ناظرت وجد اللي طلعت بعد ماشافته رد : بالبيت وين بكون
خالد : مختفيه أنتي ومو بالبيت من أمس وين كنتي ؟ عسى ماشر
ضي : تحاسبني ؟
خالد تنهد بغضب : ما أحسابك انا اسألك ، خايف عليك مو أكثر .. ليش تشوفين كلامي بنوايا ثانية
ضي : تعبانه خالد مو وقته ، صار لي ظرف
خالد : ظرف ايش ؟ خليك واضحة معاي لا تتعبيني
ضي : توفت وحدة قريبه لي ، اوكي واضحيين كذا ؟
خالد : الله يرحمها ، تبين اجيك ؟
ضي : لا مابي لا تجيني ، بس بأجل ملكتنا
خالد : دام عندك حالة وفاة ليش ما كلمني خالك ؟
ضي : رافض يأجلها وعشان كذا جيتك أنت ، انا ما ابي اسوي شي بكرة حتى لو كان بدون حفل ما ابي
خالد : طيب هدّي ، نعقد القرآن بكرة والملكة متى ما بغيتي .. ما ابي اكون بعيد عنك يا ضي أكثر
ضي : لا تضغطون علي ، مو مستعدة اقولك
خالد : على هواك ، أسبوع ونملك
قفلت المكالمة ودخلت سريرها تنام
'
دخلت أماني البيت
راجعة من وظيفتها
هي من مدة طويلة ما تواصلت مع سلطان وما صار يجيها يشوف إهمالها وبرودها اتجاهه ولذلك تركها براحتها
هي المُبادرة والمتلهفه والسائلة بهالعلاقة وما إن كفت يدينها حل بينهم الصمت
كان متعب بالنسبة لها إنها ما تشوف محاولاته عشانها
وكل تصرفاته تُعاكس الكلام
هي إن شكت عاكس ظنونها واقنعها إنه يبيها
وافعاله ما تنافي كل هذا ، تشوف بأفعاله مشاعر وبكلامه مشاعر ثانية ووبعدها إثبات أكبر لظنونها
ويوجعها ، إن حتى وإن زواجهم ما يعرف فيه اهله وإختها ماهو ملعن .. كانت تحب
تحبه وتحب علاقتها معاه وتعزّ عليها أيام كثيرة بينهم وبالظروف اللي جمعتهم بمشاعرهم اللي كانوا ينكرونها وتفجّرت هي ما قدرت تنكر.. وهو كان صامت إلى إن ايقنت إنها كانت تتوهم هو ما يحبها و وجودها بحياته ماهو إلا لمصلحة تبادليه بينهم في وقتٍ مضى وماعاد أحد بحاجة للثاني
كل شي كان يثبت لها إنها لازم تمشي و وتخلّى
لكن قلبها كان واقف بالمرصاد لها هي بس تسمع صوته أو تشوفه قدامها يحنّ قلبها وتنسى أفكارها
كانت تحتاج أحد يقنعها ويوقف معاها يقويها بس هي من لها ؟ محد يعرف عنه وعن وجودة بحياتها ما تقدر تستقوي بأحد !
دخلت الغرفة وهي تتمنى تلقى وجد وتسولف عليها وتلهيها وتوقف أصوات أفكارها بس ماشافتها وعرفت إنها طالعه لضي*قبل فترة*
كانت تحس بإن علاقتها مع سلطان بدأت تضرها، وتأثر على نفسيتها وشخصيتها حتى بعيد عنه
ولإنها ما تتكلم ما تعاتب ولا تطلب ولا حتى تفضفض لشخص قريب لها كانت مكبوته وضايعة وحايرة
والتوجـه الوحيد اللي قادرة تروح له " اخصائيه نفسيه "
هي تحتاج تشاور أحد يعلمها بخطوتها الجاية ويقويها
'
دخلت وهي متوتره وخايفه لإنها اول مرة بحياتها تدخل هالمكان، ولحالها
وما تدري وش النتيجة اللي بتطلع معاها أو وش بيواجها بالضبط
جلست وهي ساكته ويدينها ترجف وكانت واضح خايفه
رفعت راسها وابتسمت من قالت لها : لا تخافين، اعتبريني صديقة ونتبادل السوالف ونتعرف على بعض
هزت راسها أماني وهي تعدل جلستها
الإخصائية : طيب يا أماني ، مين تكونين ؟
أماني : جايه أعرف أنا مين أكون ؟ مرّت سنين عمري وبعد كل هالوقت أدركت اني ما أعرفني .. ضايعه ومالي وجهه أروح لها
الإخصائية : وش خلاك توقفيه هالوقفة ؟ وخلاك تراجعين نفسك وتبين تلاقينها
أماني : زوجي
الإخصائية : تكلمي لي عنه
أماني : أنا متزوجة قبل ٤ سنين ، زواجي مو معلن .. كان شخص متوظف معاي وانفصلت وبقيت شهور طويلة بدون وظيفة .. كنت وحيدة وأختي صغيرة وتدرس وتواصل معي زوجي كان يبي يتزوج بس ما يبي يلعن زواجه ووقتها هو بيصرف علي وعلى أختي وما بحتاج ادور وظايف برواتب ما تكفي معيشتنا
الإخصائية : طيب ؟ واللي حصل ؟
أماني : بداية زواجنا كنا عايشين حياة حلوة صح محد كان يعرف عن زواجنا بس كنا متفاهمين وكان يعاملني زين كنت حاسة معاه اني أميرة وكنت أشوف الحب بعيونه ومتأكدة إن مصيرنا بنعلن زواجنا
دمعت عيونها وهي تنزل رأسها : بس من بديت أحبه وأتعلق فيه كان يتغير تدريجيًا ! قل اهتمامه وصار مايلتفت لي ولا يناظر فيني وبارد معاي وكل ما كبرت مشاعري تغير أكثر
حياتي تغيرت ونظرتي للحياة تغيرت صرت منتظره منه كلمه ونظره وما ابي شي غيره ، وتعبت من هالشي لإن هو مو عندي ومو قادرة اتأقلم
ابتسمت الإخصائية : وعشان تغيرين نفسك أنتي محتاجة تفهمين نفسك وتفهمين مشاعرك ، من تفهمين نفسك بيسهل عليك كل شي
أماني : ساعديني اخلص نفسي من حبه
الإخصائية : مشاعرك هذي مو حب ، هذا تعلق
أماني هزت رأسها : ولإني أحبه متعلقه فيه ، لو قدرت أنهي مشاعر حبي بينتهي تعلقي فيه
الإخصائية : التعلق بالحقيقة يخليك حبيسه للطرف الأخر وحبيسه لمخاوفك ، وكثير من الناس في مجتمعنا يصنفون التعلق درجة من درجات الحب ، وإن اللي ما يتعلق ما يحب الطرف الآخر ولا يعرف الحب .. لكن هو مو كذا
أماني عقدت حواجبها وباستنكار : كيف يعني ؟
الإخصائية : التعلق هو إنك تشوفين شخص وماتشوفين غيره ابدًا ! بزعمك وزعم كثير من المتعلقين إنكم بتظنون إنكم كذا تحبون الطرف الأخر ، لكن بالحقيقة هالشي بيخليك تنسين نفسك حتى
ولو بتلاحظين إنك لما تتعلقين بشخص ، بتتعبين وتذبل روحك وجسدك مع الوقت وكل مازاد تعلقك بالشخص بتذبلين أكثر ، بتصيرين عايشه حياتك تنتظرين منه كلمه واي تصرف منه قادر يحبطك وقادر يسعدك .. يعني يكون المسيطر على مشاعرك وتصرفاتك وحتى روتين يومك
اماني : صح ، هذا اللي صار لي مع زوجي ، بس إذا أنا ما أحبه ليش تعلقت فيه ؟
الإخصائية : ما يعني إن مشاعرك له معدومة من الحب ، انتي تحبينه لكن تعلقك فيه وتمسكك إحتياج
أماني : بس أنا ما صرت محتاجه له ، أختي توظفت وماديتنا مستقرة يعني قادرة انفصل بس مشاعري تمنعني
الإخصائية : أحتياجك مو مادي، أسباب التعلق بسبب نقص حبك لذاتك ، بالتالي انتي تدورين علاقاتك لحاجتك مو لرغبتك ! انتي معاه تملين معاه الفراغ العاطفي والفراغ اللي بداخلك ، العلاقة الصحيحة إنك تدخلين علاقة مع الطرف الآخر وأنتي حاسة إنك مكتمله بذاتك وإنك بدونه قادرة تعيشين مرتاحه وطبيعي ما تتوقف حياتك بعده، إذا طلعتي زوجك من حياتك بتعيشين بفراغ عاطفي كبير وبتدورين شخص ثاني يملأ هذا الفراغ وبعد فتره بتتعبين ولما يبعد عنك هالشخص انتي بحاجه لشخص ثالث
بتكون مشاعر التعلق اللي تظنينها حب هي بس بحث عن شخص يسد فراغك العاطفي وزوجك غطى هذا الفراغ ولإنه توقف انه يبث هالشعور لك انتي تعبتي بدونه
أماني : إذا محد ملأ لي هالفراغ كيف بتعايش كذا وانا أحس بداخلي فارغ ؟
الإخصائية : بحب الذات ، وبنتكلم عن هذا كله بالجلسات الجاية ..
'
كان كلام الإخصائية معاها طول الاسبوع في مخيلتها وماطلع من بالها كانت تحاول تستوعب كلامها وتقتنع فيه وإن مشاعرها لسلطان كانت تضره وتضرها لإنها ما كانت تحبه هي كانت متعلقه ومتشبثه فيه مو أكثر
هي كانت تجهل إنها كانت بفراغ عاطفي خلاها تتعلق فيه وتبيه يملأ لها هالفراغ
كانت تحرقها التساؤلات بينما هي تصب عليه من الحب صب ليه كان بخيل عليها !
حست بالقهر على نفسها وعلى ضعفها وضياعها
وتدري ومتأكدة بإن كل خطواتها الجاية بتكون لصالحها مو لصالحه
بترتب كل ماضاع من يدينها
وهو ؟ كانت تتجاهل التفكير فيه وكيف بيكون مصيره
والشيء الوحيد اللي تفكر فيه بعد ٤ سنين من تاجله ، نفسها !
جالسة ضي بالصالة وكانت تسولف مع سلمان
وكل الأيام اللي مضت وهي تسولف معاه وتأخذ وتعطي
ومرتاحة لإنها تشوفه متقبل ومتفهم الوضع
وما وقف بمكانه على العكس تدخل وحاول يكوّن بينهم علاقة لإنه مُدرك إنها بتكون بحاجة له من يعرف الكل بالسالفة
كانت تضحك كثير معاه من اسلوبه واللي ما سمح للرسمية تنبني بينهم من أول لحظة
" ما منتي علي وارتحتي لي كفايه ؟ "
عقدت حواجبها وهي تكتب " شقصدك ؟ "
" ما أدري بس لما كلمتك وحدة قالت لي ضي ما بتتقبل الوضع بسرعة إذا تبي تتعرف عليها سولف معاها بالأول لين تتعود "
ضي " كانت نفسيتي سيئه ومصدومة مو عن اني ما اتقبل ، نقدر نتقابل اكيد بس ما أعرف متى لإن من سافرت وخالي صاير مانع عني الطلعة من البيت لين أملك "
رفعت راسها لأمها اللي دخلت للشقة وناظرت جوالها اللي اتصل فجأة
ضحكت وهي توقف وتدخل غرفتها تحت انظار سماح
وجلست على سريرها وردت : هلا
سلمان : يالله حي هالصوت أرحبي
ضحكت بتوتر : فاجئتني اتصلت فجأة !
سلمان : إيه قلت عشان ما أتوتر أكثر ، تعبت وأنا اسولف معاك بالشات ما أحب ما أخذ راحتي كثير
ضي : كل هذا وما أخذت راحتك ؟
ضحك وهو يناظر صقر اللي يناظر له ويصد : ايه ما قلتي لي متى ملكتك ، خليني اصير من الشهود
سكتت لثواني وهزت رأسها : بتصير إن شاء الله ، لإن ما بتزوج الحين
سلمان : عشتي عشتي ، كنت بأخذ بخاطري لو بعد زواجك بيكون بدوني ، بس ليش ؟ مسبب مشكلة لك الكلب خالد هذا ؟
ضحكت : لا بس من قبل ما كنت ابغى استمر ما ارتحت ، بس من انكشفت سالفة أبوي وصارت مشكلة مع خالي قلت اجل الموضوع لبعدين لإن ما بيتقبلون
سلمان : زواجك إن شاء الله مابيكون إلا تحت ولاية أبوك والشهود أخوانك ، تطمني يا ضي محنا مخلينك بعد ما لقيناك
تنهدت ضي ونزلت راسها : ما أعرف ، يمكن أنت الوحيد اللي ما تخليني والباقي ما يتقبلوني .. وما الوم أحد
سلمان طاحت نظراته على قصر : إلا ينلام، اللي ما يبيك وما يتقبلك ينلام ، حتى لو كان صعب الموضوع حتى أنتي عليك صعب حتى أنا علينا صعب بس هذي هي الحقيقة ومجبور الكل يضمك له
تنهدت وهي فاهمه قصده صقر على انه ما جاب طاريه بس هي من شافت انعدام تواصله عرفت إنه ماهو متقبل : الناس تحتاج وقت سلمان ، بليز لا تضغط على أحد عشاني
سكت سلمان وهو يناظر صقر اللي طلع
وكملت تسأل : متى راجعين الدمام أنتم ؟
سلمان : كنت أنتظر طول هالأيام صقر يتقبل عشان يرجع معي بس شكلي ماشي اليوم وبكلم أبوي بكرة
شافها ساكته ونطق بسرعة : ترى صقر مصدوم بس، هو ماهو سريع التقبل مثلي مو رافضك بس للآن مصدوم من اللي حصل
رفعت رأسها ووقفت : إيه ..
دخل البيت بعد أسبوعين من الغياب
يغيب كثير عن هالبيت ، ويرجع ما يلقى المتلهف والمشتاق ..
كان يتعب كثير بشقاء هالبيت ، بجفافه وعواصفه
بجلفّة اهله معاه
كان يحترق كل ليلة لإنه يسكت ما ينطق ، يحترق لإنه يكره أبوه ويكره زوجة أبوه
يكره طفولته وضعفه بينهم وهو يتهزأ بآلاف الشتائم وما يرد
بس السنين الأخيرة اللي مضت من حياته
كان لاقي له دواء ، شخص يداريه ويوقف جنبه ويهتم له وينادي له بإسمه،
كان متشبّث فيها ويخاف ، يخاف من أشياء كثيرة ومو قادر يستوعب إن خـوفه قاعد يعرضه للخسارة
لكن أدرك إنه بدأ يخسر
فتح جواله على محادثتها وهو يشوف صار بجانبها تاريخ ، ما تواصلت معاه من مدة طويلة
ما سألت عن حاله ومتى يجيها ما كتبت له أحبك فجأة أو سالفة ماهي مهمة عشان تتبادل معاه الحديث
توقفت مكانها فجأة ، هي كانت غزيره معاه
بمشاعرها ولهفتها بوجودها وسؤالها واهتماها
وفجأة تبخّر منه كل هذا وكان يتعبه
ويملأ باله اسئلة وحيره لكنه ما تقدم ما سأل وما اهتم
واقف مكانه لإنه تعوّد
هي تجيه وهي تركض له
وهو المُستقبل والرافض دائمًا .. ماعمره ركض لها
دخل الصور وهو يشوف صورتها وهي جالسة على الكنب وبيدها فنجال قهوة ومنزله راسها مو منتبهه له وهو يصوّر ،
القهوة اللي تسويها عشانه وبالنهاية تشربها وحيدة
وصورة ثانية وهي واقفة وتسوي العشاء ، الوجبه اللي هي ماتاكلها وسوتها عشانه وماشكرها
وهي واقفة قدام مرايتها تسوي ميكبها ، عشان تطلع بعيونه حلوة و مامدحها
هي موجودة عشانه وله وكل أفعالها عشانه عشان تسمع منه كلمة تطيب خاطرها عشان تشوف ابتسامته الوديّه ، عشان يمسك يدها يقرب منها وعشان تحس بغزير حبّه لها
وما حست ولا شافت
ضاق صدره أكثر وهو دخل الواتس ويشوفها "متصل الآن"
وما تتواصل معاه رغم كل هالمدّة الطويلة بالنسبة له اللي ما جت فيها
رفع رأسه وهو يشوف روان طالعه من المطبخ وبيدها قهوة ، دخلت للصالة عنده وهي تنزلها
سلمت عليه وجلس
روان : مطول ماجيتنا ، صرت ما تطلع من الرياض
هز راسه : الاشغال
روان : وظيفتك بالدمام ، من أخذك منها وسرقك من الدمام لأقصى نجد ؟
ضحك وهز راسه وهو ينزل عينه لفنجاله ومارد
روان : راعي الهوى مفضوح يا سلطان ، وأنت مفضوح
رفع نظره لها وضحكت : أكثر انسان غامض في حياتي ومعقد انت ما عمري فهمتك ولا فهمت مشاعرك وغضبك من فرحك وكرهك من حبك ولا شخصيتك واجهلك مثل ما أجهل الغريب .. بس هالمرة عاطفتك تتفجر من عيونك ووضحها مثل وضوح الشمس في عز النهار
شرب فنجاله وصد عنها : بلا خرابيط
ضحكت : لا تخاف ما بقول لأحد عنك، بس سولف لي عنها
نزل سراج لشقته ودخل وهو يشوف سامي نايم على الكنب والكنب الثاني نايم عليه صقر
وسلمان جالس ويتقهوى لحاله
رفع رأسه سلمان : تبي تريح ولا نمشي على طول ؟
هز راسه سراج وناظر لصقر وسامي: يالله ماشين ، بس ذولي ؟ مب جايين ؟
تنهد سلمان وهو يهز راسه : لا ، صقر ما يبي يشوف أبوي ولا يواجهه بعد سالفة الأخت الكريمة
تنهد سراج وهو يدخل الغرفة ويفتح جواله، هو متردد يرسل أو لا .. يبي يتطمن ويطمنها ويتذكر إن سلمان معاهز ويتردد أكثر ماهي بحاجه له
جاء بيقفل جواله وتذكر من قالت " لا تطلع من السالفة سراج خلك معاي لين اوصل لأبوي لين ينكشف كل شي "
لذلك ما تردد وكتب " ماشي للدمام وبكلم عمي ، وبعطيك خبر " ، " كيف وضعك الحين "
ترك جواله وهو ياخذ شنطته واللي ما شال الملابس منها حط ملابس زيادة وطلع من الغرفة بعد ما لم باقي أغراضه وناظر لسلمان : يالله
ركب سيارة سلمان ومشى وهو عينه على الجوال ينتظر ردها، واستغرب انها ماردت ولما دخل المحادثة شافها مو مستلمه الرسالة حتى
سكت وهو ينزل جواله ويناظر لسلمان : توقعت بيكون الموضوع أصعب من كذا ، بس من سولفت معاها بديت اتقبل شوي الموضوع
سراج : مكلمها اليوم ؟
هز راسه سلمان وهو يناظر الطريق : إيه إيه ، وداق عليها وقفلنا قبل تجي أنت
سكت سراج وناظر له سلمان : صقر شايل همه ، للآن مستنكر الفكرة وماهو راضي حتى نتكلم فيه مع بعض
سراج : عمي يشبه له ماهو بعيد عنه ،
سلمان سكت لثواني ونطق من جديد : محد يلومهم ، كانت بتدخل حياة جديدة وتبني حياتها وتكبر حياتها أكثر وحنا مو دارين عنها، ضي لها حياة ما تنقصنا ولنا حياة ما تنقصها
سراج : وكتب الله نتصادف بوظيفة ويفتح لها باب حياة ما سبق عرفت عنها ، ولحقتني من أقصى نجد لبيتي تكشف سرهم
تنهد سلمان : أخاف إن السر ماهو مخبى إلا علي أنا وصقر وعليها ، وإن أبوي يدري بها بس ما يبيها
سراج : ليش ما يبيها !
سلمان : وش دراني ؟ أنا ما أذكر إنه تزوج غير أمي ومحد جاب سيره !
سراج : يمكن صقر يدري ، كان عمره خمس سنين يوم تنولد ضي
سلمان : لو يدري كان قال لنا، واضح من كلامه ماكان يدري
تنهد سراج وسكت وهو يعدل المرتبة ويغطي عيونه بشماغه ينام
'
هو من عرفها وهي ما طلعت من باله
ومن طلعت هالسالفة من لحقته وركضت وراه تبي تعرف الحقيقة ، من بكت قدامه ومسكت خط سفر معاه ومن وثقت فيه واستنجدت فيه
بباله ما طلعت ، تأخذ تفكيره بوقت نومه وتسرق من عينه النوم وتقضي ساعاته وهي الوحيدة اللي تمر بباله
وكيف إنه صادفها المرة الأولى يشرب قهوته ويبارك لها بتخرجها ، والآن هي بنت عمّه !