عقدت حواجبها وماسمعت ردّ وفتحت طرف الباب وناظرت لباقة الورد اللي على الباب وناظرت وماشافت أحد
انحنت تاخذها وسكرت الباب وناظرت للوردة الكبيرة اللي بين يدينها ومشت لداخل
ناظرتها وجد : ورد !
ناظرتها أماني وهي تجلس وتحطها على الطاولة تناظرها
أخذت الكرت الموجود وهي تقرأ المكتوب
" كل عام وأنتي بذات القلب الحنون المعطي لا الكاسب ،
كنت أتمنى أن نحتفل للمرة الخامسة سويتًا، وأن تكونين بجواري وامضي ليلة مطمئنه بعد ليالٍ كـ سنين عجاف
، ولكنها أقدار مكتوبة
أمّا الآن
فأنا أتمنى أن يمضي عامك هذا وبقية أعوامك سعيدة بدوني
S"
عضت شفتها وهي تتركها وتناظر للباقة وناظرت للباركود وفتحته ، على أغنيّة "علّميني"
شغلتها ونزلت جوالها وهي تحبس عبرتها وتمنع نفسها من الإنهيار
وشافت الهديّة وفتحتها وهي تشوفها سوارة
عرفتها لإنها تميّزها
سوارتها اللي كانت بيدها من سنوات وفجأة أختفت وانكر انه يعرف مكانها أو شافها
ناطرت للورقة الموجودة وفتحتها
" لإنها كانت دائمًا حول معصمك وتعني لك الكثير أخذتها احتفظ فيها لنفسي تذكارًا منك ، ما كنت اعتقد إنه بيجي اليوم اللي اناظر لأشيائك اللي عندي كـ ذكرى لشخص ما عاده بحياتي ، هذا الشي الوحيد اللي اقدر اعيده لك من بين البقية لأني اعرف إنها تعني لك كثير "
نزلت راسها وهي تسمع الأغنية وطفتها وهي تتأفّف تحاول تكتم صيحتها
ناظرتها وجد ووقفت وجلست جنبها وناظرت للكرت وقرأت المكتوب وهمست : الله يبلاك يا نكدي
ناظرت لأماني ومسكن يدينها تبعدها عن وجهها : بسم الله عليك بنت !
اعتلت شهقاتها نتيجة كتمانها لها وبكت ونزلت راسها
عقدت حواجبها وجد وحضنتها : أماني حبيبتي تكفين لا تسوين بنفسك كذا ، وش فيك يعني ما تدرين إن علاقتكم انتهت ؟ انتي انهيتيها !
أماني ناظرتها وهزت راسها : أحبه والله ابيه بخيره وشره ونفعه وضره ما ابي بعده جوجو بموت
مسكتها وجد وهي تلف وجهها لها وبإصرار : اذا بتخسريني كنسلي كل شي وارجعي له ، وقتها بتخسرين نفسك وتخسريني
أماني ناظرتها وبكت
وجد : بتشكرين نفسك بعد ما تطلعين من هالتأثير ، لا تستسلمين انتي الحين مو لحالك
نزلت أماني راسها تستجمع نفسها وأخذت الورد ودخلت الغرفة
تأففت وجد وهب تستقلي على الكنب وهمست : الله ينكد عليك يا شيخ
أخذت فنجال وهي تصب قهوة : والله ما ادخل في هالطريق عقب اللي شفته
'
دخلت غرفتها وابتسمت من شافتها مأثثه ولفت على سلمان : تجنن !
هز راسه سلمان وتكى عليها : بجي انام عندك شكلي
ضحكت وهي تترك شنطتها بجانب الدولاب
وطلعت معاه للصالة
اللي جالسين فيها أم صقر وأبو صقر
وناظرت ضي لسلمان اللي جلس عندهم ودخلت هي للمطبخ
أم صقو همست : يا ماجد ! البنت تتصرف كأنها ببيتها ماكأنها ضيفه ، امس جايه ! وش هالميانه
ناظرها بحدّه ماجد وهمس : قسم بالله يا ام صقر لو ادري انك مضايقتها بكلمة ولا مسويه لها شي ان تشوفين وجه بحياتك ما شفتيه تسمعيني ؟ بعدين هذا بيت أبوها ماهو بيت غريب ماهي ضيفه هنا
ناظرهم سلمان ويسمعهم يتهامسون بغضب ولا يدري وش يقولون
نزل جواله وناظر لصقر : بنطلع يبه نفرفر تامر بشي ؟
هز راسه بـ لا : خذوا اختكم معاكم
صقر : مكانها البيت ما تطلع
رفع حواجبه ماجد : صقر ضغطي مرتفع بدون وش هالكلام
ضحك صقر : امزح قسم بالله بس طالعين مع العيال الحين نعوضها بطلعه ثانية
هز راسه ماجد ودخلت ضي وجلست وحطت رجل على رجل وتشرب من كوبها وتناظر لأم صقر وابتسمت وصدت
وقف ماجد بعد ما سمع إقامة الصلاة وطلع من البيت يحلق الصلاة
وقفت أم ماجد وناظرت لضي لثواني وهي تحاول تكتم غيضها
وضحكت ضي : شدعوا يامريم اكلتيني بنظراتك ! مشتهيه الشاهي؟ خوذيه فداك
استغفرت أم صقر وهي تصد عنها : زوجة أبوك أنا تناديني يا خاله
وقفت ضي وهي تترك كوب قهوتها على الطاولة : بس انا ابغى اقول مريم ! براحتي
رفعت حاجبها أم صقر وهي تحاول تكتم غيضها وما ينكشف ما بالصدور من غلّ وكراهيّه : الإحترام واجب يا بنت سماح ، ما ربوك أهلك ؟
تقدم لها ضي : الأحترام لأهله يا مريم ، ولا تتكلمين عن تربية اهلي ما ودك تشوفين وجه ثاني
أم صقر : أنتي جايه لبيتي تهدمينه فوق راسي وتزعجيني وتسببين لي مشاكل ؟ جايه بشر !
ضحكت ضي وهزت راسها : شطورة مريم ذكيه فهمتي على طول !
قربت لها : بتعثي فيك الأرض بنت سماح هذي اللي تستنقصين منها ، بس أنا اقولك فكيني من شر نظراتك لإنها تولّد فيني طاقة أكبر ، واعوذ بالله من طاقتي
أم صقر : جايه بشرّ تلاقين الشر أجل ، يا الخبيثة
ضحكت ضي وهزت راسها وطلعت من الصالة لغرفتها
سكرت باب غرفتها وزفرت كل نفسها وهمست : وين عايشه أنا ووش قاعدة اسوي
غمضت عيونها وجلست على السرير تناظر حولها الغرفة الكبيرة واللي خلال أيام قليلة تأثثت بأثاث كامل يشابه شخصيّتها، كأنها ببيتها فعلًا بس هي ماهي ببيتها
وبمكان تحس إنه يحاوطها الشر فيه من كل جهه ومضطره إنها تكون دايم بحرس وترقّب
وقفت وهي تشغل أغنية هادية تشتت تفكريها وفتحت شناطتها تصفف ملابسها بدولابها
لفت لجوالها اللي يتصل وأخذته وهي تشبك السماعة فيه وردّت : هلا
سكت ثواني وعقدت حواجبها : سراج الو
تنحنح سراج واعتدل بجلسته : هلا هلا سمّي
ضحت وهي تكمل ترتيب ملابسها : سمّ انت ، انت اللي داق
ابتسم من ضحكتها : ايه قلت اتطمّن
ضي : بخير مافيني شي ليش تتطمن ؟
سراج : يعني .. يعني أنتي رايحة هناك براسك شرّ
ضي : ويعني ؟
سراج : يعني قلت اشوف كيف الأوضاع وش سويتي
ضي هزت راسها : ما سويت شي
سراج : كنسلتي يعني
ضي : انت داق تسولف ؟
سكت سراج من ردّها
ضي : خطيبتك لو تعرف بتزعل سراج ، مع السلامة
سراج : دقيقة دقيقة لا تقفلين
سكتت وهي تنتظرة يتكلم
سراج : لا تسوين نفسك ما تعرفين ، خطبتي من روان ماهي خطبه من الأساس ، كلام من اهلي وتكنسل والبنت رافضه
ماردت ضي وهي وتركت التيشريت اللي بيدها وجلست على حافّة السرير
سراج : وشو يعني ما سمعتي كلامي مع جدي ؟ كنتي جالسة معانا تعرفين انتي ؟
ضي : وش خلا مشاعرك لها تتغير
عقد حواجبها : اي مشاعر
ضي : كانت حبيبة الطفولة ! وشو جحدت بسرعة ؟
ضحك وابعد الجوال عن اذنه عشان ما تسمع ضحكة
ضي : وش يضحك !!
سراج : بحياتي كلها ما قلت ان روان حبيبة الطفولة عشان اقول لك انتي
ضي : إلا قلت
سراج : متى ؟
ضي : لما قلت لي عن جرح حاجبك
سراج : ماقلت يابنت الحلال قسم بالله
ضي : سألتك وما قلت لا
سراج كبح ضحكته : بس ما قلت إيه
ضي : سراج !!
سراج : لبيه
ضي : بقفل ازعجتني انت وسالفتك الخايسة
ضحك وهز راسه : لنا كلام يا بنت ماجد
ضي : مالنا كلام وأنت تناديني كذا
سراج : يا ضي الليالي
ابتسمت وقفلت وهي ترمي جوالها على السرير وتناظر ملابسها اللي بقى كثير ما حطت منهم
وقفت وهي تطلع من غرفتها وتشوف الخدامة واقفة تساعد أم صقر على العشاء : ابغى تجي تساعدني على ملابسي واغراضي برتبهم
ناظرتها أم صقر : تسوي العشاء بعد ماتخلص !
ضي : بس حوسه الغرفة الحين
ناظرهم ماجد اللي دخل : خليها تساعدها والعشاء سويه أنتي ماهو شي ، روحي يا ميري شوفي غرفتها
ابتسمت ضي وهي تناظر لأم صقر اللي ماقدرت تتكلم وطلعت من الغرفة تلحق ميري
ناظرت شكلها بالمرايا وأخذت عبايتها تلبسها
لفت على صوت الباب ودخلت وجد : على وين ؟
ناظرتها أماني وابتسمت : طالعة اتمشى بشغل نفسي
وجد : عن ايش تشغلين نفسك
أخذت شنطتها وشوزها وتدور مفتاح السيارة : بكرة أخر جلسة
ابتسمت وجد : وهوو نسافر سوا بهالمناسبة
ناظرتها أماني وتأففت
وضحكت وجد : حتى ضي اول ما تطلقت قالت محتاجه سفره
بس شوفة عينك بدال ما نسافر سوا لها شهر عند ابوها
بكلمها ونسافر كلنا شرايك
أماني : جوجو ضي مبسوطة بطلاقها بس أنا مو مبسوطة ! ما ابغى اسافر مالي مزاج
وجد : إيه ما عليه تنبسطين صدقيني
أماني : لا سافروا انتم لو تيسرت أنا بقعد هنا
وجد : ما بنطول كلها اسبوع اساسًا ! تكفين
أماني : ما ادري وجد بعدين اشوف
طلعت من البيت وركبت السيارة
تنهدت وهي تناظر الشوارع من حولها وشافت السّاعة
ساعات معدودة وينتهي كل الوصل اللي بينهم فعلًا
مرّت فترة طويلة بعيدة عنه وما سمعت صوته ولا شافته
بس كان بينهم رابط
أخذت قهوتها وقادتها رجولها لمكانها ، كانت تبي تروح مكان عام تلهّي نفسها عن هواجسيها
ناظرت للسيارة اللي ما عرفت صاحبها وتأففت لإنها لقت بمكانها أحد وكانت بتتراجع لولا إنها شافته يمشي لها ويناظرها
بلعت ريقها بتوتّر ووقفت السيارة
مشى لها وفتحت الشباك تناظره : ما دريت إنك هنا
سكت يناظرها لثواني : معليش جاي مكانك
هزت راسها وهي تحرك السيارة
سلطان : أماني
رفعت نظرها له
سلطان : بكرة جلستنا
تنهدت وهي تبتسم : أخر جلسة وكلًا بيروح بطريقة بعدها
سلطان تنهّد : ماشي أنا خليك أنتي هنا
وقفت سيارتها ونزلت وهي تشوفه يمشي لسيارته ويشغلها
وأخذ قهوته اللي تركها بالمكان ومشى
حتى الكلام والحوار انعدم بينهم وما عاد له معنى للإثنين وما يجدي نفعًا ولا يقدم ولا يؤخر
تنهدت وهي تناظر الإسوارة اللي بيدها من لحظة ماجابها ما نزعتها وجلست وهي تناظر الظلمة اللي حولها والهدوء المروّع وما خافت من شي
سوى إن شمس بكرة تسطع
'
ناظرت لوجد اللي تسولف وتشوقها للسفرة وضحكت : ياختي شايفتني فاضية هنا ؟
وجد : اييه فاضية فاضية ، وش عندك ؟ لك شهر اصلًا بالدمام ماجيتينا سلامات
ضحكت ضي وهي تشوف أم صقر اللي دخلت الصالة : خلاص خليها يوم الأحد دوري حجز من عندك أنا بجي السبت
وجد : تعالي بكرة تكفين
هزت راسها ضي : بكرة خميس لازم اكون ببيت جدي
وجد : الله صرتي مهمه لهالدرجة !
ضحكت ضي وناظرت لأم صقر ووقفت : خلاص خلي السوالف لما اجيكم
قفلت وناظرت لأم صقر : سفر بدون اذن ولا خبر ولا شي ؟
ضحكت ضي وناظرتها : استأذن منك أنتي ؟
أم صقر : لا وش دخلني فيك أنا ، من ماجد ! أبوك يُحترم
هزت راسها ضي : بس محد له رأي علي
أم صقر : وش كلام المراهقين هذا ، ابوك ابوك تاخذين رايه غصبًا عليك ولو قال لك لا تقعدين بالبيت ما تتكلمين
ضحكت ضي بتعجب : وي وي ! أنا لو بستأذن من أحد بيكون خالي محمد وأمي ان قالوا لي لا قعدت محد غيرهم له حق يتدخل بحياتي
دخل ماجد وناظرهم : وش فيكم ؟
جلست أم صقر وناظرههم ضي متكتفه وساكته
ماجد : يا ميري الله يعافيك القهوة عجلي ، شفيكم تكلموا
أم صقر : بنتك بتسافر
ناظرها ماجد : لأمك ؟ عادي يمه روحي مامنعك
أم صقر : لا بتروح تفرفر دول العالم
ناظرتها ضي وصدت : سفرتي الأحد وقبلها بروح الرياض
ماجد هز راسه : وامك معاك ؟
هزت راسها بـ لا
ماجد : لحالك تسافرين ؟
ضي : مو لحالي معاي صحبتي
ماجد : خوذي معاك اخوانك مايصلح تسافرين لحالك
ضي : مو سفرة عائلية عشان اخذهم صعبه وصحباتي وين يروحون ؟
ماجد هز راسه وسكت
وناظرته وطلعت من الغرفة
ناظرت أم صقر لماجد : وش يعني بتخلينها تسافر لحالها يا أبو صقر ؟
ناظرها ابو صقر : واضح البنت متعوده ماهو شي جديد انا مادخلت حياتها عشان اغير عليها واضيق عليها عايشه حره طول عمرها
أم صقر : ماهي حريه هذا تسيب واهمال ، لكن امها سماح وش نقول زين جت على كذا
ناظرها ماجد بحدّه
وهزت راسها أم صقر : لا تطالعني كذا وأنا الصادقة ! ماخانتك هي ونزلت راسك بين ابوك واخوانك خلت شرفك مايسوى التراب ؟ ، اصلًا انت للحين ما ادري وش تنتظر وما سويت تحليل DNA وتأكدت هالبنت من صلبك ولا لا
نزل فنجاله بغضب : بس يا مريم بـ.
دخلت ضي مسرعة وإعتلى صوتها : نعم !!
وشهقت أم صقر من هجمت ضي فوقها ومسكت ياقة قميصها : أنتي مين يوم تتكلمين عن أمي يا السافله ! مين أنتي مين ؟
أم صقر : وخري عني يا مجنونه وخري
ضغطت عليها ضي : أمي اشرف منك ومن زوجك ومن سلاستكم كلها واطهر من بياض ثيابكم
سحبها ماجد بقوّة وناظرها : شفيكم انتم انهبلتوا
صرخت ضي : إيه إيه انهبلت رخمه أنت ؟ كيف تسمح ينقال عنها كذا كيف ؟ كانت زوجتك هذي وام بنتك بنتك أنا كيف تسمح لهالنكرة تقول عننا كذا ؟
ماجد : يا ضي !
سكتت ضي تناظره وتحترق بنار غضبها
ماجد : وش هالهمجيه ؟ شفيك بغيتي تذبحينها
ضي : اذبحها واذبح اي احد يجيب طاري أمي ، قسم بالله لو ينجاب اسمها ولا طاريها على لسان أحد منكم بالشينه ولا بالزينه ما يشوف مني خير تسمعيني ؟
دخل سلمان متعجّب من أصواتهم : شفيكم أصواتكم واصله الشارع
ناظرته ضي وصدت تناظر لأم صقر بحدّه وماجد واقف بينهم
سلمان : شفيكم أحد يتكلم !!
أم صقر : أختك المريضه هجمت علي
صرخت ضي وكانت بتهجم لو مامد يده ماجد يمنعها : أنتي المريضة احكمي لسانك لا اقصه لك
سلمان : ضي !
لفت تناظره ضي وهي تتنفّس بقوة أثر صوتها العالي
سلمان : قدامي ؟ احترمي وجودي ووجود أبوي على الأقل
ضي نفضت نفسها من يد ماجد اللي ماسكها : اللي ما يحترم أمي ويقذفها يخسي ويعقب أحترمه
وناظرت أبوها : واللي يسمع ويصدق فيها وما يمنع
ناظرها سلمان وناظر أمه يتساءل وش قالت
ضي : من ٢٥ سنة وانتي تبثين سمك محد منعك لا اللي جنبك هذا ولا أحد ثاني بس اليوم أنا موجودة أقص لسان يسيء لها
لفت لماجد اللي يناظرها ومسكت شعرها تسحب منها شعره ومدتها له : روح تأكد أنا بنتك ولا لا
ناظر اللي بيدها : ضي !
صدت عنه تحت أنظار سلمان ودخلت غرفتها تاخذ عبايتها ومرّت من عندهم وطلعت
ناظر سلمان لهم : وش السالفة !!
ماجد : اطلع منها انت
سلمان : وش اللي تأكد اني بنتك ولا لا ؟
ماجد : قلت قفل السالفة ما تفهم ؟
طلع من البيت يحاول يلحق ضي وما شاف سيّارتها وركب سيارته ومشى
لف سلمان على أمه : سلامات وش صاير
أم صقر : اجلس اجلس واقولك ، بس خل اذا ابوك طلع اخاف يرجع الحين بيقص راسي وراسك لو تكلمنا
'
مشت وهي تناظر الطرق من حولها وتنهدت وهي توقف على البحر ومشت تحاول تخفّف من غيضها وقهرها وتمنع نفسها من إنها تبكي
ما تدري كم مرّ من الوقت وهي تمشي بدون توقّف تحاول تلهي نفسها من إنها توقل وتبكي ويتلاشى غضبها
ناظرت جوالها اللي يتصل وردت : سراج
عقد حواجبه من صوتها : صحيتك ؟
ضي : لا وش بغيت
سراج : ارسل لك وماتردين
ضي : مانتبهت للجوال
سراج : وينك انتي طالعه ؟
ضي : عند البحر
سراج : وش فيه صوتك ؟ مضيّق عليك أحد
سكتت ماردت وهي تناظر المكان من حولها
هز راسه سراج : جايك جايك وين مكانك بالضبط
ضي : ما يحتاج سراج مافيني شي
سراج : ارسلي لي طالع أنا
تنهدت وهي تقفل منه وترسل الموقف وجلست تناظر البحر قدامها يتلاطم موجه ورفعت راسها تستنشق الهواء وزفرته وهي تناظر كل شي حولها
ما حسّت بالوقت إلا وهي تشوفه يمشي لها و وقف عندها : ضي
رفعت راسها له : مافيني شي والله
سراج هز راسه : فيك أشوفك وأعرفك أنا صوتك متغير
سكتت ما ردت : ما بكيتي حتى ، تكتمين كل شي بصدرك ما تشبهين نفسك
عضت شفتها تمنع عبرتها ووقفت تمشي معاه : مخنوقه
سراج : مخنوقه لإنك حابسه عبراتك من عرفتي الحقيقة مابكيتي ما انهرتي ولا طحتي كاتمه نفسك اكيد بتتعبين ما بتقوين كذا
ضي : قلت لك لو بكيت بتنطفي ناري ابي احرقهم
سراج : محد قاعد يحترق الحين كثرك ! ما تشوفين وضعك ؟
هزت راسها بـ لا وهمست : محد يشوفني غيرك ، لا أنا ولا أحد ثاني فاهم أنا وش قاعدة أسوي
ناظرها : وقفي
هزت راسها بـ لا : ما اقدر ، كل ما جيت اصد وامتنع اتذكر دموع ماما وهي تبكي حتى بعد ٢٥ سنة ، تبكي قدامي كأن الموضوع صار أمس تبكي محروقه من الكلام اللي محد أنكره إلا هي
سراج :وشو الكلام
هزت راسها بـ لا ، تمتنع عن الكلام
وقف وهو يناظرها : ضي ! ناظريني تكلمي علميني كل شي مابترك لين اسمع
لفت عليه ضي : لما كانت حامل فيني ..
'
ناظر سلمان لأمه : مستحيل !!
أم صقر : شايفتها بعيني بعيني ، بكذب عليك ؟
سلمان : محشومه بس مستحيل يمه يعني حرمه مسلمه تصلي وتصوم بتخونه وهي على ذمته ؟ وبتحمل من غيره ؟ صاحين انتم
أم صقر : إيييه يعني تقول عن امك كذابه وتتهم
سلمان : لا حول ولا قوة إلا بالله يمه ما اقصد كذا ما اقصد كذا ، يمكن انكم فهمتوا غلط وش يعني ركبت سيارة شخص يعني سوت فاحشه ؟ بالجاهليه حنا
أم صقر : تالي الليل وقبل الفجر ونفس السيارة لأكثر من مرة وخلسه محد يدري عنها ! ماني ظالمتها أنا
همس يستغفر وصد عن أمه : ما ادري عنكم لكن اللي سويتوه بحقها غلط ، وانك تقولين عن امها كذا قدامها غلط حتى لو ان كلامكم صدق ، ماهو من حقكم وعيب
أم صقر : قوم عن وجهي انقلع ، تعلمني الصح من الغلط انت ؟ بلاك ما تدري عنها بنت العقرب
هز راسه وهو يقوم : ولا ابغى ادري يمه لا تدخلوني بينكم
'
ناظرها وهو مصدوم من اللي سمعه وناظر للبحر قدامهم : عمي ماجد ماهو كذا
ضي بإختناق : عمك ماجد هذا بسبب همجيته وتخلفه وانعدام شخصيته ماتت أختي ببطن امي من عنفه ! ودفنها وما اهتم عاش حياته
سراج : ماهو على حق بس شخص قريب منه كيف بيكذبه بشي مثل كذا ؟
ضي : مين ممكن يكون أقرب له من زوجته لدرجة يصدق فيها ! مين مين مين ؟ غير زوجته الزفت هذي
سراج ناظر فيها يفكّر : ما اذكر اني شفت أبوي وعمي ماجد علاقتهم كويسة بعمي سعود ، يعني حتى علاقة عمي ماجد وابوي ما هي زينه بس مو مثلهم مع سعود ، سعود لولا جدي تبرأوا منه ومادخلوا مجلس جالس فيه
ناظرت فيه : يعني هو ؟
تنهد سراج وناظر حولهم : ما ادري بس يمكن، بينهم قطاعة قوية مايتكلمون سوا ابد خصوصًا عمي ماجد
ناظرت للبحر وهمست بغلّ : والله لا أحرقه
ناظر لرجلها اللي تطقها بالأرض ويدها اللي ضاغطه عليها بأظافرها بكل قوّتها
ورفع نظراته لعيونها المحمرّه
ومد كفّه لكفها يفتح أصابعها : بتجرحين نفسك
ارتعشت من لمست يده يدها وناظرت لمكان أثر أظافرها وهمست : ما انتبهت لنفسي
هز راسه سراج : خفّي على نفسك !
عضت شفتها وصدت بنظراتها تاركه كفّه بكفها : بحرقهم أول ، ما اقدر ارتاح وانا اشوفها مبسوطة ومرتاحة وعايشه حياتها طول بعرض ، واشوف ابوي عايش ما كأنه تخلى عن أمي وصدق فيها وفقد بناته بسبب غبائه ، بحرقهم بناري قبل اطفيها
اقترب وشد على كفها : شبي النار فيهم بس طفيها من صدرك لا تنتهين رماد !
هزت راسها بـ لا : مابقوى عليهم
همس : معاك أنا وقتي كله له وتحت أمرك لو تقولين شبّ النار ببيتهم شبيته
لفت له وناظره كفه ودمعت عيونها وشهقت بضُعف : بعد عني سراج ما ابغى ابكي
وسحبت كفها وهي تصد عنه
تنهد وهو يراقبها بصمت كيف تكبتها بصدرها وتكاد تنفجر
لفت له تناظره : اسألك بالله ما هو تعب عليك تشيلين كل هالضيق وأنتي قادرة تشيلين كل هالجمال ؟
ابتسمت وصدت تناظر البحر : وين أرميه هالضيق ؟
سراج هز راسه : علي وأنا موجود ليه ؟ عشان ترمين كل أتعابك علي وتمشين مخفّفه على هالأرض
ضي ضحكت وتنهدت : بتتعب من ثقلها
هز راسه : أنا والله لو اشيل كل أوجاعك على كتفي ما استثقلتها يكفي إني أشوفك تضحكين وما يلحقك هم
رفعت نظرها لعيونه : ليش ؟
سراج : وشو اللي ليش ؟
ضي : ليش يهمك تشوفني مبسوطة وليه راضي تحرق نفسك عشاني وتشيل أوجاعي ؟
سراج بلل شفته ومسح رقبته بكفه وناظر للبحر : لإنك يعني بنت عمي ومننا وفينا ما يرضيني اشوفك كذا
تكتفت وهزت راسها : رجعنا على نفي التصريفة
هز راسه بالرفض : ماهي تصريفه وش مانتي بنت عمي انتي ؟
ضي : يعني لو روان ثقلت عليها أوجاعها بتشيلها على كتفك الثاني
سراج عقد حواجبه : وش دخل روان الحين ؟
ضي هزت راسها : ايه لانها بنت عمك يعني نفسي ، اكيد بتسويها
ضحك ونزل راسه
ضي : وش يضحك مو هذا كلامك ؟
سراج : أنتي ليه عصبتي فجأة وليه جبتي طاري روان ؟ مابها الا العافية اي اوجاع اشيلها
ضي : بس لو فيه بتشيل ، يا النخوه
ضحك سراج : ماني شايل شي يا بنت الحلال وش دخلني فيها
رفعت حواجبها وناظرت للبحر
سراج : مشكلتك غبية يا ضي .. او إنك تستغبين
ناظرته ساكته
سراج : ومتأكدة إنه استغباء ، لإنك تلقطينها طايرة
ضي : أحب الوضوح ، مثل وضوح الضيّ بالظلام الدامس كيف يشع ويمحي السواد ، شفت قوة الوضوح هذي ؟ أحبها وغيره ما اعتبر اني فهمت
سراج ابتسم لإنه تأكد انها تفهمه : ما شفت منك الوضوح عشان تشوفينه مني
ناظرته وارتبكت من ابتسامته وصدت
سراج : وين حبك للوضوح ؟
سراج ابتسم لإنه تأكد انها تفهمه : ما شفت منك الوضوح عشان تشوفينه مني
ناظرته وارتبكت من ابتسامته وصدت
سراج : وين حبك للوضوح ؟
تكتفت وابتسمت : لا أنا أحب الشخص الواضح مو أنا أكون واضحة
سراج : وانا أحب الشخص الواضح
رفعت أكتافها : دوّر لك أحد واضح
ضحك وصد يناظر البحر
سكتت ثواني وناظرت الساعة وهمست : ما ابغى ارجع لبيته
لف عليها ينتظرها تنطق بالسبب : ما قال هذي بنتي ومن صلبي لما قالت له حلل ! يعني هو شاك اني مو بنته
ناظرها سراج يشوف إنعدام الأمان بعيونها وخوفها والجرح اللي توسط صدرها وتنكره : لو شاك ما فرح بك ، ما شالك ودخلك بيته وبين عياله وهو ما يدري أنتي أختهم ولا لا ، مستحيل بس يمكن يجاريها ما يبي مشاكل
هزت راسها : بشيب روسهم من المشاكل أنا
ابتسم ابتسامة جانبيّة : روسهم مشيبه ما يحتاج
ناظرت ابتسامته وصدت : بكرة برجع الرياض
لف عليها : بكرة رايحين بيت جدي لو يدري انك مسافرة بنفس اليوم بيهاوش
ناظرته : بتفرق معاه يعني ؟ ترى ما جيت بيته إلا مرتين انتم أحفاده اللي يغليكم ويبيكم أنا وش عليه مني ماهي فارقه معاه
سراج : تفرق معاه أكيد ويمكن تفرق مع شخص ثاني
لفت ناظرته وابتسمت بسخريه : ايه يظلم بيته بدون ضيي صح ؟
هز راسه بالموافقة وابتسم : والله يظلم
ابتسمت تناظره ونزلت راسها تقرا رسالة سلمان " وينك ما رجعتي ؟ "
اختفت ابتسامتها ولفت له الجوال : كيف بواجهه
سراج : سلمان حبيب ما يزعل
هزت راسها : بس ضربت أمه وسبيتها قدامه ، مين ما يزعل
ضحك سراج بهدوء : صادقه ضاربتها
سكتت تناظره وابتسمت : ما يضحك ! مو ضربتها بس يعني هجمت فوقها ما كانت بوعيي
صد يضحك : منظرك ما يشبه شخصيتك سايكو أنتي
ابتسمت من ضحكه : سراج ! والله اطلع السايكو هذي عليك أنت انطم
هز راسه وهو يمتنع عن الضحك : ارجعي يالله
هزت راسها بـ لا : بقعد هنا للفجر
رفع حواجبه : هنا ؟ تستهبلين
ضي : مالي نفس ارجع البيت ، اروح هناك انام على طول واصحى امشي للرياض
سراج : ملزمه على الرياض؟
ضي . ايه لي شهر ما شفتهم ، اصلًا انا ناويه اروح السبت وطيارتي الأحد قلت اروح من الحين احسن عشان اجلس مع ماما واهلي وحشوني
سراج : طيارتك على وين ؟
رفعت أكتافها : الله العالم
سراج : شلون يعني بتسافرين وانتي ماتدرين وين رايحة ؟
ضحكت ومشت للكرسي وجلست بتعب : ايه البنات كانوا مخططين نسافر سوا عاد ما اعرف وين اختاروا الوجهه
سراج : لحالكم ؟
ناظرته وعقدت حواجبها : يعني يمكن يروح معانا فهد بس ما اتوقع هالمرة يوافق صاير يتحاشاني
سراج : ولو ماراح بتسافرون لحالكم ؟
ضي : ايه عادي
سراج : انا ما ارضى تمشين من هنا للرياض لحالك شلون دوله ثانيه تستهبلين ؟
ضحكت وناظرته : وي وانا شدخلني ترضى ولا ما ترضى !
سراج : ما اقصد كذا اقصد انه ماهو أمان عليكم ، لو صار لكم شي وانتم هناك
ضي : بالطقاق خل يصير
سكت وعرف إن نفسيتها متأثرة من الموقف
ورفعت راسها له تشوف التعب بعيونه : صاحي بدري صح
ناظر الساعة ١ الليل وهز راسه : إيه من ٨ الصباح
ضي : وجاي هنا تسولف ! ارجع البيت نام
سراج : أرجع واتركك هنا تاكلين بنفسك ؟
ضي ابتسمت : مافيني شي انا تطمن
سراج : ولو ما اتركك ، لاحق أنام
صدت عن نظره تبتسم ، تنهّدت وهي تفكر
تشوف غزير إهتمامه ونظراته اللي ولو إنه ما يصرّح عن شي هي تصرخ بالوضح ، جنبها ومعاها دايم ويشدّ على يدها كل ما احتاجت وتعرف ومتأكدة
إنه ماهو " فزعة لبنت عمه " مثل ما يقول ، تدري إنه أكبر من كذا وبينهم مشاعر ودوافع ولكن ينكرون
محد راضي يرمي أوراقه أول ويبعثر كل ما بينهم
رفعت نظرها له وتشوفه ما يناظرها ومبتسم بلا شعور منّه ،
نزلت نظرها لإبتسامته وإرتعشت أطرافها من جاذبيّتها والتفت يشوفها تناظره وصدت تفرك يديننا ببعضها بتوتر
ووقفت كأنها بتمنع مشاعرها من فيضانها وهمست : خلاص نرجع
هز راسه ومشى لسيارته وركبت سيارتها خلفه ومشوا من المكان
'
إنتهت الجلسة
وما بقى بينهم أي وصل وقطع بصيص الأمل اللي كان بينهم ، من ثقل شعوره حسّ إن قلبه اُستأصل وقدّموه لأماني ومضت بقلبه وبقى هو بليّاه
راكب سيّارته وفاتح الشباك ويناظر كل مكان حوله بيأس ، نور الشمس ساطع لكن يحس من ظلمة صدرة عكست على المكان
همس وهو يردّد :
عندي طلب لو تسمحين قبل الموادع والهجر إن كنتي صدق بترحلين لا تسهرين لحدّ الفجر أخاف إنك تذكرين أيامنا وأحلى الصّور
تنهّد وهو يذكر يشوف الصورة اللي بين يدينه وصد يناظر الشارع ويكمل : وأخاف إنك تدمعين ويضيق بي كل الدهر
أخاف إنك تضعفين وينكسر فيك الصبر ،ولو هزتك ذكرى حنين
والشوق ما منّه مفر ،أبيك بضحة تقبلين وبابتسامة من طهر
،بكون لك ساعة يمين بكون لك ضي القمر ، بنور الدنيا وتجين يا أجمل أيام العمر
نزل راسه وهو يشغّل سيارته ويحركها من مكانها : عندي طلب لو تسمحين لا تسهرين لحد الفجر أخاف إنك تضعفين وأخاف إني أنكسر
وما حس بنفسه إلا وهو يكتبها بمحادثتها ويرسلها
وطفى جواله يناظر الطريق ، إنتهى كل شي يعنيه بالرياض وحتى بيتهم ماصار ملكه
حلف ما يدخلها مرّة ثانية بلا سبب لعلّ بعده يمحي العذاب اللي يعيشه ، ولأول مرة يفضل عذاب عيشة بيت أبوه على إنه يتعذّب من وحدته هنا بدونها