الفصل الخامس:
”عشاء في منزل المجنون.“وجدت بيانكا نفسها في مقاطعة 'إيسولا ديل فيميني' الموجودة في أقصى شمال سيشيليا. وهي مكان هادئ يتميز بشاطئ خلاب يلوح غروب الشمس في أفقه، وحيث أغلب السكان القليلون يمتهنون الصيد.
دخلت رفقة المبعوثة إلى أحد المنازل الريفية الفاخرة، الذي يتربع على هضبة تطل على البحر الأزرق الداكن الهادئ، والبعيد عن الأنظار. يحيط به سياج حديدي مرتفع معلقة به أجهزة مراقبة يصعب ملاحظتها من النظرة الأولى.
كانت غرفة المعيشة مضاءة بأشعة غروب الشمس بسبب واجهتها الزجاجية الكبيرة التي تمتد من الأرض إلى السقف.
جلست بيانكا على أريكة بطلب من المبعوثة التي قالت لها أن تناديها 'تشارلي'.
عندئذ قالت تشارلي وهي تخلع معطفها: "لا تلمسي أي شيء.. تقريبا.. هذا منزل رجل مجنون"ذلك الكلام زاد الطين بلة فبيانكا الآن صارت قلقة أكثر من أن يكون ذلك المجنون هو المشرف الذي توعد بالإنتقام منها..
قامت تشارلي بسكب العصير في كأسَين من الزجاج الرقيق، قالت وهي تتقدم نحو بيانكا بملل:"على أي يا عزيزتي، سيأتي المسؤول عن المناصب.. لنخبره أنك مساعدتي من الآن فصاعدا"
إبتسمت بيانكا بإرتباك بينما تأخذ كأس العصير، كانت تتجول بنظراتها في كل ما يقع أمامها؛ تماثيل صغيرة في الرفوف، ولوحات فنية غريبة، ثم التلفاز الضخم الذي يقع أمامها ويعكس صورتها على شاشته السوداء. ولم تكن ترى صورتها فقط، بل بسبب التحديق الطويل شعرت بالقشعريرة، رأت إنعكاس شبح أسود يقف في شرفة الطابق العلوي التي تطل على غرفة المعيشة هذه، ويبدو أنه يراقبها منذ مدة طويلة..
وفجأة صدى صوت معدني ينتشر في الأجواء ويكسر الصمت، وعلى إثره إهتزت بيانكا وانسكب القليل من العصير على سروالها..
نطقت تشارلي وهي تضع الكأس على الطاولة الزجاجية قبالتها:"شخص ما رن جرس الباب، لابد أنه السيد ماثيو!.. وإن لم يكن سأحشر ذلك الجرس في عنقه!"
أنت تقرأ
الشياطين البريئة: الجنة السوداء - 𝐁.𝐇
Mystery / Thrillerجريمة في فندق بطلتها 'شابة عادية' و ضحيتها 'زعيم منظمة إجرامية'. هكذا بدأت القصة. قصة "الشياطين البريئة". أرادت إنقاذ والدتها فقط. وها هي تصير مطلوبة لدى المافيا الإيطالية، لدى الحكومة، ثم لدى مختل ! لم تعلم أنها ستتعرض لشيء كالإعتقال، كإطلاق النار،...