28

642 85 121
                                    


إختار ماريو الشقة بحكمة. حيث تقع في بناية يعيش بها أشخاص عاديون في حي نظيف هادئ ويمكن أن يوصف بالراقي.

وفي الشقة تتجول سيلينا من ركن لآخر حتى تتحكم في توترها.. ترك لها جدها ماريو التلفاز المتصل بألعاب الڤيديو لكن خدعة الإلهاء تلك لن تنطلي عليها مجددا. فهي تشعر بذبذبات محملة بالمشاكل تزعجها منذ أن دخلت هذه المدينة..

"كالعادة، يعتقدان أن دماغي صغير ولا يستوعب.. لكن كيف له أن يتركني وحدي!"

فكرت وهي تنوي عض جدها إذا جاء حتى تجبره على العودة إلى روما..

كان والدها يرسل إليها رسائل كل يوم وقد فعل هذا الصباح. كما وقد قام بتنبيهها ألا تخبر جدها أنها تتواصل معه. لكنها قبل قليل حاولت الإتصال به فلم تفلح..

"لا بد أنه قُتل ! آه لقد حذرته.. حتى جدي سيحصل له نفس الشيء.. لما حظي هكذا؟ هل كلما عشت مع عائلة تُقتَل؟"

وضعت كفيها على رأسها وكأنها ترغب في إسكات تلك الخواطر. تحركت إلى النافذة للمرة العاشرة وألقت نظرة إلى أرجاء الشارع بنظرات شاردة غير منتبهة للتفاصيل، أرض مبللة بالمطر وقطة تلعب في بِرَك الماء..

إرتفعت أُذُنا القطة فجأة ونظرت خلفها فإذا بها تعيد وجهها إلى الأمام ثم تطلق ساقيها للريح هاربة من المكان. للوهلة الأولى ظهر ذلك لسيلينا عادياً فالقطط تخاف ظلها.. لكن ما إن نظرت إلى ما رأته القطة حتى لفت إنتباهها منظر خمسة أشخاص قادمين مباشرة إلى البناية حيث توجد هي. يتقدمهم شخص يضع رقعة عين و..

رقعة عين؟!

تقلص بؤبؤ عينيها وداهمها ألم في الرأس وصارت جبهتها تتفصد بالعرق. إبتعدت عن النافذة ببطئ وبدأت تحرك رأسها يمينا ويسارا في هلع..

"إنهم قادمون إلي بلا شك !!"

فوراً إستعادت رباطة نفسها، ثم إنطلقت إلى باب الشقة وأقفلته، فإتجهت إلى خزانة الملابس في غرفة النوم وفتحت الباب..

"سأكون غبية إذا دخلت هذه الخزانة !"

أغلقتها ثم إتجهت إلى الغرفة الموجودة في آخر الشقة حيث تتواجد نافذة صغيرة نحو الفناء وآلة غسيل الملابس مع سَلَّتين كبيرتين تخصان الملابس المتسخة لكنهما فارغتين.

عادت إلى غرفة النوم وأخذت الوسائد والأغطية وبعض الملابس ثم ملأت السلتين ووقفت تنظر حولها. ثم فتحت النافذة وقامت برمي بعض الوسائد في الأسفل..

الآن تلتفت بذعر بسبب صوت محاولةٍ لفتح الباب..

"يحاولون الدخول فعلاً.."

بعد أن أدرك الرجل أن لا نفع من محاولة فتح الباب كإنسان عادي، قرر أن يستخدم كتفه ويبدأ الهجوم على الباب بعنف. لكن المحاولات الثلاث لم تنفع ، فبدأ يركله..

الشياطين البريئة: الجنة السوداء -  𝐁.𝐇حيث تعيش القصص. اكتشف الآن