أماني : ليش ؟ رؤى عسوله هاديه مرا وانتي ببيت اهل وعايله ما بتتعبين ، والله نعمة الأطفال وأنا أتمنى..
سكتت شوي وضحكت : لو ودي اتزوج بتزوج عشان الاطفال والله
ضحكت شروق : كانت تقول أتمنى أحمل بعدين جتها لحظة إدراك إن مافي زوج اصلًا
نزلت راسها وضحكت وهي تقرأ رسالته " بكرة تعالي لي ، بمشي بالليل عندي دوام "
ناظرت رسالته بإرتباك وماردت وهي تشرب فنجالها وتسمع لسوالفهم
تأففت سارة وهي تسمع صوت بنتها تبكي بالجهاز اللي كان بيدها : ياربي وعادل مو بالبيت ، بطلع اشوفها بنات وأجيكم
قامت وهي تاخذ جوالها وتنزل من الشقة
ناظرتها ضي وهي تشوفها تطلع وتعدلت بجلستها وهمست : بناااات
شروق : ايش
ضي : خالد يا بنات خالد اوف ، تدرون ما توقعت يحبني للحين ! بنات جاي يبيني وشاريني جاد وأحس خفت
شروق : شلون يعني ؟ وش تحسبينه جاي يعني بيخطب عشان يهرب مرة ثانية تستهبلين أنتي
ضي تنهدت بضيق: ما أدري بنات ما أدري ما توقعت يحبني لإنه تركني برضاه ورغبته وبأسوء طريقة، أخاف أسوي اللي سواه فيني
وجد : دام شاريك وأنتي واضح يعني ما نسيتيه ، خليها صفحة جديدة لكم
ضي : خير لا مستحيل
شروق : وليش ؟ إذا جينا للصدق خالد من قبل يحبك وأحنا نسمع عنه رجال عن عشره وحتى بعد ما دخلتي معاه بعلاقة ، غلطته الوحيدة بحقك إنه تركك فجأة بدون ما يعطيك خبر
ضي : وهذا سهل ؟
وجد : مو سهل حبيبتي عارفين وكلنا كنا معاك بذيك الفترة وندري كيف مرت عليك ، بس شوفة عينك خالد للحين يحبك وشاااريك وواضح عنده أسبابه لانه دايم يقولك بوضح لك بعد ما نملك
ضي : مو قادرة بنات، كاسر خاطري إيه بس أنا عايفته
كل ما شفت وجهه تذكرت الايام اللي كنت ضعيفه ومكسوره فيها وتعبي وإرهاقي وكيف كان قادر يكسر شي محد كسره من قبله مو قادره أغفر له غلطته ابدًا
شروق : لا تجبرين نفسك على شي ، ما بعد ملكتوا ولا بينكم شي تراجعي قبل يتأخر الوقت
ضي : لا والله ، بدعس على قلبي ولو ضرني اللي بسويه بتركه بطريقة بشعه مثله ، ما راح أسامح وأنسى وأنا مارديت جرحه .. بس متردده بنات ابغاكم تشجعوني مو تلينون قلبي عليه ! افهموني بليز
أماني كانت ساكته وتسمع سوالفهم وعينها على جوالها تنتظر رسالة ثانية منه ، وما كانت مركزة بكلامهم ولا حتى فاهمه مقصدهم
ضي ناظرت جوالها وتأففت : ارسل ، بنات مززعج يرسل كل وقت وبس يبغى يدق ويسولف، ولو طنشته يشك شسوي فيه هذا كيف بتحمل لين نهاية هالاسبوعين ؟
'
بعد ايام
كان جالس سراج بصالة شقته ويناظر الأرض بتفكير
من أيام، ما سأل ولا يعرف وش بيكون مصيره مع روان وترك الموضوع على مسؤولية أهله
وكل ما كلمته أمه عن هالموضوع غيره وقفل
كان يكره يبقى بالبيت لحاله وشقته مايبقى فيها الا للنوم ومن ينتهي شغله يرجع لأهله على طول
بينما الحين تمر ساعات يومه وهو مستلقي ببيته وحيد
وكان مقرر ما يرجع طوال هالشهر ولمدة طويلة ما يبي يرجع طاري الملكة مرة ثانية
سمع طق الباب القوي واللي خلاه يفز من مكانه ويناظر باستغراب
لبس ثوبه ومشى للباب وهو يسكر أزراره وعاقد حواجبه بانزعاج
فتح الباب ولقى صقر وسلمان وسامي واقفين وبيد صقر شنطة وبيد سامي كيس مطعم
ناظرهم لوهله وضحك : الله يخرشكم يا معاتيه
فتح الباب بوسعه وهو يسمح لهم بالدخول
حضنهم وهو يضحك أكثر : شلون جيتوا وشفيكم ما علمتوني
سامي : سبرايز يا عسول قلنا نغير مودك
ضحك من كلمته : تأثير لمياء عليك قوي يا عسول
سامي : والله يا هي نشبت فيني نشبه مو طبيعي ! إلا تبغى تجي معاي للرياض لين كلمت صقر قدامها واقتنعت اني مب لحالي
جلسوا بالصالة وهو رجع للمطبخ يجيب فناجيل زيادة وجلس : طيب كان تركت هالسلق يجون لحالهم وأخذتها
سامي : أنا مب أنت ، تنحرق ان شاء الله شدخلني اسفّرها فاضي لها أنا
سلمان : ما عشت بدون خوات ولا كان ما قلت كذا
أشر بيده وضحك سامي وهو ياخذ الفنجال من يد سراج : يا ليل خذلك الدراما والحزن، تراها ما تفرق والله
ناظرهم سراج لوهله وضحك من تفكيره : والله تفرق
لا تجحد وجود لمياء بحياتنا
صقر : موضوعكم خايس مرة ، ماودكم نتغدا ؟ جوعان بموت خلوا القهوة بعد الغداء
سراج شرب فنجاله بسرعة وتركه على الصينية : يالله جايب الصحن
جلس معاهم وهو يشوفهم يحطون الغدا ومبتسم بوسع مبسمه
لإنهم قادرين على تبديل مزاجه ونفسيته بثواني
وكيف إنه قبل دقايق كان مستلقي وحيد والضيقة كانت الرفيق الوحيد له
والحين يضحك معاهم بدون أسباب تستدعي للضحك
وعلى مر السنين والبعد والظروف والأشغال اللي كانت تبعدهم عن بعض والجفى الكبير اللي بين أهلهم
ما زالت جلستهم كافيه لإن توقع كل ثقل على أكتافهم
وبين بعضهم كخف الريش
ضحك بانزعاج من ضربه سلمان على ظهره وهو يصرخ : يا العاشق الولهان ناظر الكاميرا بسرعه بصورنا
رفع نظره للجوال وابتسم وهو يبعد الرز عن طرف فمه : مب وقت تصويرك ياولد
بمكان بعيد عن ازدحام الرياض
بوسط البر والظلام
يعد السنين الماضيه
ما يدري كم مضـى من عمره
خمسين عام او مئه ما تفرق
يعدّ السنين اللي عاشها بحرقة وجودها
في حضن غيره
٢٦ عام ضاااااعت من حياته بإنتظار رجعتها
ولا ردّت !
عينه على النار اللي تلتهب قدامه وتعكس لهيبها بعينه
وبيده كاسة شاهي مرّ على صبته لها ساعة
لو ما منعهم مانع
لو ما وقفت بينهم عوائل وظروف ونصيب
كان الحين جليسها
بينهم خمسة ابناء مثل ما وعدها
كان بيعيشها من الدلال حتى تفنى، المشاعر اللي بينهم كانت من صدقها نورها يشعّ مشع الشمس
مع الصدود تكبر وتأبى تنتهي
أبت وأبى هو وحارب لين شافها تروح مع نصيبها
مع شخص يجهل اسمه وهويته وعمره وشكله
ولا يبي يعرف لإنه لو عرف عنه لو نصف معلومه
كان أصبحت أرمله وهو سجين طوال عمره
بكى لفراقها ليالي طويلة بقهر
من موانعهم اللي كانت تافهه ولا تستحق توقف بين قلوبهم
من جبروت وقساوة الأهل
من صدود أمه يوم أحتاج فزعتها
عتـبه الأكبر ما كان للأقدار ولا النصيب اللي ما جمعهم
على أبوه وأمه اللي شافوا حاله مايسر وما التفتوا
ما لانت قلوبهم على حاله وأعطوه مراده
لإنهم كانوا عارفين مستحيل يخطي خطوه بدون رضاهم
وهذا هو واقفه حياته من ٢٦ سنـة على أمل ترجع له
كان يحس بالأسى لإنه طوال هالسنين ما نسى ! ما طابت جروحة ومضى في حياته كما مضت
بقى عالق وهذا التعلق أتعبه وأشقاه لإنه باقي في مكان مافيه إلا هو
يحتاج يد تمتد له تخرجه من سوء وضعه لكن ما لقى
انرمى وانترك ولا أحد التفت له
كان يهمس ويردّد الأبيات اللي كان يُلقيها لها
تدرين وأدري بنفترق
تدرين وأدري بنحترق
حنا أتفقنا بكل شي
إلا الزمان !
عيا الزمان لا نتفق
لا تزعلين لو نفترق
قلبك خلي
وقلبي أنا اللي بيحترق
وكانت ترفض وتأبى بالفراق وجملتها الوحيدة
" ما على الله مستحيل إحنا نبي نجتمع بنقدر "
والنهاية كانت مع شخص أخر وداوت جراحها وعاشت معه
وهو إختلى بجروحه وقلبه أحترق