الفصل الثالث:
التّوأم المُختلف.♦ تساءلت بيانكا عن وِجهتها التالية، وهي تمشي في الطرقات لا تَخفى عليها تلك الضحكات والابتسامات التي تكسو وجوه أغلبية المارة بدون أن تعرف السبب..
وهي التي كانت تتحرك وسطهم مثل قطعة خشب محطمة ضائعة وسط المحيط الهائج تحت سماء مُظلمة عاصفة، تفكر في جريمتها، وكيف سيكون رد فعل والدتها ما إن تعرف.. لكن حين تذكرت أنها أخذت تلك الأموال حتى أخذتها العزة بالإثم وإفتك ثغرها بإبتسامة واسعة.
كان النشاط بارزا والحركة محمومة على غير العادة، يقابلها خمول الفتاة لكونها قد عادت لبيتها بأمر من الطبيب من أجل النوم، كانت قيلولة نصف ساعة لا تسمن ولا تغني من جوع، وبالحديث عن الجوع فقد كانت بحاجة للطعام الذي لم تأكله منذ يوم كامل.. لكن يبدو أن شهيتها لا تزال نائمة بسبب كل تلك الأحداث التي حاوَطتها مؤخرا.
لقد هرب المُشرف، ولم يأخذ منها المسدس..
"يا ويلي.. ماذا سأفعل بهذا الشيء الآن؟! لا يمكنني رميه في مكان عشوائي ببساطة!"
خطر ببالها أن تبحث عن جماعة مافيا في مكان ما فترمي المسدس عليهم ثم تهرب كأنها إرهابية ترمي قنبلة فتهرب.. هذه الأفكار ستتسبب في قتلها ذات يوم.
كما أنها فكرت في العودة إلى ذلك الرجل الذي يشبه القرصان الذي أخذت منه المال لكنها تُفضل الطرق الصعبة على أن تُجرح كرامتها مجددا..
لحد الآن المسدس لا يحمل أية بصمة من بصماتها، لا تزال تلك القفازات المطاطية ملتصقة بيديها.
في پاليرمو خصوصا الأماكن الشعبية، بعض المقاهي و المطاعم تُعرف بكونها وكْر لغالبية أعضاء المنظمة. فكرت أن تذهب إلى أحد تلك المقاهي ثم البحث. ربما ستكون النتيجة مضنية، لأن الإحتمال الأقوى لوجود عضو في المنظمة يكون في ' كازينو ' أو ' بلياردو '، ولكنها لم ترد الذهاب لتلك الأماكن، حيث توجد المشاكل، تعتقد أن المقاهي سيكون فيها هؤلاء المجرمون المنبوذون الذين سيتعاملون معها بتفهم..
"كيف أنا أفكر بهذه الطريقة ولا أزال حية لحد الآن؟!"
نعم، ستذهب إلى هناك.. حتى لو حدثت مشكلة فلديها ثقة غريبة في أن ' المشرف ' سيأتي وينقذها كما فعل في مكتب ذلك المدعو "الرئيس"..
لم يكن الأمر شَبيهاً بإعادة كتاب إلى المكتبة، بل ربما إعادة عَظمة الى فم كلب مسعور..
تقدمت بيانكا بخطى مترددة نحو المطعم ذو الواجهة الزجاجية المليئة بلصاقات الإعلانات التي تُغطي ما يحدث في الداخل. يحمل إسم 'پيݣريتسيا' 𝑝𝑖𝑔𝑟𝑖𝑧𝑖𝑎 بخط كبير أخضر داكن اللون. ومن يتكلم الإيطالية سيعرف أن تلك الكلمة معناها "الكسل".
أنت تقرأ
الشياطين البريئة: الجنة السوداء - 𝐁.𝐇
Mystery / Thrillerجريمة في فندق بطلتها 'شابة عادية' و ضحيتها 'زعيم منظمة إجرامية'. هكذا بدأت القصة. قصة "الشياطين البريئة". أرادت إنقاذ والدتها فقط. وها هي تصير مطلوبة لدى المافيا الإيطالية، لدى الحكومة، ثم لدى مختل ! لم تعلم أنها ستتعرض لشيء كالإعتقال، كإطلاق النار،...