ناظرتها ضي بصدمه وهزت رأسها : مستحيل ! لو يحبني لاحظت ، ما يفوتني
وجد : ما لاحظتي لإن ما تبين تلاحظين ، والله الكل يدري خالك لو تسألينه بيتفق على كلامي ، مشاعر فهد لك تتفجّر من عيونه
ضي هزت اكتافها بعدم اقتناع وسكتت وهي تصد
تحب فهد ، تحبه لكن مشاعرها له أخويّه ، ما تستحي منه ولا عمرها فكرت تحط حاجز بينها بينه لإنه أخوها
وكان أقرب لها من عادل بحكم العمر
فعلًا كبروا مع بعض ، طاحوا بنفس المصايب ودخلوا بنفس الهوشات ، تنضرب ويدافع عنها وتحتمي فيه مثل ما يحتمون بقيّة البنات بإخوانهم بطفولتهم
مو أكثـر !
خافت
خافت من إن كلام وجد وإن فعلاً ما يشوفها إخت خاف يتقدم لها خطوه ومن يرنفض تنبنى بينهم حواجز
وهي تخاف شتات العايله
وهو من العايلة ، كل فرد فيها يهمّها كيف تبني علاقتها معاه
ابتسمت وجد وهي تمد يدها لها تنبّها : وش فيك ضاقت فيك الدنيا
ضي : ما أدري بس ما عجبني الوضع لو طلع كلامك صح
وجد : الله أكبر يعني ولو طلع كلامي صح ويحبك ؟ لو ما تبينه أنتي وش بيتغير بحياتك
هزت كتوفها بحيره : بقوم للمغاسل بعدها بحاسب ونمشي ، ابغى انام
قامت و وقامت معاها وجد
'
رفع راسه من شغله بعد ما جاه إتصال من أمه
ابتسم وهو يرد عليها : هلا يا الغاليه
ضحك وهو يترك اللي بين يدينه و يوقف : وش فيك معصبه يا يمه ، ابشري ابشري العصر بمشي لكم
والله .. يا أمي ما ينفع اترك الشغل بنصه اخلصه على العصر و أمشي ، على خشمي .. حاضر حاضر العشا معاك ولا يهمك ، يالله سلام
قفل منها وتنهّد وجلس على مكتبة
محد يداريه ويفقده كثر أمّه ، من بدّ الجميع هي
هي أول من تحس فيه وتفقده ووتفقّده وتشتاق له
وما كان يثني كلامه إلا لأجلها هي وحدها
لا أبوه ولا أكبر راس يخليه يتراجع عن قرارته الشخصيّة إلاها يترك مادونه ووراه ويمشي لها
كان يتفقّد أوراق المقدمين على الوظائف ومن بينهم إسمها كامل
ضيّ ماجد سعد الجامح ..
وبقية معلومتها
ضحك : يا ساتر يا الصدف
لفت إنتباهه الاسم وبشدّة ، مسك ملفها وحطه على جنب وهو يضحك : لازم أقبلها إن ما كان على شانها على شان إسمها
أنهى بقيّة أشغاله
ووقف وهو يجمع أغراضه ويرتب مكتبه وطلع
لشقته
يشيل شنطته ويرجع للدمام
رغـم إن وراه أشغال كثيرة ولا إنتهى منها
لكن لإجل عيـن تكرم مدينة
ركب سيارته ومسك خـط الدمام
دخلت ضي البيت
وصادفت جدها وخالها وفهد جالسين بالصالة وقدامهم القهوة ومندمجين بالسوالف
طاحت عينها عليه من بدّ الجميع ورجفت أطرافها من تذكرت كلام وجد ، تنهدت بخوف وهي تصد بنظراتها عنه
وابتسمت من سمعت جدها : يالله حي هالوجه السمح
إجلسي يمه تقهوي معانا
تقدمت وهي تقبل رأسه : عافيه جدو بطلع أنام أنا
أبو عادل : الخال ماله من هالبوس نصيب ؟
ضحكت وهي تبوس خده ورأسه : كل النصيب لك أفا بس
يالله بنام أنا لين الظهر اوكي ؟
هز رأسه ودخلت وهي تحاول تتجاهل نظرات فهد اللي كاتت عليها من دخلت
دايم كان كذا ، لكن ما كان شي يلفت إنتباهها ابدًا
وجد فتحت عينها عليه
طلعت لشقتها هي وأمها ومن جت بتدخل غرفتها نادتها أمها : هلا ماما وش بغيتي
سماح : نزلي عبايتك وتعالي بكلمك
هزت راسها بالموافقة ودخلت غرفتها
دقايق وطلعت لأمها وجلست جنبها : وش عندك ؟
سماح ابتسمت وهي تناظر لملامحها : كبرتي يا يمّه
عقدت حواجبها ضي وابتسمت بخفّة وسكتت تنتظرها تكمل كلامها
سماح : وصرتي حرمة وعاقله وقد المسؤولية .. جوك خطّاب
رجفت يدينها ضي ووقفت : لا لا ما ابغى ماني موافقة ، يمه مايصير
سماح : بسم الله وش فيك ، اسمعي مين يكون اول
هزت رأسها : أعرف مين ، ماني موافقة ما ابيه
ما إنتظرت أمها تكمل كلامها ودخلت غرفتها بسرعه
عقدت حواجبها سماح ووقفت : هي بنت وش فيك
ما سمعت منها ردّ وجلست : جيل مدلّع
'
جلست ضي على سريرها وناظرت يدينها الرّاجفة ، كانت تظن الخاطب فهد ، لذلك ردة فعلها كانت إنفعاليّة
مسحت على وجهها بكفوفها وهمست : لييييش يا فهد ليش !
رفعت راسها على دخول أمها : يا بنتي ترى محد غاصبك على شي وش فيك ضاقت فيك الدنيا ، خليني أكمل كلامي وأنتي فكري واستخيري .. بعدين شلون عرفتي مين الخاطب ؟ مكلمك هو
تنهدت ضي وهزت رأسها بالرفض : ما كلمني ، بس يمه حنا متربين بحسبة إخوان شلون يخطب وشلون تجين أنتي وتقولين لي !
عقدت حواجبها : من متى تعرفينه أصلًا عشان تقولين متربين مع بعضكم ، من جاي ببالك أنتي ؟
سكتت ضي وتنهدت براحة : مين اللي خطب ؟
جلست سماح وضحكت وهي تناظرها : أنتي جاء ببالك فهد ؟
سكتت ضي وهي تصد عن أمها بنظراتها : إيه بس قولي مين خطب ؟
سماح : مافيه شي رسمي للحين ، بيننا حنا الحريم
ضي : طيب يمه مين شفيك تقولين كلمتين وتسكتين ؟
سماح : خالد
ضي عقدت حواجبها : مين خالد هذا ؟
سماح : وش فيك ناسيه ، أخو سارة
شهقت ضي وهي توقف : ياويلي ! تمزحييين ماما
ضحكت سماح : ما أمزح ، وش فيك ؟
سماح : بجيح ليش وش مسوي ؟
ضي : بس ما أحبه ، قولي لهم البنت ماتبي تتزوج
سماح : وراه ؟ وظيفتك جايه ومتخرجه وش عندك ما تتزوجين
ضي : ماما خلاص تكفين والله ما أبغى ، ولا أبغى أفكر حتى اتركوني
سماح وقفت وهي تطلع عنها
سكرت الباب ضي وهي تجلس على سريرها : اه فشله
'
على صلاة العشاء
وصل سراج بيت أهله
دخل واستقبلته لمياء وأمّه
ابتسم لهم وسلم ودخل للصالة
كانت مجهزه القهوة والحلا
جلست لمياء وهي تقدم له فنجال القهوة : أسبوع ما شافتك فيه بغت تنجن علينا ، والله يا سراج يعني صراحة مكانتك عند أمي محسود عليها
ضحك سراج : يا بزر أنتي لين الحين تغارين ؟
هزت أكتافها : بحق والله يعني أنا القعدة وبنتها الوحيدة بعد ولو أتبخر وأختفي من هالأرض ما تفقدني مثل ما تفقدك
أم سراج نزلت فنجالها بالأرض : كلكم عيالي وكلكم أحبكم ولكم نفس المكانة
دخل سامي على كلامها : الكذب حرام يمه
ضحك سراج ووقف وهو يحضن سامي : يوه صار لي أسبوعين ما شفتك يا الكلب ، أخر مرة جيت كنت مسافر أنت
جلس سامي : إيه مسافر وأمي مادقت علي وقالت اشتقت لك تعال ، واضح يمه تحبينا نفس الشي
أم سراج : أقول خلوا عنكم هالسوالف .. ما ودك يا سراج تتزوج ؟
صد سراج وضحك : والله اني داري ماجبتيني من أقصى نجد إلا لهالسالفة
أم سراج : إيه أجيبك من أقصى الدنيا بعد ، أبغى أفرح فيك يا يمه
سراج : ماهو وقته يا حبيبتي ، أنا إذا حسيت نفسي مستعد بقولك اصلًا تخطبين لي البنت اللي أحسها تناسبني
أم سراج : المهر وجاهز وعندك وظيفة وبيت ، وش اللي ماهو وقته ؟
سراج : نفسيًا ماني مستعد استقر واتحمل مسؤولية زواج وبيت ، وغير كذا توني بادي بمشروع ومشغول فيه ماعندي وقت التفت للزواج اعطيني سنتين وبعدها وعد وعد استقر
سامي : سنتين ليش ؟ استعجل ياخي تراني وراك
ضحك سراج : ياخوي ابلشتنا ، ودك تتزوج هذي هي أمي قل لها تخطب لك ، خلوني براحتي أنا
أم سراج : يعقب والله ، تتزوج أنت أول
ضحك سراج وأكملت كلامها : بعدين تراها بعمر الزواج ، لا تروح مننا
سراج : ابلش بعد حاطة وحدة براسك ؟ منهي
سامي : يوه سراج كل الناس تعرف مين أمي بتزوجك إلا أنت ما تدري ياخي وينك عن العالم أنت
ناظر سراج أمه ينتظرها تتكلم : روان بنت عمك سعود
ضحك سراج : يمه هذي يوم كنت مراهق تقولين لي بزوجك اياها ، ماهو منجدك للحين حاطتها براسك !