وقفت عند باب البيت بعد مانزلتهم ورجعت تجيب أغراض وصتها أمها فيها
دخلت ولقته جالس بالحوش ومتغطي بفروته وبيده كاسة شاي
وأمامه ترمس صغير
وسرحان ولا إنتبه لدخلتها
طقت الباب ورفع راسه لها وابتسمت : خالو
بدالها الإبتسامة بإبتسامه هاديه : هلا بنيتي أجلسي
جلست وهي تناظر له : وش فيك متضايق
ضحك وهو يمد لها الكاسة : ومتى شفتيني مبسوط ؟
سكتت شوي وناظرت له : ودي دايم اسألك ، بس أخاف تعصب علي
أحمد : متى انرفع عليك صوت بهالبيت ؟ اسأليني اللي ودك وان ما عجبني سؤالك ماني راد عليه
ضي : ما ابغى اتدخل في شي ادري انه ما يعني لي
، بس ابي اعرف ليه رافض تطلع من القوقعه اللي حابس نفسك فيها
أحمد : قوقعه !
ضي : إيه قوقعه ، ما عندك أصحاب ولا وظيفة ونادر تطلع من البيت وحتى معانا ما تجلس على غدا ولا بعشا ولا على القهوة لا صبح ولا ليل .. حتى بتخرجي مناسبة مهمه الكل جاني للجامعة وانت ما كنت من بينهم
سكتت وهي تترقب ملامحه الصامته وأكملت : خلك من كل هذا، جدي وجدتي اللي معاك بنفس البيت ماتجلس معاهم وما تقول لهم كلمة حتى ، اذا مو عايش بقوقعه وش تسمي اللي تعيشه ؟
تبسّم أحمد لها ووقف وهو ياخذ بيده ترمس الشاي : خلك من هالموضوع يا بنتي أكبـر من إنك تدركينه وتفهمينه ، عيشي ريحان شبابك وأتركيني بقوقعتي لا أضر ولا أنفع
وقفت وشافته يدخل الملحق ويغلق أنواره
ودخلت هي للبيت
دخلت غرفتها بعد ما أعطت أمها أغراضها
خذت لها شاور وجلست امام تسريحتها وهي تمشط شعرها وسرحانة تفكر تارّة بخالها أحمد ، وتارّة بمقابلتها الأولى بكرة
تركت شعرها على طبيعته ولبست بيجامتها
ورمت نفسها بسريرها بتـعب ونامت
'
أماني
دخلت للبيت بوقت متأخر من الليّل
صادفت وجـد مستلقيه على كنبة الصالة والبيت مظلم وهادي
جلست وجد وناظرت لها : الساعة 2 مستوعبة ؟ وينك كل هالوقت
ناظرت لها أماني : بالشغل
رفعت حاجبها وجـد : يا شيخة ! تشتغلين بمرقص أنتي ؟
أماني تقدمت لها واعتلى صوتها : خير إن شاء الله وأنتي مين تحسابيني ؟ أمي ولا أبوي ولا ولية أمري ؟ مين فينا الكبيرة واللي مفروض تحاسب بهالبيت أنا ولا أنتي ؟
وجـد : ما أحسابك أنا اسألك بس وأعتقد من حقي ! أختي ترجع أخر الليل وتقول لي كنت بالشغل ولا أعرف وش تشتغل مو طبيعي بسالك ؟
أماني : لا تسأليني
وجد : ليش ؟ تبينا نعيش كل وحدة منشغله بحياتها ولا تدري عن الثانية شي ؟ لا اشوفك ولا تشوفيني ولا نعرف عن بعض أي معلومة والشي الوحيد اللي يجمعنا سقف بيت و ٤ جدران بس قلوبنا ؟ متجافية لدرجة وظيفة أختي اجلها !
أماني : وجد حياتي أنتي لا تبالغين وتكبرين المواضيع ، علاقتنا حلوة وكل شي بيننا يمشي طبيعي ننام ونصحى مع بعضنا وقلوبنا متآلفه كل هالجفاء رميتيه بيننا عشانك ماتعرفين وظيفتي ؟
سكتت وجد وهي ترجع تنسدح : بكيفك تعبت من الكلام معاك
تنهدت أماني : تعشيتي ؟
وجد : إيه
أماني : الشتا طويل ما ودك بعشاء ثاني ؟
وجد وقفت وهزت راسها بالرفض : بنام انا لو ما بتنامين لا تدخلين علي الغرفة مابغى إزعاج
دخلت غرفتها ودخلت وراها اماني تبدل وتنام معاها
انسدحت بسريرها ورغبـة عارمه بالبكاء تتراكم بوسط حنجرتها
لكن رغم ذلك ماسكتها
ما تبي تبكي
ولا تعترف بضعفها
أو حتى إن وجودها بهالمنطقة خاطئ
تنكر إنها تتجرّع السم برضاها ، جانب منها يصرخ
أهربي من جهنم، والجانب الآخر يشعر إنه بجنة ويرفض الفرار !
صراع مؤلم والأكثر إنها تحبسه ما تشارك
ما تسأل ، ما تعبر ولا حتى تتكلم ولا تشاور
حتى بالدموع ما تعبر
كان صراع بوسط عقلها مو أكثـر
وهذا كان بيسبب لها جنون من كثرة التفكير
غفت عينها وهي تصارع أفكارها المرعبة
'
سلطان
ناظر للساعة ٦ صباح
التفت للجانب الآخر من السرير ولا شافها موجودة
تنهّد ووقف وطلع للصالة وشافها مجهزة صينية القهوة
وكاتبة
"صباح الخير حبي ، سويتها وقت متأخر تقدر تتقهواها الصباح"
تركها ودخل للمطبخ ومالقى شي يفطر عليه
تجهز وجلس بالصالة وابتسم وهو يشرب من القهوة
ما كان من محبين القهوة ولا شي أساسي بيومه وقت يصحى
بس كان لما يجي عندها يحب يتقهوى بعد ما يصحى بس لإنها من يدينها !
كل شي عادي بحياته يصبح مبهّر لإنه منها
لكـن مشاعره المضطربة ما كانت توضّح لها مكانتها عنده
كل ما حبها أكثـر ، زاد جفاه معاها
الساعة ٩
مقابلة عـمل
طلعت منها وهـي مبسوطة
لإن الواضح إنها بتنقبل
ركبت السيارة واتصلت على وجد : هلا جوجو ، وينك ؟ طيب بمرك نفطر
سكرت منها وتبسمّت ومرت الكوفي
ركبت وجد معاها : ها بشّري
ضي ابتسمت وهي تتجه لأحد المطاعم : حمدلله حلوووووه المقابلة ، وواضح انه دخلت مزاجه
عاد قال القبول يجي بعد يومين كذا واباشر بالعمل
دخلوا المطعم وجلسوا مقابلين بعض
ضي : قال إن عندهم شركة لأبوه وجده وعمانه وكبيرة ولها مكانتها بالسوق ، والحين شغله كله بيكون يدوي من تصاميمه الخاصة تحت إسم شركة العايلة ، طلب مني يشوف تصاميمي السابقة ووريته وكلها أعجبته وأنببببهر فيها ! ما ادري جوجو بس أحس ان شاء الله بنقبل
وجد : يعني شغلكم كله بيكون على تصاميمك ؟
ضي : وتصاميمه طبعًا بس يعني اقولك كله شغل يدري هو يسوي الخواتم والاساور وكل شي بنفسه وبس مع الوقت بيوظف أيدي عامله
سكتت شوي ضي ورفت جوالها لإذنها بعد ماجاها إتصال من خالها محمد : هلا خالو ، إيه وطالعه أفطر مع جوجو
ضحكت وهي ترتشف من العصير : طيب من عيوني الغداء بطلع اتغداء معاك ، والله توقعتك نايم .. اوكي باي حبيبي
سكرت منه وضحكت : حيااااتي صاحي يبغى يمرني ويفطرني برى، غريبه حسيت عنده شي تتوقعين وش بيكلمني عنه
وجد غمزت : مخطوبه يمكن
كشرت ضي : لا بسم الله توني تخرجت وبشوف الحياة وش خطبته مين يمديه يخطبني هالحين
وجد : شخص مو بعيد
ناظرت لها ضي وعقدت حواجبها : من تقصدين ؟
وجد : مسويه غبيه مو فاهمه يعني
ضي : لا والله صدق مين قريب لنا ويبي الزواج
وجد : فهد يا غبيييه
ضي ضحكت بقوه وهي تتصدد عنها : وين ! فهد عاد
ترانا بحسبة إخوان كبرنا وربينا بنفس البيت وعلى نفس اليد
وجد : تشوفينه أخوك ؟
هزت راسها ضي : إيه ، فهد نفس عادل كلهم بحسبة إخواني !
وجد : أنتي جد ما تشوفين ولا مسويه نفسك ما تشوفين ومتغاضيه ؟
ضي : ما أشوف أيش ؟
وجد : ياربي بتجلطيني ! مشاعر فهد أقصد
ضحكت ضي : لا قولي يحبني بعد
وجد : الأعمى يلاحظ
ضي : وجد بلا استهبال ترانا كبرنا مع بعض والله أخوان ، يشوفني مثل ما يشوف شروق
وجد : اللي يشوفك مثل ما يشوف شروق عادل ، بس فهد لا ، انتي شوفي الفرق بنظراتهم وكيف يكلمك كيف يتلهفّ يسمع اسمه من لسانك ، والله انه يعشق التراب اللي تمشين عليه
ناظرتها ضي بصدمه وهزت رأسها : مستحيل