دخلت سماح على غرفتها : سويت غداء تعالي كولي
عقدت حواجبها وهي تشوف شنطة ضي على السرير وفيها ملابس
وطلعت ضي من دورة المياة وناظرت لأمها : ايش قلتي ما سمعتك ؟
سماح :وش هالشنطة ؟
ضي : مسافرة
سماح رفعت حواجبها : بالله !
هزت راسها بإيه وهي تشيل الأغراض اللي بيدها بالشنطة
سماح ناظرت للغرفة: بس كأنك مهاجرة يا حبيبتي
ضي جلست على السرير بعد ما سكرت شنطتها : مو مهاجره بس رايحه استقر بالدمام
سماح : تستقرين ؟
هزت راسها بإيه
سماح : وما فكرتي تستأذنيني ؟
ضي : لا لإنه ما بروح لشخص غريب
سماح : بنرجع نتكلم عشرين مرة ضي ؟ أمك أنا ولو أغلطت بحقك ماهو بكيفك تقللين من إحترامي ومكانتي تسمعيني ؟
ضي : لو بسافر مكان ثاني كلمتك بس أنا رايحة لأهلي ما فهمت ليش اقول لك ؟ كنت بعلمكم قبل امشي اساسًا
سماح : إلى متى ؟
ضي : بستقر اقولك ، يعني بجي هنا بين فترة وفترة
سماح : إلى متى هذا الأسلوب ؟
ضي لفت عليها ورفعت أكتافها : ماعندي اسلوب ثاني ، أنا خبزة يدك كذا عجنتيني وكذا بتشوفيني
سماح : بتروحين يعني ؟ بتتركين أمك اللي عايشه معاها طول عمرك عشان تعيشين مع أبوك اللي ما شالك بيده مرة وحدة ؟
سكتت ضي ما ردّت عليها تمنع النظر لأمها عشان ما تضعف
لإن سلاحها الوحيد عشان تثبت قوّتها هو الغضب ! لو بكت أو حنّت حتى .. بتتلاشى قوتها
طلعت من الغرفة وهي تسحب شناطها وتتركها على باب الشقة وناظرت لأمها ثواني : باكل معاكم وامشي ، انزلي معاي يالله
سماح ناظرتها بتفكير : مو قدها تراك
عقدت حواجبها ضي : وش قصدك ؟
سماح هزت راسها وهي تنزل معاها : أنتي تعرفين وش أقصد ، بس ماراح اتكلم معاه بس أقولك مو قدها
سكتت ضي وهي تتصدد عنها وجلست على السفرة اللي مجتمعين عليها كلّهم
وابتسم أبو محمد : عليّ بالحرام إن ما زانت هالسفرة إلا برجعتك، أرحبي يا ضي قلبي
سماح : ماهي رجعه يا أبوي هذي وداعيّه
ناظروا ضي كلهم بإستغراب
وناظره للشوكه اللي بيدها وتنهدت : أنا راجعه للدمام ، بس بستقر هناك
سكت فهد يناظر صحنه بتفكير
أبو عادل : لا عاد !
ناظرته ضي لثواني وصدت عنه
أبو عادل : وأخر من يعرف أنا ؟
سماح : ما عرفت إلا الحين دخلت عليها الغرفة تسكر شناطها
أبو عادل : ماهو بدري ؟
ضي هزت راسها بـ لا : ما بهاجر ترى ، بعيش هناك وبزوركم
أبو عادل : زعلانة أدري بس ما تتركين يدينا أنتي ! ما تتخلين عن أهلك !
تنهدت ضي وهي تتحاشى النظر عنه لإنه يعرف كيف يلمس نقاط ضعفها
أبو عادل وقف : الحمد لله ، لا خلصتي يا ضي تعالي لي بالمجلس بكلمك
سكتت ماردّت وهي تناظر بصحنها تحت صمت الكل
دخلت المجلس وهي تشوفه جالس ينتظرها ، توترت وهي تستذكر علاقتهم كيف كانت والآن كيف صارت
أبو عادل : اجلسي
جلست وناظرها تصدد بعيونها : قالت لي سماح إنك تعرفين كل شي
هزت راسها بإيه
أبو عادل : والنتيجة تسكنين معاهم ؟
ناظرته ثواني : اهلي !
غمض عيونه يتصبّر : حنا حنا اهلك ، وبعدين أنا ما قلت لك اقطعيها معاهم أدري إنك ما تسوينها لو أربط يدينك
ضي : يعني ؟
أبو عادل : خايف عليك أنا افهميني ، روحي لهم وزوريهم بس لا تدخلين بينهم وتسكنين ببيته
ضي : ما ينخاف علي مو دايم تقول لي ؟ بعدين مين وايش ممكن يسوي لي وعشان أيش ؟
أبو عادل : أمك ما ضرتهم وضروها وقلبوا حياتها ماهو لازم تسوين شي عشان يضرونك
ضي هزت رأسها : هي سكتت بس أنا ما اسكت ، بعدين مين كان مع ام صقر ؟
أبو عادل : ليش تسألين ؟
ضي : قالت لي ماما إنه كان فيه شخص يثق فيه أبوي وعشان كذا صدق بأمي لما تكلمت ! مين كان ؟
أبو عادل : ما قالت لي عنه ، بس ياضي
وقفت ووقف معاها وناظرته : لا تخاف علي من شي أنا ينخاف مني، ولو إنكم كسرتوا ظهري وعورتوني واحنا ماحنا مثل قبل بس تراكم أولى من كل شي بهالدنيا
سكت يانظرها وهزت راسها : ماني تاركتكم وما ابدي عليكم أحد ، بس لا تمنعني من شي
عقد حواجبه وهمس : ناويه على وش ؟
ضي رفعت كتوفها : أتعرف على أبوي
هز رأسه بأسى لإنها ما رضت تعترف بشي وتوضح نيتها ولو إنها واضح لكل من يعرفها
تقدمت حضنته وارتخى حجاجه من اقترابها له بعد مدة طويلة من الصدود والزّعل
لمعت عيونها وابتسمت : للحين بنت محمد أنا
ابتسم وهو يشد بحضنه عليها : استودعتك الله يا بنتي
ناظرته وهي تبعد عن حضنه : بودعهم وامشي
ناظر للساعة اللي تشير لـ ٢ الظهر : بهالوقت حر يا ماما عليك
هزت رأسها : أخواني ماهم بالرياض بروح لحالي ما ودي امسك خط بالليل عشان اوصل هناك بدري
أبو عادل : وسراج ؟
تنهدت وهي تتذكر ليلة أمس : ما أعرف عنه بس ما يحتاج اقدر اروح لحالي
هز راسه : ماودك اروح معاك أنا
ناظرته لثواني وهزت رأسها بـ لا
طلعت المجلس ودخلت داخل البيت تناظرهم جالسين بالصالة يشربون شاهي
أم محمد : رايحه ؟
جلست وهزت راسها بـ إيه : بمشي بعد شوي جدة
رفعت عصاها تأشر على سماح : وتتركين أمك تبكي هنا عشان أبوك اللي ماعرفتيه إلا أمس !
ناظرتها ضي : جدة !
هزت رأسها أم محمد : وأنا الصادقة، منتي كفو
ضي : لا تحاسبوني على أغلاطكم إذا أنا ماعرفته إلا أمس فـ هو بسببكم ، وإذا أنا رايحة أسكن معاه بعد هالسنين عشان أتعرف عليه وأتقرب له وأعوض السنين اللي ماعشتها معاه
تنهدت وهي تشوفهم ساكتين ما يردّون
وناظرت لرؤى اللي دخلت وبيدها جوالها : جبت جوالك
ابتسمت ضي وهي تاخذها بحضنها : ومين قالك جيبيه
رؤى مدته لها : ابي بيب بيب
سحبت من يدها الجوال وضحكت : مافييييه بيب بيب
ناظرتها رؤى وهي تعقد حواجبها : ابي ابي
هزت رأسها ضي : تدرين بروح أنا
سكتت تناظرها
ضي ضمتها : اوف بتوحشيني يا نونو
سكتت رؤى وهي منسدحه على صدرها تحت انظار سارة اللي حاطه يدها على بطنها وتسمع لحوارهم بالتهامس عن سفرة ضي
وضي مندمجه مع رؤى ومو معطيتهم بال
ناظرت الساعة ٣ العصر وتأففت ناظرت لرؤى : عاجبك يا نونو يعني أخرتيني!
وقفت وناظرت لسماح اللي ساكته تناظرها وتنهدت ضي : ماما ؟
صدت عنها سماح وناظرت لفهد اللي جالس بجانب أحمد يسولف : فهد اذا ما عليك أمر تحط شناطي بسيارتي
هز راسه وهو يوقف وياخذ المفتاح من يدها بدون ما يناظرها
باست خد رؤى وتقدمت لجدتها وجدتها وهي تودعهم ورجعت تناظر أمها : وشو يعني ما بتودعيني ؟
ماشافتها ترد عليها وهزت رأسها وتنهدت وهي تطلع من الصالة وتلبس جزماتها ناظرت للبيت ولجهة الصالة على امل تطلع أمها وانتظرتها وابتسمت من شافتها تطل براسها : تعالي
مشت لها سماح : ماني راضيه
ضي عقدت حواجبها : محد راضي على اللي قاعد يصير الحين لا انا ولا انتي ولا احد
سماح : قلت لك مو قدها
هزت راسها ضي : علميني مين كان معاها ؟
سماح : وتقولين رايحة اعيش مع ابوي بس ، نيتك غير ادري
ضي : ماما علميني !
سماح : الله يستر عليه ماني فاتحه بيبان متقفله من ٢٥ سنة
ضي تأففت وهي تحضن سماح وبكت سماح من خوفها على ضي وخوف بعدها عنها : لا تروحين ماما اقعدي عندي
ضي تنهدت وابعدت عنها وباست راسها : بروح لا تخافين علي ما ينخاف علي أنا
سماح : استودعتك الله
هزت راسها ضي وهي تلوح بكفها وابتسمت لرؤى اللي جتها : بروح معاك
انحنت لها وباستها : بس انا بروح بعيد مرة مو عند ماما
رؤى : بعيد
هزت رأسها ضي ووقفت وهي ترفع طرحتها لراسها وطلعت من البيت على دخلت فهد يمد لها المفتاح : بحفظ الرحمن ضي
ابتسمت له وهي تاخذ المفتاح : ثانكيو
ركبت سيارتها وشغلتها وفتحت جوالها تشوف الواتس رسايل من وجد : مري بيتي قبل تمشين
ماردت وهي تدخل محادثة سراج وتشوفه متصل الآن وتوترت وطلعت بسرعة وهي تقفل جوالها وتمشي
'
نزل جواله سراج على طلعت سلطان من المطبخ وبيده صينية فيها شاهي
جلس وصب الكاسه ومدها لسراج : اقولك
رفع راسه سراج يسمعه : أمس مريت بيت أماني بالصدفة يعني على طريقي
هز راسه سراج وابتسم بخفوت لإنه متأكد إنها ماكنت صدفه
سلطان : وشفت ضي طالعه من بيتها
سراج : وش هالصدف يعرفون بعض يعني ؟ امس شفتها ضي واضح كانت معزومه عندها
سلطان : بس أماني ما كانت بالبيت عرفت واستغربت يعني انها تعرف ضي بس ماتعرف انها بنت عمي
سراج : وأماني هذي ما عندها خوات ؟ يمكن ضي تعرفهم ماهو شرط تعرف أماني
سلطان : إلا إختها وجد
سراج هز راسه : ايه وصلت خير هذي صديقتها
سلطان هز راسه : لو الوقت بدري كان خليتها تتوسط لي
سراج : بدري للحين ، كلمها وضي ماتقصر
سلطان تذكر حديثهم صباح اليوم وسكت ثواني : لا ، أماني تبي تشوف حياتها بعدي
سراج : يعني شلون ؟
سلطان : ماتبي نصيبها يوقف تبي طلاقنا يتم
سراج رفع حواجبه باستغراب وسكت يشرب كاسته
ناظر للساعة تشير للـ ٤ العصر وتنهد لإنه متأكد إنه بطريقها الآن
وقف : مشينا
سلطان : على وين ؟
سراج : ديرتنا !
تأفف سلطان : مالي خلق لهم والله
سراج : لبيت جدي الخميس اليوم ، ودوامك ساحب عليه والله جدي يكسر راسك
سلطان : وأبوي يفكني من شره وأذاه إذا صرت ببيت جدي ؟ سم وين ماكنا
سراج : ماني مخليك هنا لحالك قوم معي
سلطان سكت يناظره
سراج : اترجاك يعني ؟
ضحك سلطان : يالله
سراج : يالله جهز شنطتك ولا تترك شي وراك بنظف المطبخ ونمشي
'
دخلت الدمام وهي تناظر شوارعها ودخلت للحارة اللي فيها بيت سعد الجـامح
توقفت وهي تدري إنها لو راحت بيت أبوها ماراح تلاقي فيه أحد
لإنه الخميس والكل بيكون ببيته
نزلت من السيارة وقفلتها ورفعت راسها على نزول سامي ومعاه لمياء من السيارة : ضي !
ابتسمت وهي تتقدم تسلم على لمياء
سامي : شلونك ضي
ضي : بخير الحمدلله شلونك أنت ؟
سامي : بخير ، ماتوقعنا نشوفك هنا
ضي ابتسمت وناظرت للبيت : ليش ؟ ماني منكم
سامي : لا والله بس يعني
وسكت بورطه
وضحكت ضي : فاهمتك ، كويس وصلتوا معاي كنت شايله هم ادخل لحالي
مسكتها لمياء وابتسمت : يالله يا حلوه ندخل سوا
طلع مفتاحه سامي وهو يدخل قبلهم ودخلوا وراه
ناظرت للحوش الكبير والحديقة اللي فيها وفاضيه وهاديه مافيها أحد
دخلت وراهم بالصالة وهي تشوف الكل مجتمع فيها وتوترت لإنها ما إعتادت للحين عليهم
ابتسم أبو فهّاد : يالله حي حفيدتنا الغالية
رفعت راسها أم صقر تناظرها بإستغراب من تواجدها المفاجئ والتفتت لماجد اللي فزّ من مكانه يمشي لها : ميّة هلا ببنتي ، هلا حبيبتي ضي يا هلا أي والله تو مانور البيت
ناظرته بتردّد
وهي تحمل بصدرها آلاف المشاهر المتزاحمة واللي ما تشبه بعضها ، شخص غريب أمامها لكنها تكوّنت منه ، تشوف بعيونه الحنيّة والمحبة واللّهفه لها، بس أيضًا تشوف القساوة والبغض والجفوه
ودها تعرفه عن قرب وتعيش معاه عشان تعرفه ، هي تحس بالبرد الصاقع من تتذكر إنه عايش وما تعرفه ، وتحترق من تطري أفعاله لأمها وتحترق بصمت مالها صوت
ناظرت للصالة وهي يُخيّل لها جلستهم هنا وقت تبلوّا عليها وصدقوا فيها كل شي ، أذاها لإخوانها والكلام اللي يطلع عنها لين صار علن وكبر حتى وصل لقذف وظلم
اكيد لسنين طويلة بهالمجلس تكلموا عنها بالسوء ، ومحد ردّ يردعهم
تنهدت وهي تناظر ابوها اللي مد كفوفه لها يبي يحضنها، وابتسمت مجاملة تحت أنظارهم ما قدرت تردّه رغم كل شي
وحضنته
سلّمت وجلست جنب لمياء وروان وكانت ساكتة وتراقبهم
وتشوف التباعد بين أبوها وعمانها محد جالس بجانب الأخر ولا يكلمه
محد مندمج ويسولف ويرتفع صوته بالمجلس إلا الأحفاد
ناظرت لجدها اللي كان بين كل لحظه ولحظه يحاول يسولف ويخرج حديث يشوف عياله يتشاركون فيه
لكن لا جدوى محد يطلّ بعين الثاني حتى
كبير بالسنّ ملاه الشيب والتجاعيد ويمشي على عصاته وبالكاد يسمع ويرى ، بس ما منعه قلّة حيلة جسده إنه يركض خلفهم ويجمعهم عنده ينتظر ليلة من الليالي قبل موته تجمعهم مودّه ومحبّه ورحمة لبعضهم
التفتت على سؤال أم صقر اللي ماهي بعيدة عنّها : متى راجعة لأهلك
ضحكت ضي وتكت بأريحيّه : أنتم اهلي !
رفعت حاجبها أم صقر : ايه بس اقصد الرياض
ضي : ازعجتك جيتي شكلها ؟
التفتت أم صقر لماجد اللي يناظرهم وهزت راسها : لا اكيد حياك انتي بنتنا
هزت راسها وصدّت عنها تسمع لسوالف لمياء وروان
'
يناظر سلطان الطريق المظلم ويهوجس من ساعات طويلة
للآن ورغم مرّت ساعات طويلة يتذكر إتصالها
كانت تطلبه يستعجل بالطلاق عشان نصيبها ما يوقف
تكى براسه على المرتبة وهو يناظر لسراج الهادي ويناظر الطريق وسرحان مثله !
نزل راسه وضحك بسخرية ورجع يناظر طريقهم المظلم
كانوا يسافرون
سوا مرات كثيرة بين أراضي نجد والشرقية لأشغالهم وحتى سفرات السياحة، وكانت صاخبة ومزعجة مستحيل يحلّ عليهم الهدوء هذا بسوالف وضحك وهوشات ونزاعات واصوات الاغاني وممتعة سفرتهم وين ما كانت وجهتها
أمّا الآن ؟
يحلّ عليهم الصمت وما يسمعون سوى هاجسهم
وغلبهم الهـوى ، اللي يا ما كان مصدر للسخرية لهم
سـرق العمر من سلطان وهدّ حيله وأدمى في قلبه
ناظره سراج يضحك : وش يضحك ؟
سلطان : حالنا
سراج رجع يناظر الطريق ويشوف أنوار المدينة قدامه توضح : وش فينا ؟
سلطان : متهاوش مع ضي أنت ؟
سراج : لا ، وش بيننا عشان نتهاوش ؟
سلطان : مطولين اجل دامك أنت يا المهتوي للحين تنكر
صد عنه سراج : خل عنك الخرابيط مابيننا شي
سلطان : لو احلف ان الطريق كله تهوجس فيها
سكت سراج مارد عليه
سلطان : بالرياض هي ؟
هز راسه بـ لا : مشت قبلنا
ضحك سلطان : سفّرتك وراها وصامل تنكر مشاعرك !
سراج : سلطان اسكت لا احطك تحت الكفرة الحين
سلطان : ومعصب بعد ؟
سراج ناظر الساعة وتنهد لإنه امداها وصلت
وكانت فعلًا واصلة من نص ساعة
'
رفعت راسها من سمعت صوته يدخل ويسلّم بصوت عالي ينبه على جيته و وراه سلطان اللي سكت وما نطق بكلمة
ابتسم سراج من شاف امه توقف : اجلسي يا يمه انا اجيك واسلم عليك قاعدة
باس راسها وكفّها : ما قلت لي انك جاي !
هز راسه : ما ابيك تنتظريني
مسكت وهي تجلسه عندها : اجلس عندي يمه
ابتسم وهو يعدل بجلسته ويشوفها ماسكة كفّه وشادة عليه ورفع انظاره لضي اللي تناظرهم ومبتسمه
وصدت من ناظرها على طول وتنهد يناظر لأمه : صار شي يوم جت ضي ؟
عقدت حواجبها : لا وش بيصير يعني ؟
تنهد وهز راسه : اسأل بس
وقفت ضيَ وناظرت لسلمان : سلمان عادي تجي تساعدني بنزل شناطتي
أم صقر : السواق عند الباب ليه تقومينه ؟
ناظرتها ضي وصدت عنها ووقف سراج : ارتاح سلمان انا بنزل شنطتها على طريقي بنزل اغراضي
عدل جلسته سلمان وهو يناظر لضي
طلعت ضي وهي تشوفه يسبقها ووقف بالحوش ناظرها : ليه ما علمتيني ؟
ضي : علقنا ؟ مشيت بوضح النهار ووصلت بالسلامة هدّ
سراج : ما سويتي شي ليش ؟
ضي : كيف يعني ؟
سراج : أنتي جايه هنا بشرّ ادري واضح ، عشان كذا كنت ابيك تجين معي خفت تجين وتقلبين الدنيا عليهم
ضحكت : منجدك ؟
سراج : وش ناويه عليه ؟
ضي : ولا شي
سراج : بنت !
ضحكت وهي تمشي معاه لباب الشارع وبيدها مفتاح سيارتها تفتح قفلها : أنت ليش خايف ؟
سراج : ماني خايف منك خايف عليك ، من غيضك بدال ما تحرقينهم بتحرقين نفسك
ضي : أنت تعرف شي ؟
سراج : لا والله ما لي علم بشي ولكن أدري إنه مسّك ومس أمك سوء منهم
هزت راسها ضي وهي تشوفه ينزل شناطها : ماراح اقدر ارد لهم نفس السوء لإنهم اخذوا شي غالي ، بس بغثها
اصلًا وجودي معاها بنفس البيت بس بيحرقها
سراج : بتعلميني ؟
ضي هزت بـ لا : لو تكلمت بكيت
سراج : ولو بكيتي ؟
ضي : مو اطهر من البكى انا ؟
ابتسم سراج وسكر باب سيارتها وتكى على الشنطة : بس ما يمنع تبكين لا جت الحاجة
هزت راسها بـ لا : لو بكيت طفت نار جوفي من دموعي ، وأنا ابي احرق فيها كل من ضر أمي ولو بكلمة
سراج : وش بتسوين ؟
هزت أكتافها : ما امزح لو اقولك ودي احرق البيت فيهم ، ما اعرف وش بسوي انا ما افكر بالخطوة إلا لما امشيها بس ما راح ارجع لبيت أمي إلا وأنا شايفتها تهلّ دموعها من عظم خسايرها
سراج : السالفة قديمة ضي فكي نفسك من المشاكل
ضي : اعشق المشاكل انا ما تعرفني ! ما اقدر اشوف الظلم واسكت له
سكت وهو ياخذ الشناط ويدخل معاها
ناظرت الخادمتين اللي جو واخذوا شناطها وشناط سراج
ودخلت معاه للصالة
ابتسمت لأم سراج اللي جتها : يمه انتي واضح التعب بعيونك ، بغرف لك العشاء الحين ونامي ريحي
ابتسمت لها ضي وهي تشوفها تجلس جنبها : لا والله حمدلله اكلت قبل اجي لا تعبين نفسك ، شويه وطالعه أنا
هزت راسها ولفت لسراج : ودك بعشاء الحين ؟
هز راسه سراج : لا يا الغاليه اجلسي
'
طلعت مع لمياء وسراج لفوق
لمياء : ترى غرفتك جاهزه
ضي : غرفتي ؟
لمياء : ايه جدي علمني
ضي : وليش لي غرفة لحالي ؟
لمياء : كلنا لنا غرف لوحدنا بس من طفولتنا تعودنا ننام سوا لإنها يومين بالأسبوع اصلًا
هزت راسها ضي
لمياء : بس اكيد اكيد غرفتنا مفتوحة لك
ابتسمت ضي وهزت راسها : وين غرفتي اي وحدة ؟
اشرت على بابها لمياء ودخلت غرفتها
ناظرت لسراج الواقف يناظرهم : شفيك ؟
تنهد وهو يصد عنها ويدخل غرفته
دخلت غرفتها وهي تناظر إنشراحها وأثاثها الجديد وفيها كل شي كاملة كأنها غرفتها الأساسية
ناظرت لشناطها وفتحتها وأخذت بجامتها وانسدحت بتعب
وهي تفكّر
كان ودها تحرق فيهم وبالأخص أم صقر
غمضت عيونها بقوّة من غيضها
هي فعلًا ما تعرف وش خطوتها الجاية بس كل ما يمكن تسوبه بتسويه ، مرّ عليهم قرن عايشين بسلام
وبصدور تنام الليل
وبجيّتها ، ودها تسهّرهم من أوجاعهم
'
اختلت الصالة من الكل وراحوا ينامون
وبقى سلطان اللي كان ساكت ويفكر والتفت على صوت أبوه اللي مر الصالة وناظره : وش تسوي هنا انت
وقف سلطان بتوتر من شافه وهز راسه : سهيت الحين طالع انام
ناظره سعود وصد : طول عمرك فاغر ولا تدري وين الله حاطك
ناظره سلطان وتنهد ومشى للدرج
سعود: ايه فاغر فاغر ماعجبك كلامي ؟ عديم رجولة
سلطان : وش سويت يبه ؟
سعود : لإنك ما تسوي شي
سلطان : وش تبغاني اسوي مثلًا ؟
سعود : تصير رجّال مثل باقي الرجال
سلطان ضحك وناظره : ما تلقى بي عيب يبه بس ودك تهاجم وتستنقص
سعود : ترفع صوتك علي انت ؟ تراددني ؟
رفع عصاته يشهّرها بوجهه ومسكها سلطان وهو يناظر المكان اللي حولهم : أبوي ! في حياتي كلها ما راددتك ولا رفعت صوتي وحتى الضرب ما رديتك عنه
ناظره سعود بغضب مجهولة أسبابه
سلطان : بس شنبي خاط وجهي ورجال توقف له اقوام تقوم تضربني بوسط بيت جدي ؟ قدّرني قدّرني وقدر عمري !
سعود سحب العصا اللي كان مساك طرفها سلطان وضرب كتفه : شايلك من الذل ومكفلك وهذا جزاتي لك ؟ ياولد الـ*
غمض عيونه سلطان بقوّة يمنع غضبه : لا تذكر امي بالسوء
سعود : امك ؟ امك اللي هجت وتركتك عالّه على قلبي وحياتي ؟ ما تعرفها انت الا من الصور
صد سلطان يمسك كتفه اللي آلمه وناظر حولهم يتأكد محد شافهم : وش شايف مني أنت يوم تمد يدك ؟
سكت سعود وهو يتقدم له وهمس : تعدل يا سلطان تعدل ، خلك رجال
ناظره سلطان يمشي مع الدرج وتنهّد وهو يرجع يجلس بضيق
وهو كلامه عن امه اللي فعلًا ما يعرفها وما يذكر حياته معاها إلا لحظات كأنها وهم من صغر سنّه ، ما يدري كيف راحت وليش راحت ووينها الآن
وما يهمّه لإنه مضى حياته بدونها تحت " هي تخلّت عني "
كان يسمع هالكلام طول طفولته ومراهقته وحاول يوصل لها لكن ما قدر واستسلم
كان ينكر إنه بحاجه لها ولقربها ولوجودها بحياته وكل ما يحس إنه ضعف وحنّ يقسي نفسه هي اللي تركت وتخلّت وما سألت
ولكن ولو طال النكران
مرد الإنسان يضعف ويحن ويفضح الستار
هو بحاجة لها لإنه ما يعرف معنى الحنان ، ما تربى عليها وما يعرف لها درب ، يشوف أم سراج كيف طاغيه بدلال عيالها ويشوف زوجة أبوه على عيالها بس ما تقاسمه الحنيّه اللي قسمتها على عيالها ! تبخل عليه وإن ما كانت تأذيّه
هو الآن عايش في مجـاعة
مجـاعة عطف وحنان وحبّ ودفئ ومودّة واطمئنان
يتشوّق لهالمشاعر ومتعطش لها لكن يأبى يلاقيها ببيته
بيته اللي قضى نصف عمره هارب منّه بلا ملجأ
ولذلك كان دايم يحس نفسه ناقص
وعشطان لو لقى أنهار من هالمشاعر
ما ترويه لإنها ماهي منهم
'
نزلت ضي من على الدرج بعد ما شافت سعود يدخل
غرفته وكانت شاهده على الموقف كامل
واقفه على أخر درجة تناظر سلطان اللي جالس ونزل راسه وماسك بيدينه وما يتحرّك
مشت له وهي تعدل طرحتها : سلطان
رفع راسه وناظرها وتنحنح : هلا سمي
ابتسمت : عسى ماشر تعبان ؟
هز راسه بـ لا : مصدّع من الطريق
سكتت تناظره : نازله اسوي لي شاهي تبي اسوي لك معاي؟
ناظرها وابتسم : اذا ما عليك تعب
ضي : تحب اكثر سكر ؟
هز راسه بـ لا وارتخى على الكنب بتعب يقاوم أنهياره وأفكاره
دخلت المطبخ وغلت المويا وجلست تفكّر باللي شافته
ومصدومة
هي تعرف إن عمّها سعود سيئة أطباعه من كلام أخوانها وسراج عنه وكانت ملامحه ما تنكر
بس ما توقعت إنها توصل للي شافته
سلطان من شافه تبدّلت ملامحه لخوف وضيق ، تشوف القسوة والغضب اللّا مبرر والشتيمه اللي القاها لأمه بدون سبب
وفهمت إن هالعايله متفكّكه مهما بدا مظهرها من الخارج مقربين لبعضهم
أخذت كوبها مع كوبه ومدته له وناظرها ياخذه : شكرًا ، اجلسي ضي اذا مافيه مانع بكلمك
عقدت حواجبها وجلست : عن ايش نتكلم ؟
تنهّد وهو متردد يصارحها ولكن كان محتاج أحد ينقذه : تعرفين وحدة اسمها أماني ؟
عقدت حواجبها : أماني ؟
هزّ راسه : أماني فيصل
ضي : تعرفها ؟
سلطان : بسألك عن شخص ما أعرفه يعني ؟
ضحكت : ايه اعرفها أخت صديقتي
سلطان : متزوجة ؟
هزت راسها بـ لا : بس من وين تعرفها أنت ؟
سلطان بلل شفايفه وناظرها : سمعت عنها
ضي : بس وش عرفك اني اعرفها ؟
سلطان مسح وجهه من حسّ إنه بيفتح باب كبير على نفسه وعليها : خلاص انسي
وقف بيطلع وبيده كوبه
ونادته : سلطان !
التفت لها ينتظرها
ضي تنهدت : ما نعرف بعضنا وما بيننا موقف واحد حتّى بس لو محتاج مساعدة بهالموضوع اللي اجهله .. بتلقاني تذكّر وبتفهمك
ناظرها ورجع يجلس وابتسمت تعدل جلستها : ودك بأماني ؟ من وين عرفتها أنت ؟
سلطان هزّ راسه : زوجتي
ضحكت ضي : اجل اكيد مضيع ، اماني مو متزوجة
سلطان : اختها وجد
عقدت حواجبها : صح ، بس كيف ؟ أنا متأكدة ماهي متزوجة
سلطان : بالسر
ضي رفعت حواجبها : بالسر ؟ ليش ؟
سلطان تنهّد : ما علينا من هذا كله ، سدت الباب بوجهي
سكتت تناظره
سلطان : ما اعيش بدونها أنا قسم بالله ، تبي الطلاق وماهي معطيتني فرصة
ضي : متى متزوجين ؟
سلطان : من خمس سنين
ضي : وي !
سلطان : إذا ما ودك تتدخلين يحق لك، بس اني ضايع مالي مرسى غيرها وما ابيها تنفلت من يدي ، قاعده تصرّ علي تبي تشوف نصيبها !
ضي تنهدت تفكّر بصدمة وش جمعهم سوا وليش بالسر ومحد يعرف عنهم ويتم طلاقهم بسكات مثل ما انعقد
رفعت راسها له : والله ما ادري وش اقول لك سلطان بس الموضوع صدمني !
سلطان سكت يناظرها ورجع يناظر كوبه
ضي وقفت تترك كوبها الفارغ : ما ادري كيف بتدخل وانا ما عندي علم بزواجها اصلًا بس بفكّر
سلطان : اذا تسبب مشاكل مالها لزوم
ضي هزت راسها : بنتكلم ان شاء الله ، تصبح على خير
هز راسه ومشى وراها طالعين لغرفهم
'
دخلت أماني للغرفة تناظر لوجد وجلست على سريرها : كانت غايتي الوحيدة أنتي
عدلت جلستها وجد تناظرها
أماني : انفصلت من وظيفتي ، كنت اكذب عليك لما اقولك عمي يحول لنا مصروف ما كان يحول وحتى راتب أبوي الله يرحمه كان ياخذ نصه بحجّة انه يجمعه لنا ويصرف منه علينا
عقدت حواجبها وجد تناظرها
أماني : ما كان بيدي شهادة اتوظف فيها وظيفة كويسة ، سلطان كنت أعرفه بذيك الفترة من وقت طويل من العمل
وجد : كيف تطورت العلاقة لزواج فجأة وماهو بالعلن ؟
أماني تنهّدت : ما كانت علاقة وجد بس كان يبيني بالحلال وعلى طول كلمني وكان يدري عن وضعي
وجد : وش يمنع لو اخذك بالعلن ؟
أماني : ما ابي اتركك أنا صغيرة كنتي مالك أحد وهو ما يبي يعلن كانت فرصة
وجد : و خمس سنين ! عمر هذي ما تستاهلين تعيشين بعلاقة ميّته كذا
أماني : كنت أحبه
وجد : تحبينه ؟
أماني : عشت معاه شي كنت فاقدته من عمر صغير وتعلّقت فيه ما قدرت اتركه ، تغير هو وقسى وجفى وبعد عني بس بقيت اركض وراه كنت خايفه يروح
وجد : تركضين وراه !
أماني : عشت مشاعر كثيرة وجد لحالي محد كان واقف معي يفهّمني وحيدة أنا كنت خايفة اقولك وتوقفين ضدي
وجد : والحين وينه الكلب ذا ؟
أماني نزلت راسها تمسكه بتعب : بنتطلق بس رافض
وجد : وليش ؟
أماني : يحبني ويبيني
وجد رفعت حاجبها : وهالسنين كان صاد يوم طلبتي الطلاق صحى ؟ يعقب والله يطلّق
أماني : كلمته أمس الصباح قلت جاني النصيب لا توقف بنصيبي وطلق
وجد : نصيب وش بعد ؟
أماني : ماجاء أحد بس ابغاه يقطع الأمل
وجد سكتت تناظرها تقاوم دموعها وتصدد وبالقوّة تطلع منها الكلمة
تنهدت وهي تقوم من سريرها وتحضنها : اقسم بالله انك غبية يا أماني غبية
بكت أماني بضعف أحرقهّا وارتخت بحضن وجد ، كانت تنتظر هالحضن من وقت طويل لأنها صامدة
واقفة رغم إرتعاش أقدامها ما لقت من تستند عليه وترتخي
واول ما لقت طاح قناعها وبكّت بكل ما فيها
ابعدت عنها وجد وهمست وهي تمسح دموعها : وش يبكيك ؟
أماني : أحبّه
وجد عقدت حواجبها : اللي سبب لك كل هالتعب ما يحبك ، واللي ما يحبك لا تحبينه
أماني : والله ما يردّني عنه إلا عزت نفسي ، كل ما اتذكر إنه صاد عني لسنوات وأنا اصرّ عليه استحقر نفسي ، عطيته كل مشاعري اللي مفروض اعطيها لنفسي وعيّشت نفسي بشحّ
وجد : بحريقه هو ومشاعره وحبه ، قسم بالله لو اشوفك متراجعه عن الطلاق ادفنك حيّه
ناظرتها أماني : مين الأخت الكبيرة ؟
وجد : هلى هالتصرفات يبدوا انه أنا
ضحكت أماني وهي تمسح دموعها وتتنهّد
وجد : أنا أحبك وادلعك واصحيك بباقة ورد وأنومك على أغاني واتغزل فيك كل نص ساعة ، مانتي محتاجة هالمشاعر من أحد
ضحكت أماني وتنهّدت : ليت الأمر بهالبساطة يا جوجو ، هو ما عطاني هذا كله بس قلبي إختاره
وجد هزت راسها : اختاره لإن مافيه غيره وقلبك متعطّش ، بكرة تنسينه وتلتفين للحياة وتدركين إنها اجمل واحلى بدون هالمشاعر
لفت جوالها اللي يتصل وعقدت حواجبها : ضي داقه على هالصبح
وقفت وهي تردّ وطلعت من الغرفة : سافهتني من امس يا تبن
ضي فتحت الشباك اللي يطلّ على حديقة البيت وتناظر للجو وعقدت حجاجها من الشمس : خليك من هذا ، بكلمك بموضوع
وجد : ايش وش فيك ؟
ضي : يوم تتهاوشين مع أماني كانت مخبيه عنك موضوع وكشفتيه صح ؟
وجد تنهدت وسكتت
ضي : ما اقصد اتدخل بينكم بس بقولك عن شي عشان كذا اسأل
جد : إيه صح عليك
ضي : زواجها
جد سكتت ثواني وناظرت لباب غرفتها ورجعت للجوال : وش عرفك ؟
ضي : لإن زوجها المصون ولد عمي
وجد ضحكت من صدمتها وجلست على الكنب : تمزحين !
ضي : قسم بالله ، انا مصدومة زيك
وجد : كيف عرفتي
تنهدت ضي : ما ادري كيف عرف اني أعرفها بس قال لي إنها تبغى الطلاق وهو ما يبي وما يقدر يعيش بدونها ولو اقدر اكلمها
وجد : امبيه ! ذاك الزفت ولد عمك ؟
ضي : زفت ليش ؟
وجد : ماخذها بالسر خمس سنين سبب كافي ، بعدين ابن كلب لعب بنفسيتها مريض
ضي : هاو ! والله حبيّب واضح
وجد : زين بس يطلق ، قسم بالله لو ما طلق ولا حاول يقنعها انا اجي للدمام بنفسي اكسر راسه
ضحكت ضي وتنهدت : ما ادري وجد بس مرة كسر خاطري وحيد ماله أحد
وجد : بحريقه
ضي : مافيه أمل ؟
وجد هزت راسها بـ لا : اللي يبكي أماني ما يلقاها ، قولي وجد تقول لك كذا
ضي : جوجو ! زوجها ترى يمكن تتصلح علاقتهم
وجد : ضي حياتي أنتي لا تخلينا نتهاوش لا تدافعين عنه قدامي ، اللي ياخذ زوجه بالسر سنين ما يستاهل يتعاشر
ضي تنهدت : اللي تشوفينه بس قلت أكلمك لإن انصدمت ماقدرت اسكت
وجد : بالله لا تتكلمين مع أماني ، تعبانه بدون
ضي : يالله باي
قفلت وتركت جوالها وعدّلت شعرها ولبست عبايتها نازله
دخلت للصالة وما شافه فيها إلا عمها فهّاد وابوها وجدها
ناظرها ماجد وابتسم : هلا يمّه تعالي
ناظرته لثواني وتقدمت وجلست بجانبه وأخذها تحت كتفه : أخبارك حبيبتي نمتي زين ؟
هزت راسها : ايه نمت حمدلله
ماجد : مطوّله هنا ؟
ناظرته وعقدت حواجبها : مزعجتكم ؟
ماجد : اعقب ، بس ودي انك تطولين يعني
هزت راسها : افكر استقر ببيتك
ضحك بوسط ابتسامته : والله القلب والعين ياسعونك قبل البيت يا عيون أبوك
ابتسمت وهي تعض شفتها وتصد عنه
دخلت أم صقر وناظرت لضي اللي بحضن ماجد وعقدت حواجبها وجلست : صباح الخير
ماجد : إيه والله انه خير وبركة وازين الصباحات اللي في حياتي أم صقر : وش سمعت ؟
ماجد : ضي بتسكن معانا ، بكرة راجعة معنا للبيت
ناظرتها أم صقر وتوسّعت عيونها : نـعم !!
إختفت ابتسامة ماجد : وش فيك ؟
سكتت تناظر ضي اللي تناظرها ومبتسمه ابتسامه مافهمت مغزاها : انصدمت والله ، الله يحييها البيت بيتها
ضحكت ضي بصمت ونزلت راسها لإنها شافت الغلّ من بين عيونها
ماجد : اليوم تروحين مع واحد من إخوانك وتشترين اثاث لغرفتك
ضي : غرفتي ؟
ماجد هز راسه : إيه فيه غرفة بالبيت ، لك ان شاء الله
ابتسمت ضي وهزت راسها بالرضى
ورفعت راسها على دخول سراج : صباح الخير
باس راس جدّه وأبوه وجلس وناظر لضي اللي ناظرته وابتسمت وصدّت
تنحنح أبو فهّاد وناظر لـ سراج : إلا اقول ما كأنك طولت يا سراج ، يعني قلنا تأجل عشان موضوع عمك وبنته وهذا هم الحمدلله قدامنا بأحضان بعضهم ، نلتفت لموضوعك الحين ؟
ناظرته ضي بفضول وناظرها سراج نظره خاطفة ورجع يناظر جده : وشو موضوعي يا جدّي ؟
أبو فهّاد : قلت اكلمك قبل يصحي عمك سعود ، خطبتكم ، الله يصلحك لا حددتوا موعد ولا شي ! ما كأنكم خاطبين
اختفت ابتسامة ضي وناظرته يبلل شفايفه بإنزعاج من الموضوع
مسح على شنبه سراج وناظر أبوه بملامه : جدي والله ما ادري وش اقولك بس انا مالي نيه بهالزواج
أبو فهّاد : بالله عليك !
سكت سراج يناظره
أبو فهّاد : وأحد قايل لك ان حفيدتي لعبة بين يدينك ؟ مرة تطلبها ومرة تردها ؟ ودامك ماتبيها ليش تخطبها !