دخلت أماني البيت ووراها سيف يجلس : ما بغى جنسه يبان
ضحكت تجلس جنبه : والله كنت فاقده الأمل ان هالمرة يبان
سيف : كنت متخطط ومتحمس للبنت
أماني مسكت بطنها تبتسم : حاسه إنه ولد احساس الأم ما يخيب
سيف ناظر لبطنها اللي بدأ يبرز وتكى يناظرها تتكلم : حتى جوجو تقول زيك بنت بتنصدم لو علمتها
سيف : وش صار عليها مع سلمان ؟
أماني : ما صار عليهم شي
سيف : اذكرك تقولين عمك جاء لها وشافه بالبيت عندها وسوا مشاكل
ناظرته أماني وهزت راسها : جوجو ما تبي عرس اصلًا ف راحت معاه بيته خلاص من أمس وتعرف الأوضاع ما تسمح يسوون شي
هز راسه سيف يفتح التلفزيون : الله يصلح الحال
'
دخلت سماح على ضي وجلست بالكرسي تناظرها بتعب، من مدة ما زارتها بسبب تعبها، لفت من انفتح الباب ودخل ماجد وخلفه صقر وناظرها جالسة وعدلت حجابها وصدت عنه تناظر ضي ، تقدم ماجد وجلس يناظر ضي ولف على صقر اللي ناظرهم وطلع
رفع نظره ماجد لسماح اللي كانت جالسة قريب من السرير وماسكة كف ضي ووجهها شاحب من الحزن والتعب
نزل نظره لضي وحس بإختناق من تواجده معاها تحت نفس السقف وبنتهم بينهم
كان ممكن يعيش معاهم أفضل حياة ويربي بناته مع سماح يحقق أحلامه وما يذوق الفراق والفقد، والحين يعيشه مرة ثانية، يناظر ضي بين الأجهزة بنته اللي ما عاش معاها وقت طويل وذكرياته الحلوة معاها تنعد على الأصابع من عرفها ما عاش معاها مرتاح إلا مدة قليلة ومن بدت تستقر أموره فجأة لقى كل شي تعركل وبنته بأسرة المستشفى تصارع الموت
ناظرته سماح تشوفه سرحان بضي ومنهك، كبر وتغيّر عن ما تذكره، أخر مرة التقت فيه قبل شهور طويلة بالفندق ووقتها ما ناظرت فيه من أرتباكها
كان منتبه لنظراتها لكنه ما رفع نظره لها وعينه على ضي بينهم وهمس : ما اقدر اقول عن اللي قاعد يصير بحياتي إلا إنها حوبتك
ارتخت ملامحها تناظره واعتدل بجلسته يرفع نظره لها : علاقتي بإخواني مقطوعة وزوجتي اللي استأمنتها طلعت تطعني بظهري هي وأخوي من سنين وأنا غافل ، بنتي عاشت بدوني وكبرت ما شفتها والحين افقدها قبل اشبع منها
بكت تناظر ضي وهزت راسها بـ لا تهمس : بتعيش ضي وتشبع منها لا تتكلم كأنها ميته
ماجد : إن ما ماتت هي بموت أنا
سكتت تناظره وكمل كلامه ماجد : قلبي تعبان، مريض كأني بأخر التسعين ما أتحمل اللي اعيشه الحين
رفعت كفها تمسح دموعها هي ودها تواسيه وتخفف عنه لكنها ما تبعد عنه بالوضع، وذكرياتها معاه تجعلها تصد
وقفت وناظره لضي وصدت تطلع من الغرفة
'
جالسة وجد بالصالة بشقة سلمان اللي يسكنونها فوق بيت ماجد، كانت تشوفه رغم حزنه وخوفه على إخته إلا انه طول وقته معاها ويحاول يداريها ويخفف من وطئة الأمر على روحها
ناظرته جايب مع لاب وجلس جنبها يفتحه يناظرها : مستعده ؟
عقدت حواجبها تناظره : تشوفين ماضي زوجك ؟
ضحكت وهزت راسها : كانت تسولف لي عنه ضي تحمست وقتها أشوفه
فتحه يدخل على المقاطع وضحكت : ٣٠٠ كلهم فلوقات ؟
سلمان : أنا حياتي قائمة على هالكاميرا من صغري للحين هذولي بعد التصفية عشان يعني ما تطلبين الطلاق من سوء المناظر اللي تشوفينها
ضحكت ووقفت : دقيقة بسوي قهوة واضح قعدة مطوله
هز راسه يناظرها : احسبي حسابي
جلست تمد له كوب القهوة وفتح يبحث بين المقاطع وناظرت مقطع طالعه فيه ضي وناظرته تأشر له : تفتحه ؟
ناظرها يشوف خلفية المقطع ويذكر ذاك اليوم لإنه ما كان بعيد بعد ملكة سراج وضي
وهز راسه يفتحه وبدأ المقطع يعيد ذكريات يوم رائع قضته عائلة الجامح
" ركبت السيارة ضي بالمرتبة الخلفية وابتسمت تشوف كاميرة سلمان مثبته ولوحة بكفها وسكرت الباب : كلهم واصلين وتجمعوا إلا حنا وانت جالس تصور سلمان ؟ رايق
لف عليها صقر : يعني دق بالكلام من ورى التريلات عشان أنا راحت علي نومه، ماتقول فداه أخوي الكبير الغالي
ضحكت ضي تتكي وتقدمت لهم تبان بالكاميرا : أخوي الكبير ترى للعلم عمره مابعد دخل ثلاثين بس تحسونه كذا من تصرفاته خمسيني متقاعد
ناظرها صقر وضحك : دخلناها يا بيبي كبرنا خلاص
حرك صقر السيارة للمخيم ووقفها ولف سلمان الكاميرا يصور السيارات الواقفة يأشر عليهم : موجودين أبوي الغالي وعمي أبو سراج واهله وهذي سيارة سامي وهنا لؤي ، ناقصنا سلطان وعمي سعود وتكتمل العائلة السعيدة
سكت شوي وضحك من وصله صوت صقر من وراه : هي مابتكون سعيدة لو هو موجود، بس فعلًا ناقصنا سلطان
لف الكاميرا عليهم وابتسمت ضي من حضنها صقر ومشوا يدخلون يرفع صوته سلمان : جاكم موثق اللحظات السعيدة سوو هاي
ضحك من لف عليه جدة يناظره وعصب يرفع عصاته عليه : ادخل سلم زي المسلمين على جدانك وعمك بدل هالبليه اللي فاتحها
ضحكت ضي وتقدمت تسلم عليهم وشافت البنات جالسين وجلست بينهم
لف سلمان الكاميرا عليه يدور مكان يثبتها فيه وابتسم يثبتها وابتعد يلوح بكفه : اتمنى ما تتصيدون للمشاكل العائلية ان خرجت ونوثق بس اللحظات الحلوة
رجع يركض يجلس بينهم ولف على سراج اللي جالس جنبه يسولف ويأشر على الكاميرا "
إنتهى المقطع بعد وقت طويل من توثيق احداث الليلة وصدت وجد تمسح دموعها ولفت على سلمان : مين كان يتوقع هالفيديو بنرجع نشوفه وهي مو بيننا ؟
'
دخل صقر وبيده عشاء لغرفة ضي يشوف سراج وسماح جالسين، لفت تشوفه سماح وتقدم يهمس بالسلام وجلس يمد لهم أكياس الأكل يهمس : اكيد ما تعشيتوا
هزت راسها بـ لا سماح تناظر لضي : بس يعطيك العافية ما فيني أكل
ناظرها سراج واخذ الكيس من يد صقر وفتحه يمد لها الساندوتش : خالتي ما يصير كذا كل يومين داخله المستشفى من سوء تغذيتك
هزت راسها بـ لا ومده لها بإصرار : عشان خاطري
ناظرته وتنهدت تاخذه وقضمت لقمه ولفت عليه : توصيني وتنسى نفسك ؟
ابتسم وهز راسه يطلع الساندوتش الثانية يقسمها نفصين ومدها لصقر : باكل شوفيني
اخذ صقر نصفها وناظر لسراج وسماح يشوف التعب عليهم : سراج خالتي اطلعوا ارجعوا بيوتكم ارتاحوا وانا اقعد عندها الليلة
ناظرته سماح وهزت راسها بـ لا تنتهي من أكلها : لا ما بتركها
سراج نفض يده ولف لها يقومها : روحي خالتي روحي ارتاحي وتجينها بكرة، وأنت توصلها صقر
ناظره صقر : أنت مو بعيد عنها روح واقعد عنكم اليوم على الأقل
هز راسه سراج بالرفض : أنا هنا مرتاح
ناظرته سماح وميل راسه : أحلف عليك تروحين يعني ؟
تنهدت تطلع مع صقر وطلع وراهم سراج يغسل
بأخر الليل، بيده المصحف ويقرأ سورة البقرة، إنتهى منها ونزل المصف يناظرها وانحنى يقبل رأسها وتنهد يمسك كفوفها، كان يوميًا يجيها يقرأ سورة البقرة عندها كاملة وأحيانًا أكثر من مرة
لعلّ تحدث معجزة من عند ربه وتصحى من غيبوبتها اللي طالت لـ ٧ شهور
مر وقت طويل ما فقد أمله ولا مل صبره من إنتظاره لها يمرها كل يوم ويقضي أغلب وقته عندها إعتزل الناس واهله وأصحابة وحتى شغله
أهمل نفسه وصحته تعب وانتهت طاقته لكنه يشد نفسه كل يوم على امل إن بكرة يتحقق حلمه ورغباته
تنهد يشوف وجهها إختفت منه الجروح إلا أثر الخياطة فوق حاجبها دلالة إن مر وقت طويل وتشافت الجروح وإختفت آثارها لكنها ما صحت
ناظر جواله اللي اتصل وقفله بإنزعاج لإنه رقم غريب أخر الليل وتكى بظهره يشغل القران بالسماعة يتركه يردد بالغرفة، يجلب له السكينة ويطمن روحة وقلبه من فزعه وخوفه
اتصل جواله مرة ثانية وثالثة وتأفف بإنزعاج يطفي صوت القرآن وأخذه يرد
وصله صوت ما يألفه : السلام عليكم معي سراج ؟
عقد حواجبه ووقف : وعليكم السلام إيه، من معي ؟
-: أنا ..
ارتخت ملامحه ولف على ضي يناظرها لثواني وطلع من الغرفة يستمع للطرف الثاني ..
'
جلست أماني بالصالة ويدها على بطنها تتنفس، أيام تفصلها عن ولادتها وتحس بقلق وخوف ورَهبه من الحياة الجديدة اللي بتدخلها
لف تاخذ جوالها تشوف الوقت تأخر وسيف ما جاء للبيت وماهي بعادته خصوصًا بهذا الوقت هي تحتاجه يكون معاها وتدري انه ما يخيلها
تجاهلت القلق والخوف اللي فيها واخذت جوالها تتصل فيه لكنه ما رد وتركت جوالها تقوم على حيلها للمطبخ تجهز اكلها وبالها معاه
اتصل جوالها وتركت اللي بيدها وطلعت للصالة ترد ووصلها صوت غريب : السلام عليكم أنتي زوجة سيف صالح ؟
حست إنقبض قلبها وحطت يدها على قلبها : ايه مين انت
كمل يرد عليها : رقمك بالطوارئ تبع جوال زوجك، زوجك بالمستشفى
حست بهبوط وجلست على الكنب بسرعة ويدها على بطنها : وش فيه ؟
رد عليها : صار على زوجك حادث بالطوارئ الحين بمستشفى *
قفلت منه ودمعت عيونها بخوف واتصلت على وجد : هلا وجد، سلمان عندك ؟ تكفين تعالي لي البيت سيف صار له حادث ودوني له
'
فزت وجد من نومتها من اتصل جوالها واخذته ترد تهمس : هلا أماني ، بسم الله وش فيك ؟ إيه عندي
عقدت حواجبها تبعد البطانية عنها ووقفت : ايش ؟ جايين طيب خليك مكانك
قفلت وغمضت عيونها بنعاس وتعب ووقفت تطلع للصالة تشوفه نايم وتقدمت له تصحيه : سلمان سلمان
فز من نومه ولف يناظرها : قوم
لف يناظر الساعة ١ الليل وناظرها : غفيت هنا قلبي ما حسيت، وش صحاك هالوقت
وجد : دقت علي اماني تقول سيف صار عليه حادث ودقو عليها، تبينا نوديها
عقد حواجبه وقام يحك جبينه : لا حول ولا قوة الا بالله، عساه طيب ؟
ناظرته وهزت راسها : ما قالت شي بس ما اتوقع لو طيب هو اتصل عليها ما دقو عليها المستشفى
دخل دورة المياة يغسل ودخلت الغرفة هي تلبس عبايتها وطلعت معاه للسيارة : يا رب لا تفجعها
مسك كفّها يطمنها وحرك السيارة بإتجاه بيت أماني ونزلت لها وجد تدخل لها وشافتها بالصالة تبكي وتنهدت تتقدم لها : أماني
وقفت أماني تناظرها وتمسكت فيها تهمس : احس اني فقدته
بكت من نطقت كلامها ولفت وجد تاخذ عبايتها تلبسها : لا حول ولا قوة إلا بالله ماهو صاير الا كل خير اكيد مافيه شي تعالي
مشت معاها للسيارة وركبتها ومشى سلمان للمستشفى يسمع صوت بكاها ولف على وجد جنبه وهز راسه يسأل ورفعت أكتافها بعدم معرفة
وقف عند المستشفى ونزلو وساعدت وجد أماني بالنزول ومشت معاها للداخل تشوف سلمان يسأل عنه بالإستقبال
ومشى تاركهم واقفين وراه للدكتور اللي صادفه وسأله عنه
وجد مسكت أماني تجلسها معاها وعينها على سلمان يكلم الدكتور تحاول تفهم حوارهم، رجع سلمان يناظرهم وقامت وجد له تهمس : لا تقولها
سلمان : تهشّمت السيارة واحترقت، وهو توفى
عقدت حواجبه وشهقت تغطي فهمها ولفت على أماني اللي رفعت راسها لهم ووقفت على حيلها تمشي لهم : لا تخبون علي شي علموني سيف وينه وش فيه
ناظرتها وجد تبلع ريقها ما تدري كيف تبلّغها ولفت عليها تهمس: تعالي أجلسي
ناظرتها أماني ترفع صوتها : وجد سلمان تكلموا ماني جالسة وشفيه سيف ؟
وجد صدت من اتملت عيونها بالدموع ما قدرت تتكلّم
ولفت أماني على سلمان يناظرها : عظم الله أجرك فقدناه
شهقت ويدها على صدرها وصدت تهمس : لا لا لا يارب
لفت عليها وجد تمسكها وحضنتها وبكت أماني بصوت عالي والتفتوا الناس يناظرونهم، حست بدوخة وهبوط واستثقلتها وجد ولفت على سلمان خايفة وتقدم يساعدها وجلسوها على الكراسي
ناظرتها وجد تبكي معاها ما تعرف بأي الكلام تواسيها وناظرت بطنها اللي ما سكته أماني وواضح إنها تتألّم لكنها تقاوم ولفت على سلمان تهمس : سلمان يمكن تولد الحين وش اسوي وش اسوي
ناظرها : بالمستشفى حنا أي شي يصير يمديهم يتدخلون
لفت من مسكتها أماني تضغط على يدها وبكت أكثر تهمس : احس بولد جوجو بولد، المويه نزلت بالبيت
سمعها سلمان وفز ينادني الممرضات وتدخلوا وناظرتها وجد بخوف وجو جلسوها بالكرسي وأخذوها
ولفت وجد على سلمان تمسك كفوفه وتضغط عليها بشدّة : سلمان خايفة خايفة عليها لا يصيبها شي
حضنها سلمان يشوف دموعها وخوفها وهمست : ماراح اتحمل خبر شين زيادة
طلع معاها لقسم " النساء والولادة "
وجلسوا بالإنتظار ينتظرون أماني،
لفت عليه : شلون صار الحادث ؟
سلمان هز راسه : ما أعرف، بس على كلام الدكتور ما تأذى ولا تجرح ولا صابه خدش، سبحان الله ما كأنه كان بوسط السيارة
دمعت عيونها وجد ومسكت راسها تهمس : يارب لا حول ولا قوة إلا بالله، الله يرحمه ويغفر له
سلمان : لازم نبلغ اهله عندك رقم لأحد منهم ؟
هزت راسها بـ لا ولفت تاخذ جوال أماني تفتحه : بس أكيد مسجل عندها لأحد ، ايه شوف هذا سجله عنده
ملّته الرقم وأخذه ووقف يتصل ولف على وجد : يمكن ما يرد أخر الليل
هزت راسها تناظر الساعة : باقي ساعتين على صلاة الفجر دق بعد الصلاة
هز راسه ينزل الجوال من اذنه بعد مالاقى رد وجلس : ما اعرفه خير شر وشلون بعطيه خبر وفاة أخوه ؟
تنهدت تتكي وهي تحس بضيق تنفس : ما اعرف ما اعرف
ناظرت الساعة ٣ الفجر ولفت عليه : طولوا سلمان طولوا بديت أخاف
انحنت بتعب وغطت وجهها تبكي بخوف ورّهبه من صعوبة الموقف عليها، هي تجهل هذي الأمور وفوقها صعوبة الوقت اللي حصل فيه ودها لو احد معاها كبير بالعمر يوقف معاهم وقفة أم لبناتها، تفتقد حسّ أمها بكثرة بهذي المواقف وتحتار وتضيع ودها لو كانت جنبها ترشدها وتساعدها وتخفف من خوفها اللي تعيشه
'
وصله صوت ما يألفه : السلام عليكم معي سراج ؟
عقد حواجبه ووقف : وعليكم السلام إيه، من معي ؟
-: أنا ..
ارتخت ملامحه ولف على ضي يناظرها لثواني وطلع من الغرفة يستمع للطرف الثاني : أنا أم عبد الهادي
هز راسه : ما عرفتك أختي
أم عبد الهادي : أدري ما تعرفني، اذا ممكن نتقابل عندي لك كلام
تنهد يجلس يناظر حوله : أختي داقه اخر الليل تقولين لي نتقابل! ما أعرفك اصلًا وش تبين مني
أم عبد الهادي كملت كلامها متجاهله كلامه: الساعة ٨ الصباح برسل لك الموقع على الواتس، ضروري نتكلم يا سراج الموضوع كبير ويخصك بالأكمل،أنا ما يعنيني
سكت يفكر بكلامها لثواني وتنهدت : زين أنا بكون بإنتظارك إن جيت لمصلحتك وإن ما جيت فأنا سويت اللي علي وبريئة من اللي قاعد يصير أمام ربي
قفلت منه وابعد الجوال عن اذنه وسكت يفكر يهمس : أم عبد الهادي ؟ مين هذي
ضغط على عنقه بكفه بتعب ومشى ينزل لتحت يجلس بالخارج ياخذ نفس بعيد عن روائح المستشفى
ناظر لسيارة سلمان وعقد حواجبه لإنه ما جاء لعنده بغرفة ضي وما يجيها بوقت متأخر من الليل، أخذ جواله يتصل عليه : هلا سلمان، عسى ماشر أشوف سيارتك بالمستشفى ولا أنت عند ضي
سلمان : وينك أنت بجيك
سراج : طالع عند البوابة
قفل منه ولف بعد وقت يشوف سلمان مقبل عليه
عقد حواجبه من شاف وجهه ما يبشّر بالخير وحضنه يربت على كتفه همس : وش بلاك عسى ماشر ؟
سلمان : سيف، زوج أماني
هز راسه سراج يذكره وكمّل سلمان : فقدانه بحادث
عقد حواجبه سراج يهمس : لا حول ولا قوة إلا بالله، الله يرحمه ويغفر له
عقد حواجبه يصد ومسح على رقبته : قسم بالله ماعاد أتحمل هالأخبار حتى لو من بعيد
سلمان : وزوجته دخلت ولادة على طول
سراج : الله يصبرها على ما فقدت
سلمان هز راسه يهمس : مصاب كبير والله
مشى يدخل معاه وناظره سراج : اتصلت علي وحدة قبل شوي
ناظره سلمان : مين ؟
هز راسه سراج : ما أعرفها، بأخر الليل صجتني لين رديت تقول بقابلك بكرة بنتكلم بشي يخصك وضروري وان ماجيت انا بريئة ، متردد أروح ما أعرفها وش بيكون عندها شي لي
سلمان : ما قالت لك من هي ؟
سراج : إلا قالت أم عبد الهادي، بس ما عرفتها
سلمان بهتت ملامحه ولف عليه : سراج هذي خالتي
سراج : خالتك ؟ وش تبي فيني عاد ما تعرفني
سلمان : أنا بنفسي ما تتواصل معي ولا اشوفها إلا من عيد لعيد وش وصلها لك وش تبي فيك
سراج عقد حواجبه من تشوشرت أفكاره وهز راسه بتعب : ما أدري ما أدري، يمكن ماهي هي اصلًا تشابه أسماء لكن بروح اشوف
ناظر الساعة وتنهد : بنام تعبان، طمني سلمان ان حصل شي
هز راسه سلمان ومشى يتعدّاه راجع عند وجد
طلع الدكتور يناظرهم وابتسم : الحمدلله الماما والبيبي بخير، بس بتعيّط بإسم سيف طول الوقت وبتصرّخ وأعطيناها مهدئات، بننقلها للغرفة الان واتركوها ترتاح تشوفوها بعد وقت إن شاء الله
بكت وجد وزفرت نفسها ولفت على سلمان حضنته تهمس : حمدلله حمدلله
ابتسم سلمان وابتعدت عنه تمسح دموعها : ابغى اشوف البيبي اقدر ؟
رفع أكتافه سلمان ولف على الممرضة اللي طلعت سرير أماني : كم رقم الغرفة ؟
الممرضة : ٣٤٠
هز راسه سلمان وناظر للمرضة اللي طلعت بعدها وتقدم لها : نبي نشوف البيبي نقدر ؟
هزت راسها بـ لا : الحين لا، الصباح ان شاء الله
تقدمت لها وجد : بليز لو من بعيد
هزت راسها : ما اقدر
مشت تتركهم وتنهدت وجد ولفت عليه : توديني بيت أماني ؟ باخذ أغراض البيبي وأغراضها
هز راسه ورفعت كفه لوجهه تشوف التعب عليه تهمس : حبيبي تعبناك معانا
عقد حواجبه ياخذ كفها وباسها ومشى معاها : أفديك بعمري كله وما يكفيك
ابتسمت تحتضن كفه بكفها وركبت السيارة تستند على المرتبة تحس بتعب وخمول ومشى سلمان بطريقه لبيت أماني
'
الساعة ٨ صباحًا
وقف سيارته سراج على الموقع المرسول له، بأحد الكوفيهات
تنهد يطفي السيارة ورفع نظره للمكان اللي كان شبه فاضي بسبب الوقت المبكّر، نزل ودخل يناظر الجالسين وأشرت له بكفها وتقدم لها يناظرها كبيرة بالسن مو شابه ومتغطيه بأكملها ما يظهر منها شي وهزت راسها : اجلس يا ولدي
هز راسه يجلس ولف من جاء يحط القهوة على طاولتهم ومشى، مدت على كوب القهوة : إن شاء الله انك تحبها
سراج : خليك من القهوة تكلمي من أنتي وش تبين فيني ؟
هزت راسها : أنا أم عبد الهادي، أخت أم صقر
سراج : وش عرفك فيني وش علاقتي بك ؟
أم عبد الهادي : مالنا علاقه، أنا جيت ابرئ ذمتي لإن ذبحني ضميري من السكوت والتجاهل، وللحين اسمع إن ضي ما صحت
سراج : وش دخل ضي بعد ؟ أنتي بتتكلمين وتقولين وش عندك ولا امشي ؟
أم عبد الهادي : قبل سنة أو أقل ، ضي فضحت أختي ومن هذاك الوقت وهي تخطط وتتوعد فيها
ارتخت ملامح سراج يستمع لها، يدعي خفيةً إنها ما تقول اللي بتقوله
ارتخت ملامح سراج يستمع لها، يدعي خفيةً إنها ما تقول اللي جاء بباله واستمع تكمل حديثها : حاولت أمنعها الله الشاهد لكنها ما كانت تسمع لي، حلفت إلا تضرها وتهدم حياتها وماتشوفها سعيدة ومرتاحة معك زي ما خربت حياتها مع أبو صقر، تكلمت مع أبو سلطان عمك، حاولت فيه يساعدها لكنه رفض وقال أنا جاني اللي كفاني ولا عاد بكمل معك اللي تسوينه ، وخططت لكل شي وحدها، تكلمت مع شخص اجنبي يصدمها بسيارته صدمة قوية إما تأدي لإعاقة أو قتلها، المهم ما تطلع منها سليمه
سكتت تشد على شنطتها اللي بيدها وهمست : وهذا اللي حصل، وسفّرته على حسابها لبلاده وإختفى بلحظتها وتعمدت تختار هذاك الوقت لإنها متأكدة إن مافيه كاميرات ولا أي شي يطلع دليل على السواق
سراج عصّب وحاول يتمالك نفسها يناظر لها: أنتي تستهبلين ؟ ترى هذا كلام كبير
أم عبد الهادي : وليه بضر أختي يا سراج عشان استهبل معاك ؟ أنا صادقة وعندي الأدلة المحادثات بينها وبين أبو سلطان والمكالمات وبينها وبين السواق الاجنبي اللي سفرته، صح أختي ولا ودي لها الضرر لكن بنت زي ضي ما تستاهل اللي قاعد يصير لها وهذا ظلم وجريمة ولا اقدر اتحمل هالذنب على رقبتي
سراج ارتفع صوته : وليه طول هذا الوقت ساكته ؟
وقف وضرب الطاولة بيدها : سبع شهور ضي طايحه بغيبوبه تعبت أدور عن المتسبب لا ليلي ليل ولا نهاري، كيف سكتي طول هالوقت
ناظرت أم عبد الهادي للي حولهم يناظرونهم والموظفين وناطرته : بين الناس حنا أحكم تصرفاتك
ناظرها سراج وصد يمسك راسه يهمس بالإستغفار وطلع من المكان ياخذ نفس ، ضغط بيدينه على كبوت السيارة يحس إنه بصدمة ودوامة تدوو فيه مالها مخرج
دخل بعد وقت وجلس وناظرها : أعطيني الأدلة
أم عبد الهادي : وش بتسوي ؟
سراج : ببوس راسها على الخير اللي سوته، وش بسوي يعني ؟ ببلغ عليها
أم عبد الهادي سكتت للحظة بتردد وخوف من اللي قاعده تسويه وفتحت جوالها ولف على جواله من وصلته صوت رسائل وفتحه يشوف مرسلة مقاطع صوتية وفيديو ومحادثات
حفظهم ووقف يناظرها : ماني شاكرك على شي لإنك تأخرتي
تنهدت أم عبد الهادي : ولدي بطلبك شي واحد
سكت يناظرها : لا يوصل لأحد علم إن أنا اللي عطيتك، ما ابي علاقتي بإختي تخرب ولو انها مغلطة ولا أحد من اهلي وأخواني، طالبتك لا تردني
هز راسه : بس سلمان اللي عنده علم من أمس، محد بيدري عنك إرتاحي
وقف وطلع من المكان يركب سيّارته يشتعل بغضبه وأسرع يمشي لأقرب مركز شرطة، كيف ما جاء بباله ليه ولا مرة فكر إن فيه متسبب بهالحادث ليه ما خاف منها وحذر
كيف لها تحاول تقتل بنت بسن الزهور هدمت حياتها المقبلة عليها، أخت عيالها كيف طاوعها قلبها وهي تشوف عيالها تضيق فيهم الدنيا بسبب ما حصل بإختهم، ما فكرت لو عرفوا وش بتكون ردة فعلها ؟ خسرت زوجها وبتخسر عيالها وبيتها وحياتها بسب حقد دفين ما كان لضي فيه لا حول ولا قوة
وقف عند مركز الشرطة ونزل يناظر، يدخل ويبلغ ولا يعطي لعيالها واهل ضي خبر قبل ؟ هو ما يقدر ينتظر يخاف انه يوصل لها علم وتهرب ولا يحصلون عليها، ولا يقوى يبلّغ عليها بدون علم أحد من عيالها !لا تنسون ⭐️ لإثبات وجودكم ❤️