16

1K 123 125
                                    


مزيد من الألم ..

"يا إلهي، كل يوم نجد جثة في الطريق!"

نطق عجوز بصوت مازح وهو يقف خلف الشريط الاصفر، ينظر بفضول ناحية القماش الأبيض الذي من الواضح أن جثة تقبع أسفله.

كان الصباح باكرا، حوالي الثامنة، عندما وجد بائع متجول جثة في طريقه خلف المستشفى العام، بعدها إتصل بالشرطة حيث تم على الفور إدراك أنها جريمة قتل.

حضر المفتش لاورو وقد إستيقظ من نومة الثلاث ساعات غصباً عنه مما جعله في حالة خمول، لكنه بالأصل لم ينفع في أية مسألة سوى التذمر وإطلاق الشتائم من وقت لآخر:

"بالكاد تم حل القضايا الأخرى! من اللعين الذي يتسبب في كل هذا! اللعنة.. وما يقتلني أكثر هو أن علي تتبع جرائم هذه المدينة حتى تنفع قضيتنا اللعينة ! ما اللعنة التي أحضرتني إلى هنا !"

أخذ مذكرته وبدأ يكتب عليها خربشات عشوائية ليبدو للناس وكأنه يستنتج أشياءً خطيرة.
وقد كتب بالفعل في آخر المطاف: "بيانكا رامبيلي، المشتبه بها الأول" ثم أطلق تنهيدة سخط.

"حاليا، لا أحد غيرها قد يفعل هذا. ربما كانت الجرائم السابقة أبشع وأكثر، لكن المدينة الآن تحت سيطرة شخص من نوع آخر."

وضع المذكرة في جيب معطفه وإتجه صوب شاحنة قريبة من موقع الجريمة، إستند على المدخل الخلفي حيث بدأ يراقب الأفراد في داخل الشاحنة وهم يستخدمون الحواسيب بتركيز كبير.
  سَعَل عمداً كي يحظى ببعض الإنتباه حيث أن لا أحد يعلم بوجوده حتى، لمحه أحد الموجودين وإبتسم له رغبة في أن يلتحق به، وهو ما تم.

كان الرجل يعرض شريط ڤيديو على شاشة الحاسوب وهو يقول:
"هذه تسجيلات كاميرا المراقبة الموجودة في سلالم باب الطوارئ. لقد تم العبث ببقية التسجيلات إذ أنه لا يوجد تسجيل للمقتول وهو يدخل، بل يوجد له هذا وهو يغادر مسرعا من باب الطوارئ."

ضيق لاورو عينيه وهو ينظر إلى الشاشة. كان المعني بالأمر ينزل السلالم مسرعا.

طلب من الآخر أن يقوم بوقف التسجيل ليقول:
"إنه يرتدي قفازات خاصة، ويصعب التعرف على وجهه. مما يدل على أنه فعل شيئا مريبا..على العموم، سأغيب الآن، وإجعلوا الباقي للسيد أليݣري فهو في الطريق.

أحتاج أن أشرب قهوتي وإلا سأموت.."

وهكذا ترك مسرح الجريمة دون ملاحظة أخرى.

بضع دقائق فقط وقد حضر دانييل الذي لم يتوفق في أخذ قيلولة حتى ، حاله ليس أفضل من الآخر للأمانة .

  بطريقة ما ، كل ما حوله هنا لم ينجح في أخذ إهتمامه. فقد كان عقله يأبى التفكير في أي شيء سوى طريقة للهروب من هذا الجحيم.

الشياطين البريئة: الجنة السوداء -  𝐁.𝐇حيث تعيش القصص. اكتشف الآن