24

835 92 181
                                    

إضطراب..

تحت ضوء مصباح المكتب، يلمع حجر ألماس بِتَأنق يسُرّ الناظِرين وهو مُثَبَّت بِمِلقط. أطالت تلك العين التحديقَ فيه عبر عدسة مُكبرة صغيرة لِما يقارب ربع دقيقة إلى أن تم التقرير أخيرا: حقيقي.

وضع ڤالنتينو المُكبرة والمِلقط على الطاولة ثم وضع حجر الألماس الصغير في مكانه وسط وسادة صغيرة داخل علبة خاصة بعناية.
حجز نفسه في تلك الغرفة المظلمة ليوم كامل حتى يُنهي العمل الذي كلفوه به.
عادةً، لا يحصل على أعمال حقيقية. علاقته بالدونا تضره أكثر مما تنفعه. البعض يراه نكرة بدون تلك الزعيمة..

أفكار إحتدمت في رأسه فَقاوَمها أشد المقاومة.
لكن فجأة، صورة ذلك الرجل الذي يحوم حوله هذه الأيام جعلته يمسح بذراعيه على الطاولة ليرمي بكل ما عليها على الأرض بقوة، وتبع أصوات السقوط الحادة تلك تشكل لوحة من الفوضى على الأرض، إختلط الألماس الذي تأكد من أنه حقيقي مع باقي الألماس، وقد شهِد ضوء المصباح الذي بقي وحيدا فوق الطاولة على تلك اللوحة ..

عمل اليوم كله قد ضاع!

بسبب من؟ بسببه!

"ذلك الأحمق! ذلك الـ... يريد أن يجعلني أفقد عقلي اللعين.."

تمتم بصوت غاضب ومختنق واضعا يديه حول رأسه، وفي خضم حالته تلك لم يُعِر بالاً للألماس المنتشر على الأرض؛ فقد كان كالقنبلة فإنفجر للتو.
فتح رجل الباب وقد دخل ضوء النهار إلى الغرفة، نظر إلى الفوضى ليُلقي نظرة تساؤل نحو ڤالنتينو قائلا:

" سيد أليغري، ماذا حدث ؟! "

بعد مدة صمت رفع ڤالنتينو رأسه قائلا بنبرة ساخطة :"أُخرج!"

زم الرجل شفتيه ليختفي مُغلقا الباب خلفه بدون كلمة أخرى، فتنفس ڤالنتينو بعمق محاولا طرد تلك المشاعر عنه... وضع يده على الجدار ليستند عليه ويبدأ التفكير في "ذلك الأحمق".

كان كل شيئ يسير على ما يرام، ربما، إلى أن سمع أن شقيقه هنا يخطط لإسقاط هذه المنظمة، فشعر كأن بعد إنتهاءه من بناء قلعة تمّ هَدْمُها في رمشة عين.

خطة وجدها تافهة تزور عقله، فقرر التجربة، لم لا؟

سارعت يداه إلى الهاتف الثابت الموجود على طاولة بعيدة، وهذا بعد أن قام بتشغيل المصباح الأساسي للغرفة، لتظهر هذه الغرفة العتيقة ذات الجدران المغطاة بورق بني مزخرف، وخزانة كتب كبيرة تغطي أغلب أحد الجدران الأربعة، وقد كان يعمل على مكتب خشبي أنيق الذي يتواجد بجانب فوضى الألماس تلك..

ركّب رقما ثم وضع السماعة، جاء صوت بعد ثوان من الرنين :"مرحبا؟"

قال ڤالنتينو بلهجة جافة:"أبي، أنا ڤالنتينو، إبنك ربما "

أطال الطرف الآخر صمته وبدأ يتلعثم، قال فجأة:"ڤالنتينو! كيف حالك يا بني؟ هل.."

لكن الآخر قاطعه بصوت فظ :"قُل لإبنك أن يعود إلى بيته قبل أن يتعرض للقتل!"

الشياطين البريئة: الجنة السوداء -  𝐁.𝐇حيث تعيش القصص. اكتشف الآن