مرّ شهر
تمّت خطبة خالد وضي
ورفضت الشوفه بطلب منها ، بالمقابل وافق هو
لإن عينه شبعانه منها
وتحدّدت ملكتهم بعد شهرين
باشرت ضي بشغلها من أسبوعين
وإنتظم شغلهم وكانت ممنونه من وظيفتها .'
دخلت ضي المكتب وهي تشوف بقيّة الموظفين ومن بينهم سراج اللي رفع رأسه لها وابتسم وبادلته الإبتسامه وجلست على مكتبها
رفعت رأسها على سؤاله : مسلّمك ٣ تصاميم ترسمينهم
وش صار عليهم ؟
ضي : أنهيت ٢ وباقي وحدة ، أخلصها قبل ينتهي دوام اليوم إن شاء الله
ابتسم بإنعجاب : سريعة ومتقنه يا ضي ما شاء الله
سكتت وهي تلتفت على جيّة موظفة الإستقبال وبيدها باقة ورد كبيرة وقهوة : لي !
ابتسمت وهي تمدها لها : إيه
أخذتها ضي وابتسمت وهي تأخذ الكرت وتقرأ
" غير وجهك،
هو بقى في الكون ضيّ؟
وغير رمشك..
من يقول أن فيه ظِل؟ "
( خطيبك ؛ خالد )
كشّرت بوجهها وتلاشت إبتسامتها
اخذت باقت الورد ورفعت راسها تدور بعينها أقرب زباله
قامت من مكانها ورمتها تحت أنظاره ورجعت مكانها
جالها إتصال من رقم مو مسجل
لكن عرفته
تنهدت وهي تقوم من مكانها مرّة ثانية
وتطلع للشُرفه
وردت : هلا ..
خالد : حيّ الله هالصوت ، هلابك
عقدت حواجبها : عفوًا ؟
خالد تبسّم : أفا ، ماعرفتي صوتي ؟ نسيتيه
سكتت ضي
خالد : خالد أنا
تنهدت وهي تبعد السماعه عن إذنها بإنزعاج وسكتت لثواني وردت له : هلا خالد ، رقمك مو مسجل ماعرفتك
خالد : وحشتيني
سكتت ضي ولا ردت عليه
كانت تبغى تجامل وتداريه لين توصل مبتغاها
لكنّها ما قدرت
كل مافيها يدفعها لشتمه
خالد : وش فيك ما تردين ؟
ضي : ما عليه خالد مشغوله أنا بالدوام
أكلمك وقت ثاني
خالد : عيني عليك ، ناظريني
جمدت ملامحها وتقدمت وهي تشوف سيارته واقفه وهو متكي عليهت ورافع رأسه لها : ليش جاي ؟
خالد : وش فيك ضي ؟ جاي أشوفك
إنزلي لي
تنهدت ضي : ما أقدر ، مايصير تجي بدون علم
خالد : خمس دقايق بس ، مشتاق لك تراني
سكرت منه وشتمته بهمس ودخلت للمكتب، ناظرت للورد المرمي بالزباله وأخذته وهي تحطه على المكتب وترتب شكله
أخذت له صوره سريعه
ونزلت لـخالد
وكل أطرافها ترجف لإنها بتشوفه
مو خوف ولا حب ولا شوق
يدفعّها لإرتكاب جريمة
بعد ما كانت تتلهّف لسماع صوته
وشوفة وجهه
صارت تنغثّ وأخر شي ممكن تتقبل شوفته
عدلت حجابها ونزلت له
تبسّم لها بلهفه وهو يتقدم : تعالي السيارة
ضي : ماراح أركب عفوًا ، نزلت عشان خاطر جيتك
غلط تجي مكان شغلي بدون إحم ولا دستور .. عيب
خالد تنهد وهو يتامل ملامحها : كبرتي ، صرتي ناضجه
عقدت حواجبها وهي تترقب ملامحه
عند أماني
كانت جالسة بالصالة
وتفرك يدينها ببعضها بتوتّر وخوف
أفكارها بدأت تتوجه لطريق عمرها ما فكرت إنها تمشي فيه ، وخايفة .. خايفة بس لإن الفكرة خطرت على بالها !
وقفت وهي تحاول تشغل نفسها عن التفكير بالموضوع أكثر
تنهدت على رسالة منه
" واصل البيت ، أنتي وينك ؟ "
تنهدت بضـيق
أوّل مرة
يجي للرياض ، وما يستقبله حضنها ودفاها
من ٤ سنين ! كل ما جاء وراح كانت ترحّب وتودع
ومستحيـل ! مستحيل توفت وتهمل
ما ردت عليه ودخلت للمطبخ
تسوي لها شايّ
وأفكارها تكبر وتصغر برأسها
شافت منه إتصال ولا ردّت بعد
رجعت جلست مكانها والتمت على نفسها
حاسه بشتات فضيع وزحمة أفكار وخوف ورهبه من كل فكرة تمر ببالها
إتصل للمرة الرابعة
تأففت وأخذت الجوال وردت : هلا .. هلا سلطان
سلطان بإستغراب : ناسيه جيتي ؟
سكتت لثواني وبكذب : إيه على بالي بكرة ، مضيعه
سلطان : ما هي عادتك ، تعالي بالشقة أنا
أماني : مالي خلق تعبانه أبغى أنام ، العصر أجي
تعجّب سلطان وسكت لثواني : نامي عندي ، لمي حالك وتعالي أنتظرك
سكتت وقامت وهي تستعّد له
وببالها فكرة ووتمنى لو تنفذها
حتى كانت صامله عليها ، بس خوفها التنفيذ
جهزت وطلعت لشقّته
دخلت وكان جالس بالصالة
ضعفت ورقّ قلبها لما شافته
يناظرها بعيونه النّاعسه الذابله
والإرهاق يتوسد ملامحه
وتارك شماغه على الكنب ، وفاتح أزارير ثوبه الأولى
فكت حجابها وإنتثر شعرها على أكتافها
تقدمت له بلهفّه مضاعه
متناسيه كـل فكرة خطرت بباله
وحضنته وهي تدفع وجهها بحضنه
مــاتـقـوى على بعده
ولا صدّه ، ولا تقدر تجافيه
ما تقدر تقسى عليه
تنهدت وهي تبتعد عنّه وعينها بعينه
لاحظ وإنتبّه
وهمس : وش فيك ؟
بلعت ريقها وصدت بنظراتها : مافيني شي
جلس وجلست بقربه : إلا فيك شي ، ما أعرفك أنا ؟
ما أنتي بالعادة ، أول مرّة أدخل ولا القى استقبالك
وأناديك وترفضين الجيّه .. كل هذا وتقولين مافيني شي
يفهمها ، حافظها ويعرفها
بنظرّه وحده قادر يفهم الزوبعه اللي بداخلها
كانت تنجّن ليه يتظاهر بالعكس ؟ ليه يهرب منها
ويجافيها
أماني همست : تلاحظني ؟
عقد حواجبه : كيف يعني ؟
هزت أكتافها وخنقتها العبرّه : عاجزه أفهمك
سلطان : أنتي الوحيدة اللي تحاول تفهمني
رفعت كتوفها بخنقه : ولا قدرت
سكت سلطان وهو يناظر ملامح وجهها الواضح
عليها الضيق
أماني : يتعّب
سلطان القى رأسها على رجولها وعينه عليها ، وامتدت يدها على رأسه وتمسح على شعره : وش اللي يتعب
أماني : عدم فهمي لك يتعب ، عينك تقول شي ، وكلامك شي ، وأفعالك شي آخر تمامًا ، تحيّر وتتعب يا سلطان
سلطان : يستصعب فهمي دايم والكل يستسلم مايبون حلي ، بتصيرين مثلهم ؟
أماني همست : مو قاعد تساعدني عشان ما أصير مثلهم ! على العكس تدفعني أكون نسخه منهم
سلطان : وش تبين مني أسوي طيب ؟
سكتت وصدعت بعينها عنّه ، تكره الكلام
وتكره تبوح باللي بخاطرها .. هي واضحه بالأفعال تنفهم ويوضح وش مبتغاها تكره تقول ! لكنه كان يستغبي معاها
يبيها تطلب ، وهي تكره الطلب
تبيه يفهمها ، ولا فهمها .. تبي دلاله
ولا دللّها ، تبيه يرعاها مثل ما ترعاه ، ولا راعها
والغريب ؟ إنه ماهو فاهم وش تبي
مو عارف وش قصوره وش غلطه
كل ماله يصعب أكثر ، يجفى أكثر
كان أحنّ وأرقّ معاها ، كان يدللها
ما يخبل بشعور ومودّه
الحين كل مايحمله لها جفـى !
ويسأل .. وش بغيتي مني ؟
ناظرت وقالت بخفوت : متى تتزوّج ؟
عقد حواجبه وقام من سدحته وجلس ولف لها بكامل جسده : متزوج أنا !
ضحكت : أقصد زواج حقيقي
سلطان : زواجنا تشوفينه لعبه ؟
تنهدت وهي تلم يدينها : ماهو لعبه بس مصلحة وبالسر والخفى !
سلطان : يعني ودك نعلنه ؟
أماني : أنت تزوجتني تصبر نفسك عن الحرام لإن ماتبي تكون عايلة ، وأنا تزوجتك لحاجة الفلوس .. وأنت الحين بوقت مناسب تكون لك عايلة وبيت ، مو صح ؟
هز رأسه بالموافقه وعض شفاته وهو يترقب من ملامحها
أماني : إيه ؟ متى
سلطان : ما افكر
أماني : شلون ليش طيب ، أهلك مايبون يفرحون فيك ؟ ماعادك صغير
وقف وهو معصّب من سؤالها : قلت ما أفكر يعني ما أفكر كيفي عاد
عقدت حواجبها من عصبيّته وضربته لباب الغرفة بهالقوّة
استفزّه أخذها للموضوع بعادية ولا كأنها زوجته !
تنهدت بضيـق
مناديها من بيتها وجايبها لشقتّه وأخرها صدها وتركها جالسة لوحدها بالصالة
رفعت رأسها تداري تدموعها لا تنزل
ما تدري ليه خنقتها العِبره فجأة
'
دخل الغرفة وسكّر الباب بكل قوّته
ما يدري ليه استفزّه سؤالها وبشده
حس إنها مستغنيه عنه ولا يهمه أمرها ولا تعزّه
٤ سنين مع بعضهم ، وبكل بساطة تسأله متى تتزوّج ! ما كأنه يعنيها أمره
ضاقت الدنيا فيه
هو إعتاد على وجودها ، وعلى إهتمامها
على حبها وعلى حسّها
على غيرتها اللي توضح بين عيونها لما ينجاب طاري ما تحبه ، يهزّه ويرعبه لو كل هذا تلاشى
لإن لو تزوج زواج علني
بينتهي طريقه معاها ! بكل بساطة لإن بيكون سبب زواجهم انبتر
تنهد وهو يتصوّر كيف إنه ما همها وعادي عنده لو تزوج
وحتى كأنا راغبه بزواجه !
هي الوحيدة بهالدنيا الكبيرة " لاحظته " !
ما نفرت منّه على مر السنين وعلى العكس
كان كل مايصدها يشوفها تقترب أكثر
تفهمه وتخافه وتتذكره وهو بعيد عنها وتتفقّده
وتسأل عنه وتبتسم له
تمسح على رأسه وتضمه لا شافت وجهه كاسيه الضيق
وتسأله .. تداريه
وهذا ماشافه مع أي بني آدم أخر
لا أهل ولا صديق ولا حبيب ولا غريب
هي وحدها من بدّ الجميع
قدرت تعاكسهم كلهم وتحمل بقلبها " حبّه "