الفصل الرابع والثلاثون:
السيدة والتَّابِع.أجبر ڤالنتينو ساقيه على السير أمامه. مشاعره جعلت جسده مخدرا، وصوت إل ماتشيلايو لا يزال مُنغرِساً في رأسه كالشوكة.
لم يسبق له أن إختبر وضعية كهذه. يشعر كأنه يقف في حافة برج عالٍ بينما رياح اليأس تحاول دفعه نحو هاوية الإِخفاق.
كان وضعه بائساً. لم يكن له مكان يذهب إليه سوى القلعة.
دخل ثم أغلق الباب خلفه و تقدم إلى غرفة الجلوس الموجودة على اليمين البعيد..لم ترغب أدولينا أن يتم تنظيف هذا القصر تماما، ولا أحد يعلم لماذا..
شعر بأنه خطى الخطوة الأولى عندما رآها جالسة على كنبة وفي يدها فنجان قهوة فاتحة.
لم يقوى على قول كلمة، ولكنها لم تكن متشددة حول ذلك الشأن كالعادة لأنها شعرت بهالة غير مألوفة حوله:
"من الجيد أنكَ هنا مجددا. لقد أحضرتُ كأسك إحتياطاً. إجلس أمامي.."جلس بلا تردد فقامت بسكب قهوته من الإبريق وقام ليأخذها. إرتشف منها بتمهل بعد أن حرص على الإسترخاء على أريكته.
"كنتَ تبحث عن ماثيو، لقد طاردني لقتلي في الواقع.."
قالت عبارة لاذعة. لكن ڤالنتينو قرر أن لا يسمح لها بمنعه من الإحساس بحلاوة القهوة. لم يكن يحب قهوتها، لكن الآن، شيء تغير. في الواقع، تغير الكثير.
لم يحتج إلى دليل آخر يثبت له أن ماثيو ليس ذلك الشخص الذي إعتقدوا أنه في صفهم. لذلك لم يتفاجئ بشكل كامل.
وضع الفنجان على الطاولة، تأمل قليلا فيه، ثم سأل بلهجة رتيبة:
"ماذا حدث له؟"تكهن أنه بما أنها هنا حية ترزق فلابد أن الآخر في وضع لا يُحسد عليه..
إرتشفَت القليل من القهوة ثم وضعت الفنجان على الطاولة وتراجعت حتى تستند جيدا على الأريكة بينما ذراعاها على المساند وساقها على الأخرى. وبلا مقدمات شرعت تحكي له كلما حدث، حتى إنها سردت بعض الأشياء التي قالها ماثيو بالحرف. وكان يبدو عليها الضيق واضحاً.
أما هو فقد كانت الصدمة جلية على ملامحه. لم يرغب في الإكتفاء بالنظر إليها بينما تتحدث، كان يريد أن يجد ماثيو أمامه ويحكم قبضتيه على عنقه حتى يحطمه، ليس لأنه خان المنظمة، بل لأنه إتصل بشقيقه وأقحمه في كل هذا. لم تكن المنظمة تهمه حقا.
قرر أن يكون واضحا في سؤاله السابق عندما قال مجددا:"هل قتلتِه؟"
نزعت نظارتها وبدأت تقلبها بين يديها. لتقول في سهو:"لم أقتله.. مايكل فعل."
تنهد بعمق كأنه سمع خبراً سيئا للتو. لقد كان مايكل من أطلق النار على لويجي. هل كل ما يفعله هذا الرجل في حياته هو إطلاق النار؟! هو لا يعرف سبب وجوده في الأرجاء لهذه الدرجة.
أنت تقرأ
الشياطين البريئة: الجنة السوداء - 𝐁.𝐇
Mystery / Thrillerجريمة في فندق بطلتها 'شابة عادية' و ضحيتها 'زعيم منظمة إجرامية'. هكذا بدأت القصة. قصة "الشياطين البريئة". أرادت إنقاذ والدتها فقط. وها هي تصير مطلوبة لدى المافيا الإيطالية، لدى الحكومة، ثم لدى مختل ! لم تعلم أنها ستتعرض لشيء كالإعتقال، كإطلاق النار،...