الفصل الثاني:
وَ قد بدأت اللّعبة.
♦ خمس سنوات من الغياب لم تكن سهلة على أحد. ولا حتى على آخر فرد من عائلة لوتشيانو، الوريث الشرعي لحُكم المنظمة.بسبب ما حدث معها لم تستطع إستلام عرشها الذي كان حقها و واجبها في الآن ذاته. لقد تم سلب كل شيء منها قبل خمس سنوات وفقط بسبب خطوة طائشة منها تسلم المدعو موسوليني الدموي الحكم بغير حق كتعويض عن مقتل والده على يدها.
الآن وقد نجحت عملية إغتياله فقد عادت المياه إلى مجاريها. صارت هي " الدُّونا ".
جلست تُطالع ذلك الكتاب الثقيل
المُسمى بـ " دُستور الجماعة "، كتبه أول دون يحكم المنظمة، وتناقلته الأيادي حتى وصل إلى يد تلك الشابة ذات الخامس والعشرين من العمر. الكتاب الذي لم يقع في يد موسوليني وإلا لكان حرقه لِما يحمل من قوانين عريقة تتعارض مع قوانينه الشخصية..ولكنها هي، يتعارض مع قوانينها أيضا..
بسبب الحرارة المفاجئة وضعت يدها تحت عنقها حتى ترمي بِشعرها الكستنائي المجعد قليلا إلى الخلف ليتدلى على ظهرها. قصة شعرها التي تغطي جبهتها لم تكن عائقا أمام عينيها اللتان تقرآن سطور ذلك الكتاب في هُدوء. لطالما كانت هكذا، هادئة أكثر من اللازم..
هي لم تعد حتى تجلس في ذلك الكرسي وتلقي بالأوامر فقط، بل كان المغزى من وجودها هو إعادة كتابة تاريخ المنظمة. لكنها لن تستطيع فعل هذا وحدها، فغيابها لخمس سنوات أصابها بِـقُصور في معرفة الخيوط الأساسية لهذه المنظمة. لذلك تواجَد ذلك الشخص حتى يكون يدها اليمنى كما جرت العادة أن يكون اليد اليمنى للزعيم. كان يعمل مع جدها الذي كان الزعيم الأسبق وبعد وفاته صار يعمل مع موسوليني، لكن هذا الأخير لم يكن يعتبر ' اليد اليمنى ' مُهِمًا.
عندما توقفت الدونا عن القراءة رفعت رأسها لتنادي بصوت مسموع:"ماثيو؟ أتمنى أن النوم لم يُغالبك."
كاد فعلا أن يسرقه النوم لكنه تنبه لصوتها الرتيب ليقول وهو يبعد رأسه عن يده بعد أن كان متكئا عليها:"قد أصبح عجوزا بعد أعوام قليلة لكني لن أنام بتلك السرعة. هل هناك شيء، أيتها الدونا أدولينا؟"
ردت أدولينا وهي تضع ساقاً على الأخرى:"لم أجد في هذا الدستور أي قانون يتعارض مع خطتي. وبالتالي، لن يقف أحد من المنظمة في طريقي لتنفيذها.. ما رأيك؟"
"هل تسأل عن رأيي بالفعل؟!" تساءل في نفسه قبل أن ينطق وهو ينهض واقِفاً:"إذا وقف أحدهم في طريقك، فسيكون نِداًّ لي"
أنت تقرأ
الشياطين البريئة: الجنة السوداء - 𝐁.𝐇
Mystery / Thrillerجريمة في فندق بطلتها 'شابة عادية' و ضحيتها 'زعيم منظمة إجرامية'. هكذا بدأت القصة. قصة "الشياطين البريئة". أرادت إنقاذ والدتها فقط. وها هي تصير مطلوبة لدى المافيا الإيطالية، لدى الحكومة، ثم لدى مختل ! لم تعلم أنها ستتعرض لشيء كالإعتقال، كإطلاق النار،...