صحت وناظرت الساعة ٧ الصباح
غمضت عيونها بقوّة من الصداع اللي داهمها
ونزلت للمطبخ تاخذ بنادول
رفع راسه ماجد اللي كان يفطر وبيده كاسة شاي : هلا يمه تعالي اجلسي افطري
هزت راسها بـ لا : باخذ بنادول بعدين بفطر
أخذته وجلست تشرب مويا والتفتت لأم صقر اللي
دخلت وسكرت باب المطبخ وراها وتكتفت : بايعته ولا داسته بمكان ؟
عقدت حواجبها ضي تناظرها : يالله صباح خير وش بعت وش دسيت ؟
ناظرها ماجد بحدّه : مريم وش أنا قايل
مدت كفها تسكته : محد غيرك ممكن يجيه
ضي : جيت ونمت وصحيت الحين وش اجي تستهبلين انتي ؟
أم صقر : باليوم اللي سافرتي فيه اخذتي ذهبي ، وينه ؟ بايعته ؟ محتاجه فلوس ؟ علميني اتصدق عليك وش حادك تسرقين ؟
ضحكت ضي ونزلت كوب المويا اللي بيدها : بحاجة فلوس ؟ أنا لو يشقّني الجوع ما طلبت من يدك كسرة خبز بسرق ذهبك عاد وانا شبعانه ؟ معتوهه أنتي
ماجد : بس خلاص من المشاكل ، قالت ما جت ذهبك يعني ما جته
فتحت باب المطبخ وهي تطلع : ابفتش غرفتها ، انا متأكدة واحلف يمين بالله انه معاها ولو ماهو موجود فهي بايعته
قامت ضي تمشي وراها وقبل تطلع الدرج وقفتها وهي تمسك ذراعها : تخسين تدخلين الغرفة وتفتشين بين اغراضي ، ما اسمح لك
أم صقر : لو ماهو بين أغراضك ما خفتي
ناظرت ضي لماجد تنتظره يتكلم ويمنع لكنه يناظرهم وساكت
لفت عليه أم صقر وهزت راسها : ما قلت لك ؟ واضح بنت زا.
قاطعتها ضي وهي تدفعها : أنا ما قلت لك ما تجيبين سيرة أمي ؟ تروحين تقذفينها قدامي ؟ ما تفهمين أنتي ؟
ماجد مسك ضي : خلاص بس بس
لف لأم صقر : ادخلي غرفتك انتي ودوري ذهبك زين ، ما لقيتيه عوضتك دبله بس فكيني من المشاكل
أم صقر : موريتك مكانه ما تشوفه ! فاضي الدرج فاضي مافيه شي
ضي تكتفت : يمكن مخبيته عشان تتبلين علي
ناظرها ماجد وهزت راسها : ليش لا ؟ سنين وذهبها مكانه ما تحرك ولما جيت اختفى وش معنى ؟ ليش بسرقه انا بأي منطق وش عرفني مكانه اصلًا عشان اخذه ؟
سكت ماجد يناظر لأم صقر ما تكلمت وحرر ذراعه من كفه وركب الدرج ماشي لجناحهم
مشت وراه أم صقر وابتسمت ضي تمشي وراهم متكتفه
دخل يدور بالأدراج وهو يدعي إنه ما يلاقيه ويطلع كلام ضي صح ، فتح درج ولقى شناط كثيرة وبينهم كيس كبير لحاله ، مد يده ياخذه وفتحه يناظر ورفع راسه لأم صقر : هذا هو ذهبك
ارتخت ملامحها ام صقر بعد ما كانت مشدوده ومعصبه ومدت يدها تناظر الكيس ورفعت نظرها لضي اللي تناظرهم وساكته بحدّه
ورفعت اكتافها ضي : كل شي ينكشف بسرعة لما ما تكون محسوبه صح
سكتت أم صقر وهي تغلي بداخلها وتحترق لإنها لعبتها صح ورفعت نظرها لماجد وناظرها بحدّه وما تكلم وطلع من الجناح تارك ضي لوحدها مع أم صقر
طلعت ضي بدون ما تتكلم وضحكت من تعابير وجهها ونزلت مع الدرج وهمست : هذا وهو بس شي بسيط شلون لو شوّهت حياتها صدق
ناظرت جوالها بتردد وسكرته وتنهدت ، العصر بيجتعمون سوا ببيت أبو فهّاد وبتشوفه ، ما تقدر تهرب منه ولا تصد
وبقد ما يعتريها الخجل ورغبة الهروب ، تتشفّق لشوفته وملقاه
غمضت عيونها وهي تراقب الوقت تنتظر
'
لبس ثوبه وكبكه وابتسم وهو يمسح على وجهه يناظر لحيته اللي حلقها الصباح ودخل سلمان : بالله شفت قميصي
سكت يناظره : وين معزوم ؟
لف عليه سراج : ماني معزوم بس بنروح بيت جدي
سامي : الله أكبر عليك
ضحك سراج وهو يرش من عطره : امي ولمياء جهزو ؟
سامي : ايه جاهزين ، بس وراك شي انت
سراج هز راسه بـ لا : ما عندي شي
نزل راسه لجواله يناظر الوقت ويعد الساعات ، مرّ أكثر من اسبوع ما شافها مشتاق ومتلهّف ، وبعد هالوقت كل شي بينهم كبر وتغير وصار واضح للطرفين
طلع من غرفته وناظرته لمياء : سامي بيتأخر تودينا انت الحين ؟
هز راسه : من عيوني امسكي المفتاح شغلي السيارة بشوف امي واجيك
عقدت حواجبها من حاله وضحكت : شفيك ؟
هز راسه بـ لا وطلع لغرفة أمه
دخل وابتسم من شافها تصلي وجلس على سريرها ينتظرها
سلمت ولفت عليه : وش فيك ؟
سراج : جيت اشوف وينك يالله خلينا نروح
وقفت وهي تشيل سجادتها : اركد واثقل الله يغربل ابليسك
ضحك ووقف : يمه قسم بالله ماهو بيدي
ام سراج وهي تلبس عبايتها : البنت تحب الرجال الثقيل ، بتطيرها من يدك
طلع من الغرفة معاها وضحك : طاحت بشباكي خلاص ماعاد يهمها ثقلي من خفي
ركب السيارة ولف يناظر الساعة ومشى لبيت جده ، وهالمرة
الوحيـدة من سنوات
قاده قلبه لهالبيت بعد ما كانت تقوده رجوله مُجبره من أوامر جده
وصل وناظر السيارات يتأكد وصلت ولا ماوصلت وتنهد ما ماشاف سيارة أخوانها وابوها موجودة
مسكت ذراعه لمياء : والله ما ادري مين تدور زي الاهبل هنا بس امش داخل يلا
'
اتصلت على وجد وثبتت الجوال ورجعت ورا يبين شكلها : شرايك طالعة حلوة ؟
وجد : حلوة وين رايحه
ضي جلست وهي تحط من روجها : بيت جدي وين يعني
وجد : شدراني داقه توريني شكلك قلت رايحه مكان مهم
ضحكت ضي وعضت شفتها : هو مكان مهم
وجد : الله يغث العدو
ضي : امانه حلوه العباية ؟ ولا اغيرها
وجد : الا البسي عباية السوداء تطلعين فيها هيبه احلى
فتحت دولابها وهي تلف عليها الكاميرا تختار معاها
'
وقفت سيارة صقر وناظرت للبيت وابتسمت تخفي توترها
دخلت للصالة وهي تحاول ما تناظر بالجهه اللي دايم يجلس فيها وما تجي عينها بعينه لإن تحس إن كل شي مفضوح ويتسرب من نظراتها وعيونها والكل يشوف مشاعرها
رفع راسه يناظرها تسلم على أمه ويدها ترجف بخفّه محد لاحظها غيره وابتسم لإنها تتحاشى النظر له ورجعت تجلس بعيد عنه ماهو مقابل له زي العادة عشان تبعد عن نظراته
حطت يدها على صدرها تحس بنضبات قلبها من قوّتها وتنفسها يدل على توترها وتحس بتعرّق وبرد ، تصيبها الف حاله وحاله وهي قريبه منه ومعاه تحت سقف واحد لو معاهم عشر أشخاص جالسين تحس انهم وحدهم
لفت على صوت أبو فهّاد : ضي يمه قومي صبي القهوة الله يعافيك
قامت تخفي ربكتها وأخذت دلة القهوة ومشت عليهم كلهم لين وصلت له ، مد فنجاله يتحاشى الابتسامه عشان ما يربكها لإنه يشوف رجفة يدينه ويناظر بعيونها ولا طالعت فيه
مدت له الفنجال وأخذه وتلامست أصابعه بأصابعها ورجعت يدها
وقبل يمسكه كويس تركته وطاح بينهم وانتثر عليها وعليه وشهقت بألم من حرارته ورجعت ورا وهي تترك الدله على طاوله قريبه
وقف وهمس : جاك شي
ناظرهم فهاد : بسم الله بسم الله ، حطي ثلج
ناظرت ثوبه اللي توصخ ولعبايتها وطلعت من الصاله وناظرهم يسولفون وطلع وراها
دخلت المطبخ ولفت على العامله : بليز طلعي لي ثلج
لفت على سراج وهز راسه : لا ثلج بيزيد حرارته بيوجعك أكثر تعالي
ناظرته وبلعت ريقها ومشت وراه وقف على المغسله وفتح المويا ولمس برودته : ما يكون بارد مره بيخفف حرارته كذا
مسك كفها يحطها تحت المويا وغمضت عيونها من ارتباكها وسحبت كفها تناظره : انكب عليك بعد ماعورك ؟
ناظر ليده وابتسم : عندي انتي اهم
ابتسمت ابتسامه طفيفه ولفت عنه للعاملة : ابي كريم حروق
جلست على الكرسي وطلعت العاملة تجيب
وابتسم سراج : ليه تتحاشين تناظريني ؟
ناظرت المكان حولهم ولفت عليه : ليه اتحاشاك ؟ يتراوالك
ضحك وانحنى لها : طالعيني
وقفت وتأففت : ماهو وقتك سراج
ضحك وناظر كفها اللي تلون بالإحمرار وهمس : الله يجعله بعمري
لفت تناظره يناظر كفها وابتسمت وصدت بناظرتها
تنهد وهو يهمس : ترفقي !
لفت عليه : ايش تقول ؟
سراج : اقول ترفقي ترفقي على قلبي
عقدت حواجبها تناظره وهز راسه : ضحتك لحالها تحتاج قلب ثاني أحبها فيه
عضت شفتها تخفي ابتسامتها تناظره ثواني وصدت تطلع من المطبخ
وناظرها وضحك ولف ينار ثوبه المحيوس وطلع وراها
دخلت للمغاسل وناظرت شكلها بإرتباك وتنهدت
حاولت تنظف عبايتها وعدلت شكلها وهمست : بحياتي ما عشت هالتوتر ليش كذا ليش
استجمعت نفسها ورجعت جلست بالصالة بينهم وعينها على الباب تنتظره يرجع يجلس ، لفت على أم سراج اللي نطقت : عسى ما عورك يمه ؟
ابتسمت وناظرت ليدها : لا خفيفه
هزت راسها ولفت على سراج اللي دخل بعد ما بدل ثوبه وأخذ الدله يمشي فيها عليهم
وصلها وأخذ فنجالها وصب فيه ونزله على الطاوله وهمس : تكبينه علينا مرة ثانيه ما ينحط بيدك
ناظرته وابتسمت وهي تصد : سخيف
'
ناظرت جوالها اللي يتصل ولفت على وجد اللي نايمه على الكنب وتاركه مسلسلها شغال ساهيه عنه
قامت ودخلت الغرفة وناظرت للمكالمه وردت : هلا عمي ، الحمدلله بخير
سكتت تسمع كلامه وهزت راسها تناظر شكلها بالمراية : إن كان تشوف الخير فيه يا عمي أنا بفكر واستخير ، ان شاء الله
سكرت المكالمة وغمضت عيونها بقوّة ، غرابة ما سبق حست فيها
استسلمت للواقع وللحقيقة وبدت تشرف الحياة من حولها وتسمح للنصيب بعبور بابها ،ما كأنها من شهور قليلة صارت اثقل المشاعر وأكبر الخيبات وداوت جروحها بنفسها وللحين ما طابت
بتدعس على كل مامرت فيه وبتتخطاه مجبره ماهي مخيره لإن يرعبها انه يمضي فيها العمر أكثر وهي واقفه مكانها، هي تحتاج تعيش ببيت فيه رجال يصونها وتستند عليه ، واطفال يغيرون حياتها وينسونها أوجاعها وتحقق حلمها
وعشان تعيش كل هذا هي مضطره تنسى الماضي بما فيه ، بأوجاعه ومرارته وحلاوته
ناظرت للغرفة من حولها وتنهدت وطلعت منها
ناظرتها وجد ولفت على جوالها تناظر الساعة : ماحسيت متى نمت
جلست أماني وناظرتها : انخطبت
ناظرتها وجد : كلمك عمي ؟
هزت راسها بـ ايه
وجد : مين ؟
أماني : ما اعرف بس قلت لعمي اذا فيه الخير بستخير يعني موافقة مبدئيًا
وجد : فيه الخير ؟ تستهبلين انتي ؟ يعني عمي يهمه فيه الخير ولا لا ؟ بيقولك ايييه ازين واحد بالمجرة كلها اهم شي يفتك منك
أماني : ماني موافقه على طول شايفتني غبيه ؟ بستخير اقولك لو فيه خير فعلًا برتاح
وجد : وابقى اعيش هنا لحالي ؟
أماني ناظرتها وسكتت تفكر
ابتسمت وجد : لا امزح بس فكري زين أماني واستخيري مليون مرة لا تسمعين كلام عمي وانتي ادرى فيه مني
أماني : تزوجي انتي وش تنتظرين
سكتت تناظرها وجد وهزت راسها أماني : سلمان لو شخص مو كويس ما كلمتك ضي عنه
وجد : تخوفني هالحياة واجهل فيها كل شي ما ابي ادخلها
ابتسمت أماني: ليش تخافين ؟ هذي سنة الحياة مردك بتتزوجين السنة هذي أو بعد عشر سنين
وجد : أخاف لإني ما عشت مع عائلة وما اعرف كيف أكونها ولأن ما بحياتي عشت مع الجنس الثاني واجهلهم وأخاف
سكتت وهي تتنهّد وتصد
أماني : من ايش
وجد هزت راسها بـ لا تمنع عبرتها ونزلت عيونها تناظر جوالها تشغل نفسها
قامت أماني من مكانها وجلست جنبها مسكت الجوال من يدها وناظرتها : تكلمي
وجد : أخاف من يجي يوم ويعيشون عيالي اللي عشناه
عقدت حواجبها أماني تناظرها
وجد : لا تناظريني كذا قسم بالله أخاف ، أخاف ينامون متطمنين ويصحون مفجوعين فيني وبعدها ما يعرفون للطمأنينه درب وماينامون إلا وكفوفهم على صدورهم
سكتت وتنهدت ترتكي بظهرها على الكنب : للحين اخاف احضر اعراس وافراح واكرها للحين باقي عالقه انا ما تخطيت منها شي
تنهدت أماني وهي تحضنها على صدرها وهمست : تعوذي من ابليس وجد هذا قضاء وقدر وشي مكتوب وانتهى حياتك الجايه ماعليها تأثير من هذا كله
عضت شفتها وجد تمنع دموعها وسكتت
أماني : لا تخلين حياتك توقف على مخاوفك
هزت راسها وجد : اول مرة اعترف فيها
أماني : لا تكتفين انك تعترفين فيها واجيها جوجو لا تعيشين حبيسه فيها بتاكلك وتاكل من عمرك وروحك
أماني ابتسمت وهي تبعد شعرها عن وجهها وتمسح دمعتها : بشوفك عروسة بأكبر واحلى قاعة وبتنزفين وبفرح فيك وبشوف بناتك ويكبرون معاك وتشوفينهم اطول منك ويشيلونك ، يقومون فيك .. مثل ما كانت ماما تتمنى تشوفنا
ضحكت وجد وتنهدت تفكر ، وتتذكر كل ما مضى
'
طلعت للحديقة اللي بحوش البيت وجلست وهي تناظر البيت ، للأغلب تفرّق لغرفة ، ومابقى جالس بالصالة إلا سلطان وسراج وصقر واضطرت تقوم من بينهم
نزلت نظرها لجوالها اللي يتصل وعقدت حواجبها من اسمه وناظرت لباب المدخل وردت : هلا ؟
خالد : ضي
تنهدت وهزت راسها : نعم خالد هذا وقت تدق علي فيه ؟
خالد : مشتاق لك
ضي : ويعني ؟ ما بيني وبينك شي احنا انفصلنا خالد ناسي ؟
خالد : كل شي نقدر نرجعه
قاطعته ضي : لا مافيه شي يرجع ومشاعري ماتت ، ماتت من أربع سنين ماهو من يوم انفصلنا يعني لو اعيش معاك خمسين سنه بين اربع جدران ما رجعت مشاعري ، لا عاد تتصل
قفلت منه وتركت جوالها بجانبها ولفت على صوت المشي اللي وراها وناظرت سراج : ليش جيت ؟
سراج : جيت اشوفك
ناظرت للباب وناظرته تتسائل وهز راسه : محد هنا كلهم طلعوا ينامون ، انتي وش مجلسك هنا
رفعت اكتافها : ما ودي انام
جلس جنبها ولف يناظرها : من متى يدق عليك هذا
عقدت حواجبها تناظره : مين ؟
سراج : خالد مين يعني
انحلت عقدة حواجبها وصدت بنظرها : اول مرة
سراج : لا يا شيخه
ضحكت : قسم بالله ! ليه بكذب يعني؟
سراج : عشان ما اهاوش
ضي : وليش تهاوش اصلًا
سراج سكت يناظرها : ضي
ابتسمت ولفت عليه : هلا
هز راسه وابتسم من ابتسامتها : لا تستغبين
ضي : أحب
عدل جلسته يناظرها : وش تحبين
ضحكت بخفّة : أحب استغبي
سكت يناظرها وضحكت
ستنهدت ولفت له : سويت شي ، ادري بتقول غلطانه بس لما سويته ارتحت شوي
سراج : وش سويتي ؟
ضي عدلت جلستها ولفت تعلمه
سراج : وبعدين ؟ وش استفدتي
عقدت حواجبها : واقف ضدي الحين ؟ مو انت تقول انا معاك دايم وبصفك ليه شاره علي الحين ما افهم
سراج : ماني ضدك ضي بس قاعده تشغلين نفسك بأشياظ ما تودي بحياتك ولا تجيب ، بالعكس يمكن تضرك ، وحدة تبلت على امك بالزنا بايعه اللي قدامها واللي دونها تتوقعين بتسكت عنك
ضي : لا تسكت انا ما ابيها تسكت ، ابي اشب النار فيها وتحترق وتجي تشويني بنارها ابي وجهها يطلع اللي مخبيته هالسنين كلها
سراج : فيك طاقة ؟
ضي : لأيش ؟
سراج : للمصايب بحياتك من جديد ما شبعتي
ضي : اختنقت مو شبعت وبس ، بس ما بنام مرتاحة لين اشوف فيها جزاء افعالها، لا توقف ضدي
سراج هز راسه : ما عمري وقفت ضدك حتى لو إنك على غلط
وقفت بتدخل ولفت من ناداها : ضي
سكتت تناظره ووقف ينفض ثوبه ويمشي وراها ومر من عندها : خطّابك وين يخطبونك ؟ من اي بيت
بهتت ملامحها تناظره وابتسم من ردة فعلها : من ماجد ولا محمد ايهم يعنيك أكثر ؟
ارمشت وعجزت تنطق اربكتها نظراته وضحك بخفة: ملينا السكوت ترى
همست وهي تحاول تفتح الباب بيدينها الراجفه : لا تتكلم كذا فجأة وما اسكت
ضحك وهو يمسك الباب يفتحه عنها : احب ردة فعلك هذي
'
يوم خطبة أماني
ببيت عمها " حسن "
ناظرت فستانها اللي مغطي جسدها بالكامل وشعرها المسدول على ظهرها وبميكب ناعم
تنهدت ولفت على وجد اللي واقفه تناظره واسماء بنت عمها : حلو ؟
هزت راسها اسماء : ايه حلو ، يالله ينتظر ترى لو طولتي أبوي بيعصب
تنهَدت وشدت على اصابعها تحاول تخفي توترها وطلعت من الغرفة ووراها البنات
ناظرت لباب المجلس ولعمها وهز راسه : امشي ادخلي الرجال ينتظر
ضمت كفوفها ببعضها ومشت وراه ، دخلت للمجلس وهي منزله راسها وما قوت ترفه راسها تناظر
عضت شفتها وهي ترفع راسها وتناظره ، وزاد توترها من وقف حسن : اتركم على راحتكم وطلع عنهم وبقت معاه لوحدهم
سيف : شلونك أماني
أخذت نفس وهي ترفع راسها وابتسمت : بخير الحمد لله
'
طلعت من المجلس ومسكت كفوف وجد من توترها ورجفتها وابتسمت ابتسامته بهاته من سألتها ام اسماء : شفيك مرتاعه
أماني هزت راسها : توتر بس
جلست وشربت مويا ودقايق دخل حسن : عجبك الرجال
ناظرته وجد : عطها مساحة تفكر مو فستان هو لما يعجبها تقشه على طول
لفت عليها أماني تناظرها تسكت وناظرتها وجد ورفعت أكتافها
حسن هز راسه وجلس : طاف من عمرك كثير يا أماني والخطاب ماعادهم زي اول وسيف منعم الله عليه وسمعته زينه ووجهه سمح وشاريك ، لا تضيعينه
رفعت حواجبها وجد بتعجب : طاف من عمرك ؟ تراها كبر بنتك اللي جالسة جنبك ما اشوفك زوجتها ولا قلت راح عمرك يا بنتي ! ولا بس أماني عشانها قاعده بحلقك ؟
لفت عليها أماني تهمس : وجد خلاص ما قال شي
حسن : والله وطلع لك لسان ، تطاولينه علي انا عمك ؟ مالي قدر ولا احترام ؟
وجد : لا مالك ، مانعرفك ولا نعرف اهلك ولا نختلط فيكم وباخل علينا حتى بالوصل ولا كأننا عيال اخوك اللي تركنا امانه برقبتك رامينا لجور الدنيا وشقاها
توترت أماني أكثر ووقفت تاخذ عبايتها : خلاص وجد قومي قومي
ناظرها حسن ولف على أماني : ما عرفتي تربين يا أماني
غمضت عيونها وصدت تطلع ولفت عليه وجد : كان تكرمت وربيت طيب ! فالح تتطاول اذا ما عجبك شي
أخذت عبايتها وطلعت ورى أماني وركبت جنبها بالسيارة : شفيك انتي شفيك ؟ شايفتني ناقصة توتر اعصاب وقلق ؟
وجد : وانتي شايفه هذا اللي ما يتسمى ينسكت له ؟
أماني ناظرتها وهزت راسها : بسببه انتي تزوجتي بـ
قاطعتها أماني : خلاص اسكتي تكفين وجد
تنهدت تناظرها وجد وهزت راسها : ما نسيتيه صح ؟
لفت عليها أماني بإندفاع : إلا نسيته ، بس بطلي تذكريني فيه
هزت راسها وجد : كل هذا التوتر لإنك إخترتي شخص ثاني يدخل حياتك
لفت تناظر الشارع اللي دخلته ولباب شقتهم غمضت عيونها وتصد تناظر الطريق قدامها ووقفت على بيتهم ، فكت الحزام بيدها الراجفه ونزلت أخذت نفس عميق ودخلت
ناظرتها وجد تدخل وفتحت بابها تنزل وهزت راسها ودخلت وراها
جلست على الكنب وجد ودقت على ضي
'
قامت من الصالة تناظر اتصالها وردت وهي تطلع للحوش : هلا جوجو
وجد : رجعنا
ضي جلست : كيف كان ؟
وجد : غريب مرة ، محد جاء من خواته ولا أمه بس هو وأبوه وما ادري مين معاهم
ضي تنهدت : ما عليه يمكن حصل ظرف ولا شي ، كيف أماني ؟
ناظرت وجد لباب الغرفة اللي وراه أماني وتنهدت : ماهي بخير قسم بالله ، ما ادري ليش وافقت على الخطبة من الاساس اصلًا
ضي : أماني كتومه ما تعرفين وش يدور بداخلها يمكن فعلًا نست سلطان وتخطته ويمكن وافقت على الخطبه وبتتزوج عشان تنساه
وجد : لو ناسيته ماكان هذا حالها تاكل نفسها
ضي : اتركيها لا تضغطين عليها ولا تردينها عن شي هي تدري وش قاعدة تسوي
وجد : ماني مرتاحة وخصوصًا انه جاي من طرف عمي ، مو مرتاحة ابد
ضي : كل شي بالوقت يبان لو فيه خير ولا شر بتعرفون عمك ما يقدر يخبي شي
تنهدت وجد ووقفت : كنت داقه بسولف لك بس احسني تعبانه بنام ادق عليك بكرة
هزت راسها ضي : لا جايه بكرة خلي سوالفك كلها اذا جيت
قفلت منها
ولفت تناظر اللي جلس قدامها وعقدت حواجبها من ملامحه
ناظرها وهز راسه : مو أماني اللي تزوجت صح ؟
غمضت عيونها من ادركت انه سمع وسكتت تناظره وهمس : جاوبيني قولي لا
ضي : ما تزوجت بس مخطوبه
سكت يناظر مصدوم وحاير وقامت تدخل عنه ضي
غمض عيونه يحاول يستوعب اللي سمعه ، وتمنى إنه عايش بغفلة ولا درى ولا جاه خبر ، نار تكويه بصدره بحياته كلها ما لامسه شعور يشابه شعوره الآن
يحترق ولا أحد درى عنّه ، يعيش بزوبعـة من المشاعر للمرة الالف لحاله ، يحترق ويصبح رماد ويقوم من رماده يكمل حياته عادي
ومحد يشم ريحة حريقه حتى
وما يلومها لإنه ما ثمّنها يوم كانت بين يدينه ومعاه
ما عرف قدرها لين ضاعت منه
يلوم نفسه ويلوم مشاعره اللي ما تفجّرت إلا يوم راحت من يدينه وما طرت فيه باله إلا ؛
يومها بين يديني والغلا عادي
ويوم قفت تفجّر حبها فيني
كنها حطت التوقيت بفؤادي
لا مشت حبها يفجر شراييني
قبل تقفي وأنا متماسك وهادي
وعقبها ضاق كل الكون في عيني
غلطتي كنت متراهي ومتمادي
كنت أحسب إن الزمن والوقت يمديني
وأثر من لا تغانم فرصته غادي
آه يا فرصةٍ ضاعت من سنيني
، كل هالضيق اللي إجتاحه بس لإنه انخطبت
رفع راسه على سلمان اللي جلس وناظره : بسم الله شفيك ولد
يناظره وسرحان وهز راسه بـ لا : مافيني شي
سلمان : وجهك مسوّد بسم الله سلطان
لف سلمان على لؤي اللي جاء يمشي لهم وناداه : لؤي تعال
ركض لهم وناظر لوجه سلطان : بسم الله سلطان تسمعني
ماكان يناظرهم وماسك صدره وساكن
هزّه لؤي بقوة : ولد تسمع
أخذ نفس ورفع راسه يناظرهم : شفيكم ؟
سلمان : أنت اللي وش فيك ؟
تنهد وهز راسه بلا ووقف ينفض ثوبه : مافيني شي
ناظرهم وطلع من البيت وعقد حواجبه سلمان : كأنه مصقوع كيف ما فيه شي
لؤي هز راسه : هذا سلطان لو ينكوي بنار ما نطق
'
دخلت ضي للصالة ولفت تناظر سراج اللي مشغول يسولف مع ماجد وجلست تفتح جوالها تكتب " سراج اطلع لي "
نزل عينه لجواله ورفع راسه يناظرها ورجعت تكتب " روح الغرفة الثانية وبجيك بسرعة "
ناظرته يقوم من مكانه وبقت جالسة دقايق وطلعت وراه ودخلت تناظره وسكر جواله يناظرها : شفيك
ابتسمت وتنهدت تقرب له : كنت اسولف مع وجد وتكلمني عن إختها انخطبت
هز راسه : طيب ؟
تأففت وهي تجلس وتحط شعرها خلف اذنها : سمعني سلطان
عقد حواجبه وهو يجلس : فهم ؟
تنهدت وهزت راسها : سألني قال مو اماني اللي تزوجت ما قدرت اخبي شي قلت انخطبت بس
سراج : وينه ؟
ضي : بالحوش كان ، ناديتك عشان تشوفه سراج واضح انصدم مرة
هز راسه سراج : خليك هنا بشوفه وبجيك
ضي : ليش ابقى هنا
سراج ابتسم : بجلس معاك اشتقت اسمع سوالفك
رفعت حواجبها وهي تفتح باب المجلس وتطلع : سرّ بس
ضحك وطلع يتنهد للحوش يدور سلطان وناظر لؤي وسلمان : وين سلطان ؟ ماهو عندكم
سلمان : مدري شجاه وجهه تقل مصفوق وطلع ، تعرف وش عنده
هز سراج راسه وطلع وراه ناظر للسيارات يدور سيارته من بينهم ولقاها بس ماهو موجود ، عرف أنه راح على رجوله وبكذا ما ابعد عن البيت
ركب السيارة وهو يمشي يناظر الطرق وبين البيوت يدوره
وشافه يمشي ودق بوري ولا انتبه له
وقف السيارة ومسك كتفه : سلطان سلطان
فز يناظره سلطان : وش تبي ؟
سراج ناظره وتنهد : وين أنت رايح كذا ؟
سحب كتفه يبعد يد سراج عنه : لا تلحقني خلني
سراج : امش اركب السيارة انا اوديك وين ما تبي
صرخ سلطان وهو يدفعه يمنعه من انه يمسكه : ودّني للموت تقدر ؟ تقدر ؟ جاوبني تقدر ؟
عقد حواجبه سراج يناظره
سلطان : لا تطالع فيني كذا ، لا تحاول تسوي فيني خير وتنفعني وأنت ما بيدك منفعه لي ، لإن مافيه شي ينفعني اصلًا ، ماتقدر تداويني وتسليني اعتقني اتركني
هز راسه سراج : تعوذ من ابليس سلطان امش اركب السيارة نتكلم
سلطان : مايفيد الكلام اتركني
سراج مسكه يسحبه للسيارة : ماني تاركك تستهبل انت ولا صاحي ؟ اركب معاي
سلطان تنهد وهو يركب وسكر الباب بقوّة ومشى سراج يركب جنبه ويحرك السيارة : صاحي سلطان ؟ كل هذا عشانها انخطبت يعني ؟ وإذا ؟ مَرَه تسوي فيك كذا ؟
سلطان : مَرَه ؟ هو فيه أحد عندي غيرها عشان مايصير فيني كذا ؟ مين عندي غيرها أنا مين ؟ محد ! سلطان من المهاد لين وقف على باب الثلاثين مالقى يد تمسك يده غيرها ، امي حتى امي اللي حملتني وولدتني ما حبتني أبوي اللي عشت تحت كنفه ورباني على يده ومن دمه وصلبه واول عياله وينقال عنه ابو سلطان ! ما حبني ولا بغاني ما عرفت وش يعني محبّه وش يعني أن الانسان بقلبه حنيّة ومحبة وعطف على سلطان بالذات إلا معاها وهي الحين راحت مين بقى لي ؟
لا تتكلم سراج وأنت عايش بين اهلك منعّم ولا عشت طعم الهجر ! لا تتكلم ولا تنطق
سكت سراج يسوق ما ردّ ولف سلطان يناظر الطريق وبلع ريقه يضغط على كفّه يخفف التوتر ولف يناظر البحر وهمس : وقف على البحر بنزل ولا تلحقني
هز راسه سراج يكمل طريقة ووقف يناظر سلطان : بنزل معك بس بصير قريب لو احتجتني
سلطان لف عليه وهز راسه : ارجع البيت سراج
سراج : لنا كلام ، لما تهدأ
نزل سلطان مارد على ومشى للبحر يناظر ظلامة الدّامس وموجه الهادي ، مشى لين غرقت رجوله ونزل نظره لرجوله ورفع نظره يناظر المدى البعيد اللي ما يوضح إلا ظُلمه ، تشبه صدره
صرخ بأعلى صوته متجاهل كل من حوله، سكت لما تعب وأنبح صوته وتنهد بقوّة يمشي لين غرق نصف جسدة وهو يجهل السباحة والدنيا مظلمة ما يبصر شي
غمض عيونه بتعب وإرهاق ورغبه بإنه يترك جسدة يبحر بهالمكان
بقى واقف يسرح مايدري كم من الوقت مرّ لين تخدّرت رجوله من طول وقوفه وبدأ جسده يتأرجح
تماك نفسه وهو يرجع يمشي بخطواته وجلس بتعب ، انسدح متجاهل الرمال اللي ملت شعره وجسده ، غمّض عيونه بتعب يحاول يبعد التفكير عنه
يتخايل له شكلها الليلة وهي جالسة مع شخص ثاني بزينتها
إختارت شخص ثاني فعلًا ما كان كلام منها وبس شاف الأفعال
تخطّت كل ما بينهم وعاشت حياتها