١٧

3K 74 3
                                    

سراج : الملخص إن توصلنا لنتيجة إنها أختكم
تأفف سلمان وهو يرجع يعدل جلسته بعد ماكان مركز معاه ويشرب بنفجاله : احسب عندك سالفة مالت على هالوجه
سامي ناظر سلمان وصقر اللي ما صدقوه ما اقتنعوا بكلامه وناظر سراج اللي كانت الضيقة والجديّة تترسم ملامحة : يا عيال
سراج : ما أمزح ، أنا ما ادري كيف كنت بمهد لكم الموضوع بس أنا بنفسي ضايع ومحتار أحتاج وقفتكم اصلًا
سلمان : تستهبل أنت ؟ وش أخته من وين جت هذي
سراج : ما أعرف متى عمي تزوج ومتى حملت وولدت وليش محد يعرف ما أعرف شي ابد
سلمان : شلون عرفت أنت ؟
سراج : قلت لكم عن تشابه الاسماء وأمس بالليل أول ما وصلت للدمام شفتها هناك وراي، ما كانت تبيني اعرف بس اصريت عليها وطلعت بنت عمي ماجد
سلمان : وهي تدري انك ولد عمها كل هالوقت وساكته ؟ ياخي تستهبل أنت وش هالفوضى وين حنا عايشين
صقر بعصبيّة : انطم أنت خله يفهمنا وش السالفة
سراج : هي ما تدري ما كانت تعرف لين سمعت كلام أمها من وراها عني وتبي تبعدها عشان ماتعرف عن الموضوع وطبعًا طلعت ما ادري وين شافتني وعرفت اني ماشي لأهلي ولحقتني، بس هي تعرف إنها بنت ماجد بس ماتعرف إنه حي وماتعرف أن له اهل وعيال وأخوان تحسب انه وحيد وانكشفت كل الأوراق أمس ، عشان كذا رجعت للرياض أجيبها
صقر اشر له بيده يسكت
ووقف وطلع من الشقة وهو يحس بدوخة
اللي سمعه كان أكبر من توقعاته ، طوال طفولته كانت أمنيته يحضى بأخت ، فجأة وبعد هذا العمر تطلع له أخت ما يعرف من وين جت !
قبل نص ساعة كان يضحك معاهم قبل نص ساعة ماكان حتى يتصور إن بحياته إخت من دمه وتحمل نفس اسمه
عاشت حياة تختلف عن حياته وبعيده عنه مايعرف كم عمرها مايعرف شكلها وصوتها وضحكتها وشخصيتها وابسط الاشياء هو مايعرف سوى اسمها وبس !
ضحك من صدمته من إن خيالاته الطفولية تحققت وصارت بحياته إخت ، لكن إخت مايعرفها يجهلها
التفت لسلمان اللي طلع وراه وكانت ملامحه تكسوها الضيق والصدمة
حضنه وضحك سلمان بقوّة ، دمعت عيونه من قوّة ضحكة
وضحك معاه صقر
ابتعد عنه سلمان وهو يمسح دموع الضحك وتنهّد : صدق الدنيا عجيبة ، أجل لنا أخت يا صقر عايشه ببقاع هالأرض مانعلم عنها
سراج طلع معاهم وتنهد : مافي وقت اخليكم تتقبلون صدمتكم ، محتاجين مساعدتكم عمي لازم يعرف
صقر : يعني أبوي له بنت ومايعرف عنها ؟ أكيد عنده خبر ويدري عنها بس ساكت عشان محد يعرف انه متزوج
سراج : يدري أو ما يدري ضي ما كانت تعرف عنه وجاء الوقت اللي يعترف فيها وينكشف هالشي ما يتأجل
سلمان : أمها ما افهم يعني ليش مخبيه عليها ؟ ليش كذبت عليها ؟
سراج : الواضح انهم متطلقين يعني لانها تقول مات وهي حامل فيني ،
سلمان : مستحيل أبوي يعرف ان عنده بنت ويرفض يعترف فيها ما يسويها
صقر : اتوقع كل شي بعد هالوقت وماهي بعيده، كل عيال سعد غريبين وأطباعهم سامّة وانانيه ليش ما يسويها ؟ أكيد ما يبي أمي تعرف لإن أمي ما بتترك أختنا وأمها يسلمون قال افك نفسي من الشر
سراج : نمشي الدمام اليوم ، ونكلم عمي ونرجع للرياض ويشوف بنته ، لازم نستعجل
صقر : شفيكم مستعجلين وتركضون ؟ لا هي ولا حنا مستوعبين شي انتظروا خلوا عقولنا تستوعب اللا منطق اللي قادر يصير
سراج : هي خايفة اهلها يعرفون إنها عرفت بكل شي ويمنعونها منه ، ووعدتها اقول له بغضون هاليومين
صقر : واعدها واعدها واعدها ، لا توعد بشي فكنا تكفى
سراج تركهم ودخل للبيت يبي ينام ويستريح، فجأة حمل كل هالمسؤولية على عاتقه بين ليلة وضحاها عرف كل شي وحمل مسؤولية ضي وقف معاها ومضطر يوقف مع عمه وعياله مضطر يوقف بينهم لين تنتهي هالسالفة اللي مايعرف كيف مصيرها ووين بتتوجه بعد مايعلمون ماجد بحقيقة ضي
'
صلت المغرب وشالت سجادتها ورجعت انسدحت بسريرها، رافضة دخول أحد عليها وما تبي تكلم أحد من اهلها مو متقبله شي منهم وتحس بإن كل كلامهم معاها وكل مشاعرهم خداع
دق الباب و ارتفع صوتها : ما ابي اشوف احد اتركوني اتركوني
وصلها صوت وجد من خلف الباب : حتى أنا ؟
قامت من مكانها وهي تفتح القفل والباب وتناظر وجد اللي دخلت : اهخ ضي اهخ منك
تقدمت وحضنتها وبكت من جديد ما كأنها باكيه يومين متواصله
سكرت الباب وقفلته وخافت وجد اكثر من دموعها، شدت عليها أكثر و لو الود ودها كان أخذت كل أوجاعها وما تركت شي يوخزها
مسكت كفوفها وجلست معاها : عمليني تكفين لا تخوفيني عليك ضي تكلمي وش صاير ، أعرف إن سالفة عزاء فاطمة كذبة قولي لي الحقيقة
بكت ضي أكثر كانت منهارة أكثر وتعبانه نفسيتها صدمتها كانت كبيرة كبيرة لدرجة ما تقواها : أبوي ، أبوي عايش وجد عايششش
بهت وجه وجد وارتخت يدينها اللي كانت شاده فيها يدين ضي : بسم الله عليك حبيبتي كيف عايش مين مكذب عليك ؟
هزت راسها ضي وهي تستند عليها : بقول لك كل شي بس لا توقفين ضدي تكفين ما أقوى كافي اهلي ضدي ما يقوى قلبي على أكثر
وجد : محد ضدك لا أنا ولا اهلك محد يقدر يصد عنك بس قولي لي فهميني كل شي
ضي : من عرفت إن سراج يشبه اسمي وأنا كان قلبي ناغزني بس خايفة أدور ورى هالشي كنت احس إن فيه أكثر من إن اسمائنا متشابهه بس كنت انكر بداخلي وعشان كذا كنت دايم متضايقة وانتي تحسبينه من موضوع خالد
، وبعدين أمس وأنا راجعة من المول سمعت ماما تكلم جدتي عن سراج ووظيفتي ولازم ابعد عنه قبل اعرف كل شي و ..
سمعت الموقف كامل، بكت معاها  وجد من بُكاها وخوفها  من كبر خيبتها بأهلها من صدمتها
كانت كل ما تحاول تقوى وتصمد تلقى نفسها أضعف
كانت تشوف هذا الضعف وجد وهالشي يأذيها يحرقها أكثر
سكتت ضي وهي تمسح دموعها وتناظر وجد اللي كانت تمنع نفسها من الدموع
تبكي وكأن الوجع وجعها كأن الخيبة خيبتها
ابتسمت ضي وهي تحضنها، هي لولا وجود وجد بهاللحظة معاها وبقية لحظاتها وبكل أوقاتها
ما تدري كيف بتمرّ عليها الليالي
اتصل جوالها وناظرت الاسم وناظرت ضي : أكيد علمهم وأكيد قالوا مانبيها ومانعترف فيها وجد تكفين ما ابغى اسمع ما ابغى ارد
انقطع الاتصال وهي ما ردت وناظرتها وجد : ماقالك بيفهمونك ؟ بيستقبلونك ؟ اسمعيه اكيد ما خلاك تتأملين فيهم إلا لإنه متأكد منهم وعارفهم
ناظرت يرسل : ضي ردي بكلمك عن إخوانك
ناظرت وجد وهي تلف لها الجوال : ردي
ثواني ودق مرة ثانية وفتحته وهي تحط الجوال على إذنها : هلا سراج
سراج : كلمتهم عنك الظهر ، توني ارد لك خبر أعتذر نمت وراح الوقت
ضي تنهدت وهي تتمسك بيدين وجد : وش قالوا ؟
سراج : صعب الموضوع عليهم مثل ماكان صعب عليك اكيد ، صقر رافض يشوفك الحين مو متقبل الموضوع بس يحتاج وقت لا تشيلين هم
نزلت راسها وضاقت أكثر ، تخاف تلقى الصد منهم كلهم من أخوانها وأبوها وبعد معرفتها بوجودهم ما تشوفهم جنبها
شافها ساكته وناظر سلمان اللي جالس جنبه ويترقب ملامحه : وسلمان يبي يشوفك ويعرفك قبل توصلين لأبوك
شافها ماردت ويسمع بكاها : ضي إذا ماتبين الحين براحتك ، معاك كامل الوقت
سكتت شوي وردت : ماعندي مانع ، انا ابغى كل شي ينتهي بسرعة اليوم قبل بكرة كل الأوراق تنكشف
سحب منه الجوال سلمان، هو متوتر وخايف ومايعرف كيف يبدأ معاها ولا يدري ليش أخذ الجوال من بين يدينه : س .. سلام عليكم
استغربت من تغير الصوت عليها وردت : وعليكم السلام
سلمان : سلمان أنا ياضي
بكت وهي تناظر وجد وتتمسك فيها أكثر : هلا سلمان
تركت الجوال ومسكته وجد وهي تسمع : الو .. الو
أخذت الجوال وهي تبعد عن ضي وتهمس بعصبية : تكلمها فجأة ليش ؟ مو متقبله هي للان انتظر
سلمان : نعم ؟ وانتي مين ؟
وجد : اذا تبي تسولف معاها وتتعرف عليها كلمها شات اول ، ضي تعبانه ما تتحمل لا تجونها بأثقالكم وفجأة !
قفلت منه وناظر للجوال ورفع حواجبه : وش تبي ذي الحين ليش معصبة !
سحب منه الجوال سراج : غبي أنت ؟ ليش تكلمها فجأة ؟
سلمان تنهد وهو يناظر فيه : ما أعرف ، والله ما أعرف يا سراج احس اني بحلم مو عارف كيف اتصرف وايش اسوي، متوتر ماعرف كيف اتكلم معاها وبأي صفة
سراج ابتسم وهو يربت على كتفه : بصفة أخوها ، ادري صعب والله والتقبل والتعايش أصعب بس على هونك لا تركض لها وهع الوقت كل شي بيدخل مساره !
لف بنظره لصقر اللي كان منسدح على الكنب ومغطي عيونه بشماغه وواضح مو نايم
هو مو مثل سلمان يحاول التعايش يكره اختلاف الاحوال وصعب يتعايش مع التغيرات المفاجئة ! يكره بشدّة وصعب يتقبل وهذا اللي خلاه يرفض يكلمها او يشوفها او حتى يستوعب وجودها وإنها من لحمه ودمه
'
قفلت المكالمة وهي معصبة
هي مو معصبة لإنه كلمها ، غضبها الأكبر كان على نفسها لإنها طول الشهرين اللي مضت ما لاحظت ضي ومافهمتها ما كانت مشكلتها مع خالد كانت مشكلتها مع سراج وتصادفها ومن شكوكها اللي كانت تراودها كانت تتضايق كثير وتسرح كثير ووجد مافهمت كل هذا
هي الأقرب وكانت الوحيدة اللي ممكن تصارحها بشكوكها ليش ما سألتها ما حاولت تفهمها !
ناظرت ضي اللي سرحانه وتناظر الأرض
ورفعت راسها بعد ما طق الباب : صاحيه يا ضي ؟
كان صوت خالها
ناظرت وجد وتنهدت وهي توقف عند الباب : جايه
ناظرت شكلها بالمراية كان شاحب ومُحمرّه عيونها وواضح توها باكيه
عدلت شعرها وتنهدت بخوف هي مو مستعده تقابله بعد صدمتها فيه وتغير نظرتها له
ناضرت وجد جالسة : بروح له وبجيك
طلعت من الغرفة وشافته جالس بالصالة وجالسة عنده سماح
تقدمت وجلست معاهم : هلا خالو شبغيت
ناظر سماح اللي كانت تناظر بغضب وفهمت انه يبي يجلسون لحالهم
وقفت بتفهم ودخلت غرفتها وهي عارفه إن أخوها بيتفاهم مع ضي وتعرف مكانتهم عند بعضهم هي بنته وهو أبوها ماتشوفهم بنظره ثانيه وماعمرها سمحت هالمكانة تتغير
وقف أبو عادل وهو يجلس جنبها ومسك يدها : عتبي عليك كبير يا ضي، كبير والله
سكتت ضي وهي تبلع ريقها وناظرها وهو يشوف التعب بعيونها يشوفها ضايعه وشارده وترجف يدينها ومستغرب ! هي بعادتها ما تمر لحظاتها الحزينه وماتضعف إلا بحضنه ومعاه حتى لو ما كان عارف وش أسبابها كان يعطيها مساحتها ويسندها
هالمرة هي هربت منه حتى هو ! حطت بينه وبينها مسافة توضح له حتى وإن كابرت عن توضيحها
تنهد هو ما يعرف الحين يعاتبها ويعاقبها على خطئها ولا يسألها عن أسبابها ولا يلمها لإنه يشوف التعب بعيونها : مزعلك أنا يا بنتي ؟ ليش تهربين مني ؟
هزت راسها بالرفض : طيب ليش ؟ ماجيتيني وعلمتيني انتي سافرتي برا المدينة بدون ما تعطيني خبر حتى مو تستأذنين
كذا تسوين لإن معطيك حريتك ؟ تكسريني ؟
ناظرته وسكتت وكمل : أبوي زعلان ومعصب ماهو راضي يلومني يقول لو ماعطيتها الجرأة ماسافرت بدون ماتقول ماغابت كل هالوقت وتجينا بكل برود بدون ماتعتذر ولا مبرر مقنع ! يرضيك ؟ ينقال كلام بظهري لإني وثقت فيك
تنهدت ضي وهي تسحب يدينها الراجفه من كفوفه :
مو مقنع بنظركم لإن وفاتها ما تأثر فيهم وماتعنيكم بس أنا تعني لي ، بعدين انا ما اغلطت رحت بيتها عزيتها وجيت اللي يبي يقتنع يقتنع واللي ما يبي براحته أنا ما عندي طاقة الان اجادلكم انا للآن تحت تأثير صدمتي
هز راسه : عطيني مفتاح سيارتك
ناظرته بصدمه وهمست : خالو ! من متى تعاقبني ؟
وقف وهز راسمه : ما عليه هالمرة غلطتك كبيرة ، عطيني
أشرت على الطاولة اللي بنص الصالة : شوفه هنا
مسح على راسها : بكرة ملكتك ، اذا بتأجلين الحفل براحتك بس خالد بيملك عليك بكرة
توسعت عيونها هي نست خالد ونست تخطيطها ونست كل شي وماجاء ببالها إن بكرة اليوم الموعود إلا بعد كلام خالها هزت راسها : مابغى شي يصير بكرة ! مو شايف حالتي خالو ؟ ملكتي تتسوى بيوم كذا ؟
مارد وهو يطلع من الشقة
مسحت وجهها تعب وهي تقوم من مكانها وتدخل غرفتها
وتشوف وجد وأمها جالسين ويتكلمون
سماح كانت شاكة بمصداقية ضي ماقدرت تقتنع إن كل هذا بسبب وفاة صديقتها
لكن وجد ما عطتها ثغرة وماقدرت تسرق منها الكلام
ناظرت ضي اللي دخلت باست راسها وضي ما ناظرت فيها وطلعت من الغرفة
جلست ضي : مو مصدقة صح ؟
وجد : قلب الأم ، شاكة بس حاولت اقنعها
ضي : بكرة ملكتي وأنا تو استوعب واتذكر ، وش اسوي ؟
وجد : ما تبينه للآن ؟
ضس هزت راسها : لا ، ضااايعه وجد تكفين مضغوطه من كل شي ، أبوي وأخواني اللي طلعوا بحياتي والزفت هذا وناشب من الظهر يدق ولو الغيت شي الحين بيفجرون فيني
وجد : أجليها الحين كلمي خالد هو بيفهمك ، واذا مر وقت قولي ما ابي وخلاص بس لا تضغطين نفسك الحين أكثر
هزت راسها وهي تمسك جوالها وتتصل فيه، لأول مرة من خطبتهم هي تبدا بالوصل
فز من شاف اسمها على شاشة جواله وطلع من المجلس ورد : اخيرًا ضي ، اخيرًا رديتي .. وينك فيه ؟

نور وجهك يقلب الظلمات ضيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن