٢

6.1K 106 7
                                    

من هدأت اصواتهم وجلست ضي على كيكتها ودخل زبون آخر وقامت عنها وجد ، نزل راسه للأوراق المتناثره على الطاولة وهو يتأمل رسوماته
تنهد وهو يجمعها بالملف ويكمل قهوته
.
ركب وحرك سيارته ومشى بإتجاه مكتبة
دخل ولقى عمه ماجد جالس على مكتبة ومنشغل لدرجة ما إنتبه لوجودة
لين طق الباب ورفع رأسه ماجد وابتسم : يالله حيّه
جلس سراج على مكتبة وهو يترك الملف ويلف بكرسية لجهة عمه : عمي بفاتحك بموضوع
التفت له ماجد وهو يبتسم : أبسقبك بالكلام لو ممكن
سراج : أكيد عمي أسمعك آمرني
ماجد : أنت تدري إن من بدينا هالمشروع والفكرة وكل شي كان جاي منك أنت ، وأنا والله ساعدتك ودخلت معاك لإني أبي أساعدك بس ، وخلاص الحين جاء الوقت
قاطعه سراج : لا ياعمي ! قلنا كل شي بيننا تكاليفه وتخطيطه حتى مكسبه ! وش تغير
ماجد ابتسم وهو يوقف ويعدل شماغه : ما تغير شي وأنا عمك هذا كلامك أنت لكن أنا ما قلت ، كل شي بإسمك اصلًا اسمي ماهو مسجل فيه شي
بالتوفيق ياولدي وعساه يفتح لك أبواب خير وبركه ، أمنعك من الردود والنقاش بمشي للدمام أنا توصي بشي
شافه ساكت وطلع من المكتب وهو مبتسم
تنهّد سراج ووقف وهو يرتب المكتب
وانزعج من خبر عمه لذلك طفى الأنوار وطلع
ماشي لـ شقته اللي استأجرها من وقت قريب عشان يكون قريب لشغله
دخل الشقة وهو يشوفها على حطة يده من كم يوم مضى
فتح الانوار وجلس على كنب الصالة وهو يتنهد
ويفكر بالموضوع
كان صعب بوجود عمّه
كيف الحين بدونه ؟ وحــدة !
ماهو عاجز لكن كان محتاج يدين عميلة
هو مايحب كثرة الموضفين ويحب يكون متفرد بأعماله
بس هالمرة ماكان الموضوع إختياري
كان مجبر ومحتوم ولا بينتهي هالمشروع قبل يبدأ
'
دخلت البيت وهي تشوف أهلها جالسين على طاولة
العشاء وفورًا سمعت صوت جدّها : يا ضي القلب أنتي جيتي ؟
تبسّمت وهي تدخل عليه بصالة الطعام : يا عيون وقلب وحياة هالضي ياجدو ، إيه جيت آمرني
ضحك : يالله عساني ما أشوفك الا بهالنفسية الحلوة
تعالي تعشي يمه
هزت راسها : لا جدو والله اكلت اليوم من الكيك والحلا حق ٣ شهور قدام ، ما ودي اسمن
أبو عادل : يستصح جسمك يابنتي أحسن لك
ضحكت ضي وهي تتقدم له وتحضنه من خلفه وتبوس طرف راسه : أحبك طيب خالو
رفعت راسها لإم عادل اللي كانت نظراتها عليها : يايي للآن تغارين !
ضحكت أم عادل : باقي ترانا شباب ! مشاعرنا ما اندفنت
رمت لها بوسه بالهواء وهي تطلع من عندهم : إييييه والله انك بعز شبابك
'
بيوم أخر
نزل سلطان من غرفته وهو يلقي نظرة على الصالة
كبيرة وشرحة ومنظرها يسرّ لكل عين تشوفها، عينه الوحيدة اللي كانت تشوفها أضيـق الأماكن وأسوءها
تنهد بملئ صدرة وهو يشوفها فاضية وهادية
وطلع من البيت وهو يتجـه بإتجاه دوامه
دخل مكتبة وجلس على الكرسي وعينه على كل المعاملات اللي قدام عينه وغـرق فيها
رفع رأسه على الساعة ١١ الظهر على رسالة وصلت لجواله
ترك كل ما بين يدينه وهو يسحب جواله ويرد على الرسالة
" ما اقدر أجي على الغداء بس بمشي على طول بعد دوامي"
ترك جواله وهو يسابق الوقت وينهي باقي المعاملات قبل ينتهي دوامه
إنتهى وركب سيارته ومسك خط من الدمام
إلى الرياض
شغل المسجل على صوت محمد عبدة ورفع الصوت بالعالي
عند بارت
" جيتني مثل الشـروق اللي محى عتم الليالي
جيت فرحة للحزين اللي من همومه هـلك "
وهو يغنّي معاه وابتسامه كبيرة ترتسم على وجهه
كان يسابق لهفته للأيام اللي بيلاقيها فيها ، ولو بيدّه يروح لها ركضًا على الأقدام من كـبر لهفته لها
يعد الأيام والساعات وأحيانًا الأسابيع لو اضطر بس عشان يشوفها أمام عيونه
وصل على مشارف الساعـة 6 مساء
وقف عند الشقة وهو يرفع رأسه لأنوارها المظلمة : وصلت ، أنتي وينك مو بالبيت !
أنتظر دقايق ووصله ردها : موجودة حبي استناك
ابتسم وهو يطفي سيارته ويطلع لشقتها
دخل وهو يشوف المكان أنـواره خافته مثل مايحب
وريحة بخور وعطر وأغنية هاديه
والأهـم من هذا ! هي
واقفه قباله مبتسمه بلهفه وأول ما فتح الباب أسرعت بخطواتها وهي تحضنه بلهفة مُحب
بالمقابل هو استقبل حضنها ببرود وجلفة
التفت يدينه على خصرها وهو يحتضنها
ابتعدت عنه وهي تحس ببروده إتجاهها لكنها اعتادت لذلك ما استغربته
لكنه كان يحـرقها ، يطفئ فرحتها ولهفتها
يكسر شي بوسط صدرها
تنهد وهو يفتح الأنوار وبانزعاج : طفي هالأغاني
القهوة جاهزه ؟
هزت راسها وهي تدخل المطبخ تجيبها له
جلست أمامه وهي تمد له فنجاله وتبسمت : كيف مر عليك هالشهر
رفع نظره لها وهو يتمعّن بملامحها : بشرتك تعبانه
رفعت كفها وهي تلامس وجهها : لا ! أنا مهتمه فيها
مارد عليها وأكمل فنجاله : زينه الأوضاع هالشهر
سرحت بعيد عنه وهو تتلمس وجهها بخوف
ناظر لها : استقلتي عن شغلك مثل ماطلبتك ولا ؟
هزت رأسها بالموافقة : إيه زمان .. بس ودي أرجع يا سلطان
ناظرها بحدّة واكملت حديثها : لا تناظر لي كذا ، أنت صاير تطول ما تجيني ولا تبقى عندي كثير وأنا بديت أمل من الوحدة والقعدة لحالي طول الوقت بالبيت لا روحه ولا جيه ولا شغل ياخذ وقتي
سلطان : بس أنا ..

نور وجهك يقلب الظلمات ضيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن