٢٣

2.9K 64 4
                                    

أماني : بنتكلم بهذا من ورى الجوال ؟
سلطان : تجيني تقدرين ؟
أماني : الحين لا
سلطان :  ادري تقدرين ، تعالي نتكلم وارجعي
أماني : الساعة 3 الفجر ! بكرة نتكلم تعبانه بنام وجاي من سفر أنت ارتاح ونتكلم وقت ثاني
تنهد سلطان وسكت وهو يترك جواله على الكنب ودخل الغرفة ينام
ناظر لمياء ليد ضي على دخول روان وبيدها الأكواب : متزوجة ضي
ناظرت ضي لخاتمها وتنهدت : عاقده قراني بس ، ماسويت زواج
روان جلست وهي تمد لهم أكوابهم : غريبة ! عاد يوم جانا سلمان هنا يسولف لنا عنك قال انك مو متزوجة
ضي : سلمان مايدري ، عقدت قراني اليوم
روان عقدت حواجبها : اليوم !
هزت راسها ضي وهي تناظر لجوالها وتشرب من كوبها
ناظرتها لمياء بضيق من لمحت إنها تضايقت من الموضوع : ايه سولفي لنا ، يعني وين كنتي عايشه شلون كانت حايتك
ناظرتها ضي وابتسمت : متخرجة من الجامعة قبل ٦ شهور ، وبعدها بفترة قصيرة توظفت
روان : عند سراج صح ؟
هزت راسها ضي : ايه .. وبعدها انفتح لي هالباب
روان : سوي زواجك قريب تكفيييين ، ابغى احضر زواج احد قريب لي ومحد راضي لا من أخواني ولا من عيال عماني يتزوج
ضحكت ضي وناظرت للمياء اللي ضحكت: تنتظرين تنتظرين مناسبة وشكل اول مناسبة بتحضرينها مناسبتك
ضي ابتسمت : ياي مخطوبه ؟ احس توك صغيرة
ضحكت روان : يعني مو خطبه خطبه رسميه بس بتصير قريب ، بين بابا وعمي فهاد للحين ماطلع شي علني
ضي عضت شفاتها وهي تحاول تتذكر اسم أخو سراج : من لؤي ؟
ضحكت روان : يوه هذي يبي لها وقت عشان تحفظنا، لؤي أخوي ، سامي وسراج هم عيال عمي فهّاد
ضحكت ضي : اي اي اقصد سامي ، لخبطت بينهم
روان : لا سراج ، ملزقيننا ببعض من كنا صغار
لمياء ضحكت : وكان كل واحد فيهم يعصب من الطاري ويرفض ، ولما جاء الحقيقة وانخطبوا محد رفض
روان ناظرتها : بدري على هالكلام ماوافقت وتسكر الموضوع لان انشغل سراج وبعدها تعب عمي ماجد
ارتعشت يدينها وانسكب الشاهي على يدها وفستانها وفزت من الحرارة وهي توقف وتركت الكوب على الأرض
وقفت روان : بسم الله عليك وش جاك ؟ حرقك شي ؟
ابتسمت وهي تبلع ريقها وتناظر للغرفة وبتوتر : بنزل اجيب شنطتي نسيتها بالسيارة ، مافيني شي مايعور
روان : وين مانحرقتي يدك حمرا ! خلاص اجيبها لك انا وبعدها احط لك كريم
هزت راسها بالرفض وهي تلبس عبايتها : لا لا بنزل أنا
تركتها روان وهي تجلس وتراقبها تطلع من الغرفة وحالها منحاس
كانت يدينها كل أطرافها ترجف ماهو من الم الحرق
شي فزّ بصدرها أوجعها وأربكها أغضبها ما تدري ليه وتجهل لكنّه تحس بهالشعور الحارق
ناظرت للصالة واللي متجمعين فيها ودخلت وابتسمت وهي تناظر لسراج اللي تاكي ويسمع سوالف لؤي وسامي وواضح التعب عليه ، ناظرها سلمان : بغيتي شي ضي ؟
هزت راسها بلا من ناظرتها سراج : بس بغيت سراج ينزل لي شنطتي من سيارته
فز من مكانه وهز راسها لها : تعالي
طلع معاها للحوش ومشى برى يفتح شنطته والتفت لها من ناظرته : مبروك الله يتمم لك
عقد حواجبه : على وش ؟
ضي : خطبتك
ضحك وهو ينزل الشنطة : وأحد يبارك وهو مكشر كذا ؟
مدت يدها ضي بتاخذ الشنطة منه وابتسمت : من التعب يعني مو قصدي اكشر
مد يده باللحظه اللي مدت يدها بتاخذ الشنطة ولمس كفها بغير عمد وناظرها : اتركيها اخذها أنا
ارتبكت من يده وبلعت ريقه وناظرته وهي تحاول تاخذ الشنطة : مايحتاج اطلعها أنا
ابعد يده عن الشنطة وناظر يدها : وش حرقك ؟
بلعت ريقها وهي تغطي كفها بكم العباية بسرعة : الشاهي انكب علي عشان كذا جيت اخذ شنطتي انحاست ملابسي
تركت الشنطة ومسكها هو ودخل معاها وركب الدرج وهي خلفه وتناظر كفها وتتحسسه وترجع تناظره وساكته
ترك الشنطة قدام باب الغرفة وناظرها وابتسم : باركتي لي بس أنا ما باركت لك، مبروك الله يديم المودة بينكم ويتمم لكم على خير يا ضي
سكتت  ماردت عليه وهي تصد عنه وتدخل الغرفة وتدف شنطتها وناظر مكانها لثواني وصد وهو يدخل غرفته
نزع ثوبه وعلقه ونفض فراشه ودخل تحته والهواجيس تاكله
أكلته وهو جالس بين الناس وشرّدته فـ كيف وهو لحاله ؟ تقتله
غمض عيونه بقوّة يمنع هواجيسه وأفكاره ويصدها ويحاول ينام
دخلت وهي تشوفهم منسدحين ويسولفون بهدوء
فتحت شنطتها وطلعت بجامتها ولفت هم : دورة المياة هنا صح ؟
هزت راسها روان ودخلت ضي وهي تترك ملابسها وتناظر يدينها ترجف بشدّة
وتتنفس بقوة وبلعت ريقها وهي تناظر وجهها بالمرايا وتهمس : عشتي يوم طويل وصعب اكيد بتتعبين كذا مافي شي
ناظرت يدها المحروقه لثواني ولبست بجامتها وطلعت وهي تشوف روان تطفي أنوار الغرفة وينسدحون وغرقوا بنومها
وهي بقت تناظر للسقف وتفكر لوقت طويل وتآكلها الهواجيس ، من كل النواحي وكل المواقف اللي صارت واستثقلتها
ناظرت جوالها وهي تفتحه وتشوف عدد المكالمات من الكل
أمها وخالها وخالد ووجد وكمية رسايل كثيرة
تنهدت وهي تدخل لمحادثة وجد وتقرأ كلامها الكثير
كانت تمسح على قلبها وتطمنها وتذكرها إنها معاها وقريبة لها حتى لو مو جنبها وواقفة بصفها لو مالقت أحد يوقف معاها
ابتسمت وهي تطفي جوالها بتعب ولفت تنام
'
العصر
طلعت أماني من البيت وهي تقرا رسايل سلطان انه ينتظرها طلبت سيارة ووصلت الشقة وناظرت للباب وهي خايفة
لكن ما سمحت لأي فكرة تفتح لمشاعرها باب ودخلت وتقدمت ناظرت للصالة وشافته جالس تركت شنطتها على الكنب ونزلت عبايتها وتقدمت من شافته واقف وجلست
عقد حواجبه من انها ماتقدمت وحضنته وسلمت عليه وناظرها ثواني تناظر للأرض وجلس وبهدوء : أخبارك ؟
هزت راسها : بخير
سلطان هز راسه : زين والبلوك وش سالفته ؟ هالانقطاع ولما ارسلت ودقيت لقيتك مبلكتني فجأة ومختفيه وش السالفة ؟
ناظرته وابتسمت : بنكمل الشهر مو مكلمين بعض توك تسأل ؟
سلطان : عشان هالشهر بلكتي ؟ كان كلمتيني وسألتيني
اماني : بس هالشهر ؟ سلطان تكفى لا تكون نظرتك كذا سطحية ! بليز
سلطان : أجل وش ؟ ماكان فينا شي سكتي عني شهر وفجأة بلوك شفيك ؟
أماني : مو بعادتك تسأل عني قبل اسأل عنك
سلطان : كنت أفكر بشي طول هالفترة ومتردد بس الحين أنا متأكد منه
هزت راسها أماني : يمكن نفس اللي افكر فيه ! لان ما قدرت أجزم على قراري إلا الحين
سلطان : أنا اقول نعلن زواجنا
وبنفس اللحظة نطقت بسرعة كأنها ترمي قنبله : سلطان أنا قررت ننفصل
سكتوا بصدمة وهم يناظرون بعض ، هي ما توقعت يقول هالكلمة طول فترة علاقتهم الطويلة ابدًا و ماقد جاء ببالها ! ماقالها إلا الحين .. باللحظة اللي طلبت فيها الانفصال بنفس التوقيت
ناظرها وعقد حواجبه وهمس : وش قلتي ؟ انفصال ؟
بلعت ريقها وهي تبعد شعرها خلف اذنها : أنت قاعد تقول نعلن زواجنا ؟
سلطان : اتركينا مني أماني وش قاعدة تقولين أنتي ؟ تستبهلين ؟
أماني هزت راسها : لا حنا لازم نتطلق
عدل جلسته بصدمه من اللي سمعه وعقد حواجبه والتفت لها بكامل جسده : ليش ؟
أماني : شلون يعني ليش ؟ أنت متوقع إننا بنعيش طول عمرنا مع بعض ، خلاص جاء الوقت اللي كل واحد يلتفت لحياته ولنفسه إنتهت مصالحنا
سلطان : وش تغير ؟
أماني : سلطان إحنا لنا ٥ سنين متزوجين بالسر ! ولا أحد بهالدنيا هذي يعرف عن زواجنا ولا بيننا أطفال وحياتنا مو مستقله
قاطعها : طيب وأنا شقاعد اقولك ؟ اقولك بنعلن زواجنا
ناظرته أماني : تزوجنا عشان ظروفنا وكل واحد أخذ اللي وده من هالعلاقة ،حمد لله أنا صرت قادرة أعتمد على نفسي وفاتحه مشروعي وأبغى أشوف حياتي وطريقي وأنت تزوج بالعلن
سلطان تنهد وابتسم : أماني تراني ماني غبي ولا جاهل ! أنتي كنتي قادرة تتطلقين مني قبل سنتين كنتي مستقله ماديًا عني وما عدتي بحاجه لي لكن مع ذلك بقيتي معاي
ليه الحين طلبتي الطلاق ؟
أماني : انتهت مصالحنا !
سلطان : ايه مصالحنا اللي تزوجنا عشانها قدرنا نحلها بس باقين مع بعض عشاننا نبي بعض ، ولاننا نبي بعض بعلن زواجنا !
أماني : تعلن ايش سلطان وليش ؟ بدال ما ننهيها نعلن ليش ؟ عشان ايش ؟ وش اللي يستاهل يستمر بعلاقتنا ؟
سلطان : أنتي تحبيني أماني وشو اللي ليش وعشان ايش وكيف وش اللي يستاهل ! تحبيني انتي كيف يطلع منك هالكلام ؟
ناظرته وهزت راسها : قلتها بنفسك ، تحبيني قلتها ماقلت أحبك ! عشان كذا اقولك مافيه شي يستاهل
سلطان : نحب بعضنا اماني لا تستغبين حنا اكبر من مصلحة وقضت
أماني : انا أحبك بس أنت لا ، ولإنه ما ينفع علاقة تستمر من طرف واحد لازم تنقطع
تأفف وهو يوقف بغضب ، ماهو فاهم كلامها ماهو قادر يستوعب أغلاطه وحجم الفراغ اللي بينهم بسببه مافهم
لف لها : توك تقولين لا تصير نظرتك سطحية ! مين السطحي ؟ أنتي ولا أنا .. عشان انتهت مصالحنا انتهى زواجنا ؟ ماتشوفين اشياء ثانية ؟
تنهدت وهي تناظره : لا ترفع صوتك طيب قادرين نتكلم بهدوء صح ؟
جلس وناظرها : ما أستوعبك ، هذا مو كلام يجي منك أنتي
كانت ترجف من ثقل هاللحظة عليها من الكلام اللي طلع منها من قرارها ومن وضعهم من توترها وخوفها من كل شي لكن كانت ماتفكر بمشاعرها بحبها كل تفكيرها يدور حول نفسها حول التعب اللي عاشته بسببه
لفت عليه : سلطان أنت حتى مو مستوعب أنت وش تسببت فيه ، طول هالسنين اللي عشناها سوى أنا الوحيدة اللي كنت أحمل بصدري مشاعر وكنت أبادر كنت أداريك وكل اللي تحبه اسويه وأنت ؟ كأني متزوجة رجل آلي حتى نظراتك مافيها مشاعر، وإن تكلمت كسّرت مجاديفي
حتى شكرًا وأنتي حلوة وأحبك ماتقولها ، لا تحبني بس جاملني
كم مرة حاولت أطلع بطلّه حلوة مو عشان شي عشان اسمع كلمة حلوة منك عشان أشوف بعيونك انبهارك فيني بس ما تقول بس تطلع فيني عيب بوسط كل المحاسن ! بيننا مواقف توجع وتجرح كثيرة سلطان بس أنت مو مستوعب
سكت وهو يناظرها
بلعت ريقها ولفت عنه وهي تجمع يدينها تخفي رجفتها : أنا كنت دايم اواسي نفسي أقول أنا كسبت سلطان أنا كسبت سلطان
تنهدت ولفت عليه وهمست : إييييه أنا كسبتك بس يوم كسبتك خسرت أماني ! نسيت أنا مين وتغيرت بعدك كثير نسيت أحلامي ومستقبلي وحاضري وأسباب علاقتنا والمنطق نسيت نفسي وماصار ببالي غيرك
سلطان عقد حواجبه وناظرها مصدوم ، مصدوم من كميّة العتب اللي تحمله بجوفها من التعب اللي بعيونها
أماني ناظرته : لو يرجع الوقت ماسمحت لشي يصير بيننا
سلطان : تكرهيني لهالدرجة ؟ تجحديني لدرجة تبين تمسحين ماضينا ؟
أماني هزت راسها : لا سلطان ما أكرهك ولا اجحدك ، أنا أكره ضعفي اللي طيحني عندك اللي خلاني احتاجك
ببداية زواجنا كنت أظنك تحبني ورفعت سقف أمالي بعلاقتنا كنت احسب راح نبقى لبعضنا ورسمت مستقبلي معاك بس بعدها كل شي تغير وأنت تغيرت وكل مازاد حبي لك كل ماشفت منك صدود، كل شي بيننا ناقص كل شي بيننا مغلوط تعبت أنا ما تعبت أنت ؟
سلطان مسك كفوفها ولفها له وهو يشد لها ويناظر بعيونها : نغير كل شي بيننا ، نعلن زواجنا ونسوي زواج ومهر جديد ونعيش حياة ماتشبه حياتنا الحين ، نصلح كل شي نقدر
سحبت كفوفها : لا سلطان مانقدر، حنا أساسنا غلط كل شي بيني وبين غلط وجودنا مع بعض غلط ايش نصلح ؟ نبني حياة جديدة أساسها غلط ؟
ناظرها وميّل راسه برجاء : تكفين لا تسكرين بيني وبينك الأبواب ، لا تقطعين حبل الوصل بيني وبينك أبيك أنا مستعد اصلح كل شي مستعد والله
ناظرته : بعد ايش ؟ بعد ما مرضت بعد ما تعبت ؟ بعد ما انتهت طاقتي وبردت مشاعري بعد ماصار ببالي إلا ذكرياتنا اللي ما فيها حيّ غيري ؟
وينك يوم كنت أبيك أنا ؟ وينك يوم كنت أركض وراك ولك كنت أحبك وأبيك يوم كنت أحاول أنا ليه كنت صاد عني ؟ مابغيتني إلا يوم صديت ؟ ليش سلطان وينك قبل
نزل راسه وغطّى وجهه لدقايق
هو ساكت مايدري وش يجاوبها وهي تناظر فيه والبكية عالقة بحُنجرتها ماهي قادره تبكيها ولا قادره تمنعها من سنين .. تبقى عالقة وبس
همست : أنا رحت أتعالج نفسيًا من وراك سلطان ، تعبت منك كثير وفوق طاقتي لا تحسب اني تخليت عنك ببساطة
رفع راسه وناظرها وكانت عيونه محمرّه : أنا تعّبت نفسي أماني وكل الأمراض النفسية سببتها لنفسي، إذا انتي تحسبين إنك الوحيدة اللي عانيتي مني أنتي غلطانة
حتى أنا عانيت مني
ناظرته وصدت عنه وكمل سلطان : أنتي تقدرين تتخلين عني وتتركيني وتعيشين بس أنا وين أروح ؟ وين أهج من نفسي ومن واقعي ومن حياتي أماني أنتي الوحيدة بهالدنيا الكبيرة اللي كانت تبيني ، محد يبيني غيرك لا تتركيني
لفت له : وكذا تجازيني ؟ لإني الوحيدة اللي أحبك ولإني الوحيدة اللي بغيتك تصد عني وتجفاني ؟ أنا مستحيل اقتنع إنك كنت تحبني بأفعالك هذي
تنهدت وهي تقوم وتاخذ عبايتها : برجع البيت واتركني سلطان لا تسأل عني ولا تدق ولا تجيني ، قلب الموضوع براسك ولما يجوز لك طلقني
وقف وهو يمسك يدينها : عطيني فرصة أخيرة
سكتت ماردت عليه وهي تعدل حجابها وتطلع
وبقى واقف هو يناظر سرابها
ويحس إنه بدوامة ، ماهو مدرك للي كان معيّشها فيه وماهو مدرك إنها تخلت عنه وطلبت تعيش حياة بعيدة عنه
رفضته ! أماني رفضت سلطان وصدته
هو يتعب بدونها ويُرهق كيف له يعيش بدونها بعد هالوقت؟ هي الوحيدة اللي ما تنساه وتذكره وتحبّه وتبيه بهالدنيا مافيه أحد غيرها .. والآن لا هي ولا أحد ثاني
دخلت للبيت ونزلت عبايتها وهي ترجف كل أطرافها وكانت على وشك البكاء بأي لحظة بتنهار
هي تخلّت عنه نزعته منها وقررت تصد
ترجاها تبقى معاه وتعطيه فرصة هي تمنت تشوف هالموقف كثير تمنت تشوف غلاتها عنده ومعزّتها وماشافتها إلا بوقت متأخر
أوجعها إنه بعد ما تخلّت عنه أدرك معزتها
رمت عبايتها بالأرض وهي تتنفس بقوّة ودخلت عليها وجد : بنت وش فيك
لفت عليها أماني وتقدمت لها وحضنتها وبكت بنحيب وأنهارت قوّاها
شدت عليها وجد وهي مصدومة ومانطقت بحرف هي اول مرة تشهد على بكاها وبحضنها وبين يدينها ماتذكر مرة شافتها تبكي قدام عينها حتى بوفاة جدتها وقبل ينتقلون لهالبيت كانت تتخبّى عنها عشان تبكي
وش حصل هالحين عشان تطيح بين يدينها وتبكي بهالنحيب بهالتعب
مسحت على شعرها وهي تحاول تجلسها وناظرتها : شفيك أماني بسم الله عليك ؟
لكن ماردت عليها ، كانت تبكي بدون توقّف وغطت وجهها بيدينها وتبكي
خافت عليها وجد ومسكتها وهي تلفها لها : هي بنت شفيك تكلمي لا تخوفيني
مسحت دموعها أماني وناظرتها : لا تسأليني تكفين بس خليني وحدي
وجد : تستهبلين مابخليك !
أماني : تكفين وجد اطلعي روحي سوي اي شي اتركيني لحالي بليز
تنهدت وجد وهي تقوم عنها : طيب بس دقي علي لو تحتاجيني تمام ؟ ماعندي شي اجيك
هزت راسها أماني وناظرتها وجد : بطلع الكوفي زمان مو رايحه لو تبيني بقعد
هزت راسها بالرفض وطلعت وجد
ناظرت جوالها وهي تشوف استلام ضي لرسايلها ودقت عليها تنتظرها ترد
جلست على الكرسي وسمعت صوت ضي : هلا جوجو
فزت وابتسمت : بنت أخيرًا رديتي ! طيرتي قلبي
ضي : بخير جوجو مافيني شي يطير قلبك ليه
وجد : وش سويتي هناك ؟ كيف الوضع
ضي : أبوي تعبان جوجو بالعناية ، واهله كلهم هناك
علموني سراج وصقر انه تعبان بالطريق ودخلت المستشفى لقيتهم قدامي بناتهم وعيالهم وعماني
وجد : بسم الله شفيه أبوك ؟
ضي : ما ادري تعبان قلبه وسووا له عمليه وطلع منها ولما جيناه الحين قالوا حالته سيئة شوي
وجد : الله يشفيه يارب .. طيب كيف اهله يعني وينك الحين وين رحتي بعد المستشفى
ضي : عسولين اهله مره كلهم ضموني بينهم وراعوني بس بعد احسني ما اشبهم وبين ناس مو ناسي فهمتي ؟ هم عايله ومتلائمين أنا الغريبة بينهم
تنهدت وهي تناظر للمكان : جوجو ادق عليك وقت ثاني ونتكلم بكل شي تمام ؟ اتوقع بيرجعون المستشفى الحين بروح معاهم
وجد : اوكي حياتي داقه اطمن بس
قفلت منها ولفت على سراج اللي تقدم من قفلت جوالها : منتي غريبة أنتي فرد مننا ضي
لفت له وضحكت وارتكت على الجدار : شايفتهم اول مرة بحياتي أمس ، وعرفت إن بيننا قرابة بالدم قبل أقل من شهر ماني فرد منكم أنا غريبة حتى لو بيننا صلة قرابة
ناظرها وقرب بخطواته لإنه بعيد عنها : حتى أنا ؟
عقدت حواجبها وناظرت له : وش فيك ؟
سراج : مو تقولين إنك تحسين انهم مايشبهونك وبين ناس مو ناسك وأغراب ؟ أنا من ضمن هالناس ؟
ضي : أنت ؟
هز رأسه : إيه يعني تشوفيني غريب زيي زيهم ؟
يلعت ريقها وصدت عنه بعينها لثواني وهمست : لا يعني مدري .. ليش تسأل
ابتسم سراج : اسأل عادي ليه ارتبكتي ؟
سكتت وهي تناظر له ثواني وتنهدت : سراج
أختفت ابتسماته وناظر بعيونها
ضي : لو صحى ، وشافني وطلع مايبيني وين أروح ؟
عقد حواجبه وقرب لها : من قال لك إنه مايبيك ؟ أبوك تراه
ضي : بالمستشفى كلمني واحد من عماني
سكتت شوي وناظرته : اتوقع انه أبوك
هز راسه سراج : الأكيد مو عمي سعود أبوي شكله شقالك ؟
ضي : تكلم عن اشياء كثير بس قال هو عاش عمره كله بحسرة انه فقدك وماعاش معاك ، سراج يعني كان يعرفني يدري إني بنته بس أختار انه يكون بعيد عني
سراج : مستحيل ، لما كلمناه كنا نمهد على الموضوع مافهم انك بنته ، جبنا طاري امك بالاول وانك تشتغلين عندي وقال اكيد انها قد تزوجت بعدي وعندها عيال وين الغريب بالموضوع
هو ماشك من طاريك وما ارتبك بس سمع انك بنته طاح بيننا
ضي : اجل وش يقصد بكلامه أبوك ؟ حتى جدتك قالت كلام يشابهه ، يبكيك طول عمره وش يقصدون ابي افهم
ناظرها شوي وتنهار ومد كفه لها : اهدي ضي اهدي، بتفهمين كل شي بس تراك قاعدة تركضين ، وقفي شوي
تنهدت وهي تناظر له وهمست : تعبت
سراج : أدري والله أدري ، أنتي مو معطيه نفسك فرصة تستوعبين شي وتركضين بكل طريق ينفتح قدامك عشان تعرفين الحقيقة بس ! لدرجة اول ماعرضوا عليك الزواج وافقتي ونسيتي اني واقف عند باب الشقة انتظرك
ضي لازم توقفين تعطين نفسك راحة بتعرفين كل شي وتوصلين للحقيقة وتسمعين الأسباب بس وقفي
ضي : خايفة يفوتني شي ، خايفة بالفترة اللي اجلس فيها أخذ نفس يبنون لي بيت ثاني مبني على الكذب ! سراج أنا ماصرت أثق بأحد إذا أمي واهلي خربوا حياتي كذا شلون بستأمن نفسي واجلس ارتاح وابعد عن هالضجة ؟
سكتت من شافت اتصاله الرابع على التوالي وتأففت وهي تناظر جواله وناظرته : دقيقه بس
ردت وهي تعطي ظهرها سراج : نعم خالد نعم نعم وش تبي ؟
خالد : ضي بالدمام أنا وينك ارسلي لي موقعك
ضي : ليش جاي ؟

نور وجهك يقلب الظلمات ضيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن