الفصل الثامن:
"قطف وردة."♦ أخذ لويجي يجتاز تلك الطرقات هائما لا يشعر بالناس حوله ولا حتى بتلك الحرارة التي جعلت جبينه يتفصد بالعرق حتى يبتل شعره الناعم. مُقلتاه لا تُبارحان الأرض بينما يُحاول جعل تنفسه عاديا حتى يتمالك نفسه وينسى تلك الأفكار التي تفتك برأسه..
"إهدأ.. لا أحد رآك. لقد كنتَ في مشاكل أسوء من هذه ونجوت! لكن.. هذه المشكلة مختلفة!"
سرعان ما عاد إيقاع قلبه يعلو خصوصا وقد حط رجله على عتبة باب بناية سكنه. أخذ نفسا عميقا ليدخل ويصعد تلك الدرجات إلى الطابق الثاني، ثم دخل إلى شقته التي تركها مفتوحة قبل نصف ساعة.
ألقى التحية على الواقف هناك بجانب خزانة ثم أضاف: " إستطعت بصعوبة إقناع صاحب العمل أن يعطيني هذا اليوم كإجازة. لذلك فلنستمتع جيدا يا داني!"
لم ينزعج من حقيقة أن المعني بالأمر كان يسرح بِنظراته في الخزانة الزجاجية التي تحتضن بداخلها مجموعة من الصور، بعضها بالأسود والأبيض والآخر باهت..
نطق أخيرا: " طبعا.. يبدو أنك تهتم بهذه الصور جيدا"
إبتسم لويجي مُجيبا: " تلك بعض من الأشياء التي بقيت من أمي؛ طبعا سأهتم بها أكثر من نفسي!"
تفرس دانييل بنظراته حوله في تلك الغرفة التي تكتسي بطابع الفوضوية والرطوبة.. ولم يجد بما يضيف ليكتفي بإعادة موضوع سابق: " يبدو أنك لا تهتم بنفسك أصلا. عليك أن تنتقل للعيش معنا في روما فعلا، أعد التفكير في الأمر"
"ماذا؟!" صاح لويجي بضجر ليتجه إلى الكنبة ويجلس عليها بلا كلمة أخرى. وكان تصرفه تعبيرا عن الرفض طبعا.
جلس دانييل بجانبه بعد أن قرر تأجيل ذلك الموضوع لوقت لاحق. وبدون أن يسمح للصمت أن يُطيل سأله قائلا: " أين ڤالنتينو؟ ألا تعيشان معا؟ "
تنهد لويجي وبدا كأنه على وشك سرد قصة حزينة: " علاقتنا محزنة لدرجة أخذت أفكر فيمن يكون ڤالنتينو هذا.."
"لهذه الدرجة؟"
"أجل! إنه يعيش في جزء آخر من المدينة. لا يزورني سوى مرات تُعد على أصابع اليد في السنة.. وآخر مرة رأيته كانت منذ ثلاثة أيام بعد أن إختفى لشهرين!"
قال بإستنكار ما دفع دانييل بأن يقلق هو الآخر فبدأ لويجي يتكلم بدون أن يسمح له بالتعليق:"قبل ثلاثة أيام كنت في المطعم أعمل كالعادة. وفجأة جائتنا فتاة غريبة، كانت تضع شعرا ورديا مستعارا.. هي لم تطلب شيئا، بل جاءت لتورطنا في مصيبة! هل تعلم ماذا فعلت؟ لقد طلبت مني أن أبتعد عن صاحب المطعم حتى لا يسمعنا، ثم وضعت على الطاولة مسدسا! مسدس! لقد خفت.. إعتقدت أنها تحاول إلفاق جريمة بي. لكن ما حدث لاحقا سيكون صادما لك. لقد دخل ڤالنتينو ثم أخذ المسدس ورحل! وكأنها كانت تريد إعطائه المسدس لكنها أخطأت وحسبتني هو!"
أنت تقرأ
الشياطين البريئة: الجنة السوداء - 𝐁.𝐇
Misteri / Thrillerجريمة في فندق بطلتها 'شابة عادية' و ضحيتها 'زعيم منظمة إجرامية'. هكذا بدأت القصة. قصة "الشياطين البريئة". أرادت إنقاذ والدتها فقط. وها هي تصير مطلوبة لدى المافيا الإيطالية، لدى الحكومة، ثم لدى مختل ! لم تعلم أنها ستتعرض لشيء كالإعتقال، كإطلاق النار،...