12

1.1K 124 136
                                    

الفصل الثاني عشر:
"المادة."

أظلمت السماء وغط الناس في نوم عميق، تزامناً مع نهوض البعض الآخر حتى يعودوا إلى أشغالهم المشبوهة والإعتيادية ..

بدأ ذلك الهدوء يتلاشى، ثم شيئا فشيئا يعلو صوت يضرب وينزل من السماء الحالكة. صوت تلك المروحية وهي تستعد لأن تحط وسط دائرة مخصصة فوق سطح منزل يضج بأصوات أشخاص كُثر تمتزج مع صوت الموسيقى الهادئة ..

عندما نزلت أدولينا من المروحية إِستلمت هاتِفاً من حارستها الشخصية وما إن قربته إلى أذنها حتى صدر منه صوت يزعق:
"أدولينا! أنت المسؤولة عن إغتيال تشارلي صحيح؟!"

إنه ماثيو الذي لا ينفك يصرخ عليها كثيرا مؤخرا. تنهدت ثم ردت عليه وفي نيتها أن تغلق الهاتف بعد أن تصمت:
"لقد سَرقَت ملف العَقار الذي كان على مكتبي. كيف لا أغتالها؟ على أيٍّ هذا ليس وقت الكلام.."

نطق بشيء ما ولكن كالعادة قُطِع الخط قبل أن يبوح بكل توبيخاته..

قبل ساعة فقط كان مايكل قد إلتقى بها والملف بحوزته، يعتريه فخر شديد بتلك المهمة التي أنجزها: إنهاء أمر مساعدة الخائن.

ولكن يالـ المأساة التي تعين عليه أن يتحملها: فما إن عرفت الدونا أنه فشل في معرفة هوية الخائن حتى فاجئته بصفعة مؤلمة.

تسمرت نظراته على الأرض مُدرِكاً الدرس الذي تعلمه؛ يجب أن تُنجَز المهمة في أكمل وجه، بلا زيادة أو نقصان.

سرعان ما عادت معنوياته إلى القمة عندما أخذت الدونا ذلك الملف شاكرة إياه ببرود..

لقد كاد يطير من السعادة..

وخلال نفس وصولها كانت لينغ وبيانكا قد قاما بتسلل ناجح إلى المنزل عبر الإختلاط بالخدم المسؤولين عن الحفل. لم يستطيعا إيجاد ثنائي مدعو إلى هذا الحفل كي يأخذا مكانه لذا كان أفضل خيار هو التنكر كخادمتين..

في غرفة تضم موائد وأغطية كان عليهما مسايرة الخدم والتصرف مثلهم بأخذ تلك الموائد إلى بهو المنزل وترتيب أغطيتها..

كانت لينغ هادئة جدا ويبدو على وجهها تعبير عن الراحة. عكس بيانكا التي فجأة خالجها شعور سيء بخصوص ذلك المسدس رغم أنه ليس الوقت المناسب.

"لينغ. لدي شيء مهم جدا يجب أن تعرفيه.."

قالت هامسة وحذرة من أن يسمعهم أحد. رمقتها الأخرى بنظرة جانبية وما إن لاحظت شحوب بشرة بيانكا حتى خالجها القلق أيضا:
"بيانكا. إذا إرتكبتِ مصيبة فمن الأفضل تأجيل الإعتراف لاحقا .."

زمت بيانكا شفتيها وعصرت إحدى قبضتيها لتقول بلهجة حازمة:"لا أعتقد أنه شيء يمكن تأجيله .. في الواقع.. أعتقد أني نسيت مسدسي بجانب جثة لويجي.."

الشياطين البريئة: الجنة السوداء -  𝐁.𝐇حيث تعيش القصص. اكتشف الآن