جلس سلطان بعد ما سلّم على ماجد وصقر وجلس معاه سلمان اللي استقبله : شلونك عمي عساك بخير طيّب ؟
هز راسه ماجد يناظره : اللهم لك الحمد، طيبين
التفت سلطان على صقر يهمس : وجهه شاحب عسى ماشر ؟
صقر : اكتئاب وضغط وقلب يا سلطان إن ماكان وجهه كذا كيف بكون، الله يجبر قلبه بس
أخذ جواله سلمان يرسل لوجد " ترى سلطان عندي تحت "
ناظره سلطان : بالله عليك جيب لي سما
ضحك سلمان وفتح جواله من جديد يطلب وجد تنزلها : سرقتك سما مكثّر زيارتك عشانها
ضحك سلطان يهز راسه : طعمه البنت والله
لف من سمع صوتها من الدرج سلمان وقام ياخذها وابتسم سلطان يشوفه جاي فيها وضحك من مدت كفّينها له وأخذها : هلا سمّو
ابتسمت وضربن توجهه بكفّينها بحماس من شافته وباس خدّها يرجع يجلس وابتسم ماجد يشوف حفيدته : كل يوم ينزلونها لي ولا تغليني مثل ماتغليك
ضحك سلطان يناظرها بحب وقبول ولف يلعب معاها ويسمع سوالفها اللي ما يفهم منها شي أبدًا لصغر سنّها لكنه يستمتع معاها
ضحك من انحنت تقبّل دقنه واحتضنها : بسم الله على قلبك
لف على جواله اللي إتصل وأخذه يرد : هلا روان، بسم الله وش فيك تبكين ؟
فك سما ونزلها على الأرض ووقف يعقد حواجبه : روان والله ما أفهم شي وش تقولين ؟
إرتخت ملامحه ولف يناظر سلمان وصقر يناظرونه : طيب طيب بمرّكم أنا
قفل ولف على سلمان اللي يسأله : وش فيك صاير شي ؟
هز راسه ما يفهم : والله ما أدري اتصلت روان تبكي وتقول أبوي، ما فهمت منها شي بمرّهم أشوف وش العلم
ناظره ماجد هو من سنين ما قابل سعود ولا شافه ولا يعرف عنّه شي، ولا اهتم يسأل عنّه بعد هذا الوقت وصد بنظره عنهم
وقف سلطان على بيت أم لؤي اللي تسكنه وحدها مع لؤي وروان من انتقلوا للرياض قبل شهور عشان وظيفة لؤي، دق الجرس وفتح لؤي ووجهه ملتوّن بالسواد وعقد حواجبه سلطان يدخل وناظره واحتضنه لؤي ساكت
عقد حواجبه سلطان ورفع ذراعينه : وش صاير ؟
ابتعد عنه لؤي وأشر له بالدخول : تعال نتكلم داخل
دخل سلطان وجلس بعد ما قبّل راس أم لؤي وناظر لروان اللي تبكي وجلس جنبها ياخذها تحت جناحه : وش صاير ؟
ناظره لؤي : أبوي بالمستشفى
سكت سلطان لثواني، هو ما يشوفه إلا من عيد لعيد سلام وبس ، مرّ وقت طويل ما شافه، ولا يدري هو يهمّه للحين أو لا : وش فيه ؟
لؤي : سرطان، إكتشفه بوقت متأخّر ولا علّمنا أصلًا علاقتنا فيه ما صارت زي قبل بعيدين عنه وهو بالدمام ما نروح له
عقد حواجبه سلطان يناظره وتنهّد لؤي : تعبان مرة سلطان حالته ميؤس منها، اتصل علينا ..
سكت يناظر لأمه وناظرهم سلطان : اتصل عليكم أيش ؟
لؤي : اتصل يطلبك تجيه، خايف يموت وذنبك برقبته
سكت سلطان يفكّر مصدوم وناظرت له روان : تسامحه صح سلطان ؟
ناظر لها ولف يناظر للؤي : وينه هو ؟
لؤي : هنا حوّلوه لمستشفى الرياض، سلطان إن ما كنت بتسعده لا تروح له حالته ما تسمح والله
بلع ريقه سلطان وتنهّد ووقف : أشوفه إن شاء الله
طلع من عندهم يركب سيّارته ومشى يتكي براسه على كفّه ويفكر
يستصعب إنه بعد كل ما تسبب فيه سعود بلحظة يعفوا عنه، وهو يدري ومتأكد إن من داخله ما يقدر، بينه وبين سعود أكثر وأكبر من تسلّط وظلم وتحطيم، بينه وبين سعود أمّه اللي انحرم منه من عمر ما يتذكرها فيه لين توفّت
تأفف يفتح الشبّاك يسمح للهواء تضرب وجهه بكل قوّة نتيجة سرعته ووقف على الإشارة تسرقه الهواجيس
دقّ البوري وراه بصوت عالي ينبهه إن الإشارة فتحت وضغط البانزين يحرّك السيارة
'
طلع سراج من غرفة الدكتور مبتسم لإنه بعد هذا الوقت الطويل اللي أنقضى، بشّرة بإن حالتها في تحسن وتحركت صباح اليوم،
كان يحس الدنيا طايرة فيه رغم إن ما فيه شي أكيد لكنه يكفيه بعد إنقضاء ثلاث سنين على نفس الحاله أمل
دخل الغرفة وجلس يقرّب منها ومسك كفها : كلمني الدكتور عنك قال فيه تحسّن بحالك، قومي ضي على حيلك رجعيني للحياة، أنا عايش بس عايش عشان أشوفك وأسمع صوتك من جديد
ابتسم يمسح على راسها : ولضحتك اللي سرقتني قبل كل شي
تنهّد يعتدل بجلسته وأخذ المصحف يقرأ منّه سورة البقرة، واللي كان يختمها يوميًا وهو يقرأها عندها بصوت مسموع
لف من دخل صقر وماجد وترك المصحف يناظرهم وجلسوا يناظرونها ولف صقر على سراج : أبوي أصرّ اجيبه الحين لها
وقف سراج يسلّم عليهم يبوس راس ماجد ويسمعه: والله حلمت حلم فيها يبشّر بالخير، جيت أشوفها
ابتسم سراج يجلس وهز راسه يناظرهم : ايه اللهم لك الحمد توني جاي من عند الدكتور بشّرني اول مرة قال فيه تحسن بحالتها وارتفاع نسبة إنها تصحى
صرخ صقر يفزّ من مكانه : احلف سراج احلف
ضحك سراج يناظره وهز راسه بإيه : وحلم عمّي بشارة خير إن شاء الله، الله يبلّغنا
ابتسم ماجد يحس عبرته تخنقه وناظر لضي بينهم منسدحه وقبّل رأسها يمسح على شعرها يناظرها بحنين
فزّ سراج من كان يناظرها وشافها تحرّك إصبعها وتقدم يمسك كفها : ضي تحسين فيني تسمعيني ؟
سكت ينتظر جواب ولف على ماجد يهز راسه : خير خير إن شاء الله، الدكتور علّمني قال ما راح يكون كل شي سريع، وبدوا معاها بعلاج جديد يساعدها بس تحتاج وقت
سكت يناظر ماجد ساكت ويناظر لضيّ : صبرنا ٣ سنين ما إحنا عجزانين عن الجاي
ابتسم صقر يتكي ويدعي بداخله
'
طلعت سماح من غرفتها وناظرت للصالة المظلمة وطلعت من شقّتها تشوف أخوها أبو عادل يطلع من شقّته وعقدت حواجبها تشوف وجهه بشوش وتقدم لها : جاني خبر خير
فزّت تحط يدها على قلبها ومسكت ذراعه : ضي ؟
هز راسه يبتسم : دق علي سراج الحين وعلمني، قال الدكتور كلمه وقال فيه تحسن بحالتها وبدأوا يعطونها علاج ممكن يحسن من حالتها، وحركت يدها اول مرة
ضحكت تحضنه وبكت مع ضحكها وابتسم أبو عادل يرفع ذراعه يحاوطها وابتعدت عنه : بلبس عبايتي نروح لها
هزّ راسه ودخلت تلبس وطلع يشغل السيارة ينتظرها
لبست عبايتها سماح وهي تبكي وتضحك تخالطت مشاعرها ونزلت تستعجل وركبت جنبه وحرّك، كل هذي المشاعر والفرح اللي حاوطهم كلّهم لسبب صغير، لكن كان أمل كبير بعد ٣ سنين إنتظار لليوم اللي تصحى فيه
وقف أبو عادل ونزلوا ودخلت سماح للغرفة وبكت تتقدم لسرير ضي وتنحني تضمّها وناظر سراج لأبو عادل يبتسم ووقف يسلّم عليه
بكت سماح وجلست تمسك كفوف ضي تناظرها : يالله يا ماما إصحي شوفي الدنيا وخليني أعيش تعبت مالي غناه عنّك، قومي قوية زي ماعرفتك تعبت أنتظرك
مسحت دموعها تضغط على كف ضي وتناظرها
سكت ماجد وجلس بعد ما سلّم على أبو عادل يناظر لسماح، هو بعد موت أم صقر واهله يحس زاد حنينه لها، يشعُر إن كثرة فقده خلّت قلبه أحن وأرق من السابق بكثير، يحبّها وما ينكر لو سألوه لكنه ما يقدم على خطوه ومستحيل، يكتم كل شعور إتجاهه داخله
تنهد يصد بنظراته ووقف يناظر لصقر وودّعهم يطلع معاه وناظره صقر: وش فيك يبه ما كأنك مبسوط ؟ تراها بشارة خير والله أنا متأكد
هز راسه ماجد يركب يمين صقر بالسيارة : لا مبسوط اكيد حمدلله .. الله يبلغنا.
'
دخل سلمان البيت وابتسم من ركضت سما ترفع يدينها له وانحنى يشيلها وباس خدّينها : هلا أمي وعيوني وقلبي، يا أحلى من يستقبلني
مشت وجد له تحط يدها على خصرها : سمّو صارت أحلى من يستقبلك ؟
ضحك يتقدم لها واخذها تحت جناحه وبذراعه الثانية شايل سما : والله إنك راس مالي وأغلى شي بحياتي ولا أقارن بك أحد
ابتسمت تناظره ولف يناظر سما : لكن سمّو عيوني الثنتين عوض ربّي لي
رفعت نظرها وجد تناظر لسما بيدينه تتذكر كيف حملت فيها وبشّرته بحملها بأصعب أوقاته
"
انتهت أيام العزاء ودخل سلمان البيت ودخل الغرفة ينسدح، طلعت من دورة المياة وجد وجلست تشوفه يحط راسه على رجولها ومسحت على راسه تشوف سكوته وتنهّدت تناظره : سلمان
رفع نظره لها وابتسمت تهمس : أجلس بتكلم معاك
عقد حواجبه يناظرها : جوجو تعبان والله امس ما نمت واليوم صاحي بدري والمعزّين توهم راحوا ودي أنام ارتاح
هزت راسها : اسمعني شويّة بس
جلس يلف نفسه لها ينتظرها تتكلّم ومسكت كفوفه تبتسم ودمعت عيونها : أدري الأم مافيه أحد يسد مكانها ولا تتقارن مع أي أحد بالدنيا، وأشوف فقدها وأعرف صعوبة هالمشاعر
سكتت شوي وزادت ابتسامتها وأخذت كفّه تحطها على بطنها وشدت عليه تهمس : سلمان بالوقت اللي ربّي أخذ أمك أعطاك شي غالي
أرتخت ملامحه يناظرها ونزل نظره ليده اللي تلامس بطنها وهز راسه يبيها تأكّد له فهمه وابتسمت تهز راسها : سلمان حامل أنا
ارتخت يده يبعدها عن بطنها ورفع نظره لعيونها يشوفها غارقة بدموعها ما يصدّق وهمس : جوجو صادقة ؟ ببطنك ولدي ؟
هزت راسها تمسح دمعتها : والله حامل سلمان
ضحك يعض إبهامه بعدم تصديق واخذها يحضنها ودمعت عيونه ما يصدّق، لإنه جاء هذا الخبر بأكثر وقت كان يحتاج شي يسرقه من حزنه وضيقه ويخليه يتصبّر على العيش ويشوف الحياة ملوّنة من جديد، مضت شهور حمل وجد وسلمان متشوّق لإحتضان جنينه الأول ثمرة حُبّه اللي كسبه وعوض الله عن ما فقده "
جلست معاه بالصالة وترك سما تجلس بالأرض بين ألعابها وتقدم يقترب منها وأخذ بكفّه على بطنها : اللي أتعبنا كلنا هذا متى يجي
ضحكت تحط يدها على بطنها وهزت راسها : باين ولد مو زي حملي بسمّو كان مريح مرة
لف يناظر سما وهز راسه : بنتي أميرة البنات ما تتعّب
'
دخل سراج غرفة ضي يشد فروته عليه يشعر بالبرد وبيدّة كيسة، طلع منها بطانية يغطي فيها ضي لإنه دخل فصل الشتاء
جلس وتنهّد يناظرها ساكت، حركت كفها بالكامل وفز يناظرها وعينه على عيونها ينتظرها تفتحها
تحرّك جفنها وتجمّدت أطرافه يناظرها تفتح عينها بهدوء ساكنه لثواني ما طوّلت ورجعت تسكرها
بلع ريقه سراج يناظرها ما يصدّق كان يحس إنه وهم، بقى يناظرها ينتظرها تفتح عينها من جديد ومرّت دقايق ما تغير شي وقام من مكانه يركض لغرفة الدكتور يكلّمه
دخل للدكتور ينظاره وابتسم الدكتور يشوف وجه سراج : دكتور ضي ضي، ضي فتحت عينها
ابتسم الدكتور يناظره ووقف : بداية خير، الأسابيع الجايه ما بيتغير شي، بتصحو وتنام من الأدوية وبعدها خير إن شاء الله
ضحك سراج وتقدّم يحتضن الدكتور وضحك الدكتور يطبطب على ظهر سراج
ابتعد عنه سراج ومسح على جبهته يحس الدنيا ما توسعه، انحنى يسجد سجود شكر وناظره الدكتور مبتسم لردّة فعله
وقف سراج ياخذ جواله : دكتور ببشر أهلها يصير ؟
هز راسه الدكتور : يصير يصير أكيد مافيه شي يخوّفنا إن شاء الله
طلع سراج من عند الدكتور وأخذ جوّاله يبشر اهله ورجع لغرفة ضي يشوف الدكتور والممرضة يشوفون حالتها وجلس يناظرها مبتسم
'
دخل سلمان الغرفة يركض : وجد الحقي الحقي
طلعت من دورة المياة تجفّف يدينها : وشو
ابتسم وتقدّم يحتضنها وتنهدت تحضنه : وشو سلمان تكلم خوفتني
ابتعد عنها يحتضن وجهها بكفوفه : ضي فتحت عيونها
صرخت تناظره تمسك كفوفه : احلف سلمان !
ضحك وهزّ راسه : والله صادق، فتحت عيونها ورجعت غمضتها بس يقول الدكتور طبيعي بالبداية كذا من تأثير الأدوية
بكت تغطي وجهها وحضنها يبوس راسها مبتسم
ولف على سما اللي تقدّمت من السرير ووقعت على راسها وصرخت تبكي
وفز ياخذها وضحك يمسك راسها مكان طيحتها ولفت وجد تاخذها من حضنه وهي تبكي وتمسح على رأسها، ضحك سلمان يناظرهم : شفيكم بكيتو مع بعض
ضحكت وجد تمسح دموعها وتجلس : ما أصدق سلمان !
هز راسه سلمان : يا رب كل الحمد، والله اني فقدت الأمل
نزّلت وجد بحضنه : تروح معاي ؟
سكت يناظر لها لثواني وهزّ راسه بـ لا، هو من اللحظة اللي عرف إن أمه المتسببه بكل شي ما زارها ولا راح ولا قدر ورافض تمامًا، حتّى لو صحت ماهو عارف كيف بيتجرأ يزورها ويشوفها
ناظرته وجد : إلى متى سلمان ؟ كل مرة اروح اشوفها ترفض تنزل معاي وكنت أسكت لإن ضي ما كان فيه تطور ولا تحسن بحالتها بس الحين ؟
هز راسه بـ لا وناظر لسما : الحين ما بتحس اصلًا يعني لو جيتها ما فيه فايدة
جلست جنبه وحطت يدها على فخذه : بس أنت رافض تروح مو عشانها ما صحت، عشانك تحس بالذّنب والعار
ناظرها ساكت يشوفها تفهمه وتنهّد : عجزت، والله ماني قادر أشوفها
ثبتت دقنها على كتفه تحتضن ذراعينه بيدينها : بتصحى قريب وقتها بتجي تزورها معاي وعد ؟
سكت ما يجاوب وقامت تلبس عبايتها : سمّو عندك أجل ؟
هز راسه وطلعت من عنده للمستشفى
'
طقّت الباب تفتحه تشوف سراج وسماح جالسين وتقدمت تهمس بالسلام ووقف سراج يردّ السلام وطلع من الغرفة
احتضنت وجد سماح وابتسمت تجلس جنبها وناظرت لضي : ما فتحت عيونها ؟
هزت راسها سماح بـ لا : مرة بس وشافها سراج ما شفتها أنا
ناظرتها وجد وهمست : تتوقعين يوم تصحي تحس ان مرت سنين ؟ ولا تحسب نفسها نامت وصحت
ناظرتها سماح تفكّر وتنهدت : ما أدري لكن الأكيد ماراح يكون سهل
هزت راسها وجد بـ لا : تتسهل يكفي تصحي والله
سماح ناظرتها وابتسمت تلم كفوفها : صادقة والله، حبيبة روحي الله يقرّ عيني واسمع صوتها من جديد
سكتت وجد تناظر لملامح ضي الهزيله ويدينها وكل جسدها نتيجة الغيبوبة اللي طالت وهي فيها، سرقت من جمالها وبشاشة ونور وجهها، تنهّدت تتكي ويديها تلامس بطنها تحس بتحركات البيبي
ولفّت على سماح اللي تسألها : كيف الحمل الثاني معاك ؟ ما صرت أشوفك انشغلتي
هزت راسها وجد : والله تعبني الوحام ببدايته ما يشبه حملي بسمو، والحين حمدلله لكن ارهاق وتعب لان سمو صغيرة تحتاجني طول الوقت معاها وأنا يا دوب الطاقة تكفي
سكتت شوي وابتسمت سماح : من غير شر جايك إن شاء الله ما تولدين إلا وضي بيننا
ابتسمت وجد تهمس : يارب
'
جلس سراج على كراسي الإنتظار ماودّه يطلع من المستشفى، ولا ودّه حتى يطلع من الغرفة لكنّه طلع عشان وجد، يحس بيموت من اللّفه والحماس ينتظر اللحظة اللي تقوم فيها ضي وما ترجع تغط بنوم عميق من جديد
'
مرّ شهر جديد، وطوال هذا الشّهر ضي تفتح عيونها لحظات وترجع تغط بالنوم، لكن محد يأس ولا ملّ إنتظاره ..
وقف سراج يناظر الممرضة اللي تفحصها ووققت تناظرها وفتحت عيونها ضي لثواني ورجعت غمّضتها، تنهد سراج يقترب لها وفتحتها من جديد ولفت بنظرها له وابتسم يناظرها : أشهد إن موتي بهالعيون، وحشتيني
غمّضت عيونها لثواني ورجعت تفتحها تناظره بدون كلام ورفع نظره للمرضة يبتسم : تصحي ؟
هزّت راسها بـ إيه : إن شاء الله بدت تسترجع وعيها
مسك كفّها وضغطت عليه وعقدت حواجبها وانحنى يبوس راسها وهمس : لا تخافين جنبك أنا
كان يفهم مشاعرها من سكوتها ونظرتها وجلس على طرف السرير : بتقومين وتطيبين إن شاء الله
ناظر للمرضة وهزت راسها تخرج وابتسم يحتضن كفّها وغمضت عيونها من جديد وتنهّد يناظرها، دخل الدكتور وابتسم سراج يناظره : هذي المرة ناظرت لي دكتور ومست كفي وتسمعني أحس وعيها معاي، وباين خايفه
هز راسه الدكتور : الحمدلله وهذا تقدم قوي عن أخر شهر، الخوف ممكن لإنها ما تتذكر اللي صار بس دام إنكم معاها بتقوى إن شاء الله
ابتسم سراج وهز راسه ولف يناظر ضي تفتح عيونها وابتسم الدكتور : لا قوية البنت
ضحك سراج وانحنى لها يهمس : أنتظرك لا تطولين علي
غمضت عيونها ووقف سراج يطلع مع الدكتور : دكتور ضي تحس إن مر وقت طويل ؟
هز راسه الدكتور بالرفض : لا، تمهدون لها وإن احتجتم طبيب نفسي كلمني سراج أعرف أشخاص كويسين
هز راسه سراج يسمعه : ما تقصّر والله
ابتعد وابتسم سراج يتنهّد ودخل الغرفة يجلس ويناظرها
'
وقف سلطان على باب المستشفى، للمرة العاشرة أو العشرين .. ما يذكر
يوصل لعتبة الباب ويرجع، يشوف إصرار سعود على جيّته وطلبته للسماح لكنه ما قدر، عجز يغفر
ولا ودّه أبوه يجي يومه وهو شايل هم سلطان ولده البكر
ما سامحه
تنهّد يحس بثقل الحياة على أكتافه، ودّه لو يحتضنه أحد يقويه ويوقف جنبه يشاوره ويخيّره ويمسك كفه
لكنّه وحيد، سراج منشغل مع ضي ولا ودّه يزعجه ..
والبقيَة يخجل، يخجل يشاركهم همّه
رمى زقارته يدعسها برجله وتقدم يدخل المستشفى صامل، إما العفو ولا يبلغه بإن ذنبه برقبته حتى لو مات
دخل للمستشفى سلطان وسأل عن غرفة سعود، ركب المصعد للدور الثالث ومشى لين وقف قّدام غرفته، تنهّد يفتح الباب بهدوء ودخل يسكّر الباب، إرتخت ملامحه يشوف سعود بالسرير بين الأجهزة وغارق بالسرير من نحل جسدّة
تقدّم يجلس يشوفه نايم
ما يصدّق إن هذا النائم بجسم مريض لا حول ولا قوّة له، هو نفسه سعود اللي كان يوقف أمامه بجبروته وقوّته ويكسر مجاديفه، يهمّشه ويضربه
ولو إنه تأذى منه حتّى الهلاك، لكنه ما تمنى يشوفه من هذاك الشكل لهذا الشكل
رقّ قلبه يناظر سوء حاله ورفع راسه من دخل الدّكتور ووقف سلطان يسأله عن حاله
'
فتحت عينها ضي تناظر حولها تشوفه واقف فوق راسها وابتسم بوسع مبسمه من شافها تناظره وهمست بصوت مبحوح : سراج
فزّ يبتسم ومسك كفّها : هذا والله يوم السّعد
عقدت حواجبها تناظره ساكته بداخلها تساؤلات كثيرة، ودّها تنطق بها لكنها يمتلكها العجز والتعب، من أيام كل ما فتحت عينها تغفوا من جديد بدون إدراك
إنحنى يبوس راسها ومسح على شعرها بكفه : لا تخافين جنبك أنا هنا
ناظرته عاقدة حواجبها وأخذ جواله من جيبه : بتصل على خالتي وعمي وأخوانك
أخذ جواله يتصل فيهم وجلس وكفه ما زالت تحتضن كفها، تناظره ساكته ولف يناظرها تناظره، دمعت عيونه وأبتسم : ما أخاف ترجعين تغطين بنومك ؟
عقدت حواجبه تشوف دموعه وقرّب كرسيه ينحني براسه على كفّها، تغمّره رغبة البكاء ولا قدر يقاومها
تعب لوقت طويل ليالي يعجز يحصيها جلسها هنا على هذا الكرسي وعلى طرف هذا السرير عشان يشوفها تناظرة من جديد، وتناديه ويجيها ملبّي
وبعد صبر طويل ووقت ما ملّ فيه إنتظاره ولا يأس صحت ضيّ تعطيه ما يستحقّه بعد طول صبره
ضغطت على كفّه وناظرته ودها تسأله لكنها تخشى من الإجابات اللي بتسمعها، تشوف فزّته فيها ودموعه، وتغير ملامح وجهه وشكله وكأنه مر وقت طويل من وجودها هنا .. هي ما تتذكر وش اللي طيّحها بهالمكان أصلًا
مسح دموعه وابتسم يمسك كفها بكفّينه يبوسها بتكرار وتنهّد : لا تناظريني بنظرات الخوف هذي
هزت راسها بـ لا، يفهم حيرتها وهز راسه : إرتاحي وشوفي اهلك إذا جو وأعلمك كل شي
ثواني وانفتح الباب بقوّة تدخل سماح تركض وتقدمت تحضنها وتبكي وتضحك، تتخالط مشاعرّها جلست على السرير ما تشيلها أقدامها ومسكت وجه ضي بكفّيها تهمس : حمدلله، حمدلله
ناظرتها ضي ولفت على الباب من دخل ماجد خلفه صقر وارتخت ملامحها تشوف وجهه الهزيل وشحوب ملامحه وكثرة الشّيب في أجزاء وجهه وتقدم لها يحتضنها وبكى وبكت ضيّ ما تقاوم خوفها وتساؤلاتها اللي ما تنتهي من لحظة رجوعها لوعيها، والآمها من ضغطت على عضلاتها بعد وقت طويل من إسترخائها بعّد ماجد وناظرها يمسك ذراعها : عورتك ؟ آسف يا أمي والله نسيت أعتذر أعتذر بسم الله عليك
لف على سراج : سراج ناد ناد الدكتور
ناظره سراج ولف على ضي تناظره وهمست : كل شي يعوّرني
هز راسه وطلع يركض للدكتور يناديه
ولفت على صقر ضي تناظره من انحنى يبوس راسها وجلس بالقرب منها ماسك كفّها : والله اشتقت لهالعيون
ناظرته ساكته وتنهّدت تلف على امها اللي ماسكه كفها الثاني وماكفّت دموعها وتناظر لها مبتسمه، وأبوها اللي واقف فوق راسها ولام كفوفه على فمّه ودموعه تغمر خدّينه يناظرها بفرحة
دخلت الممرّضة تضع لها مسكن الآم وطمّنتها وطلعت من عندهم ووقف سراج عند راسها ماودّه يبتعد ويتركها ولو ثانية
'
لبّست سما جاكيتها ولفت على سلمان : سلمان اقول لك صحت صحت تفهم يعني ايش صحت ؟ تكلّمت حتى ما رجعت تغط بنومها زي الأسابيع اللي راحت
سكت يناظرها سلمان وهز راسه بـ لا : روحي أنتي شوفيها وأنا بقعد هنا أنتظرك
إرتفع صوتها تناظره : لا سلمان والله ما تقعد هنا، لا تعكر علي فرحتي وتعال معاي إختك ضي حرام عليك تخرّب علاقتك معاها عشان حسابات قديمة ومالك يد فيها
سكت يناظرها وتنهّدت تتقدم له واحتضنت كفّه بكفها : مافيه أحد بالدنيا بيلومك على شي، لا ضي ولا اهلها ولا أحد .. تعال
سكت يناظرها وصد يجلس وناظرت لسما : تبقى معاك ؟
ناظر لسما وهز راسه ومد ذراعينه لها تجيه وأخذها بحضنه وطلّع المفتاح من جيبه ورماه لها تاخذه
وطلعت
ركبت السيّارة وابتسمت تحرّك، كل ما بداخلها بيموت من اللّهفه والشوق، هي عاشت حياتها وأكملتها تزوجت وانجبت طفلتها الأولى والآن حامل بجنين ثاني
لكن ما كل هذا عاشته ناقص، ما تخيّلت في حياتها إن اي فرحة تعيشها كبيرة أو صغيرة ما تشاركها ضيّ
تنهدت تمسك بطنها بكفها ودموعها على خدّها خوفًا من انها تدخل غرفة ضي وتلقاها نايمة بلا حول ولا قوّة من جديد
وقفت على المستشفى
نزلت ودخلت تمشي لغرفة ضي وطقت الباب تدخل تشوفهم متواجدين صقر وسراج وماجد وأبو عادل وجدّانها والغرفة مكتضّه بتواجدهم كلهم حولها
وقفوا الرجال منهم يطلعون وتقدمت لضي تحتضنها وهي منسدحه وبكت وعقدت حواجبها ضي تهمس : جوجو
جلست وجد على الكرسي تمسح دموعها بكف وكفها الثاني مكست كف ضي فيه تناظرها : تحسين بتعب فيه شي يعورك ؟
لفت على سماح : قال الدكتور شي ؟ فيها شي ؟
ضي همست : مافيني شي جوجو بخير، بس جسمي كله يعورني واعطوني مسكن قبل شوي والحين ما احس بشي
ناظرتها وجد لثواني تغرّق عيونها دموعها وابتسمت : حمدلله
ناظرت ضي لشكلها وتغيّرها ونظرت لبطنها لثواني وارتخت ملامحها : جوجو هذا وشو ؟
ناظرتها وجد : وشو قلبي ؟
ضي : بطنك كبير كذا ليش ؟
سكتت لثواني تناظرها ورفعت نظرها لوجد : حامل ؟
لفت وجد على سماح بورطه نست تخبّي بطنها عشان ضي ما تلاحظه، ما تبيها تعرف إن مر وقت طويل وهي بغيبوبه بهذا الشكل
ضي : وجد ناظريني حامل أنتي ؟
سكتت وجد تناظره وعقدت حواجبها ضي : أنا من متى بالمستشفى ؟
ناظرتها سماح وجلست على طرف السرير تمسك يدينها : حبيبتي ضي يا ماما اهدي اول
ناظرتها ضي : اصلًا أنا مو متذكره شي، ايش اللي دخلني المستشفى وكم صار لي ؟
لفّت من انفتح الباب يدخل سراج ورفعت وجد طرحتها على راسها تناظره وهمست له : ضي انتبهت اني حامل
تنهّد سراج ولف على ضي اللي لفت تناظره وجلس على طرف السرير وهمست : سراج
لف يناظرهم واقفين حوله يأشّر لهم بالخروج وطلعوا يتركونه لوحده معاها
لف يناظرها وهمست : وجد حامل !
ناظرها لثواني وهز راسه : حامل
عقدت حواجبها تناظره : سراج أنا فقدت ذاكرتي ؟
سكت يناظرها ولف يناظر لكفّها من مدته تمسك كفه بشدّه دليل خوفها
هز راسه بـ لا : ما فقدتيها
ضي : وش صاير ؟ سراج كل شي فيني يعوّرني ما أقدر أحرك شي بجسمي ما أقدر أجلس ولا أوقف ولو حركت يديني أحس جاني الموت من الألم ولا أحركها كويس اصلًا
ناظرها وباس كفّينها : بسم الله عليك حبيبتي
ضي : بتعلمني ؟
سراج هز راسه يناظر لها : صار لك حادث
عقدت حواجبها تناظره وتنهّد : ما تتذكرين شي ؟
هزت راسها بـ لا وكمل كلامه : صدمتك سيارة بملكة سلمان كنتي بترجعين البيت واقفه عند سيارتك
عقدت حواحبها وصد يتذكر شكلها بهذاك اليوم، مستحيل ينساه ويزوره بأحلامه من بشاعته
ضي : ايش صار طيب ؟ ليش الكل شكله متغيّر كأن مر وقت طويل ما شفتكم فيه
سكتت لثواني وناظرته : دخلت غيبوبه أنا ؟
ناظرها يشوفها تحلّ الأسئلة وتجاوب عليها بنفسها تفهم اللي صار : كم شهر دخلتها ؟
سكت يناظرها ومسك كفّينها : بعد الحادث سويتي عمليّة وكان عندك نزيف داخلي ومع المضاعفات دخلتي غيبوبة
هزت راسها تناظره ورفعت كفّها لوجهه تمسح على خده تشوف تجمّع الدموع بعينه ولو إنه ما بكاها وباس باطن كفها
غمّضت عيونها بالم ترخي كفها وناظرته : مرت سنوات يعني ؟
سكت سراج وتفهم منه الإجابة ودمعت عيونها تناظره : كم سنة مرّت ؟
ناظرها لثواني يتردّد يخاف من ردة فعلها ومسك يدينها : ثلاث
ناظرته عاقده حواجبها، تحس براسها اسئلة ما تنتهي كيف مرّت فيها السنين وهي طايحة بهالسرير ما تحركت، مين كان واقف جنبها ومين ملّ صبره ونساها ؟ مين باقي عايش ومين توفّى وإنتهى وجودة بهالدنيا وهي بين زوايا هذي الغرفة تجهل اللي يصير بالعالم الخارجي
بكت بصمت وعقد حواجبه يحتضنها وباس راسها يهمس : لا تبكين تكفين
ناظرته تهمس : ٣ سنين عشتها نايمه سراج ! راحت سنوات من عمري كانت ممكن تكون افضل ايام حياتي
رفع راسه يناظرها وهمست تكمل كلامها بين دموعها : لو ماصار شي كان الحين بين يديننا بيبي متخيل ؟ حنا مفروض متزوجين من سنوات بس عشان حادث وسيارة صدمتني أنا طحت بهالسرير سنوات
سراج : ما مضى من عمرك إلا شر يا حبيبتي اللهم لا إعتراض، وباقي قدامنا سنين وفرص ما إنتهى شي أنتي زوجتي بدون حفل وزواج وبتشيلين بين هالكفوف أصغر نسخة منك العمر قدامنا ما إنتهى شي
بكت تصد وجهها عنه وتنهّد يرفع كفه يمسح دموعها : مثل ما عدت كل هالسنين وأنا واقف عندك ما مليت أنتظر ولا صديت، بوقف جنبك لين توقفين على رجولك
عقدت حواجبها تناظره : بعدها بتتركني ؟
ضحك بخفة وابتسم : نشوف وقتها
تنهدت تناظره : سلمان ماجاء ليش ؟ صاير له شي
هز راسه بلا : مافيه إلا العافية وداق عليه مكلمه
طق الباب ودخلت سماح وخلفها وجد وناظر سراج لها يهمس : ما ودي أخليك، بس راجع لك
ابتسمت تشوفه يطلع وجلست وجد وابتسمت : يا الله يا ضي ما أصدق كأنك حلم قدّامي
لفت ضي من باست راسها سماح وجلست تناظرها : ايش صار بغيابي ؟
وجد : كل شي صار، صار ناقص
لفت تناظرها ضي : أنتي الحين منجد حامل ؟ وشو يعني بتصيرين ام صدق خلاص ؟ يعني ٣ سنين صابرة كان صبرتي زيادة نحمل سوا زي ما اتفقنا
ابتسمت وجد : يمديك تلحقيني
حدّقت فيها ضي وصدت تناظر لأمها ورجعت تناظر فيها : ما بعد قدرت أحرك رجولي الحق مين
ناظرتها وجد وتنهدت : هذا الثاني ضي
ضي : وش الثاني ؟
همست وجد : حملي
ارتخت ملامح ضي تناظرها : كذابه ؟
سماح : ما تكلم معاك سراج ؟
ضي هزت راسها بالإيجاب : إلا، بس معقوله يعني الوقت كان طويل لهالدرجة
لفت تناظر وجد : إذا أكثر من ٣ سنين علموني لا تخبون علي عشان نفسيتي كذا مو قاعدين تخففون علي ترى
وجد : لا فعلًا ٣ سنين ضي محد بيكذب عليك بشي
دمعت عيونها من جديد ولفت تناظر سماح : ماما
تقدمت سماح تجلس على السرير جنبها : بسم الله عليك ياروحي أنتي لا تبكين
هزت راسها بالرفض : ماما ٣ سنين كثيرة راح من عمري كثير ليش كذا ؟لا تنسون الـ ( ⭐️ ) لإثبات وجودكم ♥️
مساء الخميس غدًا، فيه بارت إن شاء الله