة الخاصّة فيها
واللي من وراها اُفتتح هالمكان وكانت ألذ شي موجود وسبب في شهرة الكوفي ونجاحه
وهي الكيكة الوحيدة اللي تسويها بنفسها وماتسمح لأي أحد يعرف وصفتها أو حتى يشاركها بتسويتها
مر الوقت ودخلت ضي وهي مازالت لابسة قبعة التخرج
وناظرت وكان المكان هـادي ومافيه إلا شخص وماكان منتبه لهم
جلست ضي وهي تناظر لـ وجد المنشغلة بتزيين الكيك
دخلت عندها وهي تناظر للشخص الموجود : ماجهزتي طلبه
ضحكت وجد : انشغلت بكيكتك ونسيته
شوفيه قهوته وراك أعطيه بليز
ضي : مافي دلع للخريجة ! خير إن شاء الله
وجد : وديها بس
أخذت ضي الصينية اللي كان فيها قطعة من الكيك وكوب القهوة وتقدمت وهي تنزلها على طاولته : بالعافية
رفع راسه لها وابتسم من شاف قبعة التخرج تعلو رأسها : مبروك التخرج يا .. ضي ، منها للإعلى
ردت الابتسامة بحرج : الله يبارك فيك
ابتعدت عنه بسرعة وهي تجلس على طاولة بجهه بعيده عن جهته
رفعت جوالها وهي تتصور وتوثق أجمـل طلّه لها
لفت جوالها لوجد اللي جتها وبيدها الكيكه وعليها شمعة واشتغلت أغنية
وقفت ضي وهي تاخذ الكيكة وصوت ضحكها وصل له لدرجة ترك كل مابين يدينه ورفع رأسـه لهم يتأمل فرحتهم واحتفالهم