تركها كذا فجــأة ! استخسر من وقته ربع ساعة يعطيها خبر حتى
أخذت شهور طويلة عشان تطلع من تأثيره عليها
داوت جرحها وطابت واستصحّت وصارت أقوى ورجعت لحياتها ونسته وتخلّت عن ذكرياته
وبعد كل هالسنين
رجع ، بنفس الطريقة بدون خبر ولا سابق انذار وخطبها
بجاحته كانت تجنّنها من الغضب "
'
وجد : يارب الله يكسر قلبه مثل ماكسر قلبك ، مريض مريض ليش رجع أبغى أفهم
ضي : ما أبي أكسر قلبه ، أبي أكسر رأسه
شروق : وسارة يا حبي لها مسكينة ما تدري أن أخوها ملعون أصل وجايه تخطب له تحسبه رجال
اه يالقهر
ضي : ودي أوافق ، وليلة الملكة أكنسل وأغير رأيي
وأوريه كيف الكبرياء ينكسر كسر الله هالراس
شروق : وي لا تكفين لا تفكرين فيها
وجد : إلا سويها ! يستاهل والله
ضي ابتسمت والتفتت لوجد : والله ؟ أسويها
شروق : يا بنت تكفين لا ، خير وين عايشين بفلم حنا وش حركات الانتقام هذي
ضي : والله حطيتها براسي ، ليش لا ؟ ميييين يكون هو يكسر كبريائي وأسكت له ؟
وجد : سويها حياتي أنتي ولا تفكرين ، اهلك لو تغيرين رايك بيوم الملكة مابيغصبونك ماشاء الله عايشه على مزاجك ، سويها وأكسري عينه وكبريائه وقلبه
ضحكت ضي ومدت يدها تضرب كف وجد : والله تتتتم
شروق مسكت رأسها : بتجلطوني يا بنات والله
التفتت لها وجد : اسكتي أنتي يا خوافه ، دام بيدها تكسر راسه ليش تجلس ؟ خل تكسره ولا تبقى بخاطرها
وجد : شلون خل تكسر راسه بنات فكروا ، لو بترفضه فجأة ماراح يحقد ويحط الموضوع برأسه ؟ بيضر ضي بعدين
ضي التفتت لها وبعصبية : يعقب ، ضرني بما فيه الكفاية جاء دوري الحين ، بنت محمد محد يضرّها !
شروق ضحكت: بنت محمد بعد ، لا لا الموضوع شكله بيقلب جد !
ضي : وش حسبالك استهبل ؟ والله صادقة بس أرجع البيت بقول لماما بفكر بالموضوع وبوافق .. كاسرته كاسرته
شروق : والله عاد كيفك حذرتك أنا ، خالد دامه تركك فجأة ورجع يخطب فجأة ولا همه ولا خاف واضح إنه بايعها بتراب لو بتستلعنين معاه بيستلعن أكثر
ضي صد عنها للطريق وسكتت ماردت عليها
وصلت وجد لبيتها ..
رجعوا شروق وضي للبيت
وطلعت ضي مسرعه للشقة
دخلت وشافت أمها جالسة بالصالة وعلى التلفزيون : ماما
ناظرت لها سماح واعتدلت بجلستها : وش عندك
ضي : كلمتي أم خالد ؟
سماح هزت رأسها بالرفض : لا باقي قلت ارسل لها بكرة
ضي : خالو كيف عرف وانتي تقولين الموضوع بين حريم ؟
سماح : اكيد ام عادل قايله له عشان يسأل عنه قبل
ضي : طيب ، لا تقولين لها شي بفكر بالموضوع ما ابغى ارفض على طول
سماح ابتسمت : ايه كذا الوحدة ، تفكر وتستخير وبعدها تقرر مو على طول ترفض !
ضحكت ضي ووقفت : وش قاعدة تتابعين ؟
سماح : بشغل مسلسل
ضي : ببدل واسوي بوب كورن واجي اتابع معاك أنتظري
جلست ضي جنب أمها وبيدها صحن البوب كورن : ماما
التفتت لها أمها تنتظرها تتكلم
ضي : تتوقعين لو بيوم أتزوج .. بيصادفني شخص حنون مثل خالو محمد ؟
سماح عقدت حاجبيها وناظرت فيها بتساؤل
ضي تنهدت ولفت لأمها : خايفة أعيش مع شخص قاسي ، ولا جاف وما يداري خاطري ، ماهو شرط يكون شخص سيء ويضرني بس أخاف أطيح بشخص مو حنون !
سماح : لا تستبعدين الفكرة حبيبتي
ضي : والله صادقة ماما ما اتخيل اعيش مع شخص ما يشبه حنيّة خالو علي ، احس ما اقدر ! ما اقدر اعيش مع شخص مايغرقني بالدلال والدلع والحنان ماني شخص متعود على الجفى .. ربيت على حنية يموتني القسى
ضحكت سماح وهي تاخذ منها الصحن : خالد زين ترى ، يشبه سارة بأطباعه ومافيه ازين من سارة ! استخيري ولو وافقتي عليه صدقيني بتكسبين كثير
ضي : عاجبك خالد ماما ؟
سماح : بصراحة إيه من زمان كنت اتمنى ياخذك ، مرتاحة له وأحبه من صغرة وأعرف تربية أم خالد لعيالها وبناتها .. ماخلاني أصر على عادل ياخذ سارة إلا لإني أشوف فيهم الخير
ضي : والله عاد خالد أو غيره ، ما ابي إلا شخص يشبه خالو
سكتت شوي واستلقت بحضن سماح وبتساؤل : شلون كان بابا معاك ؟
ناظرت لها سماح بإستغراب لإنها نادرًا ما كانت تسأل عنه وخصوصًا بكبرها : شلون ؟
ضي : يعني كان حنون معاك زي خالو ؟ ولا شخص قاسي
لو عايش وأنا ربيت بيده كيف بكون ؟
سماح رجفت أطرافها من طاريه وصدت بعينها عن ضي : ماكان يشبه خالك أكيد ، بس كان فيه الخير .. وأكيد إنك بتعيشين دلوعة أبوك مافيه أب بالدنيا يقسى على عياله
ضي : إلا ماما فيه والله فيه ، بس أنتي طيحك الله بعائلة حنونه وزوج حنون ولو انك ما عشتي معاه عمر طويل ، أنتي أدرى مني وأدرك بهالحياة فيه عوائل تنام وتصحى على ضرب وقسى وجفاوه .. صح ولا لا ؟
سماح : صح أكيد ، بس الحال الطبيعي اتكلم هذي حالات مستثناه
'
دخل سلطان بيت أهله
شاف روان جالسة بالصالة وعندها قهوه
والبيت هادي ولا كأن يسكنه أحد
وبمجلس الرجال جالس أبوه لحاله
لؤي طالع
وأم لؤي بغرفتها مثل دايم
سمع صوت أبوه يأتي من خلفه : سلطان !
التفت له : هلا يبه
أبو سلطان ناظر له وكشّر : وينك فيه من أسبوع ؟ ما تنشاف بهالبيت ماتقول لي أبو اسلم عليه وأشوفه
تنهد سلطان وهو يتقدم ويقبّل رأسه : العذر والسموحة كنت بالرياض يبه
ابتعد عنه أبوه وبعصبيّة : فالح بس تصرف من هالفلوس وتسافر وتلعبّ ، رجال بيصك عمرك الثلاثيييين وبيخطّك الشيب ولين الحين لا بيت تستقر فيه ولا وظيفة مستقره
وكلمة زي الناس بين الرجال ما تقدر تنطقها
تنهد سلطان وصد بنظراته : يبه سفرتي للرياض كانت لشغل ، وظيفتي من سنتين وأنا عليها وتطلع راتب زين الحمد لله .. وش فيك علي ؟ وش تبي مني أسوي
امتدّت عصاه وهو يثبتها على صدر سلطان : استرجّل صير رجال ينشد به الظهر وأفخر به بين مجالس الرجال يالخكري
تعداه وطلع لغرفته
تنهّد سلطان وعينه على مكان أبوه
كسّر مجاديفه أبوه ، ما عمره سمع منه كلمه حلوه .. أو حتى عاديّة
يبث السم بوجهه من أول ما يشوفه
بسبب أو بدون
يستنقص من وجوده وجهوده ورجولته
بالرّغم من إن سلطان ما ينقصه شي من الرجولة
لكن من كثرة كلام أبوه عليه إنعدمت ثقته بنفسه
يخاف يدخل مجالس الرجال ويحضرها
يخاف يوقف بينهم ويبان تقص رجولته
عاش مع أهله ضعيف نفس
والسبب الأول والوحيد كان تعامل أبوه معاه
رفع راسه على روان اللي ابتسمت بضيق من شافته : سلطان !
تنهد وهو يصد عنها من تقدمت وحضنته : ما عليك منه
ما ردّ عليها ولا بادلها الحضن
سكتت وهي تشوف هالصّد منه دايم : تعال .. أسوي لك عشا
هز رأسه بالرفض وطلع لغرفته
وكل الثّقل بصدره ، و سموم أبوه تتردد على أذانه
دخل غرفته الهادية والمكان الآمن الوحيد بهالبيت
لكنّها بعد كانت تحمل من الذكريات السوداويّة مايعادل الأطنان من ثقلها
إرتمى بنفسه على السرير
بثوبه والشماغ اللي طاح من رأسه بعد ما استلقى
يا كمّ يكره هالبيت
وهالغرفة
يا كم تعذّبت روحه فيها
كم مرة سمع كلمه جارحّه ،
كم مرة أنهدمت له فرحة
وكم مرة أنكسر له قلب
وكل السبب من أبـوه
اللي من المفترض يكون عزّ وسند وعزوه
ومصدر قوة
لكن سلطان ما عرف هذا كله ولا جرب هالشعور
عاش متزعزع أمانه ، خايف .. ما تطمّن قلبه أبد
من طلع لهالدنيا إلى هاللحظة
بهالبيت ماشاف الأمان ولا يعرف له درب !
ضاقت فيه السّبل
خط وجهه الشارب
كـبر وصار رجّال تهابه أشناب
كلمته ما تنثني
لكن ما زال بهالبيت
طفل أمس
يملى قلبه الخـوف والرّهبه
تنكسر عينه من يدخل هالبيت
وترجف دواخله من يسمع صوت أبوه