37

204 33 117
                                    

الفصل السابع والثلاثون:
"عهد بِنفحة الموت."


إستيقظت بيانكا من نومها العميق منتشية مع وجه مشرق كغير العادة. إبتسمت فقد رأت حلما لطيفا قلما رأت نظيره منذ سنوات؛ رأت نفسها في المستقبل، في بيت صغير ودافئ، مع اسرة صغيرة، وكانت زوجة وأم..

ضحكت قليلا خصوصا عندما عرفت من يكون شريك حياتها ذاك. تورد وجهها فوضعت كفيها عليه هامسة:
"ايتها الغبية.."

جلست على طرف السرير وأخذت فكرة مجنونة تسيطر على تفكيرها مرة ثانية؛ ماذا لو هربت؟
هي لا تزال تملك ذلك المال من عملية موسوليني. يمكنها بدء حياة جديدة حرفيا تاركة كل شيئ خلفها وستكون ذكية حتى لا يجدها هؤلاء.

ستعيش بهوية جديدة فلا يمكنها البقاء هنا الى ان يتغير مايكل فجأة وتظهر اسنانه المخفية.. قلبها يخبرها ان شيئا ما قد يحصل عندما تغفل.
لكنها على الاقل متأكدة من رغبتها في المغادرة.

وكعادة الايام الاخيرة، هو صباح رطب، فيه السماء تنفث رذاذا مائيا على الضباب الابيض المنتشر في الارض الترابية المبتلة. هدوء يسيطر على أرجاء الغابة عامةً وفي المنزل خاصة.

نزلت السلالم ورصد أنفها رائحة جميلة تخص القهوة قبل ان تلحظ وجود مايكل هناك في المطبخ. لابد انه فطور لذيذ اخر في الطريق.
"صباح الخير." هتفت حالما ادرك وجودها.

نظر إليها نظرة سريعة ثم عاد يركز على عمله قائلا بلا إبتسامة وصوته يفتقر إلى الحيوية المعتادة: "صباح خير.."

عبست قليلا وشعرت بوجود مشكلة.
وقفت مكانها ولم تتردد في السؤال: "ما الخطب؟ أ أنت بخير؟"

وكأنه كان ينتظر منها أن تسأل، وضع ما يحمله على الطاولة بإنزعاج واضح. ليتنهد ثم يشير إلى النافذة: "صديقك أثار مشكلة البارحة.."

نظرت تلقائيا عبر النافذة، لترى شخصا يقف بِمحاذاة سور المنزل يحدق إليه. متذكرة وصف مايكل له بصديقها، أدركت انه لم يكن إلا دانييل..

بدأت التساؤلات تطرح نفسها، فأي مشكلة قد يثيرها هذا العاقل؟! وقد أمضوا ليلة جيدة، لم تستطع إفتراض أي مشكلة أغفلت عنها. لذلك سألت معيدة وجهها المستغرب إلى مايكل:
"ماذا حدث؟"

لم يجد صعوبة لينطق بالجواب. لقد أطلقه مباشرة:
"كاد يقتل نفسه بسلاحي. كنتِ نائمة."

غرقت بيانكا في مستنقع الحيرة، وضاعت في دوامة اللّافهم. الأمر اشبه بسماعها لغة ثانية، لغة لا يتقبلها عقلها..
ماذا قال للتو؟!

الشياطين البريئة: الجنة السوداء -  𝐁.𝐇حيث تعيش القصص. اكتشف الآن