منتصف النهار، الشمس الساطعة جعلت الجو ساخنا نوعا ما، و عواصف غبارية تهب من حين لآخر، فصارت تلك الغابة المهجورة موحشة أكثر.
وهي الغابة التي توجد قرب ذلك المنزل الريفي الجميل، فوق الهضبة المطلة على البحر الأزرق. كانت الغابة مظللة بما فيه الكفاية حتى لا يستطيع عناصر الشرطة الذين يفتشون هذا البيت أن يلاحظوا ذلك الشخص الذي يتفرس فيهم منذ ما يقارب الساعة.
كان مايكل خلف شجرة ذات جذع ضخم وقد أتى لتوه من منزل الدونا، فإذا به يجد هؤلاء يحتلون منزله. وكم كانت الدونا تحذره من أن يلاحظوه أو يذهب إليهم، خصوصا وأنه عرف بِوَرطته وأنهم يبحثون عنه..
تحسس جهاز التحكم الذي نسيه في جيبه، بفضل هذه المصادفة من المستبعد أنهم سيستطيعوا فتح الباب السري لمخزن العتاد في أسفل غرفة الجلوس، وهكذا لن يغرق في بِركة مشكلته أكثر..
-
دخلت لينغ مع بيانكا إلى مطعم صيني في سوق مكتظة بالناس، وقد صارت بيانكا معتادة على شعرها الأسود المستعار الطويل كما أن لينغ وضعت قبعة وردية أعطت الحياة لمظهرها الخارجي..
قالت وهما تجلسان جنبا إلى جنب في كنبة:"وكأننا تبادلنا الرؤوس.. على الأقل سيكون من الصعب ملاحظتنا هنا."
خلفهما يوجد شخص آخر معطي ظهره لهما، وكان ذلك نفسه المفتش لاورو فقد صارت هذه طريقتهم للتواصل منذ مدة.
قال عندما إتكئ أكثر في مقعده:"إنتهى عملكما معنا نوعا ما.. في الأسبوع المقبل سيتم تسليم تقاريرنا إلى المركز فيتم بذلك إعتقال أصدقائكم.."
شبكت بيانكا ذراعيها قائلة بعد برهة بتعجب:"هذا فقط؟"
أجابها بتعجب أيضا:"وماذا كنت تتوقعين؟!"
همهمت لينغ وقالت:"ربما القليل من الأكشن؟ وكأنها ليست نهاية المنظمة!"
"نحن لسنا في فيلم أو رواية خيالية أيتها المراهقتان، سيتم إقتحام أوكار أصدقائكما وهم نائمون وسيستيقظون في السجن. وأنا سأنال ترقية كبيرة وأرتاح منكم ومن عذابكم!" قالها وهو يضع يديه تحت رأسه حتى يسترخي أكثر..
ونظرت لينغ إلى بيانكا في برود وهمست لها عندما إنحنت إلى الأمام:"هذا الغبي يظن أن المنظمة مجرد مجموعة من المتشردين يضعون الخيام في ساحة وسط المدينة، أعتقد أنه علينا الخوف على نفسنا.."
إلتفت إليها بسرعة صائحا بغضب:"سمعتك أيها الغبية! هل تدركين عواقب كلامك؟! تظنين أنك وهي ستنجوان من هذا؟! سأحرص على أن تنالا أطول مدة في السجن يا ذات الوجه الصغير!!"
أنت تقرأ
الشياطين البريئة: الجنة السوداء - 𝐁.𝐇
Mystery / Thrillerجريمة في فندق بطلتها 'شابة عادية' و ضحيتها 'زعيم منظمة إجرامية'. هكذا بدأت القصة. قصة "الشياطين البريئة". أرادت إنقاذ والدتها فقط. وها هي تصير مطلوبة لدى المافيا الإيطالية، لدى الحكومة، ثم لدى مختل ! لم تعلم أنها ستتعرض لشيء كالإعتقال، كإطلاق النار،...