خالد هز راسه : شكل رضاك صعب ، بتعب معاك
تبسّمت وهي تناظر له : متى كنت سهله ؟
ضحك معاها وهو يشرب من قهوته : صادقة ، صعبه دايم ! دايييييم ، الوصول لك صعب وأخذ قلبك صعب ورضاك صعب وزعلك صعب وحتى نسيانك صعب !
ضي : حاولت تنساني ؟
خالد : أخذ منّي ٤ سنين ، وفشلت مثل ما تشوفين
ضحكت ضي : قد قلت لك ، اني امرأة ما تتكرر إلا في خيالك وإني شخص لو رميته خلف ظهرك راحت سنينك وإنت تلتفت وراك .. ما قلت ؟
ضحك من غرورها بذاتّها وعزتها اللي ماتغيرت طولل هالسنين اللي بينهم : قلتي، وصدقتي
سكتت من جاها إتصال وردّت : هـلا ماما ؟
عقدت حواجبها : طيب ، شفيك معصبه !
ضحكت وهي تلمّ أغراضها : عند جوجو ، جايه اوكي
قفلت منها وناظرت لخالد : ماما داقه تبغاني أرجع ، استأذن
قامت وتركته وطاحت عينها على سراج اللي جالس قريب للطاولة اللي جالسة عليها ويناظر لها
ارتعشت وصدّت عنه وهي تطلع من الكوفي
ركبت السيارة وشغلتها والقت راسها على الدركسون
التوتّر اللي كان يبعثه وجود خالد حولها وبقربها وسماع صوته بإستمرار
لمسات يدينه وابتسامته خوفه وكلماته واسمها منه قربه وحبه ووجوده كل شي كان يسبب لها غثيان فضيع وتحس بإن ثقل العالم كلّه فوق صدرها
ويوجعها
يوجعها إنه تحوّل من شخص حنون عليها وتحب وقتها معاه إلى شخص مجرد وجوده بحياته قادر يزعزع أمانها وطمأنينة قلبها
ما تحبّه وكل مشاعر الماضي إنتهت بالنسبة لها وعلى العكس تحولت لكراهيّه لدرجة إنها عازمه على ضرّه
لكن التحوّل هذا كان يوجعها
وصلت للبيت ونزلت وشافت الصالة هاديه ومحد جالس فيها إلا جدتها وخالها اللّي كان سرحان
استغربت انه ما إنتبه لها وطلعت على طول لشقتها مع أمها
دخلت وشافت أمها جالسة بالصالة ومغطيه نفسها بشرشف خفيف وبيدها كوب شاهي
جلست جنبها : وش فيك ضايق خلقك ماما ؟
ناظرت لها سماح : مانمت زين ، وتعرفيني اتنكد لما ما انام
رفعت حواجبها : وجدتي وخالو محمد كلكم ما نمتوا كويس ؟ شفيكم صاير شي لأحد ؟
سماح : لا حبيبتي ماصاير شي لأحد ، خالك وجدتك يمكن متهاوشين ولا شي .. انا قلت لك نوم بس ، شويه وأنام واصحى بكرة رايقه زي دايم
هزت راسها ضي وهي تهمس : اوكي بصدقك هالمرّة
تقدمت وهي تحضن سماح وتحط رأسها على كتف أمها : بنام معاك الليلة ، عادي ؟
ناظرت لها سماح : ليش ماما شفيك متضايقة ؟
ضحكت ضي : ما أنام معاك إلا لما يكون مضايقني شي ؟ عادي مشتاقه انام معك بس
سماح : أخر مره نمتي عندي قبل ٤ سنين وكنتي كل ليلك تبكين بحضني ! أعرفك مايحلا لك حضني الا وقت تضيق الدنيا وش فيك ؟
ضي : أنا مشيت لك سالفة النوم أنتي مشي لي ، اوكي ؟
مشى سراج من الرياض
إلى الدمام
بوقت متأخر بعد ماوعدهم يجيهم ويحضر
جمعتهم لكنّه أخلفها
والسبب ضي
ما يدري ليش شدّه وجودها بالكوفي وجلس يراقبها
وبعد جيّة خالد لها حس إنه قادر يرضي فضوله
وفعلًا طلع وهو فاهم أيش اللي بينهم
وصل للدمام ووقف قدام بيت جدّه
طفى السيارة ونزل وهو يشوف الساعة تعدت
الـ 11
وأكيد جده نايم
اتصل على لمياء : هلا لمو ، افتحي لي الباب
دخل وسلّم عليها وهو يبوس راسها
عقد حواجبه وهو يشوف نظراتها : وش فيك ؟
ضحكت وهي تصد عنه : ولا شي، روان هنا ادخل بسرعه
نزل عينه ودخل للبيت
وشاف أمه وزوجة عمه سعود جالسين ومندمجين بالسوالف
تنحنح ودخل على وقّفة أمه الملهوفه : هلا سراج هلا بولدي
سلم وجلس وهو ماسح كفوفها بشدّه : ليش تأخرت ؟ جدك زعل يوم ما تعشيت معانا وخالفت كلامك
سراج : كان عندي مقابله وطالت أكثر مما أتوقع ، وتعبت بعدها قلت اريح وامشي
أم سراج : زين نام هنا ترى محد راجع البيت إلا سامي
واصحى الصباح افطر مع جدك واجلس معاه خله يشوفك
عقد حواجبه باستغراب
هو يدري إن جده حريص على اجتماعهم الدائم
لكن مو اول مره يفوّت لهم جمعه ليش حرصت عليه يبقى للصباح
هز رأسه بالرضى وابتسم وهو يلتفت لأم لؤي ويسألها عن أخبارها
أم لؤي : قالوا فاتح لك شغل جديد ، كيف عساك ماشي زين
هز راسه وهو يبتسم : حمدلله ماشيه الأمور ووظفت ناس وعقدت عقد مع شركة ثانية والأمور ماشيه ، بس محتاج شريك بعد ما تركني عمي ماجد احس لازم يجي مكانه بديل
وتعرفون أنا ما أثق بأي أحد وصعب أحط أحد مكانه
بس مسألة وقت وكل شي بيدخل مساره
اندمج معاهم بالسوالف وناظر الساعة
تخطت ١٢ بكثير وقف وهو يستأذنهم وطلع لغرفته ينام
'
الساعة ٩ الصباح
صحى وبدّل لبسه ونزل للصالة
وشاف جده وجدته وأبوه وعمانه مجتمعين
سلم عليهم وجلس
استغرب من نظرات جدّه اللي كان جالس يمينه
ويشاركه مركاه وبصوت هادي بينهم : متى ناوي تملّك ؟ ترى عمك يقول متى ماودّه سراج
عقد حجاجه والتفت بوجهه لجده : املك تقول ؟
هز رأسه : ايه ، ليه ماودك بهالسرع ؟ احسن لك والزواج بعد شهرين ولا ثلاثه وتستقر معاها بالرياض عند حلالك وشغلك
سكت سراج وهو يرفع رأسه لنظرات أبوه اللي كان ساكت ويناظر لهم ..
عقد حجاجه والتفت بوجهه لجده : املك تقول ؟
هز رأسه : ايه ، ليه ماودك بهالسرع ؟ احسن لك والزواج بعد شهرين ولا ثلاثه وتستقر معاها بالرياض عند حلالك وشغلك
سكت سراج وهو يرفع رأسه لنظرات أبوه اللي كان ساكت ويناظر لهم ..
ورجع يناظر لجده وبتدارك للوضع اللي ما هو فاهم منه شي : نشوف يا جدي بحاول اتفضى
رجع يناظر أبوه باستغراب وغضب
ووقف بدون ما يلاحظ جده شي وثواني ولحقه أبوه
طلع للحوش وهو يشوف أبوه جايه وهمس : يبه هذا وش ما فهمت ؟ ملكة ايششش سلامات تستهبلون على راسي
أبو سراج :أمك خطبتها لك خافت تنتظر أكثر وتروح عليك
سراج تنهد وهو يحاول يتمالك غضبه : إن راحت نصيبها ، أنا قلت أبيها يوم انكم تخافون تروح ؟ ما أبي أتزوج من سمح لكم تخطبون لي وبدون علمي وجايه المواقفه بعد وتبون تحددون الملكة !
أبو سراج : توقعتك تعرف بالوضع ، خطبنا لك لإنها من عمك ماكان في شي رسمي وحتى الشوفه مالها لزوم وانت تقابلها وتجلس معاها كل أسبوع
وش مزعلك الحين احد يرد الزواج
سراج مسح على جبينه : هالزواج ماهو تام
أبو سراج : سراج ! خطبنا وخلصنا ماهي حركة رجال تتراجع
سراج : تحملوا عواقب تدخلكم في حياتي وشؤوني ، هالزواج ماهو تام
أبو سراج بغضبّ أكبر : وليه ! وش فيها روان يوم أنك ماتبيها !
سراج : يا يبه أفهموني أنا ما أبي روان مو لشخصها أنا ما أبي الزواج بكبره !
ترك المكان وطلع من البيت وهو يعجّ بغضبه
ركب سيارته ومشى جاهل وجهته
يكره ويجن جنونه على أحد يتدخل بأمور تخصه بدون شوره
ماعاده طفل أمس وشي مثل كذا ما يؤخذ بدون رأي
'
تراجعت من سمعت ضربت الباب اللي فزت منها
ودخلت للمطبخ اللي كان فاضي
جلست على الكرسي وهي تراجع كلامه برأسها
وعلى الرغم من إنها سمعت تبريره
إلا إن غضبه ورفضه القاطع جرحـها
وهي اللي من أول ما انخطبت وافقت ورسمت احلامها معاه، لإن من صغرها عاشت على
هالشي
ما لسراج إلا روان
تدري إن حتى لو بغى الزواج بعدين ماراح يختارها ، هي مو أختياره هو أختيار عائلته
هي مو رغبته ! لو بتكون من رغباته بيوم كان قد صارت
ما كانت تحبّه ولا تميل له بس كل اللي كانت تعرفه إنه هو نصيبها وتظن إنه هو شاريها
خابت آمالها بعد ما سمعت كلامه مع أبوه