باست راسها ومسحت عليه بكفّينها : بسم الله على قلبك وعمرك يا عيوني أنتي، توك صغيرة وقدامك سنوات تعيشينها بنعيم وصحة وعافية ما تعرقلك هالكم سنة اللي طحتي فيها هنا
ناظرتها سماح وهزت راسها : وكل أهلك جنبك وزوجك جنبك زي ما قوينا بعض وصبرنا ووقفنا على الباب ننتظرك بنقويّك توقفين على رجولك بيننا وترجعين بيتك وغرفتك وحياتك ما كأن فاتك شي
ضي : صعب ما أبي
ناظرت رجولها وتحسستها بكفينها : مو قادرة اوقف على هذولي حتى ولا احركهم
سكتت لثواني وارتخت ملامحها كأنها تستوعب شي جديد : لا يكون ماصرت أقدر امشي ؟ وانتم تخبون علي صح ؟ اكيد كذا
وجد : بسم الله عليك لا والله مافيك إلا العافية وش قالك الدكتور ما سمعتيه ؟
ناظرتها ضي ووقفت وجد تقرّب بجلستها لها : لو ما تقدرين تمشين ولا تحركينها كان ما تحسين بألامها ولا تحسين إنها عضو من جسمك
ناظرتها ضي بعيون تملاها الخوف ومسكت كفها وجد : ضي يا عيوني أنتي محد فينا بيخبي عنك أي شي، لإن وإن خبينا بتطلع الحقيقة وبتفهمين كل شي، طمني قلبك مافيه شي متخبّي عنك
تنهدت ضي وناظرت يد وجد : احسني متشتته جوجو بعالم ثاني، كأن حياتي توقفت وكل الناس تقدمت وبقيت أنا ورى
سكتت لثواني وابتسمت تستخفّ بكلامها وهمست : ما كأني !هذا فعلًا اللي حاصل
وجد : ما بقيتي ورى هذا أنتي بيننا محد تقدم كلنا هنا كنا ننتظرك تكونين بيننا
ناظرتها ضي ونزلت نظرها لبطنها : حملك الثاني صدق ؟
ابتسمت وجد وهزت راسها بالإيجاب وناظرتها ضي : صدق جوجو الحين صرتي ماما ؟ وعندك بيبي مسؤوله عنه !
ضحكت وجد : كأني طايحه من عينك
ضي : لا دام الثاني بالطريق واضح قد المسؤولية
ضحكت تصد عنها وناظرتها ضي : سلمان ليش ماجاء معاك ؟
وجد : كان تعبان شوي وعشان تبقى معاه سما
همست ضي : سما !
وجد سكتت تناظرها
وناظرتها ضي : بنتك سما ؟
هزّت راسها وبلعت غصّتها تمتنع بكاها
ضي : كلميه ابغى اشوفه، ويجيبها معاه بشوفها بعد
هزت راسها ووقفت : بجلس برى عشان يدخلون اهلك واشوف سلمان
طلعت من الغرفة تناظرهى وابتعدت تشوفهم يدخلون واستوقفت صقر تناديه بهمس قبل يدخل
لف عليها وتقدم لها : تكلم سلمان يجي ؟
صقر : ليش صاير شي ؟
وجد : سلمان رافض يجي يزور ضي ولا يبي يشوفها
صقر عقد حواجبه : شلون يعني ؟ ليش رافض
وجد : يحس بالذنب بعد اللي سوته أمك الله يرحمها، عجزت افهمه إن ماله دخل ولا ذنب لكن ما يفهم ولا يسمع مني، يحس إن ضي بتصد عنه وتكرهه لإن أمه ضرته او انه مستحي منها
سكت صقر يناظرها
وجد : ضي سألتني عنه ما عرفت وش أقول، قلت لها بكلمه يجي الحين أخاف يرفض وتشك إن فيه شي وتتعب نفسيتها أكثر وهي مو ناقصه
مد صقر يده لداخل جيبه يطلع جواله وهز راسه : بكلمه وأشوفه إن شاء الله انه يجي ويترك الهبال هذا
هزت راسها تشوفه يبتعد وجلست على الكراسي بتعب وثقل
'
واقف سراج يتكّي على الجدار بظهره ولابس فروته ومغطي وجهه بشماغه وعينه عليها، يشوف حولها جالسين وملتمّين كل أهلها أبوها وأمها، اللي أول مرة عينها تشوفهم جالسين سوا .. عشانها، خوالها وأخوها وزوجة خالها وشروق
تسمع سوالفهم واسئلتهم عنها كل بين الدقيقة والثانية يطمنون عليها، كأنهم يثبتون لها إن كل السنين اللي مضت من حياتهم كانت بين زوايا هالمستشفى مثلها، الفرق إنها كانت نايمه وهم مستيقظين
ودّه يخرج ويترك الرّاحة للي جالسين من البنات لكنه يعجز، ما وده يتركها ولا يبتعد
مرّ الوقت واستأذنوا بعضهم ومشوا وبقى ماجد وسماح وصقر
وجلس جنبها يناظرها : ماما شوفي وجد، كلميها ترجع بيتها أكيد تعبت
فزّت سماح : ايه والله يا قلبي عليها نسيتها
طلعت وشافتها جالسه مكانها وتقدمت لها : وجد أمّي
ناظرتها وجد وجلست جنبها سماح : أرجعي البيت ارتاحي
سكتت وجد تناظرها
سماح : صاير بينكم شي أنتي وسلمان ؟
هزت راسها بـ لا
سماح : غريبه ما جاء يشوف ضي ، ماهي عادته اذكره حبيب وقريب من ضي
وجد تنهدت وهزت راسها : عشان موضوع أمه خالتي
سماح : الله حسي، استغفرالله العظيم الله يرحمها، وهو وش ذنبه بسوايا أمه مين بيلومه ؟
وجد : ما يلوم نفسه بس لإنه ولدها ولإن أمه ضرّت أخته يحس ماله وجه يشوفها وهي بهذا المكان بسببها ، حاولت فيه وكلمه صقر ورفض
سماح هزت راسها : ارجعي بيتك نامي وارتاحي تأخر الوقت، وبكرة أنا بجيه واكلمه بيسمع مني إن شاء الله
وجد : ما ودي ابعد عن ضي
سماح : والله اقول عشانك يا حبيبتي انتي بنتك بالبيت وحامل وثقيلة لا تتعبين نفسك ، ضي قايله لي اصلًا وتجينها بكرة تشوفينها وتجلسين معاها
وقفت وجد وهزت راسها تعدل طرحتها : سلمي لي عليها أجل وقولي لها بجيها بكرة ومعاي سمّو
هزت راسها سماح : أبشري ولا تروحين لحالك بقول لصقر يوصلك
وجد : لا لا خليه، جايه بسيارة سلمان أنا برجع فيها
سماح : طيب الله يحفظك أنتبهي للطريق
ابتسمت وجد وهزت راسها وطلعت من المستشفى راجعه للبيت
'
ناظرت ضي لماجد تشوف النعاس بعيونه لكنه يقاوم ما ودّه يبتعد عنها : بابا
ناظرها : سمّي بنتي
ابتسمت تناظره : أرجع البيت نام
هز راسه بـ لا : وشلون أنام وأنتي هنا ؟
ضي : وجهك تعبان ونعسان والوقت تأخر، أرجع ونام وبكرة تجيني
لفت تناظر صقر : خذه وارجعوا ريحوا
ناظر صقر لماجد : صادقه ضي أبوي وجهك تعبان، وبعد ضي ترتاح وتنام وتجيها بكرة
ناظرها ماجد : والله ما ودّي أبعد عيني
لفت لأمها : تشوفيني ساكته عنك تحسبيني بخليك هنا ماما ؟ أنتي بعد ارجعي معاهم ونامي بالبيت
هزت رأسها سماح : لا والله ما راح اتركك بنام هنا عندك ماني مبعده
ضي : بترجعين ماما البيت
سكتت لثواني وابتسمت : عشان بكرة تسوين لي شوربة تجيبينها معاك ، وبجامة وملابس نظيفة وأخذ شاور تساعديني تصير فيك طاقة
سماح : ما ابي أتركك هنا لحالك
سراج : ماهي لحالها أنا ماني مخليها بنام هنا
ناظرته ضي : أنت عاد ما بطردك مسموح تتعذّب معاي وتنام هنا
ضحكت سماح ووقفت تبوس راسها : بجيك بدري ماما طيب ؟
هزت راسها ضي ولفت على ماجد اللي انحنى يحتضنها وباس راسها وودّعها صقر وطلعوا وطلعت معاهم سماح
ناظرهم سراج يطلعون ولف عليها : بدخل أبدل
هزت راسها تناظره يدخل لدورة المياة وتنهّدت تترك مقاومتها طول اليوم لدموعها، ما هو سهل عليها إنها تصحى تلاقي نفسها بالمستشفى تقوم من غيبوبة طالت لسنوات
تشوف الكل مستمر في حياته وعاش أحداث كثيرة وكبيرة هي كانت تغط بنوم طويل بهذا السرير
أرتفع صوت شهقاتها وتحاول تمتنع عنها ما ودها يسمعها سراج لكن رغمًا عنها
تخاف من اللي صحت عليه من النقزة اللي صارت بحياتها وتخطّي لسنوات ما تتذكر أحداثها
انفتح الباب وطلع سراج مستعجل لها : بسم الله على قلبك ضي
ضي : تعبت طول اليوم أقاوم
جلس على طرف السرير يناظرها : لا تقاومين عندي علميني تكلمي
رفعت نظرها له بدموعها ، ودّه لو يسرق الآلام من جسدها ويحطها فيه وياخذ أوجاعها وخوفها وتعبها ويعيشه ويتجرّعه ولا يشوفها كذا
يسمع أنين بكاها وتنهّد يحتضنها ساكت، يدري إنها عاجزه إنها تتكلم عن اللي تحس فيه وهذي الطريقة اللي قادرة تعبر فيها عن صدمتها
إبتعد يشوفها غفت عينها بعد وقت طويل من بكاها
وقف يناظرها ساكنه ملامحها ودموهها مبلّله خدها وكتفه ، ورجع لدورة المياة يغسل وطلع البطانية ينسدح على الكنب يحس بالتعب يخدّر كل جسمه مر وقت طويل ما ينام إلا غفوات متقطعه لإنه كان يخاف ضي تصحي من غيبوبتها وهو مو جنبها
لكنّه وأخيرًا جاء الوقت اللي ينام فيه بدون خوف ولا إنتظار
'
صحى سلطان من نومه بعد ما دق منبّه جواله يصحيه لصلاة الفجر، فزّ يناظر مكانه يشوف سعود نايم بين الأجهزة على السرير وهو جالس على الكرسي، مسك رقبته بألم من طريقة نومة ولف يناظر لأبوه وصد يدخل دورة المياة يوضّي وطلع يصلي
سلّم من صلاته ورجع يجلس بالقرب من سرير أبوه يناظره
يسرح بعيد بذكرياته معاه، ودّه لو يذكر موقف واحد حسن معاه يشفع له
يأكد له إن هذا القاسي اللي أمامه أبوه
لكن ما يمر في مخيّلته سوى أبشع المواقف والذكريات
مستحيل ينسى الطريقة اللي علّمه فيها بإن أمه تركته وتكرهه ولا تبيه
ما ينسى الليلة اللي نام فيها وهو مرعوب ولا فاهم ليش أمه تخلّت عنه
كان يشوف أم لؤي كيف تحب أخوانه وتخاف عليهم ودايم معاهم وتنوّمهم بحضنها ، وأم سراج كذلك
وأي أم من محيطه
كانت تساؤلاته وأفكاره بعمره هذاك الصغير أكبر منه
بعمر ما يستطيع يلقى أجوبه مقنعه تسكّت كل تساؤلاته، فحمّل نفسه كل الذنب والتقصير والخطأ بتخلّي أمه عنه
هو وإن سامح سعود على ظلمه وبهتانه وإستحقاره له ، ما يسامحه على إبعاده عن أمه
تأفف يمسح على شعره ووقف يطلع من الغرفة ما يستفيد من جيّته وتعنيه له شي، من تعب ومرض سعود صار أشبه بغيبوبه ما يشعر باللي حوله ولا يصحى من نومه
ركب سيارته سلطان وحرّك راجع لشقته، تمنى إنه ما عرف عن سعود شي كانت حياته مستقره ونفسيته مرتاحه لكنه تعكّر مزاجه ويحس إن كل جروحه تفتّحت من طاح سعود بالمستشفى مريض
'
صحى سلمان من بكت سما ولف يناظر مكان وجد فاضي
قام وأخذ رضّاعه سما يسويها وأعطاها يشوفها تغفوا من جديد وأخذ جواله يشوف الساعة وعقد حواجبه من شاف ما بقى وقت على شروق الشمس
طلع من الغرفة وارتخت ملامحه يرتاح يشوفها نايمه بالصالة
وتقدم ينحني لها يصحيها بهمس : وجد
فزّت من نومها وتنهّدت تناظره : يمه سلمان شفيك ؟
سلمان : ما شفتك بالغرفة خفت على بالي صاير لك شي، وش فيك نايمه هنا تعبانه ؟
هزت راسها بـ لا : بس كانت أماني داقه علي وغفيت هنا وما بغيت ادخل الغرفة وتصحي سما تعبانه مالي خلق اقابلها
مد كفه يقوّمها : تعالي نامي داخل وإن صحت سمّو أنا عندها
مشت معاه للغرفة وانسدحت تشوفه يسكر الباب وانسدح يسارها ولف يناظرها : كيفها ضي ؟
وجد : كويسه حمدلله بس تعبانه نفسيتها باين، على انها تحاول تخبي وتسولف ما كأن صاير شي بس أعرفها
سكتت لثواني وتنهدت تناظره : سألتني عنّك وقالت كلميه يجيني ، ما عرفت وش أقولها وكيف أصرفها أصلًا ما تتصرف يعني أختك بغيبوبه لسنوات وصحت الكل عندها وحولها أنت وش العذر المقنع اللي يخليك ما تجيها بنظرها ؟ ولا شي
سلمان : لا تضغطين علي
وجد : سلمان حبيبي لا تحمل نفسك بشي مالك ذنب فيه
مد ذراعه يهمس : تعالي تعالي نامي تعبانه أنتي
تنهّدت تشوفه يسكر على الموضوع وقربت له تستند على ذراعه
صحت ضي من دخلت الممرضة ولفت عليها : رجولي تعورني
هزت راسها الممرضة : عشانك من وقت طويل ما تحركتي طبيعي لا تخافين، جايه أحط لك مسكّن بيروح الالم
هزت راسها ضي وفزّ سراج من نومه وناظرهم : ضي فيك شي تعبانه ؟
هزت راسها بـ لا وناظرت الممرضة من تكلمت مع سراج تطمنه
وخرجت
لفت على سراج وتنهد يمسح وجهه بكفه وناظرها : سراج
سراج : لبّيه سمي
ضي : تعال انسدح جنبي
سكت يناظرها وابتسمت : أحتاجك قريب لي نام عندي هنا
سراج : أخاف أعوّرك
هزت راسها بـ لا : ما تعورني تعال
ابتسم ما يتردد وتقدم ينسدح جنبها وناظرته تهمس : أنا كذا أنام مرتاحة
ابتسم سراج : إيه عشانك يعني ماهو عشان الكنب اللي أنام عليه ماهو مريح !
ضحكت تصد عنه : يعني فاهمني
سراج ابتسم وناظرها : والله أنا غرامي هالضحكة أعيش وأموت عشان بس أسمعها
ابتسمت تناظره وغفت عينها تستند براسها على كتفه
رجع يكمّل نومه سراج قرير العين ومرتاح لإنها جنبه وتلامسه، نام وأخر ما شافت عينه ابتسامتها وأخر ما سمع ضحكتها .. وهذا مطلبه الوحيد من سنين
'
صحت سماح على صوت اذان الظهر وفزّت من نومها المتقطع كانت متشوقه لرجعتها للمستشفى وتشوف ضي
قامت تصلّي ودخلت المطبخ تجهز الشوربة اللي طلبتها ضيّ وعيونها تدمع رغمًا عنّها من فرحتها والراحة اللي تعيشها ، ما كانت مصدّقه إن هاليوم بيجي
دخلت غرفة ضي تطلع لها ملابس وجهزت لها شنطة وطلعت من البيت بعد ما مرّ وقت
وصلها عادل للمستشفى ونزلت تدخل غرفة ضي تفتح الباب بهدوء بعد ما شافت أنوارها مغلقة
وارتخت ملامحها تشوف سراج منسدح على السّرير معاها، ومازالوا نايمين
نزلت شنطة ملابسها على الأرض والسلة وفزّ سراج يجلس وعقد حواجبه يستوعب ولف يناظر ضي نايمه جنبه وسماح صدّت عنه تطلع من الغرفة
ناظر السّاعة اللي تشير لإقتراب صلاة العصر وبعد البطانية عنه يقوم وناظر للأغراض اللي جايبتها سماح وعض شفاته بإنحراج ودخل دورة المياة يوضّي وطلع يصلي على دخول سماح اللي تقدمت لضي تصحيها من نومها
دخلت الممرّضة تساعد سماح بضي تدخل دورة المياة وتأخذ شاور، وطلعت الممرضة وبقت سماح معاها تساعدها باللّبس
طلعت من دورة المياة ولفت لسماح : سراج وينه ؟
سماح : قال بيطلع يمر البيت وبعد صلاة العصر يجي
لفت ضي لأمها بعد ما جلّستها على السرير تسترخي عليه : ما شفت شكلي من صحيت، تغيرت ؟
ناطرتها سماح وابتسمت : وردة زي ما كنتي
ضي تحسست وجهها بيدها : أكيد وجهي باهت وتعبان وشعري ماصار صحي زيه قبل
عقدت حواجبها : سراج شافني كذا !
ضحكت سماح تاخذ المشط وقرّبت تجلس عندها تمشط شعرها : ٣ سنين وهو عندك بهالغرفة شافك بكل حالاتك ووجهك تعبان ومليان جروح وآثار خياطه، شوفته لك وأنتي بهالحالة متأكدة إنها أفضل ما يشوف
ابتسمت ضي : صدق كان دايم عندي ؟
سماح : والله ما ترك غرفتك، ما سافر إلا بعزاء جدّك الله يرحمة ورجع على طول، ما اجي بيوم إلا والاقيه هنا واغلب نومه على هالكنبة
عضت شفاتها ضي وتنهّدت تحط راسها على المخدة بعد ما جدلت سماح شعرها : كيف بعوّضه عن السنوات اللي ضاعت منه وهو عندي هنا ؟
سماح : أنا متأكدة رجال مثل سراج يكفيه إنه يشوفك بخير قدامه وجنبه ومعاه هذا يكفيه
دمعت عيونها ضي وناظرها سماح : مخزنه دموع ثلاث سنين أنتي على كل شي بتبكين ؟
ضي : ماما أحبّه، مو قاعدة أبكي على نفسي وحالي كثر ما أبكي عليه، تعب معاي وصبر على حالي وشوفيني الحين ؟ للآن طايحه بهالسرير
حنت راسها تبكي وناظرتها سماح تشوف تعب نفسيتها واي شي يأثّر فيها وتنهدت تقرب منها وحضنتها ساكته لإنّها تدري وتفهم ضي ما تعطي نفسها فرصة تفرغ عن اللي بداخلها دايم، ما ودّها تتكلم معاها وتسكت ضي وتكتم داخلها عشانها
'
طلع سراج من الشاور ينشف شعره وأخذ جواله يشوفه طافي شحنه من أمس ما فكّر فيه وناسيه، أخذ الشاحن يشبكه فيه وطلّع ثوبه يلبسه وولّع البخور يبخر نفسه وتعطر ولبس شماغه ويناظر وجهه بعد ما حلّق وابتسم لإنه حس إنه رجع لثلاث سنين تغيّرت ملامحه مجرد ما تغيرت نفسيته
لف على جواله من اشتغل ووصله إشعارات كثيرة وأخذه يشوف إتصالات أهله وابتسم يتصل على أمه : هلا يا الغالية، أعذريني والله طافي جوّالي من أمس تو اللي اتذكر اشحنه
ضحك يسمع هواشها وهز راسه : إيه طيبين كلنا حمدلله وضي بخير ما عليها خلاف بس شوية تعب تعرفين ٣ سنين ما تحرّك جسمها، ايه بتطلع إن شاء الله بشوف الدكتور اليوم وش يقول .. زين أمي طمني أبوي وإذا بغيتوا تجون الرياض علموني ، الله يحفظكم يا هلا
سكّر وأخذ جواله يطلع من البيت ومرّ محل ورد يجهز أكبر باقة ورد
أخذ الكرت وهز راسه : لا لا أنا بكتبها بنفسي
أبتسم يناظر الكرت وأخذ القلم يكتب
" كل الليّالي دونك كانت ظلما ونور وجهك يقلب الظلمات ضيّ
، ردّت علي روحي بضي الليالي "
مد الكرت له ووقف يشوفه يجهّز باقة الورد وطلّع العلبة له يحطها مع الباقة
ركب السيارة يتجه للمستشفى ودخل للدكتور قبل يرجع لضي
مد كفه يصافحه : دكتور جاي اسألك عن حالة ضي وصحّتها
جلس الدكتور وناظر لسراج : فحوصاتها طلعت كل شي سليم الحمدلله، بس تحتاج علاج فيزيائي عشان تقدر ترجع تمشي وتتحرك طبيعي .. وهذا ما فيه شي يدّعي لخوفكم طبيعي الأمر لإنه من سنين ما تحركت
سراج : خلاص دكتور ضي طيبه ؟
ابتسم يهز راسه : طيبه جدًا بفضل الله
تنهّد سراج : حمدلله، متى تقدر تطلع ؟
الدكتور : لو تبون الآن ما تحتاج تبقون بالمستشفى
طلع سراج من عنده ودخل غرفة ضي وابتسم يشوفها وتقدم يبوس راس سماح وجلس على سرير ضيّ : تحسّين بشي حبيبتي ؟
ناظرته وهزت راسها بـ لا وعقد حواجبه : والخشم ليش أحمر
ابتسمت ابتسامه جانبية وصدّت وناظرتهم سماح : تبكي من حبّها لك
لفت ضي عليها تهمس : ماما !
ناظرها سراج : أفا !
تقدّم يقرب لها بجلسه وأخذ كفوفه بكفينه : أنا ما ودي أكون إلا سبب بضحكك، إن كان حبي يبكيك لا تحبيني
دمعت عيونها وصدت بنظرها عنه ورفع نظره لسماح ورفعت أكتافها تتنهّد
سراج : ودك نطلع ضي ؟
لف تناظره : وين ؟
سراج : للبيت
سماح : كلمت الدكتور ؟
هز سراج راسه : إيه قال مافيه مشكلة ، بس بيصير فيه مواعيد للعلاج الفيزيائي عشان ترجع تمشي بس .. ودك الليلة ؟
ناظرته ضي وهزت راسها : بس تجي معاي
لف يناظر سماح وناظرها : ما أبي تبعد عني سراج
هز راسه : متى طلبتيني ورديتك ؟ معاك وين ما تبين
سماح طلعت الحافظة اللي حاطه فيها الشوربة والقهوة اللي سوّتها : زين أجل أنا برجع للبيت أنظف غرفتك واجهزها، وانت سراج ساعدها تشرب الشوربة وسويت لك قهوة وفطاير تاكلونها، وكلم أبوها وأخوانها لا يجون هنا المستشفى يزورونها بالبيت اريح لهم ولضي
هز راسه وأخذت طرحتها سماح تلبسها وطلعت من المستشفى تتصل على عادل
تربّع سراج بجلسته يفتح الحافظة ويغترف منها وناظر لضي : تبكين من حبك لي أجل ؟
صدت بنظرها عنه وابتسم سراج يمد الملعقة لها يشرّبها : سمي بالله
شربت منها وابتسمت تتذوّقها : ياعيوني يا ماما سوتها زي ما أحبها
سراج : ليش تبكين ؟
ضي : ما أبكي لإني أحبك أبكي من حبك لي، ما تستاهل اللي صاير سراج
عقد حواجبه يناظرها ونزّل الصحن : شلون يعني ؟
ضي : يعني مافيه بالدنيا أحد يحب زي ما تحب أنت، ويصبر زي ما صبرت أنت، مشاعرك كبيرة تستاهل شخص يحب زيك
سراج : أفهم من كلامك إنك ما تحبيني يعني ؟
مسكت كفه وهزت راسها بـ لا : ماهو هذا قصدي وشك بكل شي إلا بمشاعري إتجاهك بس أنا ما استاهلك
سراج : والله إن سمعت هذا الكلام يا ضي مرة ثانية بزعل صدق ولا ودي تجربين زعلي وصدّي
سكتت تناظره وأخذ الشوربة يعطيها ملعقة ثانية ورفع نظره لها : أنا مستعد أسخّر كل عمري عشان راحتك وسعادتك وعمري ما حسيت إن أيامي قاعدة تروح خسارة عشاني واقف هنا أنتظرك، أنا ما ودي أعيش أيامي إلا معاك وإذا ماهو أنتي اللي بعطيها كل هذي المشاعر والمحبّة بستخسرها على اي بني آدم ثاني
رفعت نظرها له وابتسم يقبّل راسها : أنتي ضيّ، عطيتي حياتي من إسمك نصيب أنا بعد طيحتك هنا كل الدنيا بعيني مظلمة، رغم ظلم الظروف وعتمة الدنيا ما زلت أشوفك ضيّ ، ثلاث سنين عايشها بزمهرير البرد في صدري ما زارتني الشّمس الدافية إلا أمس يوم سمعت صوتك، عمرك لا تفكرين إن تعبك وطيحتك تملّلني ولا تبعدني عنك ولا تقلّل من مقدارك
بكت تناظره وابتسم بحنيّه من حاولت تجلس تحضنه وتقدم يحتضنها يسمع همسها : أحبّك أكثر من كل شي بالدنيا
تنهّد يقبّل عنقها وابتعد عنها يمسح دموعها وأخذ من القهوة والفطاير يقسمها بينهم ويأكلها وياكل وابتسم يشوف ابتسامتها
وقف يشيل الأغراض ولف عليها : خليك بجيب الكرسي وأوقع على أوراق خروجك وأجي لك
هزت راسها تشوفه يطلع وناظرت حولها تشوف أغراض سراج الكثيرة اللي تدلّ على إنه مكث بالغرفة ليالي كثيرة
شافته يدخل ومعاه الكرسي المتحرك ووراه الممرضة اللي ساعدتها تجلس فيه بعد ما لبستها عبايتها وناظر للأغراض سراج وضحك : عفش والله، باخذهم اوديهم واقرب السيارة للباب وارجع اخذك
هزت راسها تناظره يطلع فيهم ورجع ياخذها ومشى فيها يطلع من الغرفة : من غير شرّ عسانا ما نرجع لهالمكان
سكت لثواني وابتسم ينزّل نظره لها : إلا بولادتك
توسعت عينها ترفع راسها له : سراج !
ضحك ومشى فيها يطلع من المستشفى وفتح باب السيّارة يساعدها بالركوب وشال الكرسي وركب يشغل السيارة وحرّك وابتسم ياخذ كفها بكفه : أنورت شوارع الرياض
ابتسمت تناظره من شغلّ الأغنية وضحكت لإنها أذهلها أن رغم المدة الطويل اللي مرت ما نسى إنها تحبّها و يردّد خلفها : والله والله والله بحبّك !
التفت ياخذ باقة الورد من المرتبة الخلفيّة وابتسم يمدّها لها وابتسمت بوسع مبسمها من توسّطت حضنها ..لا تنسون ( ⭐️ ) لإثبات وجودكم، وشكرًا ❤️
البارتات بتكون ثابته كل خميس، وإن استطعت يوم الإثنين
حسابي بالانستقرام @rawaicii , تستبق الأحداث هنا بقليل للي ما يبي ينتظر .