♣كان الجو عاصفا. فهي مرحلة الإنتقال من فصل الصيف إلى فصل الخريف. إنتشرت أوراق الأشجار البرتقالية على جنبات الطريق وصار مشهد شوارع باليرمو ساحرة. وكذلك حدث مع باحة منزل بستان البرتقال.
فتحتُ باب المنزل حاملة كيس الغذاء. فتوقفت في العتبة لِرؤيتي صاحبة الشعر القصير واقفة وتبتسم.
"لينغ؟ ماذا تفعلين هنا؟"
سألت بدون أن يكون في صوتي نبرة متحمسة للجواب. إقتربت لينغ خطوة إلى الأمام قائلة:
"إشتقت إلى صديقتي!"أغلقتُ الباب خلفي قائلة :"بربك إشتقت إلى صديقتك بعد أسبوع بدون أن تخبريها بشيء؟"
رفعت لينغ رأسها مُدّعِية الإنزعاج من ذلك الكلام وقالت : " كنتُ في مهمات معقدة وكان علي الإبتعاد كثيرا عن هنا.. على أيٍّ، ألن تقولي شيئا عن نفسك مثلا؟ ماذا كنتِ تفعلين في غيابي؟"
وضعت كيس الطعام على المائدة وجلست على أقرب الكرسي لأبدأ العبث في المحتويات. إقتربت لينغ وأخذت كرسيا قريبا مني واضعة مرفقيها على سطح الطاولة وبصرُها معلق علي..
ظهرت ملامح خيبة الأمل على وجهي قائلة بهمس :"يبدو أني أحضرت النكهة الخطأ..."
ردت لينغ بإقتراح :"لا بأس، أنا سوف آكلها وأنت يمكنك الذهاب لشراء النكهة التي تعجبك! "
هي لن تتعلم الكلام اللائق أبدا !
بعد برهة من الصمت فرشت لينغ ذراعيها على الطاولة قائلة بعد زفرة ملل :"إذن، ألن تحكي لي مغامراتك الأخيرة؟"
رُحت آكل المعكرونة بشكل وحشي وكأني أسرع من أجل الهروب من أسئلتها. كنت أتساءل في نفسي، هل أخبرها أم لا؟ ربما الوقت مبكر! وربما هي ليست شخصا موثوقا فيه!
كانت تنتظر بالفعل جوابا يشفي غليلها، لكني إستمررت في لعبة الصمت طويلا أكثر مما يجب.
نهَضَت وظلت واقفة للحظات، ثم نطقت وقد وضعت كلتا يديها على الطاولة وإنحنت لمستواي :"كنتُ مخطئة جدا عندما نعثتك بتلك الأوصاف. لذلك أنا آسفة جدا، هذا كل ما أعرفه بخصوص جُمل الإعتذارات، أنا لا أعرف كيف أعتذر حقا!"
نهضتُ أنا الأخرى لأقول بجدية :"ربما علينا نسيان هذا الموضوع... لدي كلام مهم لك "
رَفَعَت حاجبيها مستعدة للسماع، حيث أردفتُ :
"عندما كنتِ غائبة طيلة أسبوع، كنت أتحدث مع الشرطة "
والآن قامت بعقد حاجبيها وأطالت النظر في وجهي قبل أن تزعق : "ماذا؟!"
"أجل! تم القبض عليَّ في صباح اليوم التالي لليلة التي تركتني فيها. قالوا لي أنهم لن يضعوني في السجن إذا تعاونت معهم. وكذلك أنت! ستحصلين على إمتيازات كثيرة بالتعاون معنا! "
أنت تقرأ
الشياطين البريئة: الجنة السوداء - 𝐁.𝐇
Mystery / Thrillerجريمة في فندق بطلتها 'شابة عادية' و ضحيتها 'زعيم منظمة إجرامية'. هكذا بدأت القصة. قصة "الشياطين البريئة". أرادت إنقاذ والدتها فقط. وها هي تصير مطلوبة لدى المافيا الإيطالية، لدى الحكومة، ثم لدى مختل ! لم تعلم أنها ستتعرض لشيء كالإعتقال، كإطلاق النار،...