الفصل السادس:
”خلف الكواليس.“♦ لايزال الليل يغطي على تلك المنطقة المعزولة من البشر، حيث بدأت مناوبة حُراس آخرين حتى يأخذوا مكان حُراس النهار. كانوا مسلحين ويتحلقون حول ذلك المنزل الكبير الذي يقع وسط حديقة فسيحة تشبه الجنة.
نظر الحراس الموجودون أمام البوابة الرئيسية إلى مصدر الصوت الذي يخترق الظلام ناحيتهم. كانت كتلة نور تنبعث من سيارة قادمة حتى رآى الحراس شكلها المألوف ليفتحوا البوابة ثم تتقدم السيارة إلى الداخل.
في شرفة ذلك المنزل الكبير كان يطل شاب في أواخر العشرينات يلتحف في بذلة أنيقة بيضاء اللون حتى إن ربطة العنق كانت بالأبيض، شعره الأسود الثائر يلمع بأضواء الغرفة خلفه وقد كان يحمل في يده كأسا تحتوي على القليل من الشراب. يلقي نظرات نحو تلك السيارة وكانت ملامحه تشبه طفلا على وشك البكاء..
قدِم رجل من الخلف إليه وقال في خنوع:"سيدي.. إذا كان إل ماتشيلايو يخيفك هكذا فسآمر الرجال أن يقتلوه فورا في هذه الساحة.."
إلتفت الشاب وعلى وجهه ملامح غضب جهنمي.. باليد الفارغة قام بدفع الآخر بقوته الكاملة حتى جعله يرتطم بزجاج باب الشرفة صارخا:"أيها الوغد! أنا أخاف؟! إذا سمعت هذا منك مجددا سأقطع لسانك!"
لم تكن تلك المرة الأولى التي يصرخ فيها هكذا لهذا لم يفزع مُساعِده كثيرا ليختفي في الداخل...
إستأنف الشاب شُرب كأسه بعد تنهيدة إنزعاج ثم أعاد نظره إلى الأسفل لكن الأشخاص الذين ينتظرهم لم يقعوا في مرمى بصره.
تساءل أين قد يكونون وكان عليه فقط أن يلتفت حتى يرى ذلك الشخص الضخم صاحب رقعة العين المخيفة.
وبصوت مبتهج نادى على الشاب:"داوليش، إستدر"
إبتلع 'داوليش' ريقه وترك الكأس فوق حافة الشرفة ثم إستدار حتى يواجه الآخر قائلا بإبتسامة واسعة: " لقد تأخرتَ قليلا .."
"دعنا من الكلام الفارغ الآن وأعطِني البضاعة" تغيرت نبرة ' إل ماتشيلايو' وهو يلوح بيده حتى يتحرك الآخر.
هز الشاب رأسه لِيَقتاد زبونه الدائم إلى مكانهما المعتاد. بعد ما يقارب الدقيقة من المشي وصلا إلى قبو المنزل حيث كانت بضع صناديق خشبية تنتظرهما.
إقترب 'داوليش' من أحدها حتى يرفع الغطاء الثقيل ويسنده على جانب الصندوق ليظهر محتواه الذي كان عبارة عن مسدسات من نفس النوع. أخذ صاحب رقعة العين إحدى المسدسات وبدأ يتفحصه بإمعان قائلا:"ملمسه مريح ، وزنه خفيف.. إنك ماهر في هذه الأشياء، سأقولها دائما"
"أوه شكرا جزيلا لك! أنا أقدر هذا.."
"ولا أحتاج إلى أن أجربه هنا لأعرف جودته، فأنت موثوق فيه"
أنت تقرأ
الشياطين البريئة: الجنة السوداء - 𝐁.𝐇
Mystery / Thrillerجريمة في فندق بطلتها 'شابة عادية' و ضحيتها 'زعيم منظمة إجرامية'. هكذا بدأت القصة. قصة "الشياطين البريئة". أرادت إنقاذ والدتها فقط. وها هي تصير مطلوبة لدى المافيا الإيطالية، لدى الحكومة، ثم لدى مختل ! لم تعلم أنها ستتعرض لشيء كالإعتقال، كإطلاق النار،...