سلطان
أذن الفجر وفتح عيونه بتعب يناظر حوله ، قدام باب المستشفى ، ما قوت رجوله تشيله لداخله وماقوى ضميرة يمشي بعيد عنّه
فتح أزارير ياقة ثوبه وصد يناظر السيارات اللي موقفه حوله وهدوء المكان
فتح الباب ينزل ودخل المستشفى
وقف عند الإستقبال يسأل عن رقم الغرفة وطلع لها
وقف على بابها متردّد
بينه وين فتحة الباب مواقف ما تنعد من كثرها
كم جرح ما راح أثره وكم كلمة بقى وسمها وسط صدره
وكم صدّة وكم نظرة وكم دعوة ! بينه وبين هالباب موانع
صد بتعب عجز ، عجز ينسى وعجز يحن ما قدر
جلس على كراسي الإنتظار ومنزل راسه من الصداع اللي أكله ، ما يدري متى أخر مرة حط راسه على وساده ونام مرتاح بدون كوابيس ، مواصل من يومين وفتك الصداع راسه
ورغم التعب اللي إتحل جسده
ما تركته الهواجيس تنهشه مثل ما تنهش الذيابه فرايسها
رفع راسه على فتح الباب وشاف روان تطلع : سلطان !
سكت يناظرها وجلست بجانبه : شفيك ليش ما دخلت ؟
سكت لثواني يدور عذر وهز راسه : توني جيت قلت يمكن نايم وازعجه
روان تنهّدت تناظره : ماصحى من البنج باقي ، الدكتور يقول بعد ساعة كذا ، ادخل اجلس داخل اريح ، وبجيب لنا قهوة تبي ؟
هز راسه بلا وقام يمسح على ثوبه : لا لا راجع البيت أصلًا
مسكت كفه توقفه : سلطان !
لف عليها : شفيك ؟
روان : ابوي بيستانس لما يشوفك جنبه لما يصحي ، تعال ادخل
ابتسم وهز راسه : دام أنتي ولؤي عنده مايفرق وجودي ، اصلًا أنا تعبان برجع انام وبعدين بزوره
روان : أعرف وش قاعد تفكر فيه بس لا تشيل هم تعال ، تعبان بيكون ما بيقول لك شي ولا يتكلم
سلطان : ما راح يتكلم لإنه تعبان مو لإنه ما يبي يتكلم ، لا اضايقه ولا اضايق نفسي اصلًا ما ادري ليش جيت ، ماشي أنا
طلع من المستشفى مسرع بخطواته وسكتت روان تناظر مكانه
غمض عيونه بتعب وتكى على سيّارته
مازال فيه عمره هذا يهابه ويخافه مثل خوفه بالخمس والعشر سنين ، ما زال ينفر من الأماكن اللي يتواجد فيها ويتحاشاها
ركب سيارته ومشى لأقرب مسجد يصلي الفجر
'
فتح عيونه سعود يناظر حوله وقام لؤي مسك كفه وابتسم : الحمد لله على السلامة يبه
غمض عيونه من آلمه جرحه وهمس : وش صار
سكت لؤي يناظره وهز راسه سعود يتذكر : بس بس تذكرت
وقفت أم لؤي وهي تمسح على راسه : الحمد لله على سلامتك يا بعد راسي
دخلت روان وبيدها كوبين قهوة ونزلتهم على الطاولة وابتسمت : يبه صحيت ، حبيبي شلونك تحس بوجع ؟
هز راسه بـ لا : خفيف
سكت يناظرهم وعقد حواجبه : أخوكم وينه ؟
لؤي : ماجا.
قاطعته روان : جاء يبه بس تعبان ورجع البيت وقت الزياره يجي إن شاء الله
ناظرها لؤي ورجع يناظرها سعود : تكذبين علي ؟ هالعاق احلف بالله ما طب المستشفى
عقدت حواجبها روان بضيق : يبه ليش تقول كذا ، جاك والله بس كان متضايق وتعبان ورجع البيت
أم لؤي : لا تحلفين كذب عشان تغطين على اخوك ! ماجاء
تأففت روان : وليش بكذب يعني ؟ جاء والله ولو ماجاء ما ينلام
ناظرها سعود بحدّه : وش قصدك يا قليلة الأدب
سحبت كفّها أم لؤي : خلاص يا روان ماهو وقته هالكلام أبوك تعبان
رجعت تتكي وتكتفت بغضب تناظرهم
'
العصر
نزل سراج يشوف أبوه وأمه جالسين على القهوة ولمياء تقهويهم ، باس راس امه : وينها ضي ؟
لمياء : نايمه ، ماحبيت اصحيها واضح تعبانه مانامت كويس
هز راسه : ايه زين ، سامي طالع ؟
لمياء : إيه طالع مع اصحابه قال ومو راجع الليلة عشان ضي
لف لأبوه : رايح ازور عمي تجي معي يبه ؟
هز راسه فهّاد بـ لا : مالي حيل
تنهد سراج وهز راسه : زين طالع أنا تآمرين بشي يمه
هزت راسها بايه : لا ترجع البيت الليلة
ضحكت لمياء من تعابير وجهه وناظرها : وين اروح ان شاء الله
أم سراج : بيت جدك
هز راسه يحك جبينه : يصير خير
طلع منهم وركب سيّارته يناظر لشباك غرفة لمياء ومشى للمستشفى
دخل واتجه لغرفة سعود دخل يشوفه منسدح وبيده جواله وابتسم : الف لا باس ياعمي الف لا باس
تقدم يجلس : شلونك عساك بخير ؟
سعود : بخير بخير
سكت يناظره سراج : عيالك مو هنا
سعود : الا جوني بس قلت يرجعون يرتاحون
تنهد سراج ولم كفوفه : عمي طالبك
لف يناظره : أنت تطلبني ؟
سراج : إيه بالله عمي اني طالبك
سعود : وش تطالبني به بعد
سراج : ضي
رفع يده سعود وارتفع صوته : لا تجيب طاري هالنجسة عندي ، ولا تطالبني بشي لها ، بتاخذ جزاها
سراج : ياعمي ياعمي اسمعني اول
سكت يناظره سعود وهز راسه سراج : أنت ادرى ليش ضي مدت يدها ، الكل بالبيت ضدها محد واقف معاها ومصدومين لو دروا بالسبب بيوقفون بصفها بالذات لو دخلتها السجن
مسح على وجهه سراج وكمل : بعدين حنا من عايله معروفه والكل يدور على اسمنا الزله ، تتوقع خبر مثل كذا مابينتشر ؟ بيقولون سعود الجامح مدخل بنت أخوه بقضايا وسجن ومجرجرها بالمحاكم ، وضي صغيرة وتايهه توها تلاقينا وتلاقي أبوها ، من حرّ مافيها مدت يدها واشهد لك انها ندمانه ، ندمانه ولاهي قاصدتها اصلًا ، انت رجال يا عمي وماترضى بشي كذا لبنتك وبنت اخوك مثل بنت.
قاطعه سعود : بس بس صجيتنا الله يصجك
سراج : طمني يا عمي ، ما تضيع حياتها بسبب غلطة أنت الكبير والعاقل و
سعود : جوني وسألوني وما قلت اسمها ، ان تكلمت بحرف قسم بالله اوقف على رجولي الحين وابلغ عليها بنت الكلب
سراج : والله ؟ صادق يا عمي
سعود : بس تربيتها على يدي ، والله اعلمها ان الله حق
وقف سراج : الله يبقيك الله يبقيك ، ماشي أنا عندي شغل وماتشوف شر اخر الاوجاع ان شاء الله
سكت يناظره يطلع
وضحك سراج من طلع : ماتوقعت بهالبساطة
'
صحت ضي تتنفس بقوّة من كابوسها اللي صحت عليه ، ولفت تناظر جوالها المشبوك بالشاحن تناظر الساعة ٥ العصر
مسكت راسها من حست بصداع فضيع
وجلست تفتح جوالها ووصلتها الرسائل الكثيرة من اهلها ووجد وسراج وأبوها وأخوانها ، وأخرها قبل نص ساعة من سراج كاتب " تطمني عمي متنازل ما قال اسمك للشرطة ، اتصلي علي لما تصحين "
تنهدت بإرتياح واتصلت عليه ووصلها صوته : ميّة هلا
ضي : شلون اقنعته ؟ ترجيته صح ؟
سراج : مابقيت كلمة ماقلتها اخر شي قال ماقلت لهم اسمها اصلًا ، خبص قلبي قسم بالله ، معصب وقال بربيها على يدي بس يخسي مايوصلك
ضي : اوف سراج ما تتخيل نومتي كلها كوابيس وأحلام ، خايفة مرة
سراج : تخافين وأنا وراك ؟ قسم بالله مايقدر اكسر راسه ولا يضرك ، قومي صحصحي بطلعك
ضي : مروق أنت ، برجع البيت أخواني وأبوي مفجرين جوالي اتصالات ، وبمشي للرياض ماما ماعرف كيف عرفت بطمنهم علي وببعد من هنا تعبت من المشاكل
سراج : لا تروحين بيتكم الحين ادري فيك ماتمسكين لسانك بتتكلمين مع ابوك ان ام صقر ، بس تذكري انه مريض قلب مايتحمل ضي ، خليك عند امي وبكرة أنا مسافر للرياض
قاطعته : لا مابروح معاك
سراج : على سيارتك بس نمشي سوا ، بروح مع أبوي وأمي اصلاً
عضت شفتها من عرفت قصدها وهمست : بدري سراج لا
هز راسه سراج يسوق : لا والله ماهو بدري أنا لو علي خليت الزواج كله بكرة
ضحكت ضي تبعد البطانية عنها وتقوم : اخلص من سالفة أم صقر وافضحها بعدها اوافق ، اصبر
تنهد يوقف على باب البيت : الله يصبرني
ضحكت تقفل منه ورمت جوالها بتعب توقف قدام التسريحة تناظر ملامحها الشاحبه من دموعها ومن سوء تغذيتها ومن سوء حالها ونفسيتها
لفت تفتح شنطتها وتاخذ روبها وملابسها وتدخل تاخذ شاور
'
ترك فنجاله ماجد وناظر لصقر وسلمان : بدلو يالله خلونا نطلع للمستشفى
صقر : لعمي ؟
هز راسه ماجد : إيه أجل لمين
سلمان : غريبة يبه ، ماتوقعتك تروح
تنهد ماجد : عشان ضي الله يصلحها ، وبمر بيت عمك فهّاد ناخذها تعتذر منه ، سعود مو صاحي وما استغرب لو انه قايل اسمها ورافع شكوى
أم صقر نزلت فنجالها ورفعت كفها : الله يلوم اللي يلومه ، ولا بزر طول ذراعه تمد يدها عليه ؟ تنوي قتله اعوذ بالله
ناظرها ماجد وعصب : مريم !
صقر : وهي صادقة امي بعد الله يهداها ضي اللي مسويته ماهو شوي ، وتطاول لسانها على الرايح والجاي ما ادري وش عندها !
سلمان : وأنتم بس فالحين تحكمون ؟ ماتعرفون ضي يعني ؟ اكيد قايل لها شي وترى واضح مو قاصدتها شفيكم انتم
أم صقر : لا بالله مجنونه قاصده ، مثل ما مدت يدها علي بتمد يدها على عمها
وقف سلمان : انتم اسبقوني يبه لعمي ، وأنا باخذ ضي اتكلم معاها ونجيكم عقبها
وقف ماجد بعد ما انهى فنجاله : زين ، يالله يا صقر يالله استعجل
طلعو وطلع بعدهم سلمان ركب سيارته ودق على ضي : هلا ضي ، جايك بالطريق تجهزي
قفل منها ونزلت جوالها تلف عليهم : سلمان جاي بقوم اخذ اغراضي
أم سراج : ليه يمه كان قعدتي هنا ، ادري بأم صقر الله يهديها بتضايقك
ضي ابتسمت : تضايقني بكلمك ارد عليها بالعشرة ، بس اصلًا الليلة ماشيه بلم اغراضي واروح الرياض
أم سراج : وش معجلك حبيبتي ريحي الليلة وامشي بكرة وجهك تعبان
ضي : امي الله يهديها مادري كيف جاها خبر وخايفه شايله هم وخالي بعد وجداني اروح اطمنهم
سكتت أم سراج ولفت على سراج اللي متربع يسمع سوالفهم ويشرب من قهوته : اقول انت وراك جاي ؟ انا ماقلت لا ترجع الليلة ؟
سكت يناظر أمه ولفوا عليه لمياء وضي وضحكت لمياء : يعشق سوالف النسوان
ناظرها سراج : تعقبين
ضحكت ضي وصدت تتمنع عنها
أم سراج : أنا اقول قوم قبل اطلع وجهي الثاني ، وش تدور هنا
وقفت ضي تضحك : خليه خالتي ماشيه أنا اصلًا سلمان وصل
أم سراج : لا تلاقينك اذا طلعتي طلع وراك ماعاد يبي الجلسة
عضت شفتها ضي بإنحراج وضحكت لمياء : ماما مو كذا احرجتيها
طلعت من عندهم ضي ولف سراج على أمه : ليه ليه يمه تطرديني ، خليني هي مبسوطة بالجلسة معي
مدت يدها تضربه : انت وش ماتستحي ؟
لمياء : من بعد ضي وهو تحسينه صاير مراهق طايش صح ؟
ضحك ووقف : يلا عاد ماشي انا
سحبت ثوبه أم سراج : اقول والله ان تقعد ماتطلع
سراج ضحك متعجب : يمه !
'
طلعت ضي وركبت سيارة سلمان تترك شنطتها بالخلف : وين البيت ؟
هز راسه بـ لا : بنتكلم وبعدها للمستشفى ، نشوف عمي
صدت بضيق من طاريه : مافيه شي نتكلم فيه ، ومايحتاج اروح المستشفى
سلمان : لا بنتكلم ضي ، اللي سويتيه ماهو شي ينسكت عنه لازم نعرف الأسباب
ضي : لا مو لازم ! مافيه شي اصلًا مديت يدي بالغلط
سلمان : بس سراج يعرف ، وفاهم ويدري بأشياء أنا أخوك ما ادري عنها علميني !
ضي : مو من صالحك تعرف ، ما ابي تتضايق سلمان والله خلك بعيد احسن
سلمان تنهد : وش يعني ؟ وش صاير ضي تكلمي
ضي : اذا تبغاني اروح لعمي عشان يتنازل كلمه سراج ، ماراح يسوي شي ارتاحوا سبقكم سراج
سلمان : عشان كذا بارده ما همك ؟ على بالك بيسكت يعني ؟
ضي : دام الموضوع مايوصل للشرطة بكيفه خل يسوي اللي يبي
تأفف سلمان يوقف على الإشارة ولف عليها : ضي ! وش شايفه من عمي أنتي ؟ وش جايك ؟ جدتي تقول حتى الصباح كنتي تدورين عليه وتصارخين زي المجنونة
ضي : لا تضغط علي بس خلاص ، ودمي البيت بجهز أغراضي بمشي للرياض
نزلت نظرها لجوالها ترد على اتصال وجد : جوجو حياتي قسم بالله اسفه راح من بالي ارد عليكم وكنت نايمه صحيت قبل شوي
وجد : حمارة انتي ؟ وينك كل هالوقت وقفتي قلوبنا !
ضي : بخير بخير مافيني شي والله
وجد رفعت صوتها : بخير ردي طيب ليه كل هالوقت ارسل وادق مالقى رد
ضي : كنت نايمه وانشغلت صحيت اجهز اغراضي وببيت عمي مافضيت ، راجعه بيت ابوي الحين باخذ اغراضي وبمشي على طول
وجد : وين تمشين يا عسل جايينك
ارتخت ملامحها ولفت على سلمان ورجعت تناظر الطريق والشارع : جايين وين ؟ مين انتم
وجد : أماني جايبتنا ، أنا وأمك
ضي تكت بظهرها : استهبال ؟ وش جايبكم
وجد : لإنك معتوهه ماتردين ، وأخوك مايرد ، وسراج مايرد ، جينا وصرفنا جدتك وخوالك
ضي : اذا مو بعيد ارجعوا
وجد : لا ماشين اول ماصلينا العصر ، انتي اقعدي لا تمشين
تأففت ضي : تمام ، خلاص باي
طفت جوالها وتكت على الشباك بتعب : تعبت تعبت
لف عليها سلمان : شفيك مين جاي
ضي : وجد وماما ، خافو عشاني مارد
سلمان : امس قلت لها بطمنكم عليها ونسيت ، اكيد حسبوا شي صار وجو خلاص ماينلامون ليه معصبه
ضي : مضغوطه سلمان مضغوطه اتركني لا تكلمني بشي
سكت يناظرها بإستغراب : تبين البيت ؟
هزت راسها بـ إيه : وين بروح يعني
'
لفت سماح على أماني اللي تسوق : اعذريني أماني اشقيتك
أماني ابتسمت : فداك خالتي وتحت أمرك اهم شي نتطمن على ضي ، وأنا ماني غريبة بحسبة وجد ولا ؟
ابتسمت سماح : ايه والله ، الله يهديها ضي اقلقتنا
وجد : واضح من صوتها مافيه شي صح معصبه وقلقانه بس مافيه شي يعني
سماح : هالبنت بتطير عقلي بالنهاية والله
وجد : ماعليه خالتي هالشهور ضي مو بخير وتعيش اشياء كثير ماتعودت عليها ، بيتعدل كل شي
أماني : بوقف على محطة تبون شي ؟
وجد : إيه بليز خوذي شبسات وكذا ، تسليه لباقي الطريق
أماني : ماباقي شي اقل من ساعة وندخل الدمام ، بس بجيب اي نكهة ودكم أجيب ؟
وجد : كمون وليمون وأي نكهه ثانية عادي
هزت راسها أماني ولفت على سماح : خاله ودك بشي معين ؟
هزت راسها سماح بـ لا : لا حبيبتي
نزلت أماني تأشر للعامل يعبي بانزين وتناظر المحطة خاليه من غيرهم والعمال الموظفين
عقدت حاجبها بخوف وتنهدت تطمن نفسها دخلت للبقالة تناظر رفوفها اللي أغلبها فاضية وواضح إنها مُهمله وماعاد يجيها أحد من بنايتها وفضاوة الأرفف
تقدمت تشوف الأغراض اللي تبيها وتحس بهدوء المكان المرعب بالنسبة لها لإنها وحدها بين ٤ عمال بمكان ضيق
علقت عبايتها بالرف وتأففت هي تحاول تفكها ولا قدرت من رجفة يدينها وخوفها
رفعت راسها على العامل اللي كان يراقبها من بعيد واقترب : اساعدك ؟
هزت راسها بـ لا بسرعة : لا اقدر لحالي
سكت يبعد خطوه ويناظرها يراقب حالها
سحبته بقوّة وصقعت بالرف اللي خلفه من ضيق الممر وطاح كرتون عليها ومسكت راسها بألم وشهقت بقوة : اهخ راسي
تقدم العامل يبعده عنها وغمضت عيونها بقوّة من قربة ومن الدوخة اللي داهمتها من حدّة الضربه على راسها
ترنّح جسمها ومسكها بقوة يسحبها له ، مسك خذها يضربها بخفة يصحصحها
صرخت برعب من مسكته لخصرها ودفعته : بعد بعد صاحية أنا
شد عليها يمسح على شعرها : مافيه خوف ، انا بس يشوف انت كويس
دفعته بقوّة تناظر للعامل اللي خلفة جالس على جواله وصاد عنهم متجاهل وجودهم : ابعد عني الله يخليك ابعد ابعد
غمضت عيونها بخوف من قربه لها وهي تحاول تدفعه عنها وتبكي وتصرخ
دفعته بقوّة عنها ورجع هجم بجنون وشراسه عكسه قبل ثواني كان هادي ويحاول يتقرب
طاحت على راسها بقوّة وشهقت بالم وسكنت
وقف العامل يناظرها بخوف وشاف الدم من راسها وابتعد عنها مسرع
ضرب كتف العامل الثاني بقوة يأشر عليها وشاف الدم من تحت راسها وهربو من المكان
شافهم العامل اللي كان واقف على الباب وهرب يركض وراهم وهو ما يدري باللي صار داخل
التفت عليهم العامل اللي كان يعبي البانزين وواقف ينتظر أماني ترجع عشان تدفع يناظرهم بإستغراب
فتحت الشباك سماح : ايش فيه صديق ؟
ناظرهم ورفع اكتافه وهمس : مافي معلوم
وجد ناظرت وهمست : خالتي المكان يخوف وأماني طولت وهذولي هربو كلهم ! وش نسوي ؟
سماح ناظرت المكان وهمست : والله ما ادري انتظري شوي اكيد تجي
ناظرهم العامل : مافي خوف ماما انا روح شوف ويجي
ناظرته وجد وهمست تلف على سماح : على اساس أنت نستأمنك يعني
شافته يدخل البقالة وثواني جاهم مفجوع ويركض ويأشر : طايحه و، فيه دم
فتحت الباب وجد ونزلت تركض مفجوعه قبل يكمل كلامه
دخلت البقالة تناظرها بالزاوية طايحه والدم حول راسها وبكت تركض لها : يمه اماني اماني تسمعيني !
رفعت راسها وبكت تشوف طرحتها تلوّنت بالأحمرار : يمه أماني ردي تكفين
لفت على سماح اللي دخلت تناظرها وانصدمت من المنظر : خالتي جيبي مويا تكفين
لفت سماح تناظر الأرفف وفتحت باب الثلاجة بيدينها الراجفه تاخذ مويا فتحتها بصعوبة من هول الموقف عليهم
ومدته لوجد
اخذته وجد تبلل يدينها وتمسح وجه أماني فيه وتبكي بفجعة :
سحبت طرحتها تغطي فيها راسها وتضغط على جرحها : خالتي
لفت عليها سماح : تعرفين تسوقين ؟
هزت راسها سماح بـ لا : بحياتي ما مسكت السيارة
بكت وجد برعب : خالتي بعييدين عن المدينة وش نسوي ؟ ماعرف اسوق ماعرف ، بتموت بين يديننا
رفعت راسها للعامل اللي واقف ونطق بتردد : اسوق أنا ؟
ناظرته وجد وبكت منهاره : اصحابك كلهم سوو بلوه فيها وشلون اثق فيك ؟ شايفني مجنونة ؟
ناظرها العامل : ماما والله انا في خوف من الله ، بس يودي مستشفى عشان ما يموت
بكت وجد من قلّة حيلتها وناظرت لسماح : طيب طيب ، والله لو تسوي شي لأقتلك بيديني ، خالتي شيليها معاي
رفعوها بصعوبة من خوفهم استثقلوها ومشى العامل خلفهم يركض يفتح بال السيارة لهم ركب مكان السايق ومشى يكمل لطريقهم للدمام
بكت وجد تناظر راسها بحضنها تحاول تصحيها
ناظرت جوالها فتحته تتصل على سلمان : سلماااان ، تكفى
عجزت تكمل كلامها من بكاها
وارتفع صوت سلمان : الووو ، وجد ، يابنت ردي
رفع السماعة تحاول تتمالك نفسها وتنطق بكلمة : وقفنا عند محطة ، ومادري شصار لقينا اماني طايحه بدمانها ، تكفى اطلع لنا بالطريق خذنا ، يسوق فينا عامل ولحالنا ، اماني مو راضيه تصحى
مافهم شي الا ان اماني طايحه وفز من مكانها يركض للسيارة : بنت وينكم انتم على اي طريق ، وجد جاوبيني ركزي معي خليني اجيك
هز راسه يفهم : بس بس خلاص عرفت ، جايكم خليك منتبهه لجوالك بدق عليك
قامت ضي من مكانها تسمع كلامه ورفعت طرحتها عليها وعبايتها ما امداها تنزعها من جيتها : يمه سلمان شفيها وجد
مارد عليها يطلع من البيت وركب سيارته وركبت معاه : سلمان رد رد علي شفيها وجد
بلل شفايفه بربكه يسوق بسرعة مهوّله لطريق الرياض : ما ادري مافهمت شي ، وجد بخير مافيها شي بس موقفين عند محظه ومدري ايش صار لإختها ، هي اللي جايبتهم وخلو عامل البقالة يسوق فيهم يكمل الطريق ، وخايفين منه يبوني اجيهم
حطت يدها على قلبها ضي بضيق وهمست : ماما معاهم ، يمه سلمان وجد وماما تكفى اسرع اسرع اسرع
بكت من تخيلت انها تفقدهم سوا وصرخ سلمان بربكة من بكاها : اسكتي ضي اسكتي ماني ناقصك
طلع عن المدينة ورفع جواله يتصل على وجد : وينكم الحين بالضبط ، طلعت انا على نفس الطريق ، ايه ايه ، سيارتكم ايش؟
هز راسه سلمان : تمام قريب لكم انا خليه يهدي السرعة عشان اشوفكم ، خليييه يهدي يا وجد
ناظرته ضي تمسح دموعها : اعرف سيارة اماني انت بس خفف سرعتك ونشوفهم
ناظرت للطريق واتصل جواله هزت راسها : هذي هي السيارة ترى وقف وقف
وقف ونزلت تركض ضي تشوفهم يوقفون ونزل وراها سلمان مستعجل
نزل العامل ودفعه سلمان ودخل من مكانه يناظرهم : وش جايكم
وجد : ماهو وقت نتكلم وش صاير اركب سوق بسرعة ودنا المستشفى
ناظرتهم ضي تبكي وابتعدت عن السيارة تاخذ نفس وارتاحت من شافتهم بوعيهم
لفت على العامل اللي واقف يناظرهم وصدت لسيارة سلمان وركبت مكانه تسوق ولحقتهم تحت انظار العامل اللي بقى لحاله
'
لف سلمان على وجد اللي تبكي : وش فيها علموني ؟ خبصتو قلوبنا ترى
وجد : ما ادري ما ادري ، نزلت للبقاله وطولت وفجأة ٣ عمال هربو ، ولما راح يشوفها العامل اللي كان يعبي البانزين شافها طايحه وراسها ينزف والمحطة مافيها احد غيرنا اضطرينا نخلي العامل يسوق فينا طول هالطريق
بكت تضرب وجه أماني بقوّة من خوفها تبيها تصحي ولف سلمان يناظرها : بشويش كذا مابتصحي ، انتبهي لجرحها لا تنزف أكثر وخلاص المستشفى على طريقنا
لف يناظر لسماح اللي جالسة جنبه ولافه بكامل جسدها على أماني ووجد ومتجاهلته ولف يناظر طريقة
وقف على المستشفى بعد وقت ونزل وركض ينادي الممرضين يجيبون منقله
'
ناظرت لجوالها اللي يتصل وخففت سرعتها تاخذه : هلا سراج
سراج : وينك لا تردين أنتي ولا يرد سلمان لي ساعتين اتصل
ضي : أماني ووجد وأمي جايين هنا ، وبالطريق ما ادري وش صار طاحت أماني ودقوا على سلمان
سراج : بسم الله وش فيها ؟ حادث ؟
ضي : ما ادري سراج ما ادري لاحقتهم الحين بشوف
سراج : اي مستشفى
ضي وقفت على المستشفى ونزلت : نفس المستشفى اللي فيه سعود
سراج : مسافة الطريق وجايكم
قفلت منه تلم عبايتها ودخلت المستشفى اتصلت على سلمان : وينكم ؟ جايه جايه
دخلت الاصنصير ونزلت عينها ليدينها اللي ترجف من تعبها والخوف اللي عاشته طول الطريق روحه ورجعه
بللت شفايفها تقوّي نفسها من حست التعب سيطر عليها
مشت لهم وشافت وجد تبكي ووقفت تحضنها وغمضت عيونها ضي بتعب تهمس : تعوذي من الشيطان جوجو بتطلع بخير اهدي
وجد شدت عليها وبكت اكثر : شفتها طايحه بدمانها ضي المنظر كان يخوف يخوف ، خفت افقدها
ابعدتها عن حضنها ضي ورفعت كفها تمسح دموع وجد : لا توسوسين بشي ولا يجي ببالك شي مثل كذا ، بسيطه ان شاء الله تطلع منها سليمة
سكتت وجد تصد تناظر سلمان وسماح جالسين وتقدمت ضي تناظرهم
وقفت سماح تناظر لضي وضربتها بقوّة وشهقت ضي تناظرها بصدمة
ناظرتهم وجد وصدت بتعب جلست تحت انظار سلمان الساكت
سماح سحبت كتف ضي بقوّة تبعد عنهم : وش مسويه انتي ؟ وش مسويه
تأففت ضي تناظرها وناظرت المكان : شايفه المكان اللي نتكلم فيه ماما ؟ وقته ؟
سماح : وقته وقته لإن ماعندك وقت اساسًا نتكلم فيه ، وينك يومين اتصل عليك ماتردين وفجأة اسمع مسويه مصيبة ! ضي انتي بحياتك كلها ما مديتي يدك على أحد ولا تجرأتي حتى ، وش صاير لك ! هذي مو بنتي
دمعت عيون ضي سحبت ذراعها من كف أمها بألم وصدت
ناظرتها سماح : جاوبيني ضي لا تصدين عني
غطت وجهها بيدينها تمنع بكاها وهزت راسها بـ لا تهمس : اتركيني ماما خليني اسوي اللي أعرفه ، اتركيني لا تعاتبيني لا تلوميني لا تخليني اضعف بوقت لازم أقوى فيه
سكتت تناظرها سماح بخوف من وضعها وشتاتها : وقفي اللي قاعده تسوينه ، وقفيه يا أمي ما ابغى اخسرك
ناظرتها ضي وهزت راسها سماح : بحريقه كل اللي حصل بحريقه ! أنتي اهم من هذا كله وقفي وقفي
هزت راسها بـ لا وابتعدت عنها خطوه : أعرف وش قاعدة اسوي يا اوقفي بصفي ولا خليك بعيده عني
لفت تناظر الممرضة تطلع ووقفوا لها سلمان ووجد وناظرت لأمها : طلعت الممرضة تعالي
اسرعت بخطواتها لهم
الممرضة : خطنا لها الجرح ، مبدئيًا مافيها شي خطير بس بنسوي لها فحوصات واشعه نتأكد
وجد : صحت ؟
هزت راسها بـ إيه : تقدرون تشوفونها بس تأثير الضربه قويه ممكن ماتزعجونها أو تضغطون عليها
دخلت وجد وبكت من شافتها مغمضه عيونها بتعب وراسها ملفوف بشاش كبير ومنسدحه
فتحت عيونها أماني تناظرها وهمست : شفيك جوجو خلاص شوفيني بخير قدامك
جلست وجد ومسكت كفها : خوفتينا
أماني ابتسمت : اول مرة اشوفك تبكين كذا ، طلعت غاليه
ابتسمت وجد تمسح دموعها : اوف أماني
غمضت عيونها أماني بتعب من الالم اللي فتك راسها وهمست : طفي الأنوار بليز خليني انام
ناظرت المكان وجد وهزت راسها : بشوف دقيقه
وطلعت تكلم الممرضة
'
سلمان كان واقف وحاط يده بجيبه يناظر لضي وسماح وتقدم بتردد يجهل ردّة فعلها : شلونك يا خاله
لفت عليه سماح تناظره لثواني : بخير ، شلونك أنت ؟ وشلون أخوك
ابتسم سلمان كان متوقع تصد : بخير حمد لله
ابتسمت تناظره سماح : السنين سريعة والله اذكرك ولد الثلاث سنين والحين ماشاء الله تقوّم بلاد
سكت من شاف سراج جاي وعقدت حواجبها سماح تناظر بإستغراب من جيّته
تقدم له سلمان يصافحه : جاي لعمي ؟
سراج هز راسه بـ إيه من شاف نظراتهم : ايه وكلمت ضي قالت لي قلت امر عليكم ، عسى ماشر
هز راسه سلمان : والله ما ادري العلم عند أماني
هز راسه سراج يناظر لضي ولسماح : شلونك يا خاله
سماح : بخير حمدلله ، عمك شلونه ؟
سراج : بخير بخير ، واطمنك يا خاله متنازل عن ضي ادري فيكم بتشيلون هم
سلمان : ياويلي جوالي بالسيارة وصقر وابوي اكيد يسالون قايل باخذ ضي واجيهم عند عمي ، مايدرون عن شي
سراج مشى معاه يطلع من المستشفى
لفت سماح على ضي : عمك هنا !!
هزت راسها بـ ايه : ايه هنا
سماح : اهله موجودين ؟
ضي رفعت اكتافها : شدراني ، يمكن بس ماهو وقت زياره اكيد لا معاه يمكن بنته ولا زوجته بس
تنهدت سماح : خلينا نطلع بسرعة مابي اقابل احد صدفة
تناظرتها : نشوف أماني اول