دخلت ضيّ للبيت العصر
وعلى دخلتها صادفت خالها أحمد ، وفهد
ما لفت شكل خالها ولا على الضّيـق اللي بعيونه لإنها كبرت وهو بهالحالة
لكن فهد
اللي ما شافته من شهر أبد " من وقت خطبتها "
رجفّت أطرافها من تغيّر حاله الكبير
كان بجسم مستصحّ ووجه نيّر وبشوش وكثير يهتم بشكله الخارجي ، لكن هالمرة كان مختلف كثير
نحفان عن قبل كثير
و وجهه ذبلان وحطّ تعت عيونه الهالات
وشعر وجهه طال وكثف
بلعت ريقها بتوتر
هالمرة ما رفع عينها لها ولا فزّ على دخولها وتبسم
واعتدل بجلسته
على العكس تصدّد بعينه ونزل رأسه
فعلًا كان يتمنّع شوفتها
تقدمت لهم وبتردد : شلونك فهد ؟ من زمان ما شفتك
مرّت ثواني كان ساكت فيها ، رفع رأسه لها وتبسّم : بخير يا ضي ، أنتي شلونك
هزت رأسها وهمست : بخير
التفتت لخالها اللي ناظرها وابتسم : خذتك الوظيفة منّا
ضحكت وهي تلعب بسحّاب الشنطة : تشوف ؟ هذا وحنّا تونا بداية المشوار باقي لنا عقبات كثيرة عشان ندخل بصلبه
أحمد : الله يوفقك
سكت وما عطت مجال لفتح سالفة ثانية ودخلت للبيت
وقف فهد والتفت له أحمد : أجلس
فهد : لا طالع ، بقابل واحد من العيال ما أبي اتأخر عليه
هز رأسه أحمد : أقعد أقعد بكلمك
إنتهت ساعات الدوام
وسراج كان جالس على مكتبة ومندمج بتعديل التصاميم
إنتهى ووقف وهو يرتب فوضويته ويشيل أغراضه
طلع من المكتب وطاحت عينه على على باقة الورد الكبيرة الرميّة بالزبالة
كان عارف إنها لضيّ
تقدم بدافع الفضول وهو ياخذها لإن ماكان دخل بسطل الزبالة إلا طرفها لكبر حجمها
أخذها وهو يتظر للباقه اللي فيها
"غير وجهك،
هو بقى في الكون ضيّ؟
وغير رمشك..
من يقول أن فيه ظِل؟ "
( خطيبك ؛ خالد )
عقد حواجبه وهو يذكر إنزعاجها من بعد ما جتها الباقة ووقت كانت تكلم ولما نزلت له وشافها وكيف ضاق خلقها بعده والفارق بين بشاشة وجهها دايم وبينها اليوم
دامه " خطيبها " ليه كل هالضيق اعتلاها؟
كان فضـوله كبير دايم ويركض ورى الحقائق
وشدّه هالمرة ويبغى يعرف
لكن ماله الأحقية عشان يسأل ويعرف
لذلك ما حاول يعطي الموضوع أهميه وهو يتركها بمكانها ويطلع من المكتب لكـوفي مواعد فيه صديق عمل
'
هز رأسه أحمد : أقعد أقعد بكلمك
تنهد فهد ورجع جلس وعينه على أحمد : آمر يا عمي
أحمد : من ضيّق الكون على قلبك ؟
ناظر له فهد وتوتر من سؤاله اللي ضرب على الوتر الحساس : محد
أحمد التفت بعينه على باب البيت وبتساؤل: ضي الليالي .. صحيح ؟
بلع ريقه فهد وصد وهمس : محد يا عمي
أحمد : ضاقت بك السُبل لإنها ما لاحظتك
ولا إنتبهت لنظراتك وقلبك وسيل إهتمامك .. تجاهلت كل هذا وإختارت خالد
ضحك أحمد : ومزعّلك أكثر إنها ما درت إن قلبك هواها حتى وتشوفك أخوها وتعزّك بهالشكل
فهد : عمي ضي بنت عمتي وكبرنا مع بعضنا ما حطيت عيني عليها ، وخطبتها من خالد ما لها دخل بسوء حالي بالعكس أنا اتمنى لهم الخير
ضحك أحمد وإعتدل بجلسته : هـالكلام ما ينقال يا فهد لشخص يفهم من عين المُحب إنه يحبّ ومين محبوبه !
فهد ضحك وتوتر وبإنكار : يا عمي أي حب أي محبوب وش هالكلام
أحمد : تـرى راعي الهوى مفضوح .. مب هذا كلامك ؟
تنهد فهد وعرف إن مافيه مفر : وش تبي ؟
أحمد : كل خيرٍ لك ، لا تسمح لمشاعرك إتجاه ضي تصدك عن الحياة
تنهد أحمد وهو يطلع سبحته من جيبه ويلعب
فيها بين يدينه : لا تغلط غلطت عمك يا فهد ولا
تضعف مثل ضعفه
إستغرب فهد لإن أحمد ما عمره تكلم عن نفسه أبدًا
وخصوصًا بهالطاري وبكل الطواري قليييل الكلام
فهد إعتدل بجلسته وأخذ كاسة شاي وصب له منه : إيه
وش غلطتك يا عمي ؟
همس أحمد وهو يبتسم إبتسامه حنونّه مثل حنيّة قلبه : سمحت للهـوى يسرق أيامي .. وظيفتي ، وأحلامي وأفكاري وشخصيتي ومنامي وصحوتي وقعدتي مع الأهل والأحبه والأصحاب
خطفني من حياتي ورماني بقوقعّه مظلمه مافيها إلا أنا
ومتجرّد من كل المشاعر إلا مشاعر الهوى والعشق المتيم
هذا أنا مرّت بي السنين واللي بعمري عيالهم خطّت أشنابهم وبعمر الزواج
وأنا ؟ أنا ما قد خطبت حتى ولا أملك وظيفة ولا زفت ثاني
وقف أحمد وناظر لفهد اللي كان يناظر له بضيق واستغراب
وابتعدّ عنه
تنهد فهد وزادت ضيقته عليه
نزل رأسه وهو يحس بحرارة جوفـه تكبر ، ما عاد قادر على حمل هالهمّ
قبل شهر وأسبـوع كان سعيد لإن قلبه يهـوى
كـان واثق بإن طريقه مرسوم معاها
فجأة إنقطع هالطريق
وإنقطع هو عن الحياة
قلّب كلام أحمد برأسه ، كلامه واقعي وكان لازم يسمعه
لكن هوى القلب غلّاب
تنطحن قوّته بكل مره يحاول فيها يشد رحاله ويمشي
رفع رأسه وهو مُحمل بثقل أفكار وحب وخيبة هقاوي
وكسّرة ظهر وغيره تحرق البيت من نارها ماهو بس جوفه
وقف وطلع من البيت يلعن اللحظة اللي هواها ولا هوته
حبّها وعزتها ولا بادلته ، شافها ولا حظها ، لكن عينها ماوقعت عليه
'
ببيت كبـير بأحد أكبر وأفخم أحياء الدمام
بيت سـعد الجامـح
نزل للصالة وجلس بنصفها وناظر لأم فهّاد : عيالك وينهم ؟ صرنا عصر الخميـس
ليه محد التم ؟
تنهدت أم فهّاد : توه أذن .. بعدين يا أبو فهاد الدنيا مشاغل
ماهو كل خميس وهم جايينك كلهم من أكبر راس لأصغر راس ، لا تضيق خلقك بإنتظارهم
أبو فهّاد : كلهم من أكبر رأس لأصغرهم شغلهم تحت أسمي .. لا يمكن أسمح شغلهم يعطّلهم خميس وجمعة عن القعدة عندي بالبيت !
أم فهّاد : وأنت تحسب ما عندهم شغل غير بهالشركة ؟ ماعندهم حياة عيالك والتزامات ثانية ؟
سكت أبو فهاد وهو يهمس : ما تفهمين ، ما تفهمين
مر الوقت ودخلوا فهّاد وسعود مع بعض
ووراهم حريمهم ولمياء اللي مندمجه بالسوالف مع روان
ونصف ساعة دخل ماجد ومعه أم صقر
التموا كلهم بالصالة الكبيرة
وبعد دقايق دخلوا سامي وصقر وسلمان ولؤي
اكتملت الجلسة عدى سراج وسلطان اللي كانوا بالرياض
ناظر أبو فهّاد لسامي ولؤي : أخوانكم وينهم ؟
لؤي التفت لجده : ما أدري يا جدي ما شفته من أمس شكله مسافر تعرف مايقعد كثير هنا
صد بعينه لسامي : وأنت سراج وينه ؟
سامي : كثر شغله يا جدي بالرياض ولا قدر يجي .. قال يمكن يلحق على العشاء ويمكن مايجي
أبو فهّاد : وش شغله بالرياض ؟ وحنا كل شغلنا ومعاملاتنا هنا
تدخّل ماجد : بدأ بشغله يا يبه بعيد عن الشركة وأسمها واعذره توه بداية المشوار لين يرتب أموره وماهو مقصر عن الجية لهنا
ناظر أبو فهّاد لأبو سراج : عمّه يعرف أخباره ويدري وش يسوي ، وأنت ؟ لو تحرق الأرض ولدك، ما دريت عنه
تنهد أبو سراج وهو يصد بنظراته عن أبوه وتمنّع الرد
لإنه بكل الحالات ماراح يسلم من الرد
لمياء وقفت ووقفت وراها روان : جدو احنا بندخل داخل
هز رأسه ودخلوا
كانت الجلسة هاديه ومحد مندمج مع الثاني
تجمـعهم هالصالة كل نهاية اسبوع من سنين
لكن مع ذلك ما قدرت تذوّب الثليج اللي بينهم
تشاحن ولو الجلسة خاليه من أبو فهّاد كان قبت هوشه بينهم
جلست لمياء وهي تنزل نقابها وطرحتها : اوف اوف
روان : بسم الله شفيك ؟
لمياء : ما مليتي ؟
روان : من ؟
لمياء : من هالوضع ، كل نهاية اسبوع جالسين عند جدتي نبي ولا مانبي نجي .. المشكلة جلستنا تجيب الكتمة ، محد متقبل الثاني لا أمي وحريم عماني ولا عماني وأبوي !
وحدة تقط كلمة والثانية تردها وتقب هوشه وعماني سلامهم قدام جدي ومن وراه محد يحط عينه بوجه الثاني لدرجة أرقامهم حاذفينها من عند بعض
متخيله ؟
تنهدت روان : وش تسوين بعد ، جدي ما يبي العايله تتفكك وهو ملاحظ التشاحن اللي بينهم بس يبغى ينهيه .. يحاول بقدر استطاعته ، بكره لا فقدناه بنفقد الجلسة بهالبيت وبننسى وجيه بعض من القطاعة
لمياء : تخيلي بابا زعلان من سراج وسراج مو مهتم ، بس عشانه بدا مشروعه مع عمو ماجد !
روان : شلون ليش يزعل ؟
لمياء : والله ما أدري ، بس مرة مرة زعل وعصب من سراج بس ما تكلم معاه ، اصلًا من زمان ماكان يبغى سراج يروح لعمي ولا يتواصل معاه بس سراج طول وقته مع عمي ولما فكروا بالمشروع وبدأوا فيه عصب وزعل .. وسامي كلم عمي ماجد بالموضوع
روان : وش صار ؟
لمياء : وش بعد عمي تنازل عن كل شي وترك المشروع لسراج وقال له أنا ناويها كذا من زمان بس كنت بساعدك بالبداية وماقال له إن بابا السبب
روان : محد طايق الثاني ، أبوي يكره عماني وعماني يكرهونه ! فيني فضول أعرف أسبابهم مو معقول كل هالسنين محد تنازل
لمياء تعدلت بجلستها : مستعده أحلف كلهم يبون ينهون هذا اللي بينهم بس محد راضي يتنازل ويعتذر ويكسر الجفى
روان : شرايك نحاول نسوي شي نبادر ؟
لمياء : يووووه رايقه أنتي ! لا وش دخلنا فيهم كيفهم
يعني بتنهين اللي ما أنهون من ٢٠ سنه
وروان تنهدت وسكتت وهي تنزل راسها على جوالها