٢٨

3K 79 5
                                    

قفلت وناظرت لوجد : جوجو بنتكلم لما نوصل
لفت عليها وجد وعقدت حواجبها : عن وش
رفعت أكتافها وهي توقف على البيت : كذا جلسة فضفضة وتفريغ كل ما بالجعبه ، نبغى نبكي سوا
ضحكت وجد وهي تفك حزامها وتأخذ شنطتها : جوجو تبكي ؟
نزلت ضي وحاوطتها بيدها : ايه معاي بتبكي
وجد : أنتي تبين تضيقين صدري غصب ؟
ضحكت ضي : شدعوا ، تعالي مع باب الشقة مالي خلق أشوف احد
'
وجد وهي تشوف الصور بجوال ضي : ماشاء الله ميانه على طول طالعه معاهم مطعم ! مين مع لمياء ولا روان ؟
ناظرت الصورة ضي وابتسمت وهي تتكرر ، وعضت شفايفها وهي ترجع تجلس : لا ، مع سراج
ضيقت عيونها وجد وهي تنزل جوالها : الابتسامه هذي كلها عشانه ؟ ماشاء الله
ضي مسكت شعرها وناظرتها : ما ابتسمت
وجد : ضرسك الأخير بان وتقول ما ابتسمت ، وش مطلعك تتعشين مع ولد عمك
ضي ابتسمت وهي تتكي بظهرها وتلعب بشعرها : كنا طالعين البحر عشان امشي وكذا بعدين طلع من العناية أبوي ورحنا ، وهو مرجعني البيت سألني اذا اكلت أو لا ، وغصبني اتعشى عاد
ضحكت وجد : لحالكم ؟
هزت راسها بأيه
وجد : والله وطاح سوقك يا خالد
كشرت من طاريه ضي وصدت : اسكتي بس
وجد : ضي ! تراك متزوجة
ناظرتها ضي : وش سويت أنا ؟ أعرف وبتطلق لإن ما ابيه ، حتى ما شفته بعد ما ملكنا على بعض حاسبته زواج هذا
وجد : أعرف بس اقصد عشان سراج
ضي : وش دخل سراج ؟ وش العلاقة يعني ؟
وجد أشرت بأصبعها : اسألي قلبك
سكتت ضي وهي تختفي ابتسامتها وتناظر لوجد بتفكير ، وصدت ثواني عنها
تأففت وهي تعتدل بجلستها وبربكة : تخربطين بالكلام انتي ، ماله داعي والله ، نتابع فلم سوا ؟
وجد ضحكت بهدوء وهي توقف : يلا واسوي الحين احلى عصير برتقال فرش ومعاه بوب كورن اوف يمي
ضي وقفت : سوي وباخذ شاور أنا اوكي ؟
وجد : وكأن البيت بيتي ادخل المطبخ لحالي ؟
ضي : مسويه انه شي جديد يعني ؟ ادخلي بس
ضحكت وجد وهي تطلع من الغرفة
'
ناظر سراج لسلطان اللي منسدح : ها مرتاح ؟
سلطان : ماقصرت والله يا سراج حتى سريرك تنازلت عنه عشاني
سراج هز راسه مبتسم : ابد خذ راحتك ، ودك بشي
ضحك سلطان وهو يجلس ويلمس الشاش اللي على راسه : والله اني بخير لو ابي شي سويت بنفسي لا تشيل همّي
سكت ولف لجواله اللي اتصّل وفز من شاف الأسم وقام من سريره بسرعه ومسك راسه من حس بدوخه
وناظره سراج وقف يمسكه : بسم الله عليك وش جاك
وقف سلطان وأخذ جواله : ما علي مافيني شي
هز راسه سراج : طيب بالصالة أنا
وطلع من الغرفة
جلس سلطان وهو يتنحنح ويناظر الرقم لثواني وردّ : مية هلا
وقف وهو يتقدم للشباك ويناظر الاطلاله ويمسك راسه بتوتّر
عقد حواجبه من سكوتها وناظر الجوال : أماني ؟ شفيك
أماني كانت تبكي بإنهيار ما قدرت تتمالك نفسها : طلقني خلاص !
عقد حواجبه بخوف : تبكين أنتي ؟ وش فيك
مسحت دموعها وهي تناظر المكان حولها : مافيني شي سلطان بس طلقني
سلطان : وينك أنتي ؟ بالبيت ؟ جايك الحين
أماني : ماني بالبيت لا تجي ، طلقني اقولك تجيني ليش
سلطان : ارسلي لي موقعك
أماني : ماني مرسله شي
سلطان : والله الف الرياض كلها لين القاك ، ارسلي قسم بالله مابي حيل لا تتعبيني
اماني : ارتاح سلطان مكانك ، طلبتك طلاق بس صعب لهالدرجة ؟
سلطان فتح الباب واشر لسراج بيده : جايك جايك أنا
نزل الجوال من اذنه وناظر لسراج : ابي مفتاحك
سراج : وين تبي ؟ اوصلك أنا
سلطان هز راسه بـ لا : لا لا بروح بنفسي اخلص عطني
سراج : وجرح راسك ؟ تستهبل ماني مخليك اوديك اللي تبي ، كانه شي خاص اوصلك مكان قريب له
سلطان عصّب : يا سراج مافيني إلا العافية ! عطني
تنهد سراج وهو يطلعه من جيبه : انتبه لنفسك تكفى ، ان حسيت بتعب دق علي ماني نايم أنا
هز راسه سلطان وهو ياخذه ويطلع من الشّقة : وينك ؟
أماني : ابغى ابقى لحالي سلطان ماهو وقتك
سلطان : زين أدورك لين القاك، إن صار بي شي تذكري إنك السبب
أماني تأففت وعصبت : خلاص برسل لك الموقع
قفلت وهي تناظر المكان الخالي من البشر سواها وبعيد عن ازدحام الرياض وشوارعها ، وارسلت له بتردّد لإن من بدت بالخطوات الصحيحة والتفتت لنفسها هو المكان الوحيد اللي تختلي فيه بنفسها وتصفي بالها فيه وما تبي أحد يكتشفه غيرها
مرّت نصف ساعة و سمعت صوت سيارة والتفتت وشافت السيارة تطفي ونزل منها
شدّت العباية على جسمها بتوتر وهي تناظر ملامحة لثواني وتصد بتكرار ، ما تقدر تنكر إنه وحشها وجهه وقُربه، عضت شفايفها من قرب منها ووقف قدامها
وصدت بنظرها عنه وخطت خطوه للخلف
سلطان ناظر وجهها المحمرّ من كثر بكاها وماهي من عادتها مايذكر إنه شهد هاللحظة قبل كذا ، ويدري إنه السبب يدري إن دموعها ووجعها منه وهذا يحرقه !
سلطان همس وهو يقرب أكثر يمنع المسافات بين أجسادهم وهي تتراجف تصنع مسافة : وش فيك ؟ ليه تبكين ؟
أماني : ماهو شي يعنيك
سلطان هزّ راسه : أنتي كلّك تعنيني ، كيف عاد دموعك ؟ تكلمي أماني
ضحكت بإستخفاف وهي تمشي وجلست على الحافّة
عقد حواجبه ومشى لها وجلس بجانبها ، غمّض عيونه وعقد حواجبه
ناظرتها ولفت له : شفيك !
سلطان : عطرك .. صحّى جرحين
سكتت تناظره ولف يناظرها : جرح سطحي ، وجرح هنا
ولمس صدرها وهمس : بأقصى جوفي ، وهذا أوجع
لمعت عيونها وهي تبلل شفايفها وصدت عنه بإرتباك
سلطان ابتسم من إرتباكها وتنهّد : مين بكّاك ؟
أماني ناظرته : شايفني قاعدة ابكي الحين ؟ مو قاعدة ابكي خلاص روح سلطان !
سلطان : لا تسوين بي كذا
أماني ارتخت ملامحها من نظراته : وش سويت أنا ؟
سلطان : تقسين وتصدين كل الطُرق بوجهي ، ارفقي فيني !
أماني : كنت أعزك لو إنك جرح ومجاهدك قتّال ، وروضت جسمي لاجل سقمك وصبّرته وبالنهاية ؟
انهد حيلي معاك ! ماعاد بي طاقة أحنّ عليك واقسى على نفسي
سلطان : لا تقسين على نفسك بس لا تقسين علي ، صيري أحسن مني وساعديني
أماني : ماني الأفضل وماني أحسن من أحد ، أنا كذا من اليوم ! وبكرة وبعدة والى أن تنقطع علاقتنا .. حنا انتهيييينا سلطان، لا تتأمل
ابتسم سلطان : اللي ودّك انتهينا بالنسبة لك بس بالنسبة لي لا، نبدا من جديد
أماني ناظرته : متأمّل ؟
هز راسه بأيه ووقف ومدّ يده يوقفها معاه ووقفت ومشى بخطوات هادية : إيه ، برجع أخطبك من كبار أهلك ، وبتوافقين ، وبنعيش فترة الخطبة سوا بالعلن ! بتعرّف على بعض من جديد ما كأننا عشنا الخمس سنين هذي ، وبنسوي أكبر زواج يدري فيه القاصي والداني ، بجيب منك ٤ عيال ، بنربيهم سوا
سكت شوي وناظرها : ببيئة ما تشبه البيئة اللي عشت فيها وربيت فيها ، بيتعلّمون كلمة أحبك ، بينامون بحضني ويصحىن يسمعون كلمة حنونة ، ببيت دافية جدرانه من فرط الحنان اللي فيه واللي تولّد مني ومنك ، لعيالنا ولنا ! ايه أماني أنا مو متأمل أنا متأكد !
أماني : يوم كنت بين يدينك ما شفت إلا عكس هذا ، ومابرجع بين يدينك من جديد ، أحلامك هذي بتعيشها مع وحدة ثانية أنا ما ابيك
سلطان : وأنا ما ابي من هالدنيا إلا أنتي ، إن كان أنتي ماتبيني فـ الله ياخذني منـ.
سكّته وهي تشهق : استغفرالله ، سلطان !
ابتسم من منطقوها لإسمه : يا كلّه
أماني تنهدت بتعب وتكتفت : سلطان لا تصير علي هالمرة بعد كون معاي وحقق مبتغاي تكفى
سكت وهو يناظرها بهدوء
أماني : طول معرفتي فيك أركض وراك ! بتخلي حتى نهايتنا أنا أركض وراك ؟ عشان تطلق ؟
سكتت وماشافت منه رد وتكتفت وهي تقرب : وجد عرفت عننا ، سمعتني كلمة لو يمضي من عمري ستّين سنة زودٍ على الثمان وعشرين الماضية ! ما نسيتها من حدّتها .. خلتني أصرّ أكثر رغم قوّة إصراري إن هالعلاقة تنتهي
سلطان ناظر دموعها اللي تجمعت وغصتها : وش قالت لك ؟
نزلت راسها وهزت بـ لا
سلطان : تكلمي وش قالت عنك اختك ؟
أماني صرخت : ** ! لما قلت لها عن سبب زواجنا
سلطان عقد حواجبه وهمس : تعقب ! والله تعقب
أماني : ما تعقب ، هذي الحقيقة بس ملفوفه .. تعبت خلاص والله ان ماعاد بي طاقة اتحمل اعتقني منك سلطان اعتقني !
سلطان ناظرها وصد يفكر ، هو يبيها ويبي يصلّح أغلاطه معاها  وما ينتهي مصيرهم لكن بعد ما يقوى يشوفها تحمل كل هالتعب على أكتافها ، يشوفها تبكي قدامه وهو خمس سنين ما يذكر شاف لمعة عيونها !
والحين يشوفها تنهار قدامه وتعلن استسلامها وصدودها بكل قوة ما هزّها شوق وحنين وأتعاب
ناظرها تمسح دموعها وتنزل بدالها عشرة وتنهار وما تقوى ، يدري كم هي مجروحة منّه وكيف نظرتها لعلاقتهم تستنقص من نفسها الكثير ، وكلمة إختها كانت سيف على جرح دامي !
بلع ريقة بخوف من استسلامه ، استسلم ماهو من تعبه بالركض وراها ! ولا عزّة نفس
عشانها
ناظرته وفهمت نظراته وبلعت ريقها بخوف من تقدم لها وهمس : اسمحي بليلة توديع ، الليلة آخرنا وبكرة مانكون حنّا ، نصير أنا و أنتي ،وقسم بالله اللي تبينه بيصير
ناظرته وتكتفت : عطيتك من الأيام ما يحلم به اللي ودّه يصافح يديني مع ذلك ما قدّرتها ! والحين تطلب مني ليلة ؟
سلطان مسك كفها بيده السليمه وهمس : هنا مابنروح شقتنا ، أخر جلسة .. اقولك تكفين راجيك أنا ما يهزّك الرجاء ؟
ناظرت عيونه ثواني وسكتت تفكر
سلطان : ما ودك بالفرقى ؟
أماني ناظرته وصدت : أبيه ، أنا كارهه حتى طاريك ننتهي كذا مابيني وبينك شي يسوى الموادع حتى ليلة أجلس فيها وبيني بينك خمسة أمتار  استكثرها
عقد حواجبه وارتخت يدّه اللي شاده على يدها، وناظرها ثواني ينتظرها تعدل كلمة او تحسّن سوء فهمه مسك شاربه يفكر
وتنهد وهو يبعد بخطواته : على مبتغاك 
قوّست شفايفها وهي تشوفه يركب سيارته ويشغلها ويمشي ، ومن ابتعد عنها صدّت تناظر المكان وبكت بحيلها كلّه ، الكلمة الجارحه منها تجرحها قبل تجرحّه ، وتأذيها قبله
أجبرت نفسها على شي ما ودها فيه عشان ما تخسر نفسها معاه ، لإنها لو قضت ليلة حنونة معاه بكرة بترفض التوديع وترجع لمكان أذّاها كثير وهي ما تبي كل مابنته ينهدم عشان ليلة ، جلست وهي تضم رجولها بتعب ونزلت راسها تبكي
'
على وسع الأرض يحس إن أثقالها فوقه ومحاوطته
من جهاته الأربع ، ودّه يهرب ولا يدري وين
هو كان يهرب من أذى الدنيا لها والحين هي من اذته !
وين يهرب ؟
تنهد وهو يفتح الشباك يسمح للهبوب الباردة تداعبه لعلّها تشيل الضيق من صدره
ويناظر للشوارع ويدخل بزحمتها ويرددّ وهو يتذكر كلامها ويتردد بباله : عرش الهوى اللي تّولى فيه وإحتله
‏لا طاح منه وش اللي عاد يبقى لي
‏بتعم في صدري الفوضى وتحتله
‏وأعيش في حزني وفي خيبة أمالي
‏يا طيب عذره لو إنه جاء على حلّه
‏غلاه يجعلني أدمحها ولا أبالي
‏مع ذلك الله يبيحه ويحله
‏بموت ما طاريٍ هجره على بالي !
مسك راسه بألمّ من الضغط اللي يحسه وهمس : والله والله بموت من الهجر ، والله
'
مرّ على الفلم ساعة ووجد تناظر الشاشة وتأففت ورجعت تناظر ضي : اسألك بالله أنتي مع الفلم ؟
ناظرتها وجد وهي تأشر بيدها : بنت
فزّت ضي وناظرتها وهي تضغط على عيونها بيدينها وتنهدت : شفيك ؟
تنهدت وجد وهي تطفي التلفزيون : محد فينا قاعد يطالع  الفيلم مشغلينه عشان يسكّت هواجيسنا ، بس صار صوتها أعلى !
ابتسمت ضي وهي تتكي وتناظرها ساكتة لثواني وتنهدت : بتعلميني وش همك ؟
ناظرتها وجد وصدت بعيونها : مافيه شي أي هم أي بطيخ
ضي هزت راسها وهي تقرب لها : جوجو حياتي أعرفك ترى !
تكلمي معاي ، أنا كل مرة أجيك واشكي لك همّي وتسمعيني كل مرة ! ما راح أتحملك أنا ؟
وجد هزت رأسها بالرفض : أنتي مو ناقصة فيه من المشاكل والهموم على راسك بثقل الرياض كلها ، ماهو شي مهم صدقيني
مسكتها ضي تمنعها من الوقوف : محد قادر يخليني أوقف بكل هالقوة إلا أنتي، من عرفتك ومن كانت أعمارنا ما تتعدا السبع إلى اليوم، إيه أنا ماعاد بي طاقة أتحمل ثقل ثيابي ولو يطيح فوق راسي أصغر هم بطيح طيحة ما عاد بوقف منها !
جلست وجد وهي تسمع لها
ومسكت يدها ضي : بس والله والله مستعدّه ماهو بس أسمع شكواك ! أوقف على رجولي لحالي وأحارب الدنيا باللي فيها عشانك لا يهمك أنا واللي فيه أنا عشانك أقدر على اللي ما أقوى عليه عشاني
ناظرتها وجد ثواني وابتسمت بإمتنان وحطت راسها على كتف ضي ساكتة
كانت محتاجة مسانده وشخص يوقف معاها ، يوقف جنبها ويقويّها وبس
هي ماهي محتاجة تتكلّم أو تلقى أحد يسمعها ! يكفيها هذا شي
سكتت ضي وفهمت سكوتها ، حاوطتها بصمت وهي تناظر المكان من حولها وتفكّر
'
نزلت للصالة بعد ما مشت وجد من عندها
وناظره للصالة وهي تسمع أصواتهم كلهم منها، تنهّدت وهي تتذكر جلستهم سوا فيها وقت القهوة وضحكهم مع بعض والأيام الحنونة اللي كانت تضمهم سوا
هي ما زالت تضمهم سوا ! هي فقط خارج الإيطار
تقدمت وهي تدخل الصالة وناظروها
ونزل راسه أبو عادل ما قوى يناظرها
جلست بمكانها المعتاد بالقرب منه
ناظرهها وابتسم وهو ياخذ الفنجال ويصب من القهوة ويمده لها وهمس : أتمنى إن القهوة من يدي لا زالت مميزة
ناظرته وهي تاخذ الفنجال وصدت بنظراتها وما تكلمت
شربت منه وابتسمت لإنها عرفت إنه هو مسويها وتسمع سوالفهم وضحكهم سوا ، وحتى أحمد بينهم
اللي كبرت وإعتادت إنه دايم يجلس لحاله ، وما يشاركهم الجلسة إلا بالأعياد ويكون ساكت ومايدخل بحديثهم
هالمرة هو يسولف مع فهد وعادل وشروق ويضحك معاهم وما يسكت ! كأنه يشبّع رغبته بالحديث اللي طال صمتها ٢٦ عام !
قام من مكانه بعد ما سمع صوت الجرس وناظرهم : أنا بشوف
طلع وفتح الباب وابتسم من شاف خالد : يا مرحبا يا مرحبا
سلّم  وابتعد عن الباب وهو يُشيح : ادخل تقهوى
خالد : لا والله تسلم أنا جاي لزوجتي بكلمها إن كانها صاحية
هز راسه أحمد : طيب يابن الحلال ماهي طايره ، اجلس وتقهوى وتكلمها
خالد : ماتقصر بس مستعجل
هز راسه أحمد : على هواك ، ادخل بالمجلس وبناديها لك
دخل للصالة وناظرها يأشر لها ووقفت وهي تعدل طرحتها وطلعت من الصالة معاه : هلا
أحمد : خالد هنا
عقدت حواجبها : هنا وين ؟
أحمد : بمجلس الرجال ، يبي يكلمك
تأففت وهي تتكتف : جاي بدون موعد ذا ؟ يمون
أحمد ابتسم وهز راسه : ما عليه أعذريه مسافرة أنتي من كتبتوا كتابكم لا شافك ولا سولف معك اكيد يبي يتطمن
سكتت ضي ونزلت راسها بضيق : ما تبينه أنتي صح
هزت راسها بالرفض : ناسي الطريقة اللي تزوجته فيها ؟ حدّوني عليه لو اني أحبه بكرهه بعد هالموقف ، وأنا اصلًا مالي رغبة فيه من زمان
هز راسه أحمد وهو ياخذها تحت كتفه ويمشي معاها : أنتي قوية باس وماينحني لك رأس أدري بتقدرين تحلين هالشي بدوني ، بس اني وراك أعرفي وإن كنتي جازمه على الطلاق ابشري به
ابتسمت وهي تهز راسها : بطلع اشوفه
ناظر للصالة وناظرها : منتي قايله لمحمد وأمك ؟
ناظرت ثواني وهزت رأسها بـ لا
وطلع للمجلس ناظرت للباب ثواني وعدّلت حجابها ودخلت
ابتسم ووقف من شافها : يا هلا يا هلا
كان بيسلم عليها ويحضنها لكن تراجعت بخطواتها للخلف وسكت وهو يتنهد وجلس وجلست بالطرف الثاني : أخبارك ضي
هزت راسها بهدوء : زينه
سكت يناظرها : ما تاخذين وتعطين بالكلام ! وش فيك أنتي وش صاير لك وش شايفه مني ؟
ضي ناظرته وصدت بنظراتها عنه
خالد : ما تبيني أنتي ؟ ليش وافقتي على خطبتنا أجل ؟
ضي هزت أكتافها : توقعت اني بقدر أسامحك وأعيش معاك مرتاحة بس خاب ظني ، مو مرتاحة ولا مبسوطة ولا ابغى ابقى بمكان أنت جالس فيه
خالد رفع حواجبه وهو يناظرها : كنتي تجامليني يعني ؟
ضي هزت رأسها : ماني قدرة أسامح ولا أعفوا ماقدرت أنسى الليالي اللي بكّيتني فيها وتركتني بدون إجابة ولمّا تزوجتك بهالطريقة زاد نفوري منك
خالد : بس كنت قايل لك عندي أسباب ! عندي أسباب لو سمعتيني حلينا كل شي
ضي : بعد الحين والله والله يا خالد ما يهمّني ، ما تعنيني أسبابك وما يعنيني حبك لي ولا شي بعد هالوقت يهمني
خالد : يعني أيش ؟
ضي : إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ، الطلاق خالد ابغى الطلاق
خالد : طلاق ! ما عطيتي علاقتنا فرصة
ضي : ماعاد بي شدّة أتحمل أخف ثيابي ، لا تطول السالفة وهي قصيرة بكلمة تنهي كل شي
ناظرته وابتسمت وهزت راسها بالقبول والتفتت على خروج أبو عادل وهو يرحّب فيه وناظرها مبتسمه وهو يحاول يخفي ضيقه وابتسم يرد السلام : إجلس القهوة جايه
هز راسه خالد بالرفض : تسلم يا عمي لكن بمشي
أبو خالد : لا والله إن تجلس وتقهوى، جاهزه جايه الحين افا بس
تنهد خالد ودخل معاه للمجلس وجلس وهو يسمع سوالفه وأخباره ويرد
'
دخلت ضي للبيت وهي مبتسمه وفتحت حجابها ، هي من كثر عدم تقبّلها له كـ زوج ! ما تركت عبايتها والطرحة على راسها وكأنه غريب
طلعت بوجهها شروق وعقدت حواجبها : اوف اوف اوف ، والله خالد ماهو هيّن وش قايل لك
ناظرتها ضي ومسكت يدها وهي تهمس بحماس : قال انتي طالق ! قالها قالها قالهااا
إختفت ابتسامت شروق وهمست : ياويلي مجنونه ! حبيبتي عليك حرارة شي ؟
ضحكت ضي وهي تحضنها : مرتاحة شوشو مرتاحة ! كذا كنت أحس اني مقيده ويوم قال الكلمة تحررت
شروق مشت معاها ودخلت للصالة : توقعت تتعدل علاقتكم صراحة ما توقعت تصملين
ضي : يع ! مرة مو جوي
ضحكت شروق وناظرتها ضي : كان ذوقي خايس ، الأختيار الجاي بيكون أحلى خالد درس لي
ضحكت شروق وجلست : مريضة والله
ضي : وين سارة ؟ ماشفتها من جيتكم
شروق : عند اهلها اعتقد من زمان ، طلعت عيون عادل من وحامها كل شوي طاردته ويجي ينام هنا عند جدتي
ضحكت ضي : يوه تذكرت ايام حملها ب رؤى كانت تكرهني أعوذ بالله حطمتني وعدمت أبو الثقة
'
قامت ضي وطلعت من الصالة وشافت
خالها أحمد قدامها
ابتسم وهو يناظرها : لك فضل علي يا بنتي
ناظرته وعقدت حواجبها : بـ ايش ؟
مشى لها وهو يجلس معاها : بخروجي من القوقعة اللي عايش عليها على قولتك
ضحكت وناظرته : والله صادق ، كلامك بقى ببالي وقت طويل  ماقدرت اتجاهله ، ولو كان صعب بس اني قدرت شوي
ابتسمت وهز راسه : لقيت لي وظيفة ورجعت لغرفتي اللي داخل البيت بعد ٢٦ سنة من تركتها وصرت أجلس مع أمي وأدركت إن العمر مضى منه كثير كثير ! وقلت ما ابي أضيع ما بقى منه بحسره وهواجيس وذكرى
سكتت وهي مبتسمه ورغم إن بصدرها كثير من الزعل عليه بي ما قدرت تخفي فرحتها وقف وهن يبوس راسها : لا عاد تغيبين عن بيتنا ، أنتي ضيّ الليالي المظلمة ! حتى على ليلي الحالك محد يقدر يضويه إلا انتي
دخلت سماح ووراها محمد أبو عادل : صدق اللي سمعته ؟
التفتت لهم وهي تاكيه بأريحيه : وش سمعتوا ؟
أبو عادل : طلقك خالد
ابتسمت وهي تبعد شعرها عن وجهها : إيه حمد لله
رفعت حواجبها سماح : حمد لله !
أبو عادل : فشلتينا معاه يا ماما حتى ماصار أول كلام بيننا حنا يا الرجال ! فجأة رحتي له ومن اول قعده خليتيه يطلقك ؟ متزوجين لعبه أنتم ؟
ضي : من قبل كل شي قلت لك ما ابغى زواجي بخالد يتم وما سمعت لي تجاهلتني بعدين أجبرتني ، وأنا ما أنجبر على شي ولا يتم شي بحياتي بدون رغبة ورضى مني هذي حياتي أنا وأنا مسؤوله عنها والشخص الوحيد اللي يقرر فيها أنا مو أنتم ماكنت محتاجه أعطيكم خبر مسبق ولا أشاوركم
تنهدت سماح وهي تناظر لأخوها بصمت ، وسكت وهو يطلع من المكان ما ردّ عليها
هي مسبقًا كانت تحط له إعتبار بكل خطوة في حياتها ، وهو ما يرضى يُقل إحترامه بهالشكل مهما دلّلها
ولو حصل هالموقف قبل شهور ، ما بتكون مثل ردة فعله الآن
لكنه ساكت لإنه يركض ورى رضاها
'
صحت أماني من نومها ومسكت راسها من داهمها الصداع ، لإنها أمضت ساعات ليلها كلّه تبكي ونامت على كذا
طلعت من الغرفة ودخلت للمطبخ وهي تشوف وجد تسوي أكل
صدت عنها بنظراتها وهي تفتح الثلاجة وتدور مسكن
أخذته وجلست على الكرسي بعد ما صبت مويا
وجد : لا تاكلينه على جوع استني الأكل بيجهز
ناظرتها وماردّت وشربت المويا تدفع فيه الحبّه وطلعت
تأففت وجد وهي تترك الملعقة اللي بيدها ومشت وراها : سلامات ترى اللي مفروض يبدر منه هالأسلوب أنا مو أنتي !
ناظرتها أماني وماردت وهي تدخل فراشها وتضمه على جسمها
غمضت عيونها وجد بقلّة صبر وهي تحس إنها تغلي من قهرها وغضبها وخيبتها وتساؤلاتها ومن حزنها اللي ما تقدر تعبّر عنه إلا بالعصبية المفرطة
جلست على سريرها وناظره لأماني وهي تفكر ، كيف مضت هالسنوات على أماني ؟ كان شخص كويس معاها ولا ضرّها ؟ جرحها وهدمها واستغل ضعفها ولا كان شخص حنون وأحتواها ؟
٥ سنين ماهي بسيطة وماهي سهله أكيد مرت عليها لحظات تعبت فيها من شي ودخلت بمشاكل معاه كانت تحتاج أحد يساندها بس ما شافت منها إلا الصمود
إلا القوّة والنهضه ، كانت كل ما تحس إنها تعبت وبتنهار تشوف أماني قوّة لها لإنها شافت فيها الأم والأب المعلمة والطبيبة والمربية و المُعيله لها ، ورغم كل هالضغوط والمسؤوليات اللي تحملتها ما قد شافتها طايحه ومستسلمه !
كانت قدوة لها والآن ! تغيّرت نظرتها
تأكّدت إن أماني ما كانت بكل هالقوة والصلابة
هي تتعب وتطيح ! تطيح بس واقفة

نور وجهك يقلب الظلمات ضيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن