٥١

1.9K 62 2
                                    

صحت أماني وناظرت للمكان اللي هي فيه تستوعب أخر ما حصل
نزلت نظرها لبطنها تمسكه وهمست : ولدت أنا !
غمضت عيونها بتعب ولفت للباب من انفتح ودخلت الممرضة وابتسمت تشوفها صاحية : صباح الخير
ناظرتها وبكت أماني : ولدت أنا ؟
الممرضة هزت راسها وسألتها أماني تشوفها تعدل المغذي وتبدله : وين ولدي ؟
الممرضة : بعد الولادة كنتي تعبانه ما أعطيناك إياه واعطيناك مهدئات ترتاحين، ولدك بخير بجيبه لك الان
هزت راسها أماني تستند براسها بتعب تشوفها تطلع ودمعت عيونها بتعب، تحس إن اللي حدث خدعة وسوء فهم وغلطة بتتعدّل، ما قدرت تستوعب ولا كان عندها الوقت الكافي أصلًا
انفتح الباب ودخلت وجد وتقدمت لها تحتضنها وجلست على طرف السرير : حمدلله على السلامة يا أحلى أم بالدنيا
صدت أماني تمنع نفسها من البكاء ودخلت الممرضة تدفع سرير البيبي وبكت أماني تشوفه من بعيد وعضت شفتها وجد تشوفه
أخذته الممرضة من سريرها ومدته لأماني تاخذه بين أحضانه واحتضنته تشم ريحته ودموعها تنزل من عيونها بدون صوت، ابتسمت وجد بين دموعها تشوفهم ورفعت نظرها للمرضة اللي تتكلم : وقت رضعته الحين، ترضعينه طبيعي ؟
بكت أماني أكثر وناظرتها تهز راسها : ما أعرف ما أعرف
ناظرتها وجد وأخذته من يدينها تشيله وناظرت أماني : يا روحي لا تبكين مو لوحدك انتي أنا معاك وأكيد بيساعدونك مو شي صعب بتعرفين، أنتي أمه
ناظرته بين يدين وجد وغطه وجهها بتعب واعتدلت تاخذه منها ولفت على الممرضة اللي تقدمت تساعدها وتعلمها
طلعت وجد وناظرت لسلمان اللي جاء : الصلاة عليه العصر
ناظرته وجد تهمس : أماني ماراح تقدر تشوفه وتسلم عليه
سلمان تقدم ومسك أكتافها : ما عليه خليك معاها قويها لا تتركينها وحدها
وجد هزت راسها بتعب : كيف بقول لها ؟ سلمان ما أحب أواجه أحد بهالأشياء أخاف وأرتبك أضعف قدامها
قبل جبينها وهز راسه : لو تبكين معاها بس لا تكون لحالها بهذا الوضع ، أنا برجع البيت ببدل واريح شوي عشان العصر اروح للصلاة
هزت راسها وجد وتنهدت تجلس بتعب ما تبي تدخل على أماني  وتعطيها الخبر
رفعت نظرها للمرضة اللي خرجت من عندها بعد وقت وتدفع سرير البيبي ودخلت وجد تجلس عندها
أماني ناظرتها لثواني تتردّد بسؤالها : الصلاة على سيف متى ؟
ناظرتها وجد لثواني ووقفت تجلس على طرف السرير : العصر
دمعت عيونها وناظرت لوجد : ابغى أشوفه
وجد سكتت تناظره وبكت أماني تمسك يدينها برجاء : تكفين وديني له بشوفه قبل الدفن
دمعت عيون وجد تميل راسها وتناظرها وهزت راسها بـ لا : أماني مايصير توك الفجر ولدتي شلون تروحين
هزت راسها بـ لا : ابي أشوفه
بكت ومسكتها وجد تحاول تهديها ودفعتها أماني ترفع راسها : وديني له بشوفه وجد بشوفه أخر مرة لا تمنعوني
دخلت الممرضة تشوفها وتقدمت تمسكها وساعدتها وجد وأعطها مهدئ، ارتخت بين يدينهم أماني وسدحتها تغطيها وطلعت الممرضة وجلست وجد تتكي بتعب تناظر لها
'
طلع سراج من المركز بعد ما قدم البلاغ مع الأدله، ركب سيارته وحرّك وكل تفكيره باللي حصل، للآن مصدوم ماهو مصدق
اخذ جواله يتصل على صقر وما رد وتأفف يناظر الوقت ما بقى وقت على صلاة الظهر
اتصل على سلمان ولا وصله رد منه وهز راسه يهمس : كيف بعلّم عمي أنا
مشى لشقته ينوي النوم لإنه ينعس والتعب وضح عليه
وقف سيارته ودخل الشقة يشوف الفوضى اللي فيها تعاكس شخصيته، بعد ما كان ما يترك أثر وراه صار ما يملك الوقت اللي يخليه زيه زمان
دخل غرفته ورمى نفسه على السرير بتعب يغطّ بنومه
'
العصر
طلعوا من المقبرة سلمان وأبوه وصقر ورجال من أقارب وأهل ومعارف سيف، تفرقّوا بعد ما إعتذر أبو سيف عن التعزيه ببيته وإكتفى بإنهم يعزونه بالمقبرة
مشوا لبيوتهم واتصل جوال سلمان وأخذه يرد : هلا سراج
رايحين البيت الحين، زين ننتظرك أجل
قفل ولف على أبوه من سأله : ما أدري صوته ماهو زين عنده موضوع مهم بيكلمنا فيه
'
وصل سراج ونزل يدق الجرس وفتح له سلمان الباب وعقد حواجبه : وش فيه وجهك ؟
سراج سكت يهز راسه : عمي داخل ؟
سلمان : إيه
دخل سراج وخلفه سلمان وسلّم يجلس سراج يناظرهم : وصلني خبر عن اللي صدم ضي اليوم الصباح
فز ماجد من مكانه : إحلف بالله ؟ وين لقيته كيف ؟
سراج : الحادث متعمد، مقصود فيه يأذون ضي
ارتخت ملامح صقر يناظر له : مين يبي يضر ضي ؟ مستحيل
سراج : ماهو مستحيل هذي الحقيقة، بضنكم مين ممكن يأذيها ؟
ماجد عقد حواجبه يهز راسه بـ لا : محد، أخوي مستحيل يضرني ببنتي ما توصل !
سراج : ماهو عمي
صقر عصّب : سراج بتتكلم ؟
سراج : أنا ما أدري كيف بعطيكم الخبر صدمني حتى أنا، أمكم هي ورى الموضوع كله
ضحك سلمان يناظره : استخفيت شكلك، أمي ما تسويها !
سراج : سوّتها سلمان سوّتها، نوت وخططت وفعلت، نوتها قتل حتى
صقر : مين علمك ؟ شلون تأكدت كيف صدقت بأمي
سراج : أعذرني يا صقر وإن كانت أمك فهي تسويها ماهي بعيده عنها ما يحتاج أدله وبراهين ، لكن عندي كل الأدله اللي تكفي إنها تدخل السجن
صقر : سراج ماتوصل ماتوصل أمي حرمة كبيرة كيف تدخل، اذا كان صدق نحلها بيننا
سراج هز راسه بـ لا : وصلت، أنا الصباح بلغت عليها والحين اكيد انهم أخذوها بالتوقيف وبيوصل للمحكمة محد بيتنازل
سلمان سكت يناظره وحس الدنيا تدور فيه من صدمته، يوقف بصف مين ؟ أمّه الظالمة ؟ ولا إخته اللي طريحة فراش ما يُدرى متى تصحى ؟
ناظر سراج عمّه الساكت ووقف له يجلس امامه وانحنى على ركبّه : عمي
ناظره ماجد وغمض عيونه يتكي بظهره على الكنب : اقسم بالله ما عاد بي حيل اتحمل خيبة من أحد، انهدّ حيلي يا سراج
وقف سراج يشوف تغيّر حاله ولف على صقر : جيب حبوب الضغط
وقف صقر يناظرهم وطلع لغرفة أبوه
وطلع سلمان من البيت يركب سيّارته، ضرب الدرسكون بكفّه بقوة من غضبه وأسرع يسلك طريق يجهل لوين يوصله
'
طق الباب على أماني ووجد ودخلت سماح بيدها سلة وجلست أماني من شافتها، تركت السلة بالأرض وتقدمت تسلم على أماني
أماني بكت من جلست على طرف السرير واحتضنتها وبكت بصوت عالي تنهار من جديد : خالتي سيف راح راح
بكت سماح بدون صوت وناظرت لوجد اللي تكتفت تناظرهم ودموعها بعينها : بس يا حبيبتي ادعي له ادعي له لا تبكين كذا
ابتعدت عنها سماح تمسح دموعها ونطقت أماني : ما خلوني اروح اشوفه ما سلمت عليه دفونه ما شفته
بلعت غصّتها سماح وهزت راسها : ما عليه حبيبتي انتي، تعبانه لازم ترتاحين عشانك وعشان البيبي
والتفتن لسريرة بجانبها نايم وبكت أماني تناظره وصدت بتعب : مافيني حيل خالتي لأي شي
هز راسها سماح : جبتك لك معاي شوربة وجريش وحليب ساخن اكلات تدفيك وتقويك تسترد صحتك وتقومين على حيلك انتي والبيبي
هزت راسها أماني بـ لا : ما ابي شي خالتي ما ابي حتى البيبي ابي انام بس وما احس بأي شي أنا تعبت خلاص
لفت سماح على وجد : وجد حبيبتي ارجعي البيت ريحي من الليل وأنتي هنا
هزت راسها بـ لا : لا خالتي ارتاحي انتي انا عندها
سماح : إلا ماما ارجعي أنا عندها لين بكرة يعطونها خروج ان شاء الله، ارجعي نامي وارتاحي واذا صحيتي اطلعي لبيتها جهزيه
ناظرتها وجد ساكته تفكر ولفت عليها سماح : يالله يالله ما أقبل بـ لا
ابتسمت وجد وتقدمت تبوس راسها وربتب على كتفها : الله يرضى عليك خالتي، تمام جوالي عام أي شي تحتاجونه اتصلي علي
هزت راسها سماح : ما بنحتاجك ماعليك
هزت راسها وجد واخذت طرحتها ترفعها على راسها وشنطتها وتقدمت تبوس أماني والبيبي وطلعت تتصل على سلمان
وجلست سماح تاخذ الشوربة وتطلعها وطلعت الصحن تغرف فيه : اكل المستشفيات تمرض ما تشبع ولا تقوي صحتك، الحين تشربين منها وتدفين ابتسمت تجلس واخذت الصينية اللي كانت على الطاولة وفيها صحون الاكل من المستشفى ما اكلت منها شي وحطت صحن الشوربة تمده لها : لذيذة ترى ما يبان طعم الأدوية فيها، كانت تحبها ضي
ابتسمت أماني تاخذ الصينية : حبيبتي خالتي تعبتي نفسك والله
سماح : بنتي انتي ووجد والله أشوفكم زي ضي ولا أفرقكم عنها، اعتبريني خالتك لا تستحين مني أي شي تحتاجينه تلاقيني عندك
ابتسمت اماني واخذت ملعقة الشوربة تشرب منها
لفت سماح للبيبي واخذته بين احضانها وابتسمت تقبله وتهمس بذكر الله ورفعت نظرها لأماني : وش ناويه تسمينه ؟
أماني ناظرته وتنهّدت : كنت أبغى يزن وسيف يبي عبدالله
سكتت لثواني ولفت تشرب من الشوربة : بسميه سيف
سكتت سماح تناظرها وناظرتها أماني تبتسم وسط دموعها العالقه بعينها : عشان يكون زي أبوه، حبيب وطيب حنون وشهم
تنهدت تمسح دموعها وصدت تنزل الصينية ولفت على سماح : خالتي كيف بربيه لوحدي ؟ سيف مو معاي
ناظرتها سماح وتنهدت : تقدرين أنا لما جبت ضي جبتها لحالي بدون أبوها وربيتها لحالي، رغم اني كنت بعمر اصغر من عمرك بكثير بس قدرت، وطلعت بنت زي الوردة
هزت راسها بـ لا أماني : أبوها ماكان معاك بس كان معاك أبوك أنتي وخوالها وأمك، ماكنتي لوحدك
نزلت راسها تشبك كفوفها ببعض تبلع غصتها وسكتت سماح تتنهد ولفت على البيبي بحضنها من بكى واحتضنته توقف فيه
'
تأففت وجد من اتصلت ٣ مرات على سلمان وما رد وارسلت ولا وصلها رد، طلبت سيارة وطلعت للبيت
وصلت ونزلت ما تشوف سيّارته وعقدت حواجبها : إذا صاحي ليش ما ترد طيب
دخلت تشوف صقر وأبوه جالسين بالصالة وناظرتهك : مساء الخير عمي، تعرفون سلمان وينه ؟ اتصل عليه ما يرد
ناظرها ماجد وهز راسه بـ لا : هلا يا بنتي، يجي سلمان يجي
ناظرتهم بإستغراب وهزت راسها : عطوه خبر اني بالبيت لما يجي
هز راسه ماجد وطلعت لشقتهم ودخلت للغرفة تاخذ شاور بعد يومها الطويل
طلعت منه تجفف شعرها بالمنشفه اللي بيدها وبدلت لبسها تطلع للصالة تاخذ جوالها تتصل عليه ولفت من سمعت صوت الجوال تشوفه على الكنب وعقدت حواجبها : بسم الله وينه
جلست بقلق تضم كفوفها على بعضها تنتظر وعينها على السّاعة
مر الوقت وانتهوا من صلاة المغرب وتأففت تلبس عبايتها تنزل لهم وما شافت أحد وزاد قلقها تفتح جوالها تبحث عن رقم ماجد واتصلت فيه : هلا عمي، معليش ازعجتك بس سلمان للحين ما جاء وجواله عندي فوق، صاير شي ؟
ماجد رفع نظره لصقر لثواني : جايك الحين انا بغرفتي
سكتت تشوفه يقفل المكالمة وجلست بالصالة تشوفه ينزل مع الدرج ولفت تناظر خلفه صقر وعقدت حواجبها يزيد خوفها وجلسوا قدامها : سلمان شفيه لا تخوفوني
صقر : ان شاء الله مافيه شي، بس حصلت مشكلة هنا وعصب وطلع من البيت
وجد : وين ممكن يكون يعني
ماجد : اكيد راح يجلس وحده يفكر يجي الحين
وجد : عمي من ساعتين اتصل عليه ماكان يرد وطالع تارك جواله من متى ؟ بعد مايجيتو من الدفن ؟
هز راسه ماجد : ايه ايه جاء لهنا
وجد : وش صار طيب ؟
لفت من انفتح الباب ودخل سلمان وفزت من مكانها تمشي له : سلمان
حضنته وغمض عيونها يرفع ذراعته لها وابعدها عنه يناظر لصقر وأبوه اللي صدوا وناظرها : وش فيك ؟ مافيني شي هذاني جيت
ناظرته تشوف سكون حاله وضربت كتفه : تطلع بدون ماتاخذ جوالك ليش ؟ خوفتني سلمان كم لي ساعة انتظرك هنا ؟
ناظرها يشوف الدموع بعينها ولف على ابوه وصقر واخذ كفها يهمس : تعالي
صعد لشقته يدخل معاها ونزعت عبايتها ترميها على الكنب وناظرته : شفيك سلمان شفيك ؟ وش صاير
جلس سلمان يناظر ارتجاف صوتها ويدينها والدموع بعينها ومد كفه ليدينها يسحبها تجلس : وش فيك وجد
ناظرته تشتعل بغضبها : مافيني شي بس كنت خايفة، سلمان أنا مو مستعده افقد أحد بعد ومو مستعده بالذات افقدك ولا اشوف فيك شي ما يسرني، تعبت والله وخايفة لا تعرّض نفسك لشي يخليني ممكن اصحى بيوم وما القاك جنبي سلمان
عقد حواجبه يناظرها واحتضنها يهمس : بسم الله عليك وجد تعوذي من الشيطان هذا أنا قدامك مافيني شي، والله بس كنت معصب وطلعت ما انتبهت ان جوالي هنا إلا منك، اسف حقك علي والله ما تنعاد
سكتت تناظره وقبل جبينها ومسك وجهها بكفه يمطنّها : ما أخليك
هزت راسها وجد تناظره : ايش صاير سلمان ؟
سكت يناظرها واعتدل بجلسته يعض شفته يناظرها يخشى يعطيها الخبر ويخشى السكوت ويصولها من غيره وعقدت حواجبها : سلمان ! تكلم
سلمان هز راسه : العصر مرنا سراج وعطانا خبر عن اللي صدم ضي
ارتخت ملامحها تناظره : كيف ؟ مو هو مافيه كاميرات بالمكان ؟ ومالقوه ابدًا وقالوا مستحيل ؟
ناظرها يهز راسه : ولا راح يوصلون له لانه شخص اجنبي ومرحل لبلده
ناظرته لثواني وصدت براسها تهمس : حسبي الله ونعم الوكيل
سلمان : وجد فيه شخص وراه، كان متعمّد
لفت عليه تناظره ساكته بصدمة من كلامة وصد بنظره عنها ما يقوى يشوفها يهمس : أمي وراه
سحبت كفها من كفه تناظره لثواني : تستهبل أنت ؟
سلمان هز راسه بـ لا : أمي ورى كل شي مخططه له من وقت تكلمت ضي عنها ببيت جدتي وطلقها أبوي
وجد رفعت صوتها تناظره : كيف يعني ؟ أمك نوت تقتل ضي ؟ تستهبل انت سلمان ؟ شلون يعني كيف ليش ؟
سلمان : لان أمي تطلقت بسببها
وجد ضحكت من صدمتها تناظره : تطلقت لانها كذابة خدّاعه واتهمت خالتي سماح بالزنا، مو لان ضي تكلمت بالحقيقة
ناظرها سلمان : عشان ضي تكلمت بالحقيقة وانهدم بيتها وتطلقت وخربت سمعتها
وجد : وينها أمك الحين ؟
سلمان : بالتوقيف
وجد : تدري سلمان لو مادخلت السجن أنا بدخله ؟ بقتلها بيديني بخنقها لين تموت المجنونة هذي
سلمان : وجد !
وجد : ايش ايش وجد ؟ أمك ناويه تذبحها تذبحها وسوت اللي بنيتها لكن ما نجحت، ضي تحت رحمة ربي من ٧ شهور !!! مستوعب ؟  أمك قاتله قاتله
سلمان سكت ومسك راسه ينحني ويدينه على ركبته وهز راسه : يمكن ندمانه أمي، يعني هي بالنهاية أم بعد مستحيل تسوي كذا غرّها الشيطان
رفع نظره لها : يمكن ما كانت قاصده شي
وجد : أنت تبرر لها سلمان ؟
سكتت تناظره وبكت تصد عنه ولفت عليه تنفعل : هي هي اللي هدمت حياة خالتي وضي من طفولتهم وشتتهم وسرقت أبوها منها هي اللي من البداية تغلط ولا احد عطاها اللي تستحقه، حتى اللي سوته ضي ماهو شي قليل قلييييل بحقها وتطلع تنوي قتلها
سكتت تناظره وهزت راسها تضرب كفها بفخذها دليل على غصبها : بس أنت ولد مين اصلًا ؟ ولدها مو بعيده انك تعرف من البداية بس الحين صحى ضميرك، كان باين على عيونك ضميرك اللي ذبحك من البداية ولا ماهو معقول بتحزن على ضي كل هالحزن وانت ماعرفتها الا من شهور
ارتخت ملامحه يناظرها : وجد وش قاعده تقولين
وجد : تسمع وش قاعده اقول، الله ياخذكم وياخذ امكم المريضة هدمتو حياتها، مستحيل نسكت ونتنازل
سلمان وقف يناظرها تلبس عبايتها وحاول يستوقفها : وجد لحظه وجد
ماردت عليه وتأفف يجلس يحس كل شي يحرقه، صدمته بأمه شي ومختلف، وكلام وجد أوجعه
'
مشى سراج بسيّارته يفر بالشوارع بلا وجهه، يستمع لأغنية يرددها طوال الشهور الماضية اللي عاشها بدون حس ضي، لإنها ذكرت له مرّة بإنها تحبها
يبتسم من يتردد البارت اللي قالت لها إنها تحبه " وبحبّك والله بحبّك والله والله والله بحبّك، قد العيون السود أحبّك، وإنت عارف مانت عارف أدّ إيه كتيرة وجميلة العيون السود في بلدنا حبيبي "
تنهد يبتسم يذكرها ترددها معاه والتفت جنبه يناظر المقعد الفارغ من وجودها، عضّ شفاته يحس كل شي حوله يحرقه من غضبه وقهره، من إن ضي تعرّضت لكل هذا من متسبب
ماهو خطأ
عمدًا، مايردّه عن قتلها إلا ضي، ماوده تصحى بيوم وتسمع إنه مسجون مو قريب منها
هو على أمل إنها تصحى عايش، ولو فقد أمله بيوم يموت
لف من اتصل جواله وخفّض صوت الأغنية ياخذه وعقد حواجبه يشوف اسم المتصل وأخذه يرد : هلا سراج اخبارك
ناظر الطريق يهز راسه : حمدلله
سكت سعود لثواني ونطق : بسألك عن سلطان
عقد حواجبه سراج : سلطان !
سعود ؛ ايه له فترة مختفي مرتين دقيت عليه قبل كم شهر واليوم، مغلق جواله وينه هالولد
ضحك سراج يبعد الجوال عن اذنه يهز راسه بإستغراب ورجعّه يرد : عمي سلطان له سنة غايب، توك تفقده ؟ ولا حتى تدري وينه
سعود : أدري أدري قال لي لؤي بس وش اسوي يعني الاحقه ؟ رجّال يحكمه عقله لكن بغيته الحين
سراج : كلنا نحتاج نوصل له بس محد وصل له، ما ادري وينه عمي
سعود : دور عليه اخاف به شي
سراج :  سنة يا عمي ما قد سألت عنه ولا حن قلبك عليه توّك اللي تفقده؟  وينك يوم كان حولك وقريب منك ما سألت عنه ولا طرى على بالك
سعود : ومن أنت تحاسبني؟ عندك علم عطني ولا قفل
تنهّد سراج يقفل منه وترك جواله يناظر الطريق
'
دخلت أماني للبيت وبين يدينها طفلها وخلفها سماح ووجد
عضت شافتها تناظر للبيت وتنهدت تتقدم ودخلت الغرفة تشوف سرير البيبي المحطوط جنب سريرها وأغراضه مجهزه ومنظف المكان ولفت على وجد تهمس : جوجو أدري تعبتك معاي بس ما ابغى اقضي نفاسي هنا، عادي تجهزين بيتنا ؟
سكتت وجد تناظر دموعها اللي غلبتها وتقدمت تاخذ سيف الصغير من يدينها وهزت راسها : إذا يريحك أكيد
سماح ناظرتهم : ما ودك تقضينه عندي ؟
ناظرتها أماني وهزت راسها بـ لا : لا خالتي وين صعبة، أنتي ما تقصرين بس تعب عليك جوجو معاي ان شاء الله
سماح : إلا والله، أنا تعرفون شقتي مو مع اهلي لحالي وضي مو معي يروح يومي لحالي قاعدة واتحسّر واكل بعمري، تكونين موجودة تونسيني واونسك، ووجد متزوجه بتصير ببيت زوجها مو طول يومها عندك
ناظرتها وجد تتذكر سلمان وصدت بنظرها لأماني اللي جلست على السرير : عالّه أحسني
عقدت حواجبها وجد وتقدمت تحتضنها بذراع وذراعها الثاني تختضن فيه سيف : بسم الله عليك أماني قلبي وش عالّه على مين ؟ على أختك اللي سهرتي عليها طول عمرك وربيتيها ووقفتي معاها ؟ جاء وقتي أكون معاك مانتي عالّه على أحد
سماح : ولا حتى علي عالّه، والله اني أبيك يا أماني
وجد : تحتاجيننا أماني لا ترفضين مساعدة أحد
سكتت أماني تناظرهم ورفعت يدينها تاخذ سيف من حضن وجد
وسماح هزّت راسها : خلاص تم، اجلسي هنا أماني ارتاحي وأنا بشيل اغراضك اللي تبينها ونروح على شقتي
أماني : خالتي ..
قاطعتها سماح : إنتهى والله ما تردّيني عاد، أنا اصلًا لو كنتي هنا بقعد معاك بس دام إن ما ودك بالبيت تجين عندي
هزت راسها أماني تغلبها دموعها بتعب ولفت بنظرها على سيف النايم بحضنها تشوفهم يجهزون ملابسها وأغراضها عشان ينقلونها لشقة سماح
'
ناظرت الوقت اللي مر وما ارسل لها ولا اتصل، تنهدت تفقل جوالها وتتركه على الكنب ولفت على سماح من طلعت من غرفة ضي اللي نايمه فيها أماني وجلست تناظر لوجد : لا تفهميني غلط وجد أنتي تعرفين مكانتك عندي
لفت عليها وجد تسمعها : بس أشوفك من قبل تطلع أماني وأنتي معاها ما رجعتي بيتك حتى يوم جت هنا، متهاوشه مع سلمان ؟
وجد ناظرتها لثواني وتنهدت : خالتي سراج ما تكلم معاك بشي ؟
هزت راسها سماح بـ لا : لا ما شفته من وقت اصلًا ليه وش فيه ؟
وجد سكتت تهز راسها بـ لا : بس اسأل
عقدت حواجبها سماح : صاير شي ؟ وش دخل سراج
وجد : مو متهاوشه مع سلمان بس تزاعلنا على موضوع، وما كلمني للآن
سماح : سلمان حبيب عاد، متزاعلين ولا أنتي مزعلته ؟
رفعت أكتافها وجد بحيره : ما ادري خالتي الموضوع ما أعرف كيف، ما ابي تسمعين مني شي يتكلم معاك أحد ثاني أفضل
سكتت سماح تناظرها ما تفهم ترابط المواضيع وهزت راسها تناظر الوقت ٣ العصر : بروح لضي، تصيرين عند أماني ؟
هزّت راسها وجد ووقفت سماح تدخل غرفتها تاخذ عبايتها ونزلت من الشقه
دخلت لغرفة ضي تشوف سراج جالس وقام من شافها وسّلم يجلس : ما شفتك من كم يوم عسى ما شر ؟
هزت راسها بـ لا : حمدلله بس كنت مع أماني انشغلت معاها
هز راسه يهمس : الله يقويها ويصبرها
ناظرته سماح : سراج
سراج : سمّي
سماح : فيه شي لازم أعرفه ولا عندي به خبر ؟
سراج سكت يناظرها لثواني : جاك علم ؟
سماح : ماجاني بس دريت إن صاير شي، وش صاير ؟
لف سراج يناظر لضي ثواني ما يدري كيف يستصيغ الكلام، كيف يقول لها بإن اللي دمرت حياتها وضرتها ما إكتفت بكذا ضرّت بنتها بعد ؟
سماح : سراج وش صاير تكلم
سراج : انمسك المتسبب بحادث ضي
سكتت سماح تناظره له وعقدت حواجبها : صادق ؟ كيف حصّلوه ؟
سراج : تعرفين أم عبد الهادي ؟
عقدت حواجبها : لا
سراج : هذي أخت أم صقر، جت لي بليلة وفاة سيف الله يرحمه قبل كم يوم واتصلت علي طلبتني نتقابل، وتقابلنا على الصباح وعلمتني
قاطعته سماح تهز راسها : لا تقول إن مريم السبب
سكت سراج يناظرها لثواني وهز راسه : هذا اللي حصل، متفقه مع واحد ناويه ضرّها وسفرته وتكتمت على الموضوع لكن أختها ما قدرت تسكت من تأنيب ضميرها وعلمتني وعطتني الأدله
سماح ناظرته ويدها على قلبها وناظرته تدمع عيونها ما تتكلم
وهز راسه سراج : واليوم الصباح قررت المحكمة بسجنها ٤ سنين وغرامة مالية، أخذت جزاها يعني
سماح لفت تناظر لضي وتقدمت تجلس جنبها على السرير وانحنت تحتضن ذراعها وبكت تعبّر عن قهرها، هي تضررت قبل سنوات طويلة من مريم ضرتها بسمعتها واتهمتها بشرفها وشتت بيتها وفقّدتها طفلتها وابعدتها عن زوجها اللي كانت تحبه وعايشه معاه سعيدة، دمّرتها ومع ذلك سماح ما ردت عليها بشي وابعدت عن المشاكل، ماكفّاها هذا ولا بان بعينها واتعّضت وندمت
قامت ضرت بنتها وعرقلت حياتها حتى أصبحت طريحة فراش لشهور ما أحد يدري متى تصحى
وبعد عايشة مرتاحة
لو ما تكلمت أختها كانت بتكمل حياتها بدون ما أحد ياخذ إعتباره منها
تقدم سراج يمسكها مع كتوفها ويقومها : تكفين خالتي لا تبكين كذا اخذت جزاها بالدنيا وبتاخذه بالأخرة والله حق ضي ما يضيع
احتضنته سماح تبكي : حقها ما يضيع بس من يرد لي بنتي سراج ما تقول لي ؟ ضي بريئة ما تستاهل اللي صار ليه تضرني فيها بعد هالسنين ليه
'
هبطت الطائرة على أراضي المملكة العربية السعودية،
ونزلوا الرّكاب من بينهم سلطان، تنهّد وابتسم يستنشق الهواء وكل مشاعر الشوق تحتضنه، ما توقع إن رجوعه بياخذ كل هذا الوقت منه، ولا توقع رجعته بتكون بهذا الشكل
مختلف كليًّا عن اللي راح فيه، تخلّص من كل السموم اللي على عاتقه ورجع راضي ومتشافي من كل الجروح والسموم
أخذ أغراضه وشناطه وابتسم يطلع من المطار يفتح جواله واتصل على رقم مسجّله، الرقم الوحيد اللي إحتفظ فيه لكن ما سبق تواصل معاه، ابتسم من انفتح الخط يسمع السكوت من الطرف الثاني : السلام عليكم
سكت سراج ما يستنكر الصوت لكنّه من رقم ماهو مسجل وهمس : سلطان ؟
ضحك سلطان وهز راسه : ما تخيّب ضني حافظ صوتي !
سراج : سلطان هذا أنت صادق ؟
سلطان : رحت بلا مودّع وجيت بلا مرحّب، تجي تاخذني من المطار ؟
سراج : سلطان قل والله ؟ ولد صادق أنت ؟ هذا صوتك يعني
ضحك سلطان يسمعه وهز راسه يناظر : بالرياض أنت تجيني ؟
سراج : جايك جايك الله يقلعك
قفل الخط وجلس سلطان مبتسم يناظر الأشخاص حوله، بزيّ وملامح وصوت اشتاق إنه يسمعه ويشوفه
تكّى بظهره يرتخي جسمه ينتظر سراج يجيه
مر الوقت ووقف من اتصل جواله واخذه يرد ومشى يبحث بعيونه عن سراج، ضحك يشوفه مقبل عليه وقفل من المكالمة وتقدم يحضنه يدل على لهفته وشوقه وابتسم سراج ما يصدق وجوده
ابتعد يمسك كفّه سراج يناظره : أنت تدري لو إننا مو بين الناس دعستك ؟
ضحك سلطان يسحب كفه ويمسح على شعره : هذي الفقرة اللي ما حسبت حسابها، فكني منها خل نمشي بس
سراج سكت يناظره وأخذ شنطة من شناطه يساعده فيها ومشى للسيارة وركبوا وحرّك سراج
وناظر له : إيه سلطان وينك
سلطان : تفقدتوني ؟
سراج : مستحيل، محد لاحظ يعني لو ما دقيت علي الحين مادريت إنك مسافر
ابتسم سلطان وصدّ يناظر الطريق
سراج : ما بقى أحد ما سأل عنّك، دورناك ولا حصلنا لك طريق، الى أمس قسم بالله وأنا اتصل على رقمك على أمل ترد أتطمن عليك، وينك سلطان ليه كل هالغيبة
سلطان : يوم كنت بينكم أحد كان يلاحظني ؟ ولا أحد
أنا ماني بزر أطلب مداراه منكم كلّكم بس يوم اني بينهم محد لاحظني ولا أحد شاف تعبي، لين أنا وعيت على نفسي والحين يوم ماني بحاجة لأحد حصلت اللي يسأل عني يا سراج ؟
سكت سراج يناظره وهز راسه سلطان : ما أعتب عليك سراج أنت تدري وش أنت بالنسبة لي، بس سفرتي وتغرّبي كذا عشان نفسي قبل أحد أنا كنت محتاج أبعد لمكان ما يحصلني أحد ولا ودي أشوف وراي وأنصدم إن ولا أحد فقدني لذلك كفّيت النظر وأشتغلت على نفسي
ناظره سراج : إيه والحين ؟
ابتسم سلطان يناظره : بحياتي ما حسيت إني بخير زي الحين
ابتسم سراج ولف يناظر الطريق وضحك : والله مبسوط والله
ناظره سلطان وهز راسه : إيه علمني، عساك تزوجت ؟
إختفت ابتسامة سراج ولف عليه : مفروض
سلطان : ما أقدمت على هالخطوة ؟ توقعت أرجع الاقي أولادك طولك
سراج وقّف سيارته من وصل لشقته ولف عليه : والله إنك غايب عن الحياة صدق
سكت سلطان يشوف تغيّر ملامح سراج ودخل ورى سراج اللي أخذ جواله : ودي أتصل على العيال يجون لكن
ناظره سلطان : هم هنا بعد ؟
سراج هز راسه : عمي انتقل هنا بعد المشاكل اللي صارت
ناظره سلطان : عسى ماشرّ سراج وش فيه وجهك تعبان ؟ ويوم أطريت الزواج تعكر مزاجك صاير شي ؟
سراج : وش ما صار يا سلطان
أعتدل بجلسته يسرد له أخر الأحداث اللي تغيّب عنها سلطان
سكت سلطان يناظره يستوعب أخر كلامه عن أم صقر : ياخي هذي مجنونة ؟ وش الشّر اللي فيها سوت اللي حتى أبوي أنّبه ضميره عليه ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله
ناظره سراج : والله يا تعبت تعبت، ما أدري متى القى المستراح
سكت يناظره سلطان يفكر بكل اللي حصل : سنين وجدي يحاول
عقد حواجبه سراج ما يفهمه وكمّل سلطان كلامه : يحاول ما يشتت الجامح كلّهم ويجمعهم، بس هذي هي الظروف فرضت نفسها ورمت كل واحد بصوب
سكت سراج بتعب وناظره سلطان : سامحني
ناظره سراج ما يفهم من جديد : على أيش ؟
سلطان : ما كنت معك سراج عشت شي ثقيل وللحين تعيشه وأنا بعيد ولا مرة رفعت الخط اسأل عليك
ابتسم سراج ابتسامه خافته : يكفي إنك بخير سلطان والله يكفي

لا تنسون ( ⭐️ ) لإثبات وجودكم ❤️

نور وجهك يقلب الظلمات ضيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن