22

938 99 96
                                    


♣بداية الملاحقات..

"أين ذلك المجنون؟! لما لا يخبرني بمكانه قبل أن يختفي؟!"

صاح لاورو بغضب وهو يدخل إلى مكتبه فيصفق الباب خلفه بقوة.
جلس ليسحب مظروفا مفتوحا من جيبه ويُخرِج منه صورة ويبدأ في قلبها أمام عينيه الضيقتين.
أعاد قراءة تلك العبارة مرارا وتكرارا:

«سأقتلها..»

  كانت الصورة تتضمن فتاة في عمر الثامنة أو أقل، وكان يبدو على وجهها ملامح غير مفهومة. وكان بجانبها شخص يضع ذراعه فوق كتفها ويبتسم كالمهرج، كان ذلك سارتوري.

وضع الصورة على سطح المكتب وركز بصره على السقف بينما يقول في نفسه بلهجة فاترة:

"كنت أعرف أن شيء كهذا سيحصل. ولكنه لم يستمع إلي. ترى ماذا ستكون ردة فعله إذا إكتشف هذا؟ وهل هو يُبالي أصلا؟!"

إنحنى إلى أوراقه وعكف يراجع آخر التطورات.
كانت مداهمة البارحة هي أفضل شيء فعلوه حتى الآن، فقد تم إعتراض شحنة كبيرة من الأسلحة كي لا تصل إلى الأيدي الخطأ. ولكن لايزال أمامهم الكثير ليحققوه، حتى تنتهي هذه المسألة بشكل نهائي، ويتحول إلى بطل..

إبتسم لهذه الفكرة وراح يفكر في خطة أفضل؛ إنها "التقاعد". فالأبطال لا يرتاحون، وقد يَعلق في مهمة أسوء من هذه.

إمتدت يده إلى ملف ليبدأ في تقليبه. كانت تشارلي مفيدة جدا لهم، فحسب قولها، هذا الملف كان مِلكاً للزعيم السابق موسوليني.
وفي هذا الملف يوجد الكثير من العناوين وأرقام الهواتف وأسماء كثيرة حتى إن بعضهم تم إكتشاف أنهم يعملون في المنظمة منذ وقت طويل.

عندما سرح في عمله لوقت طويل أيقظه صوت طَرقات. وضع ما في يده على المكتب وقال بصوت راكد:"أدخل"

تجهم وجهه وهو يرى دانييل يعبر المدخل، قال بلهجة باردة وقد وضع يديه خلف ظهره حتى يظهر كالأب الذي تأخر إبنه في الخارج:
"أين كنت؟ عليك أن تجيبني هذه المرة إجابة واضحة!"

لم يُعره دانييل أي إنتباه مطلق فقد إتجه إلى الكرسي مباشرة وجلس. ليسأل بجملة واحدة:"ما الأمر؟"

"ما الأمر؟؟" رد لاورو بغضب وأخذ الصورة من فوق المكتب وقام بتقديمها إلى الآخر :"أنت شخص متهور ولا مبالي عكس ما كنت أرى فيك. لم أكن أريد التعامل معك هكذا، لكنك تجبرني!"

تفرس فيه دانييل للحظات قبل أن يأخذ تلك الصورة وينظر إليها، عندها أكمل لاورو عتابه:
"قلت لك إن ما نفعله سيجعلنا نتضرر أكثر.. هؤلاء الناس يأخذون المشاكل بصفة شخصية. أنظر، ذلك المعتوه إلتقط صورة مع إبنتك وكتب شيئا غبيا أيضا! إقلب الصورة..."

الشياطين البريئة: الجنة السوداء -  𝐁.𝐇حيث تعيش القصص. اكتشف الآن