٢٥

3.1K 72 8
                                    

ابتسمت بإرتباك من شافته وتقدمت وتناظره : صاحي هالوقت
هز راسه ورجع يجلس : تعالي أجلسي
شفيك ما نمتي ؟
جلست وهي تترك كوبها وناظرته وتنهدت
هز راسه بفهم : سارقتك الهواجيس
ضحكت وهي تنزل راسها على الطاولة اللي بينهم : بتاكل عقلي
سكتت ثواني وناظرته تاكي ومستريح بجلسته ورافع راسه يناظر السماء : اهملت شغلك بالرياض
ناظرها وهزّ راسه : شوي
ميلت شفايفها بأسى وعقدت حواجبها : عشاني !
هز راسه وابتسم : فداك ، بس لا تشيلين همه مدبره الأمور
ابتسمت وهي تحط كفها على خذها وتتكي : حسافة عاد الوظيفة كانت جايزه لي
هز راسه سراج : تتعدل الأمور وترجعين تكملين
ضحكت وهي تناظره : تخيل بس
سراج : ليه أتخيل صادق أنا
ضي : صار لي شهر أو أكثر مو مداومه ، ومابداوم قريب مين يبقيني بوظيفيتي وانا تاركتها شهور ؟
سراج : أنا
ضي : سراج !
ابتسم وناظرها : شفيك ، عارفك أنا وعارف ظروفك أنا بنفسي تارك شغلي ولاحقك ، اعتبريها اجازة
ضحكت وهي تناظر كوبها وتلعب فيه : حلو بدا شغل الواسطة
ناظرها وهو يترقب ضحكتها ومبتسم بإرتياح لإنه سمع ضحكتها طوال اليوم حتّى إرتوى صدرة : ما أعترف بالواسطة بس عشانك بالذات
ابتسمت وهي تناظره لوقت طويل وعقدت حواجبها وهي تمد كفها وتلمس حجاجه وهمست : من ايش الجرح هذا ؟
إرتبك من قربها ومن أناملها اللي لمست وجهه وناظر وجهها عن قرب لثواني لين بعدت عنه وسكتت تنتظر إجابته
تنحنح وهو يعدل جلسته ويناظرها وابتسم : جرح قديم من يوم كنت بزر
ضي : قولي سالفته
ضحك وهو يتذكر وعدل جلسته : كان عمري وقتها يمكن ١٦ حولها و ببيت جدي كنا نلعب انا وسلطان وأخوانك
سلمان كان يناديني زوج روان حبيب روان يعني عياره، ويجيك سلطان الشرقي الغيور يعنّي ما أرضى ينقال عن أختي ومد علي القلم
ضحك وناظرها : وانخرش وقتها لإنه كان ناوي يضرب بس وجرحني بقوّة ، ومن وقتها بقى أثره ماراح
اختفت ابتسامتها عضت شفايفها وناظرت كوبها اللي برد وشربت منّه : اوكي يعني روان كانت حب طفولة
ناظرها وهز راسه وما أنكر : يعني
لفت لجوالها اللي دق وابتسمت : جوجو
وقفت وهي تاخذه وأشر لها : ابقي خذي راحتك بدخل أنا
ناظرته يدخل البيت ورد على وجد وابتسمت : هلا جوجو
اعتدلت بجلستها وجد وهي مبتسمه : بموت اشتقت لك اكتشفت اني ما أقدر اعيش بدونك
ضحكت ضي وهي تترك جوالها قدامها وتبعد طرحتها عن شعرها وتنثره على أكتافها : حتى أنا اشتقت لكم واشتقت للرياض وجفافها ، احس اني بموت هنا من الرطوبة
ضحكت وجد : كيف الأوضاع
تندت ضي وهي متكيه وتناظر جوالها : يقولون بيطلع بكرة من المستشفى ، بعدها بشوفه
وجد : كويس حمدلله على سلامته
ضي : جوجو خايفة ، أنا بقابل شخص ما أعرفة حتى شكله ما بيدي إلا صورة لها ٣٠ سنة ، وصورة وحدة بزواجه هو وماما وما كان واضح وجهه ، ملا وجهه الشيب وكبرت ملامحه أنا بقابل أبوي اللي ما أعرف ملامح وجهه ، ما أعرفه جوجو أجهل أتفه تفاصيله وحتى أوضح مافيه ! ما ابي
وجد سكتت ثواني ما تدري بأيش ترد عليها هي فعلًا بوضع صعب وثقيل وما هو سهل ، هي بتقابل أبوها اللي أفنت حياتها وهي ما شافته ومرّت أحداث مهمه في حياتها هو ما تواجد فيها
ابتسمت وناظرت لضيّ : أنا بحياتي ما واجهت شخص قوي مثلك ، أنتي قادرة تواجهين كل ظروفك وماينحني راسك ووتغلبين لو تبين، هذي كلها هواجيس أدري تتخيلين الموقف آلاف المرات وتظنين أسوء الظنون عشان ما تتعشمين وتنكسرين بس شيلي كل المخاوف من بالك وعيشي اللحظة وباقي عمرك بدون ما تضيعين من وقتك وعمرك عشان لحظة خوف ، أنتي قويّة باس ماتخافين
ابتسمت لها ضي وتنهدت : اوف ليتك عندي ابغى احضنك ، والله ما أقوى إلا لإنك جنبي ومعاي دايم مرة أحبك جوجو
ابتسمت وجد : وانا أحبك حياتي ، يالله قومي نامي أعرفك مو نايمة
هزت راسه ضي وابتسمت وهي توقف وتلوح بكفها وتقفل المكالمة
تنهدت وهي تعدل شعرها وتناظر المكان من حولها ، هي ببيت سراج بيت عمّها وداخل هم مطمنين ونايمين هي وحدها تحس بالغربة وإنها بمكان ما تنتمي له ، تنهدت بثقل وهي تدخل البيت
تحت أنظاره
يناظرها من شباكه وفاتحه يسترق السّمع ، من تركت طرحتها على أكتافها وانسدل شعرها على أكتافها وتداعبه أنسام الهواء وتبعده عن وجهها بإنزعاج
بسواده اللي يشبه سواد الليل
إرتكى على الجدار وهو يراقبها وتحت ثغره ابتسامه ما وعى لها ، وسمعها يسمع خوفها وضعفها وشتاتها ويحس فيها ويعيش معاها هالشعور من أول لحظة جلست أمامه وصرّحت بكل شي إلى هاللحظة
وما يدري، ما يدري ليه يشاركها كل هالمشاعر
الصباح
دخل سراج البيت ودخل غرفته ياخذ شاور وطلع منها وهو ينشف شعره بالفوطة
سمع صوت ونزل من غرفتع واتجه للمطبخ :
دخل وشافها واقفه ببجامتها على الفرن ومعطيته ظهرها وبيدها مقلاه تحرك البيض اللي فيها وابعدتها عن الفرن وصرخت من لمستها من حرارتها وعضت أصبعها بألم ولفت وشهقت من شافته واقف وبيده منشفته
تنحنح وهو يصد عنها ومسح على رقبته : احسب محد بالبيت كلكم طالعين بيت جدي
بلعت ريقها بتوتر وسحبت عبايتها اللي على الطاولة وتقدمت له : عبالي كلكم عنده
ناظرها وهو يمسح شعره المبلول بالمنشفه ولابس تيشيرت أسود
سكتت وهي تناظره لثواني وعضت شفايفها وهي تصد عنه وتدخل المطبخ : سويت فطور تاكل ؟
هز راسه وهو يدخل : كنت ناوي أفطر عند جدي بس دام سويتي أكل معاك
ابتسمت وهي تجهزه وتطلع معاه للصالة ورجعت تاخذ أكواب الشاهي وجلست بالكنبة المقابله له وبدأ ياكل وعقد حواجبه وهو يكح ويغطي فمه
ناظرته وضحكت وهي تناظر اللقمة اللي بيدها : لهالدرجة ؟
ابتسم من ضحكها وهو يشرب من الشاهي يخفف طعمها وناظرها : وشو ماعمرك دخلتي المطبخ أنتي ؟
نزلت لقمتها وتأففت : اف خلاص لا تأكل ، اصلًا ما أعرف اسوي بيض
ناظرها وشرب من الشاهي وضحك : إذا ما تعرفين تسوين البيض وش تسوين ؟
ضي : عادي طبخي لذيذ بس البيض ما اضبطه دايم ومع ذلك صامله اسوي كل مرة
ضحك ووقف : صدقتك
أخذت شاهي وهي تبعد وتجلس : خلاص أنت اطلع لهم الحق على فطورهم
سراج : وأنتي ؟
ضي : اكل توست وجبن
سراج : وليه جالسة هنا اصلًا مارحتي بيت جدي ؟
تنهدت وصدت : ما ودي ابغى يتأجل لأبعد وقت
سراج : هالوقت ترى ما بيكون احد صاحي إلا عمي وجدي ، اخوانك والباقي كلهم نايمين ، كيفك أنتي بس لو بتروحين المغرب بتلقين الكل جالس عنده مو حلوة
هزت راسها بالرفض وهي تناظر كوبها
تنهد وجلس على طرف الكنب : طيب قومي البسي اطلعك
ناظرته وسكتت وهز رأسه : يالله قومي ، لك أربع ايام جالسة هنا
ناظرت تفكر وتنهد وهو يوقف : أنتظرك بالسيارة يالله
ضحكت لإنه ما انتظر ردها وهزت راسها وهي تقوم تطلع فوق تجهز
ركبت السيارة وناظرته فاتح الشباك ويناظر الطريق ولف لها وابتسم : تحبين الفلافل ؟
ابتسمت وهي تعدل جلستها : اكيد
هز راسه ومشى : زين اخذ لك احلى فطيرة فلافل ونروح البحر نمشي
وقفت قدام البحر وهي مبتسمته وتاكل من الفطيرة وساكته ، هي كانت تحتاج متنفّس يبعدها عن هواجيسها اللي تسرقها وعن كثرة التفكير
ومن جت هنا هو الوحيد اللي كان قادر يشتتها فعلًا
ما تكلمت مع أخوانها مرة ثانية اللي من شيلة هم أبوهم تجاهلوها ، اهلها اللي ما تتكلم معاهم ،  وأمها اللي أخر مرة تكلمت معاها قبل يومين تردّها للرياض
هي وحيدة فعلًا ومحد واقف جنبها يفهم شعورها ويداريها إلا هو ، ناظرته وهي مبتسمه وتسرقها أفكارها وهواجيسها فيه
ممتنّه له لإنها من عرفته كان ماد يد العون لها من قبل يعرف إنها بنت عمه ، بوظيفتها اللي كان يساعدها فيها ويرفّع لها ويمشي أمورها حتى لو ما كانت تمشي
ومن لحقته هنا لأرضه واهله وعدها يوقف بصفها قبل يعرف موضوعها
وكان واقف معاها وتعنّى عشانها وما منّ ولا مل وتأفف
تنهدت وهي تصد عنه من لف يناظرها
عضت شفتيفها من أدركت فوضوية مشاهرها بوسط المعمعة اللي تعيشها، وتتجاهل ، تتجاهل لإن الفكـرة وحدها كانت مرعبة بالنسبة لها
'
وقفوا عند بيت أبو فهّاد ولف لها : ننزل ؟
ناظرته وساكتة وتنهد وهو يطفي سيارته ويتربع بجلسته ويلف لها : ترى من أول ما طلع من المستشفى وهو يسأل عنك ومصرّ يبي يشوفك بس حنا كنا نصرفة ، متلهف لك فوق ما تتصورين ويبكي بالخفى كل مرة أدخل عليه
إذا إن كان كل خوفك من إنه يصدك
ابتسمت وسط دموعها لإنه يفهمها بالملّي وناظرت للبيت : ادخل معاي عنده
ضحك وهو يناظر ابتسامتها : لو تكونون لوحدكم افضل
ضي : تكفى سراج شويه بس أول عشر دقايق وبعدها كيفك مابي ادخل عليه لحالي
تنهد وهز راسه : ما ينقال لك لا ، انزلي
ابتسمت بإتمنان وهي تمسح دموعها ونزلت ودخلت وراه
وشافتهم جالسين بمجلس الرجال عمانها وجدتها وأخوانها ناظرت سراج : تعالي
ناظرتهم وهم يشوفونها من بعيد : داخل عندهم ؟
هز راسه بالرفض ومشت وراه ودخلوا وسلمت عليهم وهي تناظر أخوانها واقفين وتقدم لها سلمان : بتشوفينه الحين ؟
هزت راسها وناظرت لصقر اللي يناظرهم من بعيد
كان بيطلع سلمان يبلغه لكن استوقفه سراج : بكلمه أنا
هز رأسه سلمان ورجع جلس وضي واقفه وتحس قلبها بيطلع من بين ضلوعها بأي لحظة من شدّة توترها ورهبتها
دخلت أم فهّاد وشافتها وتقدمت ضي تسلم عليها
ومسكتها أم فهّاد وجلست معاها : اجلسي يا بنتي ما من غريب
جلست ضي جنبها وناظرتها أم فهّاد ومسكت كفوفها وهي تهمس : لا تخافين ولا تتوترين أنتي بتشوفين أبوك ماهو بغريب وهذاك انتي بين عمانك واخوانك اللي اول مرة تشوفينهم  وتعودتي عليهم بيصير مثله مع ابوك
هزت راسها ضي ومبتسمه تخفي خوفها وتناظر الباب تنتظر سراج يدخل
أرتجف قلبها من شافته واقف على الباب وأشر لها تجي
ناظرت أم فهّاد اللي شدت على يدها وابتسمت تطمنها
حررت يدها ووقفت وهي تمشي له
وناظرت عيونه تنتظر نظره تطمنها
ابتسم وغمّض عيونه ومن نظرته خفّفت توترها
مشت معاه لداخل البيت لأحد الغرف الموجودة ووقف قدام الباب وناظرها : ادخلي لحالك ضي ، هذي لحظة خاصة ما يحق لي أدخل معاك
ناظرت للباب اللي يفصل بينها وبينه وناظرت سراج وهمست : أحتاجك
هز راسه : عند الباب هنا طيب ؟
سكتت ثواني تفكر وهزت راسها : لا تروح خلك هنا
ابتسم وهز راسه وجلس بمكان قريب للباب يناظرها
وهي ماسكة مقبض الباب وتناظر للباب تفكر
فتحته ومادخلت بقت ماسكته لثواني متردده وعاجزه تخطي خطوه قدام
لفت بعيونها لسراج اللي كان يناظرها بنظراته يطمنها وتنهدت وهي تحس بعبئ على صدرها
دخلت وناظرته جالس على سريره ويناظر الباب ملتهّف
إرتجف قلبها وهي تشوفه قدامها ، هذا هو !
أبوها اللي حملت إسمه وكبرت تسمع قصصه ونامت وصحت وهي تدعي له وتتصدّق عنه
رجفت أطرافها كانت عاجزة تخطي خطوه وتتقدم له أكثر
ورغم المدة اللي ما كانت قصيرة عرفت فيها أن أبوها حي لكن ما حست إن الحقيقة ضُربت بوجهها إلا بهاللحظة يوم شافته قدامها
هزت راسها بالرفض وغطت دموعها عنها الرؤية عطته ظهرها وهي تبكي وتغطي فمها تمنع دموعها
فتحت الباب بسرعة بتطلع وتهرب منه لكن وصلها صوته المبحوح والباكي مثلها تمامًا : ضي يمّه لا تروحين
انفتح الباب وفز سراج من مكانه لها ومسك كتفها لإنها كنت مسرعة بتتخطاه وهمس : شوفيه ضي لا تتركينه بعد ما وقفتي قدامه
رفعت راسه لها ووجها غارق بدموعها وتنهد وهو يبعد يده بسرعة عن كتفوها وتمنّى، وآه من الأمنيات
تمنى يمسح دموعها يضمها لصدره يخفف وطئة الموقف على صدرها ويطمنها ويهديها وهي بين يدينه و وسط حضنه ويمسك كفوفها يشد عليها ويدخل معاها يشجعها
لكنه ماهو قادر
ضي : تكفى سراج اتركني أروح بموت مخنوقة ما أقوى
هز راسه وهو يناظر الباب : لا تتركينه كذا شوفيه تكفين ، بيتعب
ناظرت سراج وناظرت للباب ثواني وصدت راجعة للغرفة
دخلت وهي تشوفه وكانت تبكي
تقدمت له بخطوات متردّده وخطوه تقدم وخطوه ترجع
وقفت قريب من سريرة وهي تمسح دموعها
وناظرها هو يصد عنها يمسح دموعها ما يبي تشوفه لأول مرَة بموقف كذا
جلس وهو يثني رجوله ويترك لها مساحة من السرير تجلس فيها ومد كفه : اجلسي يا ضي
جلست وهي تناظر يده المدوده لها وبتردد مدت يدها تلامس يده
كانت دافيّه وشد عليها ، وناظرها وهمس وهو يمسك كفها يرفع راسها : ناظريني ماما ناظريني
رفعت راسها له وهي تناظره وتتأمّل ملامحه ، هو نفسه من ٣٠ سنة لكن على كِبر ، ملامح مُتعبه وجار عليها الزمن
ورأس أبيض من الشيب وعيون تملاها الدموع ومكسورة
هو ما هو كبير بالسن لدرجة المشيب ، لكن مظهره وملامح وجهه تعطيه أكبر بكثير
ابتسم وهو يمنع دموعه ويكابر عنها ويناظر ملامحها وماهو مصدّق ، هذي بنته منه ومن لحمه ودمه تكوّنت منه وخُلقت منه ! هذي له وتخصه وجزء منه بل كل حياته
قدامه بنته اللي ياما تحلم فيها من سنوات طويلة !
ماقدر يكابر عن دموعه من توالت عليه كل الذكريات الموجعة ، وبعد كل هالمواجع هذي هي قدامه حيّه  تكونت و وُلدت وصارت طفلة وكبرت وأكلت أول وجبة بحياتها وخطت خطواتها الأولى وقالت أول كلماتها ونطقت بابا لأول مرة مسكت قلم لأول مرة ودخلت المدرسة وتخرجت منها وحضت بنجاحات ومكاسب كثيرة دخلت الجامعة وتخرجت، توظفت وعقدت قرآنها
كل هالأحداث بحياتها هو ما شهد منها ! ويكسر قلبه ويحطّمه الآف المرات إنه ماهو قادر يسترجع معاها اي شي منهم
انهمرت دموعه وبكى بُكاء الطفل قدامها
عضت شفايفها وهي تبكي بوجع معاه واللي يوجعه قاعد يوجعها يعيشون نفس الألم ونفس الخيبة
ناظرها وهمس : بضمك
مارفضت وما انزرع بداخلها تردد وماجاوبت بادرت وهي ترمي نفسها على صدره وبكت أكثر من حست بيدينه تحاوطها ، يدينه الحنونه الدافيه اللي ما عمرها حست بشعور يشابه شعورها الآن
طمأنينة رغم خوفها انزرعت بصدرها من حضنه ودفاه
مرّ وقت طويل وهي بحضنه وسكن بكاها وما كانت تبي تبعد تخاف تفقده وهي ما بعد كسبته
ثواني وابعدت عنه وناظرت عيونه وهمست : تكفى لا تسوي بنفسك كذا بتتعب
هز راسه وهو يصد عنها ويمسح دموعه ويحاول يتماسك قدامها ولف لها وابتسم :شلونك أخبارك حبيبتي ؟
هزت راسها وهي تبتسم وتعدل جلستها وتبعد شعرها عن وجهها : بخير حمدلله
هز راسه وهو يحس بالتعب وتكى وسكتت تناظر كفوفها
هي بصدرها كثير من الكلام والعتاب والاسئله بس من حاله هذا ما كان قادر يبدر منها إلا الصمت
ناظرها ثواني وسأل بتردد : جايه هنا مع أمك ؟
رفعت راسها وناظرته لثواني وهزت رأسها بـ لا : جيت لحالي مع سراج وصقر
ابتسم وناظرها : تعرفتي على أخوانك وأم صقر ؟
تذكرت صدود أم صقر عنها وانزعاجها الواضح بس هزت راسها : اولهم سلمان
ضحك وهز راسه : ايه سلمان اندفاعي ما ينتظر، متأكد اول ماعرف كلمك بوقتها على طول صح ؟
ضحكت معاه وهزت راسها
أبو صقر : اما صقر ماتكلم معاك من وقتها
هزت راس وتنهدت : ايه ، جاء اخذني مع سراج بس ماكان مثل سلمان يعني

نور وجهك يقلب الظلمات ضيّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن