هدوء يسود حول محطة المياه الرئيسية في ضواحي مدينة باليرمو. رياح خفيفة تحرك أوراق الأشجار تحت سماءٍ مالت إلى السواد. أجواء ستشهد الحدث الكبير الذي سيغير مصير المدينة.
على بعد خطوات قليلة، كانت هناك شخصية تبرز من الظلام، تتقدم بثبات وحزم. كان وجهها يحمل ملامح الجدية، وعيناها تعكسان عزماً لا رجعة فيه.
كانت زعيمة المنظمة، التي لطالما هيمنت عائلتُها على معظم البلاد بقبضة من حديد. اليوم، حان دورها.
توقفت عند بوابة المحطة، نظرت إلى القفل الإلكتروني الذي يفصلها عن هدفها. لم تكن عيناها تحملان ذرة قلق، فقد كانت مستعدة جيدًا لهذه اللحظة.
وبدون تردد أخرجت جهازًا صغيرًا من جيبها، وبدأت في إختراق النظام الأمني. خلال ثوانٍ، فُتح القفل، وأطلقت الباب صريرًا معدنيًا كأنه يُعبِّر عن خضوعه لإرادتها.
داخل المحطة، كانت الأجواء أكثر برودة، الأصوات الوحيدة كانت صوت الأجهزة التي تعمل بإستمرار لتحافظ على نقاء المياه وتدفقه إلى المدينة.
تقدمت أدولينا بثبات نحو لوحة التحكم الرئيسية، حيث كانت بحوزتها حقيبة صغيرة تحتوي على ’عقار التحكم‘. نظرت إلى الحقيبة، ثم إلى اللوحة، وابتسامة خفيفة تشكلت على شفتيها.
"أخيراً.." قالت بصوت هادئ تتخلله نبرة الانتصار: "حان الوقت."
فتحت الحقيبة بعناية فأخرجت قنينة صغيرة تحتوي على سائل شفاف. رفعت القنينة أمام عينيها، متمعنة في محتواها؛ بعد قليل، ستفتحها وتصب السائل ببطء في نظام توزيع المياه. كان العقار عديم اللون والطعم، وسيختلط بالماء دون أن يشعر أحد، حتى يبدأ تأثيره في الظهور ببطء على السكان.
مع كل قطرة ستسقط في الماء، ستشعر بقوة أكبر تتدفق في عروقها. لقد كانت خطوة جريئة وخطيرة، ولكنها كانت واثقة من نجاحها.
في غضون أيام قليلة، ستصبح قادرة على التحكم في عقول الآلاف، توجههم كيفما شاءت، وتبني إمبراطوريتها الخاصة التي لا يمكن لأحد الوقوف في وجهها.بعد أن تنهي مهمتها، سترى نور السلطة المطلقة، السلطة التي لم يحظى بها أحد من قبل في التاريخ. واليوم، بدأت رحلتها نحو تحقيق هذه السيطرة، خطوة بخطوة، في عالم لن يعرف الرحمة.
حلم عظيم كاد يتحقق، لكنها أخطأته بإنش واحد. حواسها لا تكذب، فقد شعرت بشخص يقترب من المكان!
وقفت مُعيدة القنينة إلى مكانها فإلتفتت لترى الذي قاطع ذلك الحلم، ورغم أن وجوده كان متوقعا إلا أنها تكاد لا تصدق عيناها..
وجَّه مسدسه مباشرة إليها وكانت تلك الحركة وحدها تنطق بكل شيء.
إلتزمت الصمت ما سمح له بأن يبدأ المحادثة قائلا ببرود:"ضعي تلك من يدك وإرمي إليّ مسدسك."
أنت تقرأ
الشياطين البريئة: الجنة السوداء - 𝐁.𝐇
Mystery / Thrillerجريمة في فندق بطلتها 'شابة عادية' و ضحيتها 'زعيم منظمة إجرامية'. هكذا بدأت القصة. قصة "الشياطين البريئة". أرادت إنقاذ والدتها فقط. وها هي تصير مطلوبة لدى المافيا الإيطالية، لدى الحكومة، ثم لدى مختل ! لم تعلم أنها ستتعرض لشيء كالإعتقال، كإطلاق النار،...