٣٠

3.2K 68 10
                                    

دخلت غرفتها وسكرت الباب وهي تكلم ، ضحكت وجلست على سريرها : حفلة طلاق ايش تستهبلين انتي ؟ شايفتني فاضية ؟
وجد : ايه عادي حبيبتي ليش لا نوسع على انفسنا كفايه الدنيا عاصفه فينا
ضي : سخافه ترى بس كنت افكر بسفرة لنا سوا انا وانتي واختك وشروق وسارة زي العام تذكرين ؟ صح ان ما عندي وقت بس والله محتاجة مرة
وجد : صدق ؟ تكفين قولي تم
ضي وقفت وهي تتركه سبيكر وتناظر شكلها بالتسريحة : والله كذا ودي اهرب تعرفين وش يعني ؟ ابقى هناك شهور وما أرجع لين انسى كل شي حصل هنا ، ما لي خلق أواجه شي
وجد : ملاحظتك ، انتي حتى مو بس مو قاعده تواجهين انتي متجاهله كل شي عشتيه ومكلمه حياتك ما كأنه حصل شي
تنهدت ضي وهي ترفع شعرها : خايفه أعرف اللي صار جوجو ، لي كم يوم ما اجلس معاها وما اسألها ولو شفتها قدامي صديت بس عشان ما اعرف وش اللي صار
وجد : اسأليها الحين ، ضي أنتي ادرى بنفسك وين بيوديك النكران والهروب ، بتتعبين أكثر
غمضت عيونها بقوّة تمنع أفكارها من إنها تردها وقفلت المكالمة وناظرت لأمها اللي كانت بتطلع من الشقة : ابغى اسمع باقي اللي صار
ناظرتها سماح وسكرت الباب وهي تمشي لها وجلست تناظرها ساكتة
سماح تنهدت وناظرتها ضي : وش صار بعدين ؟ يوم صدق أبوي الكلام اللي انقال ؟
سناح نزلت راسها ما كانت قادرة تحط عينها بعين ضي : أخذ جوالي مني ومنعني أتواصل مع الناس ، وكان
سكتت تتنهد وتغطي فمها تمنع بكاها وناظرتها ضي : كان أيش ؟
سماح : يضربني عنفني بكل الطرق كان بيشوهني لولا رحمة ربي فيني
عقدت حواجبها ضي تناظرها
سماح : برحمة ربي ما تأثر حملي فيك وبعد شهرين ما كان باقي على ولادتي كثير وأمي كانت تبغاني عندها بالرياض
وماصبرت وجتني هي وخالك أبو عادل لإني ما كنت اتواصل معاهم وماجد يصرفهم طول هالمدة
أنا وقتها صرت جثه ما اتغذى كويس وببطني طفلين و.
ضي : طفلين ؟
هزت راسها سماح : طفلين بس أبوك ما كان يدري
ضي : عندي توأم انا ؟ ميت ؟
سماح : بنتين، اخذوني امي ومحمد وكانت صحتي متدهوره وضربني ببطني بنفس اليوم اللي كانوا جايين فيه وولدت بالطريق بين طريق الدمام والرياض بمستشفى مهمل وسيء
عضت شفتها تداري عبرتها من استرجاع الذكريات
غصتها منعتها من الكلام وغطت عيونها تبكي ، تبكي أيامها اللي ظنت إنها تخطتها ! بس هي غطّت عليها وبس
ما عالجتها وما تخطتها وحتى إنها ما سامحت أي شخص تسبب بهالأذيّه لها
نطقت ضي : وش صار تكلمي
سماح : ولدتك أنتي حيّه ، وأختك ولدتها ميته
ماتن قبل الولاده بساعات
ضي : بسببه ؟
سكتت سماح ما ردّت عليها : كنت مقرره اعلمه بحملي بالتوأم بحفله بيننا بس كل شي تطور بسرعة وتغيرت حياتنا بكلمة
وسكت ما قلت له لما ولدتكم خبيناك عنه ووريته شهادة وفاة إختك ودفناها ، وبواسطات خالك وجدك وسمعتهم ومعاناه قدروا يتممون على الموضوع بدون ما يعرف أبوك شي
ضي مسكت راسها بصدمة تداري الصداع
ضي ناظرتها : كيف اقتنع اني بنته ؟ يوم جو علموه ماقال كانت حامل من غيري صدق ! شلون تغير رايه
سماح : لما شاف جثة إختك ما ادري حن قلبه ولا ايش ، بس تركته وتطلقت وأنا ادري إنه مصدق بشرفي بس يعرف انكم منه
ضي شتمت بهمس وصدت تستغفر
وهي تحس إن الأرض تحتها نار موقده من شدّة حرارتها تحس إن دمها ما يمشي بعروقها طبيعي يغلي
سماح وقفت وهي تمسك يدين ضي : والله والله كنت خايفة ياخذك مني ومالي قوة ، هو أخذ مني أختك ماقدرت أسمح لك ياخذك أنتي بعد ويربيك بينهم ومع زوجة أبوك ماكنت اقدر اسمح له
ناظرت بعيونها ضي لثواني وصدت بدون ماترد
سماح : يمكني غلطانه ويمكن يروح عمرك ما سامحتيني وتبقين تلوميني بس أنا ما كنت اقدر أعطيك طفولة تحت ضل أبو شكاك وزوجة أبو مجرمة وتتربين وتكبرين كارهتني واسمي بإذنك متوصخ ما كنت اقدر اسلمك لبيئة متلوثه بينما كنت قادرة أعطيك اللي أنا عطيتك اياه ، من عز ودلال ودلع واهتمام وحنية وبيئة عايلة سليمة محد يكره فيها الثاني
ولو انعاد فيني الزمن بكرر اللي سويته انتي لو تعيشين معاهم بتشوفين كل شي كنت أعنيه وبتفهمين ليه حرمتك منهم لإني عشت معاهم وشفت معدنهم
عضت شفتها بقوّة تشتت تركيزها عن دموعها ، ما تبي تبكي لإنها لو بكت تطيح
ولو طاحت ما بتقوم
هي محتاجة قوّتها الآن أكثر من أي وقت مضى ، محتاج تساند نفسها وتوقف بوجه كل شي إنسكت عنه قبل ٢٤ سنة
ناظرت أمها وهمست : ليش سكتي عنهم ما اشتكيتي ورفعتي قضية ؟ جدي وخالي كانوا بيوقفون بصفك
سماح : هم قالوا وأنا رفضت ، أخترت أحرمه منك بدال ما يكون يعرف عنك ويدخل السجن كم سنة ويطلع وتبقين بحياته أنا اخترت له عقاب يستاهله
ضي : بس عاقبتيني معه ! حرمتي بنتك وكذبتي عليها وكسرتيها عرضتيها لصدمه مستحيل تنساها بحياتها ! ما عاقبتيه لحاله
سماح : قلت لك يا ماما ما اقدر اتركك ببيئة سامّه تشبه بيئتهم
ضي : أخواني عايشين بنفس البيئة ! ما اشوف واحد منهم طلع معتوه ولا مريض نفسي ولا مجنون ، سراج عايش بنفس البيئة وما شفت قلب حنون مثل قلبه ورجال شهم مثله ، اعرفهم عن قرب ماما محد منهم كان يدل على إنه عايش ببيئة سامه
سماح : لان ولا واحد منهم كان ولد سماح ، اخوانك عيالها ماراح تضرهم بس بتضرك ، سراج أمه ما انقال عنها * ولوثوا شرفها وزوجها مصدق فيها ! كانوا بينبذونك لإنك بنت سماح
سحبت يدينها من يدين سماح بقوّة وصدت عنها تاخذ عبايتها وتلبسها ناظرت لجوالها اللي جاه إشعار من سلمان " وصلنا الدمام الحمد لله "
اخذته وهي تشوف امها جالسه وماسكه راسها وتبكي بصمت
وطلعت من الشقة
ركبت سيارتها وشغلتها ويدينها ترجف بقوّة لإنها تقاوم دموعها وتنفسها عالي
مشت وهي تطلع من حارتهم للطرق العامة وتمشي ما تدري وين وجهتها بس ودّها تمشي ما توقف ، محتاجة مكان قادره انها تفرّغ فيه كل طاقتها وأفكارها وخوفها وتدفن فيه كل هذا وترجع تكمل باقي حياتهها بدون هالخوف وهالأفكار والطاقة السامّة اللي فيها
هي تخاف من المجهول ومن عدم المعرفة تخاف من سؤال ما تعرف له إجابة، وتخاف تواجه مواجعها
بس ما تخاف تنحط بوجه المدفع ، ما تخاف توقف بوجه الظالم وتعلمّه إنه ظالم ، ما تاخف توقف بصف الحق ولو كان الكل واقف مع الخطأ ! هي ما تخاف
قويّة باس مثل ما إنقال عنها وما ينخاف عليها وما تطيح بسهوله وطيحاتها دايم واقفه
ناظرت مكان شغلها ووقفت سيارتها فيه تناظر
اشتاقت لحياتها وتفرّغها لوظيفتها بعد تخرجها وكانت سعيدة ما يلحقها هم كانت تداوم هنا بشغف كل يوم وتُحيي كل من معاها منهم سراج ، رفعت راسها تناظر البلكونه اللي تطلع فيها كل يوم وترجع لمكتبها تكمل شغلها وناظرت شبّاك مكتب سراج مشغل نوره والباقي ظلام
لإنه ما هو وقت دوام
تراجعت وهي تطلع من الموقف وتبعد عن المكان
علّت صوت الأغنية وهي تردد وراها بصوت مرتفع تسكّت صوت أفكارها وتشتتها
وقفت على الإشارة وهي تشوف الزحمة وتأففت فتحت الشباك تاخذ نفس والتفتت على الصوت من السيارة اللي جنبها : ذوقك حلو بالأغنية
ناظرته وهي تقصر الأغنية ولفت تناظر السيارات من حولهم تتجاهله
طلع راسه من الشباك عشان تسمعه : أعطيني سنابك ارسل لك اغنيه تسمعينها لباقي الطريق
تأففت وهي تسكر الشباك وتشوف الاشارة تنفتح وتمشي ويمشي وراها
ناظرت لطريقها وهي تضغط على البنزين وتهمس : اقسم بالله مو ناقصة
وقفت تأخذ قهوة وناظرت القهوة اللي بعد لحظات وقفت وراها ونزل منها سراج
رجف قلبها وصدت قبل ينتبه إنها شافته وتقدم لها : ليه وقفتي وما نزلتي ؟
اخذت قهوتها وناظرته : مساء النور
هز راسه : مساء الخير ، ليه وقفتي ومانزلي
رجعت تمشي لسيارتها وهي تفتحها بتركب : كيف لحقت تشوفني ما طولت
سراج : لمحت سيارتك
ضي : فطين ! ، ما كنت ناويه انزل اصلًا مريت كذا
سراج قرب لها وناظر فيها شوي وعقد حواجبه : شفيك ؟
ركبت السيارة بدون ما تسكر الباب : مافيني شي
سراج : بتعلميني ولا شلون
ضي : اعلمك عن ايش
سراج : صاير شي تكلمتي مع امك ؟
ناظرته ثواني ونزلت راسها ساكته
سراج هز راسه : تكلمتوا واضح
تنهدت وهي تسكر الباب وتفتح الشباك تسمعه : باخذ قهوتي انتظريني
ضي : ليه انتظرك
سراج : ما شفتك هنا صدفه لاحقك انا
ضي : وش تبي ؟
سراج : اسئلتك واجدة ، انتظريني ماني مطول
هزت راسها وهي تسكر الشباك وتلبس حزامها وعينها عليه تشوفه قدامها يطلب وبين كل لحظه والثانية يناظرها
ركب سيارته وفتح الشباك اللي بجهتها وأشر لها : تعالي سيارتي
ضي : وليش ؟
سراج : يا بنت اركبي ولا تسألين اركبي ، اسرع للمشوار وبرجعك لسيارتك
تنهدت وهي تطفي سيارتها وتنزل منها تحت انظاره
ركبت وحرك السيارة وناظرته : وين رايحين ؟
سراج لف يناظرها : انتي وين كان مشوارك ؟
رفعت أكتافها وهي تصد للطريق : ما ادري
سراج : ادري لي ساعة الاحقك ما وقفتي بمكان
ابتعد عن الشوارع والمدينة وصخبها ووقف بمكان شبه مهجور ولفت عليه : بتذبحني وتخلص من جثتي هنا ؟
ضحك وهز راسه : أعقب والله
سكتت تناظر ضحكته وفكت حزامها : وش هالمكان ؟ يخرّع
سراج : انزلي
نزلت وهي تشوفه ينزل ومشت وراه : يمكن ما تشبهيني ، بس أنا أحب لما اتضايق أروح أماكن مستحيل القى فيها بشر
اوقف بأماكن بعيدة كذا واجلس لحالي ساعات مايكون بالمكان غيري أنا وأفكاري ، بعدها ارجع البيت وللحياة طبيعي
ناظرت للمكان : مو سيء بس يخوف المكان مستحيل اجي لحالي
هز راسه سراج وهو يمشي معاها وجلس وجلست بالمكان المقابل له : وأنا جايبك عشان ما تخافين تكونين لحالك
ابتسمت تناظره وتنهدت وهي تشرب من قهوتها وتناظر المكان حولها
سراج : أنا وعدتك اني ابقى معاك لين ينحل كل شي، وهذا أنا للحين جنبك ومعك علميني وش صار ؟ وش فيك
ضي ناظرت له وهزت رأسها : زوجة ماجد كيف شخصيتها ؟
عقد حواجبه : ماجد !
أخذت نفس وهزت رأسها : جاوب
رفع أكتافه : ما أعرفها والله
ضي : شلون ماتعرفها وانتوا تجلسون دايم سوا ؟
سراج : ماني مختلط معاهم أنا دارس جامعتي هنا ووظايفي هنا هناك اروح بين فترة وفترة ما اجالس حريم عماني
ضي : أمك ما تتكلم عنها ؟
سراج هز رأسه بالرفض : أمي ما تتكلم عن أحد حتى مؤذيها عاد وش تبي تحش بحريم عماني
سكتت ضي تناظر كوب قهوتها وتفكر
سراج : وش براسك أنتي ؟
ناظرته ضي : بستقر بالدمام عندهم
سراج رفع حاجبه : بتستقرين ؟ أمك وش علمتك عنه ؟
ضي : وش دخل أمي ؟ هذا قراري أنا
سراج : اهلك يدرون ؟
ضي : يهمني يعني ؟ أنا مرتين رحت وضربت موافقتهم بعرض الحائط محد همني ، هذا بيت أبوي لي حق فيه ولا
سراج : اهدي طيب سمي بالله ، ماني مانعك أنا ومالي حق بس هذا مو أنتي صاير شي
ضي : ماصار شي سراج لا تسألني عن شي ، لا توقف بطريقي خلني اسوي اللي اسوي
سراج : ومين قال لك بوقف بطريقك عن عمي ؟ معك معك أنا وين مسارك بس امشي وراك بس فهميني وش خلاك تشتطين
ضي وقفت وهي تشرب أخر قهوتها ورمت كوبها وتركته جالس وهي ابعدت تمشي بالمكان وجلست بطرف بعيد عنه
كان يشوفها بس ما يسمعها وما يلمح هي وش قاعدة تسوي
بس فهم إنها محتاجة تبقى جالسة لحالها
وتركها تحت عيونه لساعات ماعدّها ، كان يشوفها ساكنه ما تتحرّك كأنها مصنمه
ما يدري هي تبكي ولا تفكّر أو تخطّط
غرس يده بشعره وتنهّد : لا حول رجعنا للعقل الطايش
هو يشوف إنها تحاول تمثل الرزانه والهدوء والركادة ، بس يلمح بعيونها موج البحر هايج ويلمه شرارة اشتعال نيرانها يسرق من نظراتها نيّة شر ، يدري إنها حايره وضايعه وتمشي بلا وجهه بس المهم ما توقف
ولإنه يشوف كل هذا فيها ما قوى لحظه يتركها ، هي الان قادرة تسوي كل شي بدون ما يوقف معاها ولو كان اللي يكون بتواجهه بتقدر بدونه ومع ذلك
رغبته بوجوده معاها أكبر هو يحس إنها بحاجه لك وما يدري تحت أي مسمى هالحاجه ، يحس بيعونها نداء له ما يقدر ما يلبيه لها
رفع راسه من شافها تمشي بإتجاهه : مليت ؟
كان بداخله رغبّه بإنه يرد بكل صريح " أنتي المشهد كيف أمل ؟" لكنه اكتفى بابتسامه وهز راسه بالرفض : جايبك لهالمكان عشان كذا، لراحتك
ركبت السيارة وكانت تناظره يمشي خطواته بهدوء ويركب وحرّك
تكت براسها على الشباك وسرحانه تناظر الشوارع والمباني اللي بدوا يدخلون عليها
ناظرها سراج ورجع يناظر الطريق : ماخلصت هواجيسك ؟ اطلعي من الصمت شوي
ناظرته وضحكت وتنهدت : ما تسكت اصوات عقلي ، ولو اني جالسة بصُخب
سراج : متى بتروحين ؟
ضي : ما اعرف بس قريب
سراج : اخوانك مالهم جيه لا قررتي علميني عشان نروح سوا
ضي : لا ترتبط فيني بجي بسيارتي أنا
سراج : مانتي ماسكة طريق سفر لحالك
ضي : أنا ما امانع وما اخاف على نفسي ليش مستقعد انت ؟
سراج : ماهو أمان
ضي : بالطقاق ، لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا
سراج : لا جيتي تروحين علميني
ضي ماردت عليه وهي تشوفه يوقف عند سيارتها ولفت له : ثانيكو مرة
ابتسم يناظر ابتسامتها وعيونها وهز راسه وناظرها تركب سيارتها ومشت ومشى هو راجع لشقّته
'
صحت الظهر على اتصالات جوالها المتكرره
وتأففت وهي ترد : نعم جوجو نعم ؟ الواحد ما ينام يعني
وجد : مأذن الظهر يا عسل قومي صلي
ناظرت الساعة بجوالها : وش تبين طيب ؟
وجد : معزومه ببيتي يا مطلقه، عازمه صحباتنا
ضحكت ضي : وشو يا مطلقه مريضه انتي ؟
وجد : شوفي دايم يستخدمونها عياره وسبه بس أنا عشانك متطلقه من شين الحلايا ذاك والله مدحه
ضي : طيب قفلي برجع انام ازعجتيني
وجد : لا قومي اجهزي ! من زمان ما تجمعنا جمعه حلوه مع البنات وكشخنا وتونسنا ما اشتقتي ؟
ضي : جوجو مالي خلق قسم بالله استهبال الموضوع ؟
وجد : اي بيننا يعني للضحك ليش لا
ضي : مالي نفس اشوف احد طيب
وجد : طيب أنا ؟
ضي : ولا حتى أنتي مالي خلق لأحد اقولك
وجد شهقت : الله ياخذك جاملي
ضي : بنام يا بنتي فكيني
وجد : والله والله تجين
ضي : ما ابغى اشوف احد جوجو ما تفهميني ؟
وجد : إلا اعرفك أنا بتنبسطين ! صدقيني
ضي : طيب باخذ شروق معاي
وجد : اي داقه عليها من زمان ومسوين كل شي سوا ، اصلًا على اساس سبرايز لا تعلمين اني علمتك
ضحكت ضي وهي تبعد البطانية عنها : والله انك مريضة صدق قفلي قفلي
وجد : قومي من السرير
ضي فتحت صنبور المويا : شوفي اسمعي الصوت والله صحيت
تنهدت وهي تقفل منها وتناظر وجهها بالمرايا لثواني تفكّر ، هي ما فيها طاقه تواجه أي بني آدم على وجه الأرض كيف بتجلس تمثل إنها مبسوطه ما يحلقها هم بين بنات مضطرّه انها تجاملهم
طلعت من دورة المياة على فتحت سماح للباب : صحيتي ماما
هزت رأسها بهدوء : تو صحيت دقت جوجو عندها جمعة البنات
سماح : وبتروحين ؟
ضي : ايه ملزمه علي
تقدمت لها سماح تناظرها ومسكت يدينها : من امس وانتي هاديه ، ما جت منك ردة فعل حتى
سحبت يدينها وهي توقف قدام تسريحتها تناظر الميكب وتطلع اللي تحتاجه : مافيني شي
سماح : وين كنتي أمس ؟
ضي : ولا مكان تمشيت ورجعت
سكتت سماح وهي تشوفها ما تناظرها وما تعطيها فرصة تتكلم وتسولف معها
طلعت من الغرفة وسكرت الباب خلفها
طلعت من الشاور بروبها وشغلت الفحمة وجلست قدام تسريحتها تسرّح شعرها وتردد مع الأغنية اللي صوتها صاخب: تعودت إني ماتعود على إنك لا بغيت تروح أقول شوي ويعوّد !
تعودت إني ما اهلي إلا لمن طالت الغيبة
لبست فستان ماسك على جسمها يرسم ملامحه باللون الوردي وتركت شعرها مفتوح
انتهت من ميكبها وناظرت شكلها وابتسمت لإنها من زمان ما شافت شكلها كذا ، هي تعودت تكون حلوة دايم وبأحلى طلّه ودايم تطلع وتقابل صديقاتها وتحضر كل المناسبات
من زمان عن هالروتين، كان شكلها مُبهر وملفت واللي يشوفها مستحيل يصدق إن بداخلها يُعاكس منظرها
بداخلها مخاوف ومواجع وجروح داميّه ما بكتها وما شكتها ، ونار موقده لو تنلمس إحترق كل شي حولها
دموعها اللي ما نزلت على خدّها ، تحرق جوفها
وكل هذا داخلها ، بالظاهر هي بأفضل حال وأجمل طلّه
ناظرت الساعة تخطت الساعة 4 العصر
وشافت جوالها يدق
عقدت حواجبها من قرت إسم سراج واخذته ترد وتقصر صوت الأغنية : هلا
سراج : المزاج رايق
ابتسمت وهي تطفيها بالكامل : وش بغيت
سراج : مشيتك اليوم ؟
ضي : تو الناس أمس قايله كلامي ! لا مو اليوم أكيد
سراج : دمك حار ما استغرب لو انك رايحه امس
ضحكت ضي وتنهدت : عرفت إن دمي الحار ما يجيب لي إلا الندامه
سراج : زين لا نويتي علميني ، لا تروحين بدون علمي
ضي : حاضر يا ولي أمري ، تامر على شي ثاني
سراج : ماهو كذا اللي ودك يعني سويه بس عطيني خبر
ضي هزت راسها وهي ترش من عطرها : يصير خير
قفلت منه
وطلعت من شقتها تناظر لشقة خالها محمد وتقدمت لها وهي تطق الباب ، جاها صوت شروق : جايه يلا
فتحت الباب : تعالي ادخلي فهد تحت
هزت راسها بالرفض : حاطه ماسك ! تستبهلين ؟ على المغرب مفروض هناك حنا
شروق كانت ماسكه خصله من شعرها وباقي شعرها ملموم تسويه : باقي وقت انتي مرة مستعجله
ضي : اوف بقعد الحين كذا استناك ساعتين ! استعجلي شروق بليز ما احب التأخير
شروق : انزلي وعطيني ساعه ما بتأخر اكثر وعد وعد
هزت راسها وهي تنزل مع الدرج ودخلوا عادل وبحضنه شايل رؤى وخلفه ساره
صرخت بأعلى صوتها يوم شافت رؤى ونزلت من حضن عادل تركض لها
انحنت لها وهي تحضنها وضحكت ترفعها : عيوني وقلبي وحياتي ودنيتي ! وحشتيني
ابعدت رؤى شعرها عن وجهها وضحكت وهي تحضن ضي من رقبتها بقوّة تعبيرًا عن شوفها
وضحكت ضي : حبوبه بتخنقيني من الشوق مو كذا
حرّرت يدينها رؤى وابتسمت من تركتها بالأرض : دودي احبك
ابتسمت ضي ومسكت يدها تمشي فيها : وانا احبك بس خليني اسلم على ماما اول
تقدمت تسلم على سارة وما كانت بالعادة ، بس توقعت إنه من الحمل وما استغربت
ناظرها عادل : اخبارك ضي ؟
ابتسمت : حمدلله بخير اخبارك انت ؟
هز راسه برضى : الحمدلله
شالت رؤى بحضنها ولفت لسارة : سارونه حياتي جايه من سفر ارتاحوا انتوا وخلوها عندي
سارة : واضح طالعه انتي بتزعجك
ضي : باخذها معاي ، بنتي هذي وحشتني
ابتسمت سارة : ماتقصرين بس عادي لا طلعتي ارسليها لشقتنا
ضي هزت راسها بـ لا : لا تشيلين همها انسيها الليلة
هز راسها سارة : شكرًا حبيبتي
ناظرت لعادل وطلعت معاه
ومشت ضي للصاله الفاضية وجلست فيها وجنبها رؤى اللي تسولف وتلعب معاها بإندماج وتضحك بأعلى صوت
ضي تأففت وهي تاخذ الجوال منها : بنت ! جوالي مو لعبه
سحبته منها رؤى وضحكت ضي : يا سلام ! تروحين لخالاتك يدلعونك وانا اكلها ؟
قامت وهي تترك الجوال مفتوح بين يدينها ودخلت المطبخ تسوي لها شاهي
طلعت منها ودخلت للصالة تسمع رؤى تسولف والجوال سبيكر والخلفية صوت سراج وشهقت : رؤى يمه داقه على مين
سحبت الجوال من رؤى وهي تترك كوبها : هلا سراج
سراج : وش فيك داقه أربع مرات
ضي : مو أنا رؤى بنت عادل ، الجوال معها
سراج تنهد : اي اسمع صوتها تسولف وكل ماقفلت رجعت تدق ابلشتني
ضحكت وهي تناظر لرؤى : سوري ازعجتك كانك مشغول
تنحنح سراج وهو يسحب البطانية على جسمه : لا والله نايم و وابد افضالك أنتي بس هالورع فكيني منها لا اجي افرمها صدعت بي حتى سوالفها ماتنسمع
ضي جلست ورفعت حاجبها : سلامات والله عاد سوالفك اللي تنسمع يعني ؟ لا تغلط عليها بس
سراج : ل
ناظر لجوالها وشافها قفلت بوجهه وضحك وهو يترك جواله
'
ضي : فشلتيني معاه يا نونو زين كذا ؟ يقول عنك سوالفك ما تنسمع ! هاو
ضحكت رؤى وهي تمد يدها : ابببيه
هزت راسها بالرفض : لا تخسين ، نلعب غميضه احلى صح ؟
ناظرت لرؤى : قومي تخبي يالله بعد أنا
ناظرتها رؤى ساكته : ياليل يا هالجيل النايم ، مافي مافي جوال
يالله تخبي انا بدورك !
ضحكت وهي تجلس بتعب ومسكت رؤى توقفها : اوف خلاص تعبت وأنا العب
ناظرت لشروق اللي نزلت : يلا جهزت نمشي ؟
ضي : اوف اخيرًا يلا
شروق ناظره لرؤى : حياتي متى جو
ضي : اول مانزلت من عندك
شروق : اجلطيني وقولي بتاخذينها معانا ؟
ضحكت ضي : لا ارسلت لماما تنزل لها امشي نطلع
ركبت السيارة وشغلت الأغنية وهي تردد وراها من جديد
شروق : من العصر وانتي مشغلتها حبيبتي خلاص طلعت مع خشمي
ضحكت ضي : ادمااااان ما اقدر
'
دخلت وجد المطبخ ورى أماني وهي تاخذ صينية القهوة : أماني ! مو قاعدين نتكلم من ايام بيجون البنات الحين ونجلس سوا وبيفهمون ، عطيني وجه ردي علي
أماني ناظرتها : ماراح اجلس بطلع
وجد : ما اقصد كذا تدورين علي الزله انتي ؟
أماني : وأنا اقول اني بطلع عندي موعد اصلًا ومالي خلق أشوف احد
تنهدت وجد بضيق : مخليتها عندي بالبيت عشانك ابغاك تنبسطين تغيرين جو اقعدي
هزت راسها بالرفض : كل شي جهزته باقي التقديم عليك انا طالعة الحين
سكتت وجد وهي تشوفها تلبس عبايتها وتطلع من البيت
'
دخلت ضي ووراها شروق وابتسمت وهي تنزل عبايتها : وصلوا البنات ؟
هزت راسها وجد بإيه وهي تحضنها : يامامي على الحلاوة ! بينك وحركات رجعتي بنوته
رفعت حواجبها ضي : وشو رجعتي بنوته محسستني متزوجه لي عشر سنين وعايشه بجحيم
ضحكت وجد : لا بس يعني محلوّه يامطلقه
ضربتها ضي : والله لو تقولينها مرة ثانيه بهبدك !
وجد ناظرت لشروق وسلمت عليها : بنت عمتك صايره نفسيه ملاحظه ؟
ناظرتها ضي وهي تعدل روجها : اسمعك ترى
ضحكت وجد ودخلوا سوا للبنات ، مرام ولمى وأريام
ابتسمت ضي ببشاشه ومشت لهم : هلا وحشتوني بنات زمان عنكم
جلست وهي تسمع سوالفهم وأخر أخبارهم وهي ساكته تسمع وبس ، لإن ما من جديد بحياتها إلا قصة أبوها اللي محد عرف فيها ، وزواجها وطلاقها بنفس المدة
ضحكت وهي نمثل الصدمة من دخلوا بالكيك ومشغلين أغنية : مو صاحين بنات والله !
شروق : اهلًا بك بعالم العزوبيه والحياة الحره مرة ثانية حبيبتي
ضحكت ضي وهي تشوف الكيك وتقطعها وهم يصورونها
مرّ وقت وهي تسمع لسوالفهم وتضحك معاهم بس بالها بمكان ثاني ما قدرت تتجاهل
تأففت من سحبتها شروق : وحشنا رقصك قومي ! اليوم يومك حبيبتي
هزت راسها بالرفض : مافيني حيل اقوم يا بنت غصب ؟
هزت راسها وجد : ايه بالغصب سلامات قاعده وين ضي اللي كنا نقولها اجلسي ما تجلس
وقف معاهم وهي ترقص مجامله وتضحك وترفع جوالها توثق اللحظات ، لإنها ما تدري متى المرة الجاية بتجتمع معاهم بهالطريقة
مالها نيّه بالرجعة قريب وهذا اللي خلاها ترضخ تجي وتشوفهم وتجلس معاهم رغم إنها نفسيًا مو متهيئه
مرام : متنانه شوي وطالعه احلى مرة ! تصدقين
ابتسمت ضي : صدق ؟ عاد احس وانا أنحف احلى
لمى : إلا صدق كذا وزنك مرة مثالي ! وش تسوين ؟
ضي ضحكت لإن ماتملك وقت لمثل هالأشياء هي تخلت عن اشياء كثير بحياتها سابقًا : بس اكل وانام
لمى : لو اسوي كذا بيومين صرت فيل
ابتسمت لها ضي وهي تصد عنهم وتجلس
ودّعتهم ومابقى غير هي وشروق و وجد : اوف تعبت
شروق : عجوز وش تعبك ؟ طول الوقت قاعده وتتبوسمين أوجعك فكك ؟
ضي : ياسخفك ! مرة مرة
وجد : يالله يا عسل انتي وياها على المطبخ
ضي : ليش ان شاء الله ؟
وجد : المواعين والله ماتروحون لين تغسلون معاي
شروق : امي تقول لو ماجيتي الحين بتمنعني من الطلعات لازم امشي
ضحكت وجد : والله ماتروحين ولا تعتبين عتبة البيت لين اشوف المطبخ يلق
ضي : بمناسبة اني صرت مطلقة لا تدخلوني معاكم
شروق : قبل شوي نقول لك يا مطلقه تهاوشين الحين جازت لك ؟
ضي : تكفين والله مابغى
وجد : طيب يا مطلقه دوري فيلم نسهر عليه على بال مانغسل
لبست عبايتها وناظرت لوجد بعد ما طلعت شروق لسيارة : شفيك تكلمي
ضي : مافيني شي
وجد : قسم بالله عندك شي ! أعرفك علميني
ضي ناظرتها وتنهدت : بستقر بالدمام
عقدت حواجبها وجد وعضت شفتها ضي تترقب ردة فعلها
وجد : تستقرين !
ضي هزت رأسها بإيه
وجد : شخص ما شفتيه إلا مرة وحدة بحياتك وناس ما تعرفين منهم إلا سلمان وصقر بتتركين حياتك وشغلك واهلك وأنا هنا عشانهم ؟
ضي : أبوي واهلي !
وجد : ونعم على راسي بس هذا مو رأيك
ضي : رأي مين اجل
وجد : أحد جبرك ؟
ضي ضحكت : لو تعرفيني بتعرفين اني ما انجبر
وجد : وعشان كذا مستغربه وش عندك
ضي : ابغاهم
وجد : أمك ايش قالت لك عنهم ؟ ما علمتيني تراك
ضي نزلت راسها : ماهو شي مهم
مسكتها وجد : بنت تكلمي !
ضي : تنتظرني شروق بالسيارة
وجد تأففت وناظره للساعة اللي تشير لـ ١٢ صباحًا : متى بتروحين ؟
ضي صدت بنظراتها : بكرة
وجد : مو صاحية ! مستعجله على وش دامك بتستقرين هناك خليك هنا فترة
ضي : ما عندي وقت
وجد : ماراح تروحين لين تعلميني ! تسمعيني ؟
ضي : مو الليلة
وجد : بكرة ما تمشين
ضي : بمشي
وجد : ضي !
ضي تقدمت لها وهي تبوس خدها ولوحت بكفّها قبل تسمع ردها وطلعت لشروق اللي جالسة على جوالها بالسيارة وتنتظرها
ركبت السيارة وناظرتها شروق : شدعوه كان نمتي داخل
ضحكت ضي ومشت بالسيارة تحت أنظاره
لفت على شارع البيت وناظرت جوالها يدق عقدت حواجبها وتوقفت وهي تناظر لشروق : ادخلي أنتي بكلم واجي
فتحت المكالمه : هلا
سراج : مرتين داق ليه ماتردين ؟
عقدت حواجبها : تحاسبني ؟
سراج : اسألك يا بنت الحلال ردي
ضي : حاطته صامت كنت اسوق
سراج : وينك أنتي مو بالبيت ؟
ضي : سراج نعم ؟ وش فيه ليش فاتح تحقيق معاي
نزلت من السيارة وهي تلمح سيارته بعيده عن البيت : اسلم كان دخلت تتقهوى
سراج : مريت صدفه وشفت سيارتك مو بالبيت قلت ادق اسأل
ضي : وإذا ما كنت بالبيت ؟
سراج : يمكن مسكتي الخط
ضي تكتفت وهي تمشي لسيارته : وإذا ؟
نزل من سيارته وقفل المكالمه وهو يشوفها واقفه قدامه : ما ابيك تمسكين خط سفر لحالك وأعرف عنادك لذلك أنا حريص اسألك
ضي : إيه ليش ما تبيني امسك خط سفر لحالي ؟
سراج : بنت عمي وأخاف عليك وش هالسؤال
ضحكت وهي تبعد شعرها خلف اذنها وتمسك طرف طرحتها تمنعها تطيح من الهواء اللي داهمتها : رجعنا لهالكلام ؟ ما أحبه بليز يعني
سراج ناظرها لثواني وتنهد : سكري عبايتك
ناظرت عبايتها اللي انفتحت بسبب الهواء القوية وهي تغطي جسمها : سراج بليز يعني قاعد تخنقني بالمعامله هذي، محد مسؤول عني بسافر بالوقت اللي ابغى لحالي ! شكرًا ساعدتني ووقفت معاي كثير وقفه محد وقفها من اهلي كلهم ، بس مو مسؤول عني ومالك أحقيه تتدخل بشؤوني
رفع حواجبه : الحين حرصي وخوفي عليك صرتي تشوفينه تدخل ؟
ضي : ايه قاعده اشوفه كذا !
سراج : وش هالعصبيّة ؟ مو أنا الشخص الصح اللي تطلعين حرتك فيه
ضي ناظرته لثواني وتنهدت : ماني معصبه!
سراج هز راسه وهو يشوف ملامحها معقوده وصوتها عالي : ماشي أنا أحسن
ماردت عليه وهي تشوفه يرجع يركب سيّارته
رجعت للبيت وتأففت وهي تقفل السيارة ودخلت
شروق : وين كنتي ؟
ضي : اكلم
شروق : مو عند السيارة
ضي : اوف شروق خلاص قلت لك قاعده اكلم !
تعدّتها وهي تدخل لغرفتها ونزعت عبايتها وتنهدت وجلست على السرير
غمضت عيونها بقوّة تحاول تسيطر على مشاعرها ، هي لإنها ما عبّرت بالوقت الصح وهربت كثير والآن قاعدة تكبت نواياها ودموعها وحزنها وصدمتها
كل هالمشاعر تتحوّل لكتلة غضب تمسّ كل من كلمها
'
ناظر لضي تطلع من بيت أماني وعقد حواجبه وفتح الشباك وهو يناظر من جديد يتأكّد وهمس : وش جاب ضي لبيت أماني ! وش عرفهم ببعضهم ؟
تنهد وهو يفكر بالعلاقة اللي تربطهم ويناظر باب البيت ينتظر رجعتها
هو يعرف أخبارها ويراقبها لساعات طويلها يشوف روحاتها وجيّاتها وعلى علم إنها تدور وظيفة جديدة ومؤخرًا قطعت روحاتها للمختصة النفسية اللي كانت تزورها كل أسبوع.
اللي تعرفه هي ، انه استسلم وما عاد يبيها وطلاقهم قريب
بس اللي ما تعرفه إنه للآن عالق على بابها ورغم إنها صكّت الباب بوجهه ورفضت محاولاته، يراقبها من بعيد وهذا ما بوسعه الآن ينتظرها تهدأ
عشان يرجع يحاولها ، يحاول حتى يكسب
شاف سيارتها توقف على باب البيت وتنزل منها ، وابتسم لإنه شافها أخيرًا بعد وقت طويل
ورغم إن جروحه للآن داميه من كلامها واللي للآن صداه يتكرر بإذنه كأنها ليلة الأمس ، لكن كانت الجروح منها
أفضل من المواساه من غيرها
نارها الحارقة أفضل من جنّة أي امرأة أُخرى
حط راسه على الدركسون بتعب وإرهاق ، هو يهرب من بيتهم اللي مبني على ذكرياتهم ، اللي كانت بعينه أحن الذكريات، بس بس كانت بعينها أقسى واسوء ذكرياتها
ذكرياته مع الجميع - سواها - صاقعة 
وذكرياتها مع الجميع - سواه - دافئة
كانت تشوفه صقيع ويشوفها دفاه وهذا اللي خلّا بينهم فجوات أدت بعلاقتهم للتهلكه

نور وجهك يقلب الظلمات ضيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن